طالبان قادمون ...
والفتنة تدق الأبواب
فإنتبهوا وأقرؤا
التاريخ
بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينه
( الحلقة الأولي)
قـال الشاعر الأموي الذي لا أذكر إسمه ، لكني أعرف التاريخ الذي كان
قد قيل فيه هذا البيت
وهـو : 64 ﻫ /621 م .
إني أرى فِتْنةً تَغلى مَراجلُها والمُلْكُ
بَعد أَبي لَيلى لمن غَلِبَا*
والمقصود بأبي ليلى هو معاوية الثاني بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
.
وأنه عندما بلغ يزيدُ أجله ، وتوفاه الله كان من الطبيعي أن يرث
الخلافة من بعده إبنه معاوية الثاني الملقب بأبي ليلى وذلك حسب النظام الذي إبتدعه
وكرَّسه وأرساه جدّه معاوية بن أبي سفيان بعد أن وَلِيَ الخلافة في العام 41ﻫ الموافق 661 م ، وهو العام الذي سمّاه المسلمون
عام الجماعة ، لأن المسلمين كانوا قد أجمعوا فيه على خلافة معاوية ، بعد بيعة
اتفقوا جميعاً على نصوصها ، بان يلي الخلافة بعد معاوية الحسن بن علي بن أبي طالب
، غير أن الداهية معاوية كان قد خطّط وتآمر على ألاّ يحدث هذا وبألاّ يكون الحسن
على قيد الحياة عند موت معاوية وبذلك يكون الخليفة الذي يرث معاوية هو إبنه يزيد ،
ولا مجال هنا لتفصيل ذلك التآمر وخطّته ، وما وقع بعد ذلك من حروب ووقعات مثل
صفّين والجمل إشترك فيها الإمام علي بن أبي طالب والسيدة أم المؤمنين عائشة بنت أبي
بكر الصديق .
نقول إن هذا النظام كان قد أرساه معاوية بن أبي سفيان وهو نظام
الوراثة في بني أميّة قبل وقوع وفاته في شهر رجب عام 60 ﻫ الموافق 680 م ، وكان قد حكم نحو تسعة عشر عاماً
وصار الحكم والخلافة من بعده في بني أميّه وبالتحديد في بيت السفيانيين إلى أن
توفي معاوية الثاني وهو حفيده من إبنه يزيد بعد ان اسُتخلف فترة لا تزيد عن ثلاثة
أشهر لم يخرج فيها للناس ، وشعر بالضعف وقرب الأجل ، فأمر فنودي : الصلاة جامعة ،
فاجتمع الناس فخطب فيهم قائلاً :
إني ضعفت عن أمركم فإبتغيت لكم مثل عمر بن الخطاب أو أبو بكر الصديق
أو مثل الستّة الشورى ، فما وجدت أحداً ، فأنتم أولى بأمركم ، فاختاروا من أحببتم
، وأوصى أن يصلّى الضحّاك بن قيس بالناس حتى يقوم لهم خليفة ، ودخل منزله ومات بعد قليل وهو إبن 23 سنة ، ولا عقب له ، وكان ذلك في العام
64 ﻫ-621 م ثم بعد ذلك إحترب اليمانيون
والقيسيون على الخلافة في معركة (مرج راهطْ) وإختاروا مروان بن الحكم على المسلمين
، وبدأ العهد المرواني وانقضى العهد السفياني ، والملك دوماً لله الواحد القهار
، وكان ذلك في العام 65 ﻫ الموافق 620 م ، ومضت السنون تطوى وتأتي بالفتوحات
والانتصارات وكذلـك
بالثورات والحروب والانتكاسات ، فكانت ثورة الخوارج ، والحرب بينهم
وبين عبد الله بن الزبير ، وكانت الحرب ضد البربر وزعيمهم (كسيلة) في وقعة (تهوده)
وضد الروم وكانت ثورة الزنوج ، وثورة موسى بن خازم ، والأزارقة ، وثورة الخوارج (الصفرية)
، وثورة ابن الجارود وثورة الزنج بالبصرة ، وثورة المطرّف بن المغيرة ، والصراع مع
الترك أيضاً في سجستان ، والصراع مع البربر في أفريقية حيث انهزمت قائدتهم "الكاهنة"
ولجأت إلى جبال أوراس والصراع مع الأرمن في أرمينيا التي نقضت عهدها مع المسلمين ،
بتحريض من الروم ، وثورة ابن الأشعث بعد أن أعلن العصيان على الحجاج وخلع طاعة
الخليفة عبد الملك بن مروان وهزيمة جيوش الحجاج ، ويدخل البصرة ويبايعه الناس على
خلع عبد الملك والحجاج وذلك عام 700م و81 ﻫ ، وانهزام ابن الأشعث ولجوئه إلى
ملك الترك ، ويهزمون ملك الترك "نيزك" فيما وراء النهر على يد يزيد بن
المهلّب في العام 85 ﻫ ، أضف إلى ذلك الفتوحات والغزوات في
طخارستان والبحر المتوسط وفيما وراء النهر وأفريقية وبلاد الروم ، ويفتحون مكران
ويواصلون زحفهم في نواحي السند ، وغزوا الأندلس بقيادة موسى بن نصير ، ثم القضاء
على ثورات المردة الذين كانوا يغيرون على الثغور الإسلامية بتحريض من الروم ذلك في
العام 91 ﻫ ، وفي العام 94 ﻫ غزوا الهند بقيادة محمد بن القاسم ،
وبقيادة عبد العزيز بن موسى بن نصير في العام 95 ﻫ باستكمال فتح غرب الأندلس (أي
البرتغال) ثم يتجه إلى شرق الأندلس والشرق الجنوبي فيفتح غرناطة ومالقا . وقام
يزيد بن المهلّب بفتح جرجان وطبرستان على الساحل الجنوبي الشرقي لبحر الخزر
(قزوين) ، وكذلك قمع ثورة يزيد ابن المهلّب ومقتله في العام 102 ﻫ
، وكذلك ثورة القبط المزارعين في مصر بسبب زيادة الخارج عليهم في العام 107 ﻫ
.
انظروا هذا الكم الهائل من الثورات والحروب والفتوحات والهزائم
والإنتصارات والتمرد والإنتكاسات على مدى نحو تسعين عاماً حتى إنقلب عليهم
العباسيون تحت راية مضللّة مستغلين إسم عباس ، وهو وأصله ونسله منهم براء وهي راية
مزيفة بقيادة مندس إسمه أبو مسلم الخرساني بدعم من المجوس الفرس تماماً كما
جاء معاوية بن أبي سفيان تحت ذات الراية من ألوان أطياف الدهاء والغدر والخبث
والتزييف والتقتيل بدءًا بالحسن السبط إبن الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه –
وذلك بدس السم في طعامه بواسطة زوجته (جعدة بنت الأشعث بن قيس) حسب ما رواه
السيوطي والأصفهاني – ولما تم لها ولهم ذلك ، ولفظ السبط الحسن زوجها كبده ومات ،
واتصلت " جعده " بمعاوية المتآمر مبلغةً إياه الخبر " السعيد
" مطالبةً إياه بإنجازه وعده الذي وعد أجابها بالقول : نحن لم نرتضيك زوجاً
للحسن ، فهل نرتضيك زوجاً ليزيد ؟!! وإنتهاءّ بمروان بن محمد " الملقب
بالحمار " وإنهارت الدولة المروانية بفعل أبناء عباس وتشتت الدولة الإسلامية
وذهبت ريحها وانقسمت على نفسها دولاً وإمارات وطوائف وضاع ملكها وتفرّقت أيدي سبأ
.
ولمن الملك اليوم لله الواحد القهّار ، تماماً مثل ما فعل المجوس
اليوم وحليفهم في جنوب لبنان (ح .ن) والرئيس السوري المعاصر ، حيث قدموا للطاغية
كل تأييد معنوي وإمداد استراتيجي أثناء معارك التحرير في ليبيا خلال هذا العام .
؛؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق