الثلاثاء، يناير 17

حصريا ( كتابات امنينة)


    هيكــل (12) عميل المخابرات الأمريكية
 CIA AGENT    THE : HAIKAL
                                                                              بقلم :
 إبراهيم السنوسي إمنينه
في الحلقة الثالثة من هذه السلسلة كنا قد توعدنا هيكل بأننا سوف نثبت للقراء بأنه عميل للمخابرات الأمريكية وها نحن نصْدُق وعدنا وننفّذه :-
في كتابه (عالم الجوسسة والجواسيس) لمايلز كوبلاند – ومؤلف الكتاب الشهير " لعبة الأمم "  والناشر Sphere Books – لندن الطبعة الأولى 1978 وهو باللغة الانجليزية ، يقول في الصفحة 53 إن العلاقة الخاصة التي تربط حكومة الولايات الأمريكية المتحدة مع المشاهير من الصحفيين العالميين ، لا تشمل فقط الأمريكيين منهم ، بل أولئك الذين هم من أقطار أخرى بمن فيهم من لا تربطهم أية مشاعر حميمية مع الولايات الأمريكية ، خذ مثلاً الصحفي المصري محمد حسنين هيكل الذي كان له مطلق الحرية أن يكون جافاً ومنتقداً لسياسة أمريكا كما يشاء ، طالما كان كريماً معطاءً لاية معلومات يمتلكها ، وطالما أنه لن يسئ إستعمال وإستغلال أية معلومات تتبادلها معه سفارتنا في القاهرة وأن بعض مقالات هيكل الغير ودّية والتي تعتبر كمعادية لنا ، كانت مقالات قد سُربّت له عن طريق السفير الأمريكي بالقاهرة برضائه وعن قصد ، ولكن بالتفاهم مع السفير بأن يستلم من هيكل في المقابل تفاصيل معلومات مناسبة ووثيقة الصلة بالمواضيع الممنوحة له من سفيرنا ، وذلك مع شروح لكيفية الحصول على تلك المعلومات ومدى صحتها ودقتها ، ومصادرها .
ويعترف السفير Lucius Battle إلى خلفه في القاهرة بأن هيكل لم يسبق له ولو في مناسبة واحدة أن خدعني أو أعطاني معلومات مكذوبة .
غير أنه هناك الكثير من أمثال هيكل في عواصم أخرى في أفريقيا وآسيا ، الذين كانت مشاعرهم غير ودية بشكل ظاهر للجميع ، غير أن الاستفادة من المعلومات المتبادلة والتي نحصل عليها منهم والفائدة التي تجنيها حكومتنا تفوق أهمية المعلومات التي نتفضل بها عليهم وعن طيب خاطر ، وليس من ورائها أي أضرار تنعكس علينا .
هيكل والأرشيف والخيانة :-
بقدر ما كان الأرشيف بالنسبة لهيكل مصدر قوة في حمله أسرار الجميع بالوثائق ، غير أن الكاتب فؤاد زكريا يلتقط محمد حسنين هيكل من أقوى مفاصله الموجعة عندما أتهمه بأنه غير قادر لوحده أن يجمع كل المعلومات الوثائقية ، ويرتبها بمنتهى الدقة ، ويعلّق فؤاد زكريا قائلاً " ولكنني كلما أمعنت الفكر في هذه الظاهرة بدا لي أنها أعقد وأوسع نطاقاً من إمكانات أي فرد ، بل حتى من إمكانات أي جهاز في دولة متخلفة وخيّل إلى أننا نجد أنفسنا هنا على مستوى يكاد يصل لأجهزة المخابرات في الدول الكبرى ( فؤاد زكريا ص18جهزة أ من كتاب كم عمر الغضب ؟ ) .
أن فؤاد زكريا يشكك في قدرة هيكل في السيطرة على الأرشيف الوثائقي ولكن مع ذلك كله ، فقد كان بارعاً منتهى البراعة في استخدامه الأرشيف ضد الرئيس أنور السادات انتقاماً منه كونه تعرض للاعتقال على يديه . ولكن ؟ بقدر ما كان الأرشيف سلاحاً قوياً بيد هيكل ، وكان بالنسبة إليه مصدر قوة ، فقد كان مكمن ضعف أيضاً ، ففي الأرشيف قضايا كثيرة لهيكل لو استخدمت استخداماً عادياً ، فستصيبه في مقتل . ذلك أن جملة كبيرة من الوثائق تتضمن معلومات خطيرة عنه ، وأن هناك مادة أرشيفية هائلة يمكنها أن تستخدم ضد هيكل بسهولة تامة وأنه بالنسبة للأشخاص الذين اتهمهم هيكل نفسه بأنهم من الحاقدين عليه والحاسدين له ، فإن الباحثين والأكاديميين يعتقدون بأن الكلام الذي صدر عن كلٍ من : محمد نجيب ، أول رئيس لجمهورية مصر بعد فاروق ، ومايلز كوبلاند ، صاحب كتاب لعبة الأمم ، وأشهر وكيل لوكالة الإستخبارات الأمريكية المركزية CIA ، ونيكيتا خروستشوف ، رئيس وزراء الإتحاد السوفيتي الأشهر ، لم يصدر عنهم ذلك الكلام كونهم حقدوا عليه أو حسدوه !! فلقد أتهمه الرئيس الأسبق محمد نجيب بالخيانة لحساب دولة أجنبيه ولم يكن لرجل في سن وحكمة وتاريخ محمد نجيب ، لتصدر عنه هذه التهمة بلا دليل في يده ، (وذلك في كتابه كلمتي للتاريخ) ...كما أتهمه مايلز كوبلاند Miles Copeland ، المذكور آنفاً بالعميل المخلص لأمريكا Loyal AGENT ، كما إتهمه نيكيتا خروستشوف بالتهمة نفسها ، وذكّره بالمبالغ والشيكات التي كان قد تسلّمها من وكالة المخابرات المركزية ، في اجتماع كان يعقد في موسكو خلال العام 1959 ، وذلك في حضور جمال عبد الناصر مما اضطر هيكل إلى أن يقفل راجعاً إلى مصر في اليوم الثاني من الرحلة قبل أن تنتهي المهمة التي جاء مع عبد الناصر والوفد الوزاري المصري من أجلها كصحفي وإعلامي . ولذا فإن الأرشيف والوثائق كثيراً ما تقلق هيكل لا سيّما وأنه الخبير بشئون الأرشيف ..  " وما هذا إلا مثل واحد يكشف عن الوجه الآخر لسلاح الأرشيف عندما يسدّد إلى عنق صاحبه "  
  ( فؤاد زكريا ص . 20 من كتاب كم عمر الغضب ؟ ) .  
في كتاب : " حبال من رمال " من تأليف Wilbur Crane Eveland المستشار السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية ، والعضو السابق في مجموعة موظفي البيت الأبيض ووزارة الدفاع (البنتاغون) المسئولين عن سياسات التخطيط . الناشر دار Norton باللغة الانجليزية – الطبعة الأولى 1980 W.W.NORTON & CO.London-N.York، يقول الكاتب : منذ السنوات المبكرة في الخمسينيات ، أصدر Kermit Roosevelt مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية CIA في مصر حينئذ ، قائمة تحمل اسماء ثلاثة من كبار الصحفيين في مصر تضم محمد حسنين هيكل ، مصطفى أمين وشقيقه توامه علي أمين – على أنهم وكلاء رسميون يمثلون وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA- في مصر ، بمقابل مالي بالطبع . وفي لعبة يعرف عبد الناصر أبعادها بالاتفاق مسبقاً مع روزفلت مدير مكتب الوكالة في العاصمـة المصرية ، على انه يجب على روزفلت الجلوس مع عبد الناصر أولاً ومناقشتـه في أي موضوع (Any Issue)، وبعد ذلك يمكنه ،
أي روزفلت ، الاتصال بوكلائه الصحفيين المذكورة أسماؤهم سلفاً للتأكيد على انه يجب اعتبار ما قاله عبد الناصر ونقله روزفلت هو حقيقة لا ريب فيها واعتباره بشارة وانجيلاً يُتّبع – ويجب بث تفاصيله إلى وسائل الصحافة والإعلام . إلا أن احد أعضاء السفارة من وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA وأسمه Gene Trone ، ذهب إلى أبعد من ذلك واستغل هذه العلاقة من إتصالات استخبارية إلى محاولة لإسقاط النظام بالتآمر مع مصطفى أمين ، أدت في النهاية إلى توجيه تهمة الخيانة العظمى لمصطفى أمين واتهامه بالتخابر مع دولة أجنبية ، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة مع الأعمال الشاقة المؤبدة . انتهى الاقتباس من كتاب " حبال من رمال "  Ropes of Sand : فشل سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، من تأليف ولبر كرين ايفلاند Willbur Crane Eveland
كان محمد حسنين هيكل قد كتب كتاباً خاصاً عن قضية مصطفى أمين بلغ عدد صفحاته 453 صفحة بعنوان (بين الصحافة والسياسة) مدعياً فيه من خلال الأرشيف خيانة مصطفى أمين ، وتجسسه على مصر لصالح أمريكا ، ولم يعلّق مصطفى أمين على ذلك إلا بكلمة تقول : " هيكل قد خان الصداقة والزمالة وأدخلني السجن .
" هذا هو الرأي السائد حول عدم سيطرة هيكل على الأرشيف ... وأنني أرى الإدعاء بأن الرجل ربما يحدثنا عن أرشيف وأوراق خاصة ووثائق سرية ، هو ادعاء لا أساس لهم من الصحة ، فثمة أشياء يمكن للمتخصص أن يقرأها ويخرج بنتيجة خطيرة تقول : بأن محمد حسنين هيكل يتكلم باسم الأرشيف والوثائق ، وهو لا يدري من أمرها شيئاً وتكفي تقولاته التي لا أساس لها من الصحة ، أنه اطّلع على وثائق حلف بغداد السريّة التي ادعى أن عبد الكريم قاسم قد كان أرسلها إلى جمال عبد الناصر بعد ثورة 14 يوليو 1958 بالعراق .. وأنه اطلع عليها ، وهناك من يتحداه من المختصين العراقيين إذا كان كلامه صحيحاً وأنه فعلاً قد أطلع على تلك الوثائق السريّة .
وأخيراً ، كنا قد توعدنا هيكل ووعدنا القراء بأننا سوف نثبت الآتي :-
1- أن صاحبنا وموضوع هذه الحلقات (هيكل) هو كذاب كذاب كذاب .
2- أنه مزّيف للحقائق والتاريخ .
3- أنه متجاهل للتاريخ .                                           
4- وأنه مزوّر ومدعي في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ) .
5- وأنه عميل لوكالة الإستخبارات الأمريكية CIA .
وبالفعل ولله الحمد ، فقد أثبتنا كل ذلك بشهادة التاريخ الحقيقي والمؤرخين والأكاديميين الشرفاء الذين يعشقون ويحترمون شرف الكلمة ولا يتصيدون ولا يتصدرون لأمر دون قتله دراسةً ومراجعة وتدقيقاً ، ذلك لأنهم يعون مسئولية التاريخ والتأريخ تماماً ، فالشكر والتقدير موصول منا لهم .

                             ؛؛؛؛؛ إنتهت الحلقات الهيكلية بحمد الله

ليست هناك تعليقات: