هيكـــل ... وليبيا ... بصراحة
بقلم : ابراهيم محمد الزغيد
أنا أدين بتعليمى لمصر وأعرف أن مصر أنجبت صروحاً من أبنائها فى أكثر من مجال فى الفن والأدب والصحافة ولكن الشوامخ بنو أنفسهم بأنفسهم أمثال طه حسين والعقاد ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم لم تبنهم الصدفة كالتى بنت الصحفى محمد حسنين هيكل الذى لو لم ينمو فى كنف البكباش جمال عبد الناصر لما عرفناه وأقصد بالرتبة العسكرية لعبد الناصر المستوى الثقافى الحربى الذى حوجه إلى صحفى يكتب له خطاباته فكانت فرصة هيكل.
وكون عبد الناصر قاد انقلاب عسكرى فى مصر جعل من استيلاءه على السلطة مركز لأحداث الشرق الأوسط خاصة السياسية منها وباعتبار هيكل شبه الناطق الرسمى ومكمن أسرار عبد الناصر شد إليه اهتمام السياسيين والإعلاميين الدوليين ومكنه نظام عبد الناصر من صحيفة الأهرام.
وكنت فى أواخر الخمسينات من القرن الماضى فى حكم المراهق الذى يعتبر ما يقوله أحمد سعيد فى صوت العرب وما يكتبه هيكل فى مقاله الأسبوعى ( بصراحة ) هو الحقيقة والرؤية السديدة ولم أستوعب آنذاك معاناة الشعب المصرى من زوار الفجر والسجن الحربى والقضاء على الاقتصاد المصرى الذى بناه طلعت حرب. والنتيجة كانت 05/06/1967 التى حدثت لا لعيب فى الشعب المصرى القادر ولكن من الذين اختطفوا إمكاناته مثل عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وجمال سالم وهيكل وعملية الاختطاف مقصودة لأن الغرب الذى يلعب بمصائر شعوب المنطقة وثرواتها منذ ( الشريف حسين أمير مكة ) الذى دفعه غبائه والرغبة فى الحكم أن يتحالف مع النصارى ( الانجليز ) ضد المسلمين ( العثمانيين ) وكانت النتيجة ( سايكيس بيكو ) والذى يوهمنا السيد هيكل الآن بأن عبد الناصر كان يسعى لإلغائه وتوحيد الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ولا أعلم – مع إقرارى بالقصور – بأن أمة عربية قامت بهذا الشكل، صحيح قامت دولة أسلامية حوت شعوب المنطقة ( عرب – أكراد – ترك – أمازيغ ) .
والسيد هيكل بالإمكانيات غير الشخصية التى أكتسبها من موقعه من عبد الناصر جمعه مع الكثير من مشاهير العالم والإطلاع على الكثير من الأوراق والمعلومات التى يستعين بها فى تحليلاته ويستعرض بها إمكاناته فى كتاباته أو أحاديثه الصحفية أو التلفزيونية والتى كان يجب أن تكون أدق لا العكس.
وبحكم السن أصبحت أتمعن فى تحليلات وأحكام السيد هيكل خاصة بطلعاته فى قناة الجزيرة ومقال أخير له فى صحيفة الأهرام نشر على ثلاث أعداد بتاريخ 16/20/23 سبتمبر 2011 فأصبت بخيبة أمل لأنه فى أحد لقاءاته فى الجزيرة عند حديثه عما حصل فى ليبيا فى 01/09/1969 قال ( قامت الثورة فى ليبيا وكانت مفاجأة لأمريكا وبريطانيا تحديداً ) والصدمة فى أنه إعتبرها ( ثورة ) وهى انقلاب عسكرى صرف وأن الغرب فوجئ بها وهيكل يعرف شخصياً ( مايلزكوبــــلان ) صاحب كتاب لعبة الأمم ودور ( كرميت رزفلت ) فى المنطقة ولا أعتقد بأن السيد هيكل لا يعرف الفرق بين الانقلاب وغيره إلا إذا أراد أن يدافع عن انقلاب 23/07/1952 لاتفاق الصفة.
وعلى أى حال تخلص الشعب الليبى بعد أثنان وأربعون سنة من هذا الانقلاب الذى سماه معمر القذافى ثورة كانت نتيجتها كثورة عبد الناصر بل أشد هولاً والعبرة فى النتيجة لا فى التسمية وإن كانت الأشياء تسمى بأسمائها الأصلية لا المستعارة.
والخطأ الثانى والمميت أنه أعتبر ما يحدث فى ليبيا منذ 17/02/2011 وحتى اليوم هو غزو من الأطلسى فيقول ( وبكل أمانة فالثورات لا تصنع ويستحيل أن تنجح بهذا الأسلوب ) يقصد تدخل المجتمع الدولى من خلال مجلس الأمن وتفويضه للتحالف الدولى عسكرياً ومن بين ذلك دول عربية. وبالرغم من إقرار هيكل بأنه الغير المعقول هو ما كان يجرى فى ليبيا من نظام العقيد معمر القذافى فالسلطة المطلقة تفسد والثروة الطائلة أكثر مدعاة للفساد والمسترزقين من العرب ومن الغرب ( كلها تتعامل مع القذافى كأنه أمير مدلل وكان الكثيرون من ساستها ونجومها ككلاب الصيد أمامه فك مفتوح ولسان يلهث وأنفاس ساخنة وجائعة ) والذى سابقاً (سلم كل ما كان لديه من مواد مشعة وآلات ومعدات ورسوم طلباً لغفران الإله الأمريكى الذى كان غاضباً منقضاً على من يعصى له أمراً ) و ( أنه بدا رجلاً خائفاً من مصير صدام حسين وقد دفع بلايين الدولارات تعويضاً ومنطقه أنه يريد أن يشترى الأمان ويريح نفسه ).
وينسب هيكل إلى شخص يدعى أنه قريب الصلة بالمجلس الوطنى الإنتقالى بأن معمر القذافى رجل مجنون لم يمشى كما بن على ومبارك ( وبقى فى ليبيا ومعه جزء كبير من البلد وجزء كبير من الناس وكذلك معظم الجيش ومعظم القبائل أيضاً ) وكأنها شئ آخر غير الناس ولا أتصور رجل على صلة بالمجلس الوطنى يقول مثل هذا الكلام لأنه غير الحقيقة ولأنه لم يكن هناك جيش ولو كان هناك جيش لكنا كتونس أو مصر. وهذا بكل وضوح يكشف عن جهل الأستاذ هيكل بما يجرى على أرض ليبيا فعلاً يؤكد هذا اعتقاده بوجود قوات للأطلسى على الأرض ولو كانت هذه القوات موجودة لما طالت الحرب سبعة أشهر ولكن طول الحرب تؤكد أن لا وجود لقوات أجنبية على الأرض وأن ترسانة الحرب بجميع أنواع الأسلحة ومنها صواريخ ( سكود ) لا ندرى لمن كان يعدها ولولا الجامعة العربية ومجلس الأمن اللذين لم يذكرهما السيد هيكل لكان الشعب الليبى فى خبر كان من المجنون الذى يقر هو بجنونه ولو كان متأخراً.
وقمة تجنى الأستاذ هيكل عندما قال ( وأظن أن الذين يقاومون مع القذافى يفعلون ذلك بانتمائهم إلى الوطن الليبى، ليس تمسكاً بالقذافى ولكن لأن هناك غزو ليبيا وأظن أن نفس الداعى سوف يصل بليبيا مدناً وقبائل إلى حافة حرب أهلية ) وبالمخالف فإن من يقاتلون ضد القذافى – برأى هيكل – هم خونة لا تعنيهم ليبيا !!!
ولتسويق وجهة نظره البائسة هذه إفترض قسمة النفط ( بالرغم من نفى المجلس الوطنى الانتقالى ) وأن طرابلس ستكون قاعدة للأسطول السادس الأمريكى ولم نسمع أن إيطاليا طلبت منه الجلاء عن قواعده بها علماً بأن أمريكا لو كانت تريد البقاء فى طرابلس لما استطاع الملازم معمر القذافى إخراجها عندما كانت هناك لأن صديقه ( كاسترو ) لم يستطيع إخراجهم من قاعدة ( اقونتانامو ) فى كوبا وأن بريطانيا تريد بنغازى وطبرق مقراً لمخابراتها ونسى هيكل أن قبرص لا زالت فى يد بريطانيا وأنها الآن أكثر اطمئنان بعضويتها فى الاتحاد الاوروبى وصلتها القديمة ببريطانيا وموقعها الاستراتيجى أعظم وهل نسى حرب السويس 1956 ويبدو أن محنة الشعب الليبى التى دامت 42 سنة بيد دكتاتور دموى معتوه عرفها هيكل بأنها (غير المعقول ) لم يقبل أن تنتهى سلماً فلا بد من القوة والشعب الليبى الأعزل ماذا يفعل إلا أن يستنجد بالأجنبى بعد أن غاب الجار العربي الشرقى خاصة والسيد هيكل يعلم من ثقافته الدينية الواسعة أن أكل الميتة حلال شرعاً للبقاء على الحياة.
وللأسف تكشف لى أن الصحفيين العرب أقل عرفاناً بواقع وأوضاع المنطقة من الأجنبى، ولا أعلم متى سيكون لدى العرب صحفى كذلك الذى تسبب فى استقالة الرئيس الأمريكى نكسون والذى بالتأكيد لم يظهر وينمو من خلال انقلاب عسكرى.
وكون عبد الناصر قاد انقلاب عسكرى فى مصر جعل من استيلاءه على السلطة مركز لأحداث الشرق الأوسط خاصة السياسية منها وباعتبار هيكل شبه الناطق الرسمى ومكمن أسرار عبد الناصر شد إليه اهتمام السياسيين والإعلاميين الدوليين ومكنه نظام عبد الناصر من صحيفة الأهرام.
وكنت فى أواخر الخمسينات من القرن الماضى فى حكم المراهق الذى يعتبر ما يقوله أحمد سعيد فى صوت العرب وما يكتبه هيكل فى مقاله الأسبوعى ( بصراحة ) هو الحقيقة والرؤية السديدة ولم أستوعب آنذاك معاناة الشعب المصرى من زوار الفجر والسجن الحربى والقضاء على الاقتصاد المصرى الذى بناه طلعت حرب. والنتيجة كانت 05/06/1967 التى حدثت لا لعيب فى الشعب المصرى القادر ولكن من الذين اختطفوا إمكاناته مثل عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وجمال سالم وهيكل وعملية الاختطاف مقصودة لأن الغرب الذى يلعب بمصائر شعوب المنطقة وثرواتها منذ ( الشريف حسين أمير مكة ) الذى دفعه غبائه والرغبة فى الحكم أن يتحالف مع النصارى ( الانجليز ) ضد المسلمين ( العثمانيين ) وكانت النتيجة ( سايكيس بيكو ) والذى يوهمنا السيد هيكل الآن بأن عبد الناصر كان يسعى لإلغائه وتوحيد الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ولا أعلم – مع إقرارى بالقصور – بأن أمة عربية قامت بهذا الشكل، صحيح قامت دولة أسلامية حوت شعوب المنطقة ( عرب – أكراد – ترك – أمازيغ ) .
والسيد هيكل بالإمكانيات غير الشخصية التى أكتسبها من موقعه من عبد الناصر جمعه مع الكثير من مشاهير العالم والإطلاع على الكثير من الأوراق والمعلومات التى يستعين بها فى تحليلاته ويستعرض بها إمكاناته فى كتاباته أو أحاديثه الصحفية أو التلفزيونية والتى كان يجب أن تكون أدق لا العكس.
وبحكم السن أصبحت أتمعن فى تحليلات وأحكام السيد هيكل خاصة بطلعاته فى قناة الجزيرة ومقال أخير له فى صحيفة الأهرام نشر على ثلاث أعداد بتاريخ 16/20/23 سبتمبر 2011 فأصبت بخيبة أمل لأنه فى أحد لقاءاته فى الجزيرة عند حديثه عما حصل فى ليبيا فى 01/09/1969 قال ( قامت الثورة فى ليبيا وكانت مفاجأة لأمريكا وبريطانيا تحديداً ) والصدمة فى أنه إعتبرها ( ثورة ) وهى انقلاب عسكرى صرف وأن الغرب فوجئ بها وهيكل يعرف شخصياً ( مايلزكوبــــلان ) صاحب كتاب لعبة الأمم ودور ( كرميت رزفلت ) فى المنطقة ولا أعتقد بأن السيد هيكل لا يعرف الفرق بين الانقلاب وغيره إلا إذا أراد أن يدافع عن انقلاب 23/07/1952 لاتفاق الصفة.
وعلى أى حال تخلص الشعب الليبى بعد أثنان وأربعون سنة من هذا الانقلاب الذى سماه معمر القذافى ثورة كانت نتيجتها كثورة عبد الناصر بل أشد هولاً والعبرة فى النتيجة لا فى التسمية وإن كانت الأشياء تسمى بأسمائها الأصلية لا المستعارة.
والخطأ الثانى والمميت أنه أعتبر ما يحدث فى ليبيا منذ 17/02/2011 وحتى اليوم هو غزو من الأطلسى فيقول ( وبكل أمانة فالثورات لا تصنع ويستحيل أن تنجح بهذا الأسلوب ) يقصد تدخل المجتمع الدولى من خلال مجلس الأمن وتفويضه للتحالف الدولى عسكرياً ومن بين ذلك دول عربية. وبالرغم من إقرار هيكل بأنه الغير المعقول هو ما كان يجرى فى ليبيا من نظام العقيد معمر القذافى فالسلطة المطلقة تفسد والثروة الطائلة أكثر مدعاة للفساد والمسترزقين من العرب ومن الغرب ( كلها تتعامل مع القذافى كأنه أمير مدلل وكان الكثيرون من ساستها ونجومها ككلاب الصيد أمامه فك مفتوح ولسان يلهث وأنفاس ساخنة وجائعة ) والذى سابقاً (سلم كل ما كان لديه من مواد مشعة وآلات ومعدات ورسوم طلباً لغفران الإله الأمريكى الذى كان غاضباً منقضاً على من يعصى له أمراً ) و ( أنه بدا رجلاً خائفاً من مصير صدام حسين وقد دفع بلايين الدولارات تعويضاً ومنطقه أنه يريد أن يشترى الأمان ويريح نفسه ).
وينسب هيكل إلى شخص يدعى أنه قريب الصلة بالمجلس الوطنى الإنتقالى بأن معمر القذافى رجل مجنون لم يمشى كما بن على ومبارك ( وبقى فى ليبيا ومعه جزء كبير من البلد وجزء كبير من الناس وكذلك معظم الجيش ومعظم القبائل أيضاً ) وكأنها شئ آخر غير الناس ولا أتصور رجل على صلة بالمجلس الوطنى يقول مثل هذا الكلام لأنه غير الحقيقة ولأنه لم يكن هناك جيش ولو كان هناك جيش لكنا كتونس أو مصر. وهذا بكل وضوح يكشف عن جهل الأستاذ هيكل بما يجرى على أرض ليبيا فعلاً يؤكد هذا اعتقاده بوجود قوات للأطلسى على الأرض ولو كانت هذه القوات موجودة لما طالت الحرب سبعة أشهر ولكن طول الحرب تؤكد أن لا وجود لقوات أجنبية على الأرض وأن ترسانة الحرب بجميع أنواع الأسلحة ومنها صواريخ ( سكود ) لا ندرى لمن كان يعدها ولولا الجامعة العربية ومجلس الأمن اللذين لم يذكرهما السيد هيكل لكان الشعب الليبى فى خبر كان من المجنون الذى يقر هو بجنونه ولو كان متأخراً.
وقمة تجنى الأستاذ هيكل عندما قال ( وأظن أن الذين يقاومون مع القذافى يفعلون ذلك بانتمائهم إلى الوطن الليبى، ليس تمسكاً بالقذافى ولكن لأن هناك غزو ليبيا وأظن أن نفس الداعى سوف يصل بليبيا مدناً وقبائل إلى حافة حرب أهلية ) وبالمخالف فإن من يقاتلون ضد القذافى – برأى هيكل – هم خونة لا تعنيهم ليبيا !!!
ولتسويق وجهة نظره البائسة هذه إفترض قسمة النفط ( بالرغم من نفى المجلس الوطنى الانتقالى ) وأن طرابلس ستكون قاعدة للأسطول السادس الأمريكى ولم نسمع أن إيطاليا طلبت منه الجلاء عن قواعده بها علماً بأن أمريكا لو كانت تريد البقاء فى طرابلس لما استطاع الملازم معمر القذافى إخراجها عندما كانت هناك لأن صديقه ( كاسترو ) لم يستطيع إخراجهم من قاعدة ( اقونتانامو ) فى كوبا وأن بريطانيا تريد بنغازى وطبرق مقراً لمخابراتها ونسى هيكل أن قبرص لا زالت فى يد بريطانيا وأنها الآن أكثر اطمئنان بعضويتها فى الاتحاد الاوروبى وصلتها القديمة ببريطانيا وموقعها الاستراتيجى أعظم وهل نسى حرب السويس 1956 ويبدو أن محنة الشعب الليبى التى دامت 42 سنة بيد دكتاتور دموى معتوه عرفها هيكل بأنها (غير المعقول ) لم يقبل أن تنتهى سلماً فلا بد من القوة والشعب الليبى الأعزل ماذا يفعل إلا أن يستنجد بالأجنبى بعد أن غاب الجار العربي الشرقى خاصة والسيد هيكل يعلم من ثقافته الدينية الواسعة أن أكل الميتة حلال شرعاً للبقاء على الحياة.
وللأسف تكشف لى أن الصحفيين العرب أقل عرفاناً بواقع وأوضاع المنطقة من الأجنبى، ولا أعلم متى سيكون لدى العرب صحفى كذلك الذى تسبب فى استقالة الرئيس الأمريكى نكسون والذى بالتأكيد لم يظهر وينمو من خلال انقلاب عسكرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق