هيكل : المدٌعي (الدٌعيٌ) (6) The imposter
بقلم : إبراهيم
السنوسي امنينة
....وهو يحترم المرأة
... وربما اقتنعنا بكل ذلك ماعدا حفظه لعشرة آلاف بيت من الشعر .. ألا يعتقد هذا
الراوي المعجب أنه قد بالغ كثيراً في ذلك .. فلقد استمعنا له وشاهدناه في عدة
مقابلات إذاعيه وتليفزيونيه ومحاضرات سياسيه لم يذكر خلالها بيتاً واحداً من الشعر
.
-
مؤلفات هذا الهيكل الشاطر :- Books Of Such a cunning author
نشر محمد حسنين
هيكل عدداً من الكتب ، وكان منها المثير للجدل وكان منها المذكرات الشخصية
والانطباعات العادية إلي التوثيقات العسكرية إلي الحوارات الزعاماثيه إلي الكتابات
التاريخية والسياسية إلي التحليلات الصحفية .
وقد وصل عددها
قرابة الثلاثين كتاباً . وهو ذكي جداً في اختيار بعض العناوين لكتبه ، وقد يخطئ في
بعض الأحيان في اختيار بعضها الآخر .. وقد
بدأ هيكل "عملية" التأليف منذ صدر شبابه ونشر كتابيه : " ما الذي
جرى في سوريا" و " إيران فوق بركان " وذلك قبيل ثورة يوليو 1952 ،
والتي لم يتجاوز عمره عند وقوعها التاسعة والعشرين عاماً
Haykal’s Exciting Books = Loss Of Credibility
مؤلفاته المثيرة = فقدان للمصداقية
عشرات الكتاب
انتقدوا كتابه "خريف الغضب" الذي اثأر ضجٌة كبرى في الأوساط المصرية
بشكل خاص والعربية بشكل عام ، وقد تناوله كل واحد منهم من زاوية معينة وهناك
العديد من الذين حاوروه حوارات مطـٌولة يذكر منهم : فؤاد مطر – سناء البيسي – مفيد
فوزي – صلاح منتصر – صلاح عيسي – مصطفي بكري – عادل حموده –وجبريل خوري وغيرهم لكن
قلماً تناوله ناقد في أفكاره وتفكيره أو كتاباته ومعلوماته . ولعل ابرز نقد وجٌه
لمؤلفات هيكل واشترك مع معظم منتقديه فيه هو فقدان المصداقية في كتبه لأنه يتكلم
باسم الأرشيف والوثائق ، غير انه لم يوثق أيٌه َ مادة كتبها توثيقاً منهجياً
وعلمياً يجعل القارئ مطمئناً ومتأكداً من إن الذي أتي به هيكل صادقاً واميناً ,
كما إن البعض من النقاد أتهمه بتحريف النصوص المنقولة من المصادر التي اعتماد
عليها في كتبه ، فضلاً عن إيراده جملة من الأخبار والروايات والوقائع و الآراء
التي يدٌعي انها وردت علي ألسنة بعض الزعماء والمسؤلين العرب "بشكل خاص"
من الذين التقى بهم في أوقات مختلفة ناهيك عما اتبعه من الاطنابات والمبالغات وسرد
التفاصيل المملـٌـة للحوادث والروايات التي يقصد بها التشويه المتعمد ، أو تلك
التي يريد بها التعمية والتغطية المعينة ، وهناك جانياً آخر طالما طاله الانتقاد
بسببه يتمثل بالعملية الذكية في خلط الأوراق والقضايا بعضها بالبعض الآخر ، وإدخال
القارئ في متاهات فكريه ضائعة المعالم ، وتركه هناك ، كما سجـٌـل عليه اكثر من
معترض وناقد انه شخص يتسٌم بالتعالي والتكبرٌ علي اقرأنه وعلي الآخرين .. وانه لا
ينظر إلي العرب بطريقة سويه َ .. إذ يصف طرفاً منهم بالتقدمية َ والذكاء ، وطرفاً
آخر بالتخلـٌـف والجهالة وطرفاً ثالثاً بالانانيه والحقد .
لقد كتب هذا
الهيكل ما شاء له إن يكتب بشكل لاذع مرة وبأسلوب تهكمي مرة ، وكشف مستور تارة ، وإعلان
فضائح تارة أخرى ... عن بلدان عربيه و مجاوره
إسلاميه وعادة ما يتناول رؤساءها احدهم بعد الأخر .. ولقد أعطاه العرب – والحق
يقال – الحق كل الحق في إن يكتب ما يشاء إن يكتب مادام واقفاً كما يتصورن في محراب
القومية كما انه لم يزل جالساً تحت مظلـٌـه جمال عبد الناصر كما يعتقدون .. أقول
كتب هذا الهيكل المتهالك عن السياسات العربية وفي شئونها ، وجعل من نفسه خبيراً
ومطلعاً علي خباياها وانتقد صيرورتها ومسيرتها وإستراتجيتها وأدوارها تماماً كما
انتقد ثورة 17 فبراير وتنبأ لها بالإخفاق ...
لماذا لم يعط الحق
لنفسه مرة واحدة في نقد السياسة المصرية بنفس الطريقة التي يتبعها في نقد سياسات
العرب ؟
-
خريف الغضب هو احد هذه النماذج ، فقد خصصه في نقد سياسات أنور السادات ، وما
جاء في ذلك الكتاب من اتهامات ومغالطات ولغو وقصص وعلاقات نشرها هيكل بعد موت
السادات وكانت مضامين هذا الكتاب في مجملها و تفصيلها عبارة عن ردود أفعال آنية
سريعة نتجت عن تنحيته من رئاسة مجلس وتحرير الأهرام أولا ثم عن الالقاء به في
السجن يوم 5-9-1981 مع زمرته من فلول
وبقايا طوابير عبد الناصر – ثانيا .
إلي اللقاء في الحلقة السابعة.. من (هيكل المتهالك هيكل )هذه الحلقة كتبت في 21 نوفمبر 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق