إنطلاق مؤسسة الديمقراطية والانتخابات في ليبيا
بدافع
من الشعور بحاجة ليبيا إلى منبر متخصص يعمل على تطوير مفهوم الديمقراطية، كنتيجة لدراسة
مبدئية متخصصة أظهرت محدودية الدراسات حول الديمقراطية وسبل الانتخابات؛ نظراً
لندرة مؤسسات المجتمع المدني المحلية المعنية بتلك المجالات، وعدم تمكين المؤسسات
الدولية من القيام بذات المهام في ليبيا.
ولأن
المجتمع الليبي ابتعد عن الممارسة الديمقراطية الصحيحة مجبراً، ولم يتمكن حتى من
جني ثمارها، إذ حاول تحقيق أولوياته القومية: كالتحرر من الهيمنة الأجنبية، والاستقرار
السياسي، وتطبيق العدالة الاجتماعية، وتحقيق التطور الاقتصادي، عن طريق سبل سياسية
تجريبية قائمة، فُرض عليه أن يتبناها. بيد أن المصاعب التي عاناها المجتمع الليبي
أثبتت فشل تلك التجارب.
ولأن
شعوب العالم تسعى للنهوض بحقوق الإنسان وحمايتها، واتخاذ الترتيبات القانونية
والمؤسساتية والإجرائية لمعالجة الاختلال في مجالات متعددة (الانتهاكات الجسيمة
لحقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والتعددية الثقافية، والأقليات...)، فقد بدأ الربيع
العربي بأمل أن يستمر في دفع عجلة الديمقراطية في المنطقة بأسرها، ويعكس ديناميكية
التغيير.
فقد
برزت فكرة إنشاء مؤسسة تعنى بتعزيز المساعي الديمقراطية تلبية لاحتياجات وحراك
المجتمعات التي شهدت تطورات تحررية متلاحقة، وذلك للحاجة الملحة لمؤسسات المجتمع
المدني المتخصصة التي تلبي تلك الاحتياجات، مما دعى إلى تبني مشروع تأسيس:
(مؤسسة المتوسط للديمقراطية والانتخابات)
بغرض تنمية رؤية
مستقبلية لتعزيز المساعي الديمقراطية في ليبيا وسبل تطبيقاتها في الأنظمة
الانتخابية بما يوافق وطموحات أجيالها المتطلعة للمستقبل الأفضل.
إنه مشروع لمرحلة تمهيدية من أجل
التفكير في أدوات وقنوات إضافية لتعزيز المساعي الديمقراطية في ليبيا، وتوفير الحد
الأدنى من الإمكانات اللازمة لتفعيل الأدوات والقنوات التي يتم اختيارها في ضوء "الرؤية
المستقبلية" التي سوف يتم التوصل إليها من خلال البحث والدراسة والحوار.
حيث قام بعض
من ذوي الانتماء الوطني الجاد و المهتمين بالشأن الداخلي والعاملين وفق سلم
اولويات الوطن بوضع الخطوات الـتأسيسية لهذه المؤسسة وذلك بالتوافق والاتصال مع
فرق العمل الدولي التابع لمنظمة الامم المتحدة ومجموعات العمل التنفيذي بالمكتب
التنفيذي التابع للمجلس الوطني اضافة الي
عديد الاتصالات التي تجريها اللجنة التأسيسية مع منظمات المجتمع المدني المحلية
والدولية لدعم برامج المؤسسة وتطعيمها بالكفاءات والقدرات الوطنية المخلصة القادرة
علي تحقيق مستهدفات هذه المؤسسة .
وقد علمت أبجدية الوطن بصدور اذن المزاولة (
الترخيص) الرسمي من جهات الاختصاص بالحكومة التنفيذية .. وباشرت المؤسسة اعمالها
بالتنسيق مع بقية منظمات المجنمع المدني وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة التي تعمل في ليبيا في ذات الاطار .. كما انطلقت
للمشاركة الدولية .. وتشرع هذه الايام في
الاستعداد للتوعية الانتخابية ودعم الديمقراطية للمرحلة الراهنة التي تعيشها
البلاد ...
وابجدية الوطن
اذ ترحب بهذا العمل الوطني الخلاق تدعو الجميع لدعم هذه المؤسسة والاخذ بأيديها
لتتمكن من دعم سبل الديمقراطية والتوعية الانتخابية .. اذ تعتبر من اهم مؤسسات
المجتمع المدني في هذه المرحلة من تاريخ بلادنا العزيزة .
وقد علمت
ابجدية الوطن ان عددا من ذوي الاهتمامات الوطنية الجادة قد شرعوا في الانضمام
لعضوية هذه المؤسسة و العمل من خلال فرق
عملها المنتشرة بكافة انحاء ليبيا.. سوف
نتابع لاحقا تلك التفاصيل بما يغطي مناشط هذه المؤسسة الوطنية ذات الاهمية
البالغة في هذه المرحلة من تاريخ بلادنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق