رسالة لأحرار ليبيا
بقلم : صالح بن عبدالله السليمان
أبطال ليبيا , أحرار ليبيا ..
لا تجعلوا مد الربيع العربي يتوقف , فأنكم ألهمتم أحرار العالم , ألهمتموهم بإصراركم على الحرية والكرامة , حاربتم حرب الرجال , قاتلتم قتال الفرسان , أبدعتم , وأحسنتم
تغزلنا بكم وبثورتكم , تغزلنا بشهدائكم وأحراركم .
ولكن … استمرار مد التحرر العربي رهن بنجاح ثورتكم ,
إن نجحت ثورتكم , وستنجح إن شاء الله , ستجعل كل الشعوب العربية تتحرك , ولكن إن فشلتم , فسنعود كلنا , نحن وأنتم إلى الوراء مئات الأعوام .
ما يحدث اليوم في ليبيا , تراقبه كل الشعوب العربية , وتحاول أن تتلمس طريق المستقبل من خلال التجربة الليبية .
فلا يمكن أبدا إلا أن تتحرر ليبيا من كل مظاهر الطغيان والاستبداد والفوضى , لا بد أن تعود جذوة الثورة التي انطلقت في السابع عشر من فبراير 2011 في حب ليبيا , إلى الاشتعال مرة ثانية . وإلا ….
فما فائدة الثورة ؟ وما فائدة إراقة الدماء الزكية , إن كنا سنستبدل طاغية واحد بألف طاغية جديد , ونستبدل لصا واحدا بألف لص جديد , ونستبدل حاكما بأمره بألف حاكم بأمره جديد ؟
اعلم أن المسئولية على أكتافكم ثقيلة , والأمانة في أعناقكم تنوء بها الجبال , ولكن ليس للنجاح بديل , فانتم اخترتم أن تكونوا في الطليعة , وهذا قدركم , فلا تستسلموا .
مظاهر انفلات السلاح يجب أن تتوقف
مظاهر سرقة المال العام يجب أن تتوقف
مظاهر التخبط في القرارات يجب أن تتوقف
مظاهر تولية الأمور للأكثر ولاء وليس للأصلح يجب أن تتوقف
مظاهر اللجان والهيئات الصورية يجب أن تتوقف
مظاهر التصريحات المتضاربة من المسئولين يجب أن تتوقف
مظاهر محاولات الالتفاف على الشعب يجب أن تتوقف
مظاهر غوغائية النخبة الإعلامية والسياسية يجب أن تتوقف
مظاهر إفلات المسئولين السابقين والحاليين من المحاسبة يجب أن تتوقف
مظاهر غوغائية المتظاهرين أيضا يجب أن تتوقف
هذه المظاهر ليست مظاهر ثورة شعب من اجل الحرية والكرامة , ولا يجوز أن نراها في بلد قدم الآلاف الشهداء وتكبد خسائر عظيمة .
يجب أن يراعي كل مسئول تسلم منصبا الله أولا ثم دماء الشهداء, وأن لا يحسبها فرصة أتته في غفلة من الزمن لكي يثرى ويعين من يريد لا من يصلح ويطرد من لا يريد.
يجب أن يراعي كل حامل للسلاح ربه في وطنه , وان يكون همه الأول وطنه وليس نفسه أو قبيلته أو مدينته , فلن تصلح مدينة في بلد مضطرب .
يجب أن يراعي كل مثقف وصاحب قلم الله في ما يكتب أو يقول , ثم يراعي حقوق وطنه وحقوق أهله , لا أن ينشر الشائعات , ويكذب الأكاذيب عن أبناء وطنه , لا أن يلقط إشاعة كاذبة وينشرها ويتبناها .
الواجبات كثيرة على الكل , ولكن اكبر واجب , والواجب المقدس الذي لا يمكن التغاضي عنه , أن نحب ليبيا , نحب ليبيا كلها , بأرضها ومدنها , بأهلها وناسها , بصحرائها وجبالها , ببرها وبحرها , ومن لا يحب ليبيا, كل ليبيا , فلا يحق له أن يعيش فيها وأن يتنفس هوائها .
فليبيا تناديكم جميعا , فاتحة لكم ذراعيها , فلا تقطعوا حبال حبها , من اجل مصلحة شخصية , أو من أجل فائدة مؤقتة .
أتمنى أن يعي كل الشعب الليبي , هذه الرسالة , فليبيا عروس تنتظر فارسها , فارسها البطل الذي يضحي من أجلها .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق