الجمعة، أغسطس 5

ابجدية الابداع

ارحــــــــــــــــــــــــــــل .... كفاك  

                                       الشاعر : عبدالحميد بطاو
أرحل كفاك الأربعون من السنين
على صدور شبابنا فيها جثمت
وسفحت كل دمائنا ود موعنا
فى لحظة حين انتقمت
وغنمت كل موارد البلد الكئيب
جميع أموال البلاد
أما اغتنيت
أما اكتفيت

***

ها أنت تشعل نار حرب
قد تحيل جميع مافينا رمادْ
وجلست تضحك
يا لقلبك
حينما حرقت صواريخ الكتائب
كل ساحات البلاد
وجعلت نسوتنا لهول الفقد
ترزح في الدّموع وفى السوادْ
إرحل فقد صار الحدادْ
في كل بيتٍ
دونما سببٍ
سوى ما فيك من حقدٍ على كل العبادْ
يوم امتطيت السطح
سطح السجن في آبوسليم
لكي تمزّق بالرّصاص الحيّ
أجساد الحيارى الواقفين
بساحة السجن المحاصر
لا دروع ولا عتادْ
أوماسفكت من الدماء الطاهراتْ
بكل حرب ٍغير مجدية ٍ
أضعت بها قوافل من شبابٍ
مثل ورد الصبح
وارتهم رمالٌ سافيات ٌفي تشادْ
أو حين تظهر
بابتسامتك المريعة
ما لديك من الشماتة ِ
حين توقن أننا من عفة ٍفينا
ندارى فقرنا
كي لا نذلّ
برغم سوء الحا ل
والليل الطويل بدون زادْ
إرحل
فقد أصبحت بالوجه المشققِ ِ
والعيون المطفآت الذابلات ِ
وبالنساء الحارسات ِ
وبالجلابيب المزركشة الفضيحة ِ
خير عنوان ٍ
يدلّ على الجريمة والفسادْ
إرحل
فقد نطق الجمادُ
وقتلت فينا الحسّ بالشيئ الجميل
بما لديك من التعنت والعناد
إرحل
كفاك سنين ماضينا
التى ذهبت هباء
إرحل فقد فاض الاناء
وتفجرت كل الحناجر
بعد طول الصمت
بالغضب الرهيب وبالدّعاء
إرحل
فقد شرّدت آلاف الأناس الطيبين
وكم نصبت من المشانق الظهيرة ِ
كم سحلت من الشباب الأبرياء
ها أنت من غضب الإله عليك
في ما قد تبقى من حياتك
صرت قرصانا
تقود عصابة من أشقياءْ
ترمى بيوت الآمنين براجمات النار
ترعب شعبك المذعور
تصرخ في خرائب بيتك المهجور
زيدونى دماءْ
ها أنت من غضب الإله عليك
في ما قد تبقى من حياتك
صرت تركض في ظلام الليل
من بيت الى بيتٍ
ومن دار ٍإلى دارٍ
ومن زنقه إلى زنقه
لتخفى رأسك المنكوش
من قصف ٍيجئ من السماءْ
إرحل
أما يكفيك عارًا
أن (نيرون) الذى حرق البلادَ
إذا رأى ما قد جنيت
سينحنى خجلاً
ويقتله التأسف والحياءْ

15- 3- 2011م
عبدالحميد  بطاو

ليست هناك تعليقات: