الجمعة، يناير 20

رسائل من الوطن

إلى السيد ناكر


رسالة  كتبها : د. محمد بوسدرة
إلى السيد ناكر
إليك وحدك لا إلى أحد سواك
أكتب أليك بعيداً عن مسامع الغرباء
مبتدأً رسالتي هذه بالاعتراف بأنك نو قدرة فائقة على سرقة الأضواء ، وإثارة الجدل ، وما ظننت أن أحداً بعد ملك ملوك أفريقيا له قدرات كهذه ، وصدق الله إذ يقول ” ويخلق ما لا تعلمون ” ، كما أود الاعتراف بأني أحبك ، وقد يستغرب كثيرون ويتسألون قائلين ، وما أعجبك منه حتى تحبه .. ؟ فأقول المسألة مسالة قلوب ولا علاقة لها بأن ترى ما يعجبك من المحبوب ، إذ لوكان الأمر كذلك لما أحب أحد القائد الذي كان ، ومع هذا لم نزل نرى قوماً يقولون : الشعب يريد .. معمر الشهيد ” حتى فكر البعض أن يُلحقوهم به حتى يجمعوا الشتيتين . بعد أن ظن كل الظن أن لا تلاقيا .
أحبك لأنني أعلم أنك تعتقد ما تقول ، وإن لم يكن لما تقول من وجود في الواقع . ورغم نزع البعض المسؤولية منك عن تصرفاتك، وهو ما يعني أنك لا تعي ما تقول ، فإني أقول لهم : إن كان يعي ما يقول فهو جدير بأن يحترم لثباته على مبدئه وإن كان لا حقيقة له ، وإن لم يكن يعي ما يقول .. فهو كذلك جدير بالاحترام لأن ومن وجهة نظره يرى الجميع مخطئين ، وليس من مصيب إلا هو أو من يقول يقوله ، أو يزين له أقوله .
ولأني أحبك فإني أخاف عليك من كل شيء ،وأخوف ما أخاف عليك من أن يبلغ بك الأمر ما بلغ بالمفكر الثائر ” مايطرى عليك بسو ”فقد كذب حتى صد قه الناس أو تظاهروا بذلك رغبة أو رهبة ، ثم تمادى في كذبه حتى صدق نفسه ،عندها ” إحصلنا فيه ” حصلة نعوذ بالله أن نحصلها في أحد بعده .
وليت الأمر انتهى به عندنا ، بل تجاوزنا حتى نازع الله ملكه وقال : إن كان الله إله السماء ،فنحن إله الأرض”
وعندها فقط ” تم له السو ” بعيد عنك .

لقد سمعت لك تصريحات أعتقد أنها ” اتضحك الميت ” فحين قلت عندي مائة ألف جندي وفي جميع أنحاء ليبيا تذكرت يوم أن قال الصقر الوحيد : الإدارة الأمريكية تبدي قلقها من تواجد الأسطول الليبي في المحيط الأطلسي . ” خذ وإلا خلي ” . فقال أحد المستمعين ساعتها ” بلا .. ساعدنا فيها يا قايد ” ..ثم قلت إنما قالها من باب الحرب خدعة كي يلقي الرعب في قلوب أعدائه ، كما فعل أبن البادية يوم ركب السفينة وحدد خط الموت 32، حينها كان قطار الموت الصهيوني يقترب من الشرق الليبي ، عندما ربطنا الأحزمة ، وعشنا على الخبز والمَىْ.
لفت انتباهي قولك سنجعل ليبيا ” نار حمرا ” ، ولم ينقص المشهد إلا ظهورك من فوق السرايا الحمراء يوم أن قال صاحب الخيمة . سنجعلها نار وجمر ” .. أذكر أنك قلت بأن الليبيين يحبونك .. وهو تماماً مقاله حبيب الملايين حين قال : my people love me
وربما دفعك هذا الحب لأن تفكر في تأسيس حزب ، فانا أحد محبيك وإن ترشحت للرئاسة فسأمنحك صوتي ، وإن لم يصوت لك أحد إلا أنا ، فسأمنحك صوتي ، وإن لم يصوت لك أحد إلا أنا ، فسأثبت معك حتى النهاية ، وإن كنت أخشى أن يكون مصيري كمصير بوبكر يونس ” بعيد الشر عني وعنك “.
لقد قرأت تصريحات منسوبة إليك مفادها أنك حذرت أمريكا من مغبة التدخل في شؤون ليبيا ،وأنك ستجعلها تندم أشد من ندمها على تدخلها في العراق ، وكأنك اللاعب الوحيد في الساحة ، والناطق الرسمي باسم الشعب الليبي ، وعن نفسي لا أمانع أن تكون ناطقاً باسمي ، لكن ما أخشاه هو أن تشتت قواتك بين مصر ، وأمريكا، وقد يقودك الأمر لخوض حرب عالمية تدخل العالم بأكمله في دوامة قد تأتي على الأخضر واليابس ، فمهلاً أيها القائد ، مهلاً فإن وزيرة خارجية أمريكا قارورة من القوارير المأمورين بالرفق بها .
والذي أخشاه أنهم إن جاؤوا فلن ينزلوا الأرض حتى تحرقها تحت أقدامهم ، بل سيكتفون بما فعلوا يوم أن جاؤوا لنجدتنا ” من أجل سواد أعيننا ” إن كنا نحسن الظن .
لكنني أخي العزيز أريد أن أسألك سؤالين اثنين وسأجيب عنهما بما سمعت وقرأت ..
الأول : هل أنت جاد في تصريحاتك ؟ وهل لما تدعيه من حقيقة على الأرض الواقع ؟
فإن كنت تصدق نفسك فتلك مصيبة وذلك لسبب بسيط وهو أنك لست وحدك ، فالشعب لن يدعك تتكلم إلى الأبد وتصنع له أعداء إلى ما لا نهاية ، والكتائب كذلك ، والتي تختلف لغتها عن لغة الشعب ، والذي أخشاه أن يتعاملوا معك من باب ” المكلوب يكتفوه هله ” .
وإن لم تكن تصدق فالمصيبة أعظم ، ففي هذه الحالة إما أن تكون كذاباً أشر ، وحاشاك من ذلك ، وإما أن تكون بك جِنة وأعيذك بالله من هذه .
لقد جعلت من نفسك نكته ، تلوكك الألسنة ، ويتندر بك حتى النطيحة والمتردية ، بمعنى أخر قد صرت “قاراقوزاً ” فما يحملك على ذلك ؟ إن كانت الشهرة فقد ضربت فيها بسهم وافر ، وإن كان حولك من يزين لك أفعالك فبئس القرين ، إذ حملك على إهانة نفسك ، فقد صرت مادة إعلامية ، وطرفة عبر الرسائل القصيرة ، وأضحوكة على صفحات الفيس بوك ، ففق من غفوتك يا أخي وإنما أقول لك ذلك لأنني أحبك ، وإن استغرب الجميع .
أما السؤال الثاني .. فيقول : هل سالت نفسك قائلاً : ما الذي يحمل أمريكا على أن تبدي استعدادها للتدخل العسكري ؟ . ألست أنت يا ناكر .. فإن قلت لا فاعلم أن لك نصيباً من اسمك !! ولست وحدك بل أنت وكل من يحمل سلاحاً ويثير قلقاً سواء بالأفعال أم بالأقوال .
ألا تعلم أنه يوم أن حدثت اشتباكات هناك في المنطقة الغربية سواء في طرابلس ، أو غيرها قد اتصل بي بعض المراقبين الغربيين وقالوا .. لا تلعبوا بالنار ، وتجعلوا التوتر على مشارف العاصمة ، فقد تستدرجون الأخر للتدخل في شؤونكم ، فإن العالم لن يقبل بإعادة التوتر من الجديد ولست هنا لأنسى الحكومة ، والمجلس الوطني فإنهما شريكان في هذا التوتر بسب التأخر في إجراءات الاحتواء من خلال تأسيس الجيش والشرطة .
ومما لفت انتباهي أنك وفي كل تصريح ينسب إليك لابد وأن تتناول السيد بلحاج ، وقد ذكرتني بي حين كنت في السجن الانفرادي ، فقد كنت ألقي المحاضرات من تحت الأبواب ، وفي كل مرة أتحدث فيها فلابد أن أنال من الرياضي الأول ، فقال لي الشهيد حامد الحطماني أحد شهداء الجنوب .. ذكرني هذا بطالب كان يدرس العلوم .. فعلم أن السؤال الإجباري يتعلق بالدودة فلما دخل الامتحان وجد أن السؤال كان حول الفأر .. فأسقط في يده لكنه تحايل على واقعه .. وبدأ إجابته قائلاً .. الفأر حيوان قارض ،مغطىً بالوبر ، له أذنان .. وذيل يشبه الدودة ثم قال .. أما الدودة .. وانطلق يتحدث عن الدودة رغم أن لا علاقة لها بالموضوع .. كذلك أنت .. في كل مرة .. أما بلحاج ..
فدع عنك كل هذا يا رجل .. فبلحاج إن كان مصنَّعاً فهو صناعة أفغانية ، وأدخلت عليه بعض التعديلات والتطويرات في ليبيا ، فلا علاقة لقطر به إلا أن تكون قد أجريت له صيانة هناك ، مادمنا نتعامل مع البشر بنظام الآلة .
أنت رجل تهدد بعض دول الجوار ،وتحذر أمريكا ،وتخوفها ثم تأتي لتتحدث عن “راقد ها الريح “.
وعلى الدرب نلتقي ..
محمد بوسدرة

ليست هناك تعليقات: