ثورة 17 فبراير في الميزان
وإلي أين !
الحلقة الثانية *: بقلم : ابراهيم السنوسي امنينة
وعوداً علي بدء ، وأنت آت من ناحية شرقي بنغازي موليٌا ظهرك لضريح شيخ الشهداء ، وعلي يسارك مبني الخطوط الجوية الليبية – الذي كان في عهود مضت معسكراً للآليات العسكرية AUTO GROUP ، والذي غدا في أوائل الخمسينيات معهداً للمعلمين و يليه القسم الداخلي لتلامذة هذا المعهد وكذلك المعهد التجاري الصناعي الثانوي وهو ضمن ما كان يسمي بالمساعدات الأمريكية للمملكة الليبية، التابعة للنقطة الرابعة Point Four ويطلق عليه مصطلح : لاتاس L.A.T.A.S "Libyan American Technical Assistance " ، ولصيقا بهذين المعهدين التجاري والصناعي يقع مبني نظارة المعارف العمومية وعلي رأسها المرحوم الأستاذ حامد إبراهيم الشويهدي ويقع خلف هذا المبني مدرسة ومصنع للتدريب علي تصنيع السجاد " للبنات " .
كان هذا الاسترسال والاطناب غاية في الضروره لرسم مشهد بانورامي جغرافي تاريخي يكاد ينطق بما مرٌ به من مشاهد وحوادث .
لمـٌا كنت ضمن طلبة هذا المعهد التجاري الثانوي الذي كان كما أشرت ضمن مشروع النقطة الرابعة الأمريكية وكان معادلاً للمرحلة الثانوية آنذاك . وكان مقررٌ ومنهج اللغة الانجليزية اكثر تقدماً وتعقيداً “ More Advance and sophisticated “ من منهج المدرسة الثانوية التقليدية الحكومية آنذاك ، إذ كان من بين الكتب المقررة Text Books علي طلاب الصف الأول التجاري الثانوي في العام 1955 في اللغة الانجليزية رواية " قصة مدينتين " Tale Of Two Cities للروائي الشهير Charles Dickens التي تناولت تاريخ الثورة الفرنسية بشكل أدبي لتضاف بل وتتربع علي قمة القصص الأدب العالمي و الرائع أمثال فكتورهوغو مؤلف رواية "البؤساء" وتولستوى مؤلف رواية "الحرب و السلام" وهاأنذا أستذكر ما كنت قد قرأته وفهمته عن تلك الثورة ، وما تلاها من ثورات وانقلابات بل وحروب وهزائم . والآن حان الوقت ليعرف القارئ الكريم ويربط بين عنوان هذا المقال "ثورة 17 فى الميزان , والى أين ؟ " وكفاه تشويقاً Suspense،ذلك لان هناك أكثر من وجه للشبه بين ثورتنا والثورة الفرنسية التي مضى عليها ما يقرب من ثلاثة قرون سوف ناتى بذكرها مع دوافعها وأسباب نجاحها وكذلك إخفاقها في بعض المراحل والمحطات .. وهو ماسيرد تفصيلا في الحلقة القادمة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق