الأحد، أغسطس 28

حصريا ذاكرة الايام 6 ( امنينة)

ذاكرة الأيام – 6
من باب العتب على السيد مسئول ملف الإعلام بالمجلس الانتقالي :

4:سيرة للخير والاصلاح

بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه


هو السيد محمد بن على السنوسي بن العربي بن محمد بن عبد القادر بن شهيده بن حم بن القطب يوسف بن القطب السيد عبد الله بن علي خطاّب بن علي بن يحي بن راشد بن أحمد بن المرابط بن منداس بن عبد القوي وهو أحد أمراء تلمسان بن عبد الرحمن بن يوسف بن زياد، أحد ملوك المغرب الأقصى بن زين العابدين بن يوسف، عاشر ملوك الريف بن حسن تاسع الملوك المذكورين بن إدريس ثامن الملوك بن عبدالله بن أحمد سابع الملوك بن محمد سادس الملوك بن عبد الله خامس الملوك بن حمزة رابع الملوك بن سعيد بن يعقوب ثالث الملوك بن حمزة بن على ثاني الملوك بن عمران أول ملوك الريف بن إدريس الأصغر أمير المسلمين ومؤسس مدينة فاس بن إدريس الأكبر أول الخلفاء الادارسة بالمغرب بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الإمام السبط وهو ممّن تولوّا الخلافة الإسلامية بن على بن ابي طالب من فاطمة الزهراء بنت سيد الأنبياء عليه الصلاة والسلام.
  ولد رضي الله عنه ليلة الاثنين 12 ربيع الآخر عام 1202 هـ الموافق 12/12/1787م وذلك في السنة الثانية من القرن الثالث عشر ببلدة مستغانم مقر آل الخطاب بالجزائر .
 ما مّر بنا حتى الآن هو ملخص لترجمة الإمام محمد بن على السنوسي والآن نمرّ مرور الكرام لنتعرف على الأسس والأصول الفكرية التي دعا إليها هذا الإمام ولقنّها لأتباعه وهذه الأسس والأصول في حركة هي : ( فكر وحركة ) و ( تصوّر ومنهج ) و                      ( ومنهج وعمل ) وليست مجرد دعوة فكرية أو مذهب عقائدي وحسب إذ يقول الأستاذ أحمد حلمي زاده ( تركي ) وهو أحد مؤرخي الدولة العثمانية .
( إن الطريقة السنوسية هي عبارة عن جمعية مذهبية وطريقة صوفية وسياسية واجتماعية، ولو أنها من الناحية السياسية ليس لها أهداف تمردية انقلابية على الدولة ) . أي أنها لا تحارب دولة الخلافة بل ترفدها وتسندها، وقد نشأت في ظلـّها .
 ويمكن إجمال الأسس الفكرية والتصورات التي تبنتها الدعوة السنوسية فيما يلي :
1-  دعوة الناس كافة إلى الالتزام بأحكام الإسلام الظاهرة والباطنية، ذلك أن المسلمين في تلك الحقبة كان قد انتشر بينهم الجهل وقلـّة الالتزام، فكان تعليم الناس أحكام الشريعة هدفاً أساسياً وأولياً لتحقيق معنى الإسلام .
وتبرز عالمية الدعوة عند الإمام من الحرص على إنشاء زواياه في كل مكان استطاع الوصول إليه، فأول زاوية أنشأها كانت في الحجاز، ثم في مصر ثم في ليبيا وتلا ذلك الجزائر ثم تشاد ومالي، ذلك أن الإمام كان قد تنبّه إلى ضعف جهلهم بالقرآن وبأحكام الشرع وقلة الالتزام بأركان وقواعد الإسلام .
2-  ومن خصائص وأسس هذه الدعوة ما يمكن تسميته بـ ( سياسة عدم مواجهة مع الاتجاهات الإسلامية ) انظر كيف واجه طاغيتنا الذي بلينا به الاتجاهات الإسلامية المعارضة في منتصف التسعينات من القرن الماضي، وكيف قذفهم بقنابل النابالم والغازات السامة في الجبل الأخضر وعلى تخوم مدينة درنة - ولو أنه أتبعّ سبيل هذا الإمام  وهو حظر المواجهة لما تطور الأمر إلى أسوأ الأحوال وهو ما حدث من تقتيل بالجملة في سجن "أبو سليم" يوم 28/06/1996 م .

وهذا يتضح جليّاً من خلال عدة مواقف للإمام، مثل موقفه من الحركة المهدية ودعوتها، حيث بعث إليه محمد أحمد المهدي، صاحب الدعوة المهدية في السودان كتاباً فلم يرد عليه بنفي ولا إثبات – حيث ادّعى المهدية أي أنه ادعى أنه هو المهدي المنتظر، فلم يواجهه مع رفضه لفكره، وأيضاً عدم مواجهته الدعوة الوهابية في الجزيرة، مع أنها كانت ترى بطلان مبادئ الإمام السنوسي المتمثلة في التصوف والمعتقد السني في الأشعري !! ورغم ذلك فلم يُؤْثر على الإمام السنوسي كلمات أو ردود على تلك الطائفة .
 رغم أن حركة الوهابيين هذه بحاجة إلى دراسة وتقييم لفكرها من وجهة نظر غير متعصبة، ولبيان مدى توافقها من عدمه مع منهج أهل السّنة والجماعة، وبيان حقيقة انتمائها المذهبي، وبيان مواقفها السياسية منذ نشأتها إلى يوم الناس .
 ومن أدبيات الإمام ضمن إرشاداته لمريديه وتلاميذه ما يلي :
إنكم تعلمون أن مادة الخصام ليس من دأبنا وقد علمتم أن شأننا هو امتثال قوله r :                ( من ترك الجدال وهو مبطل بنى الله له بيتاً في الجنّة، ومن تركه وهو محق بنى له الله بيتاً في وسطها ومن حسن خُلُقُه بنى الله له بيتاً في أعلاها ) .
ومن تعاليمه أيضاً :" إن شأن أهل الله أن يكونوا أرضا لمن سواهم، يحملون من الأذى حملها، وينتجون خيرها أما الخوض والجدال في الأمور الاعتقادية فهو الطامة الكبرى والداهية الغرّّّى " .

   ويمضي الإمام في تعاليمه قائلاً : " ويجب التنبيه هنا إلى أن هذا المبدأ لا يعني تمييع القضايا كما قد يفهم البعض، بل هو مبدأ ينطلق من العلم الشرعي الصحيح، واختيار الرأي الصحيح والترجيح، ثم بعد ذلك لا نلتفت للخلاف، فهنا الخلاف ليس معوقاً للحركة وإنما هو رصيد تختار منه ما تراه صواباً وحقاً ثم تتجاوزه ولا تقف عنده " .
 " وأيضاً لا تقبل الدعوة البحث في الأمور العقائدية، ذلك أن العقيدة أمر لا يسع ولا يجب الخلاف فيه لأنها أي العقيدة متقرّرة وثابتة ومتوارثة عبر أجيال المسلمين " ... الحلقة القادمة في سلسلة العتب بعنوان
    انحراف ادي الي انجراف

ليست هناك تعليقات: