السبت، يناير 14

حصريا ( كتابات امنينة )


هيكل (9)*: انعدام أخلاقيات الكتابة

Lack of ethics in writing


   بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه

إنني على يقين من ان القارئ الحصيف العادل المهذب سيصيبه الامتعاض والتقزز عند قراءة " خريف الكتابة" وليس خريف الغضب إذ تناول الحياة الشخصية لرجل كان قد تولى زعامة دولة عربية فى حجم مصر التاريخى والجغرافى والسياسي طيلة عشر سنوات  وكان يكيل له من المديح على غرار ما كان يكيله لعبد الناصر إذ قال فيه اسفافا كثيرا لم يقله فيه حتى طاغية ليبيا المقبور المشهور بندرة ادب المخاطبة ولياقتها وكياستها .. ولازلنا نذكر من تلك الالفاظ الفجة والتسميات التنابزية المنهي عنها شرعا  ونذكر منها على سبيل المثال مع الاعتذار للقارئ الكريم والمقصودين بتلك التسميات (خنازير الجزيرة ) – (مربط الحمير) - ( الذيل نميري ) – (حسنى البارك ) ... الخ  من الالقاب التي كان يوزعها المقبور القذافي بلا حياء .
ومهما بلغ من خلافات في مفترق الطرق السياسي بين السادات وهيكل فى فترة ما ، فانه لا يجوز لاحدهما ان ياكل لحم اخيه ميتا – وما ورد فى تلك الصفحات من مطاعن شخصية بلغت حدا الاهتراء والهبوط بالكتابة الى الدرك الاسفل من الانحطاط عند تناول سير الزعماء والشخصيات العامة دفع بالكثير لانتقاد ذلك الخريف وحسنا فعل الاستاذ فؤاد زكريا عندما خصص كتابا كاملا فى نقد ذلك الكتاب الخريف اسماه " كم عمر الغضب ؟" والذى وصف مهمته بمحاولة مستحيلة باقتطاعه عهدا كاملا من سياقه الكامل , ويعزله عن سوابقه " وايه نظرة مدققة الى تاريخ العقود الثلاثة الاخيرة تقنعنا باستحالة فصل قطعة واحدة من هذا التاريخ عن مقدمتهاالضرورية (من كتاب فؤاد زكريا صفحة 13) ، وان الخطا الرئيس الذى اتسم به موقف هيكل
 والذي يعد من دون مبالغة عرضا من اعراض مرض اوسع نطاقا , فهو انه استثنى نفسه تماما من اللوم وصب اتهاماته على الغير وكانه كان طوال الوقت مشاهدا محايدا اوناصحا امينا لا يستمع اليه احد ويستطرد الاستاذ فؤاد زكريا قائلا " ولقد بحثت طوال الصفحات التى قاربت الستمائه فى كتاب هيكل ( الذي نحن بصدده ) عن سطر واحد من النقد الذاتى فلم اجد (ص 15 من كتاب " كم عمر الغضب ؟ - فؤاد زكريا "

والى اللقاء فى الحلقة القادمة

* هذه الحلقة كتبت في6-12-2011   

ليست هناك تعليقات: