ما هكذا تورد الإبل يا سيّد
بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه
كنت أسمع وأقرأ عن شخص اسمه سيد محمد قذاف الدم قدمته صحائف انقلاب 1969 صحبة أدباء وشعراء وكتاب تلك الحقبة في حوارات ونقاشات أدبية لازلت أذكر منهم المرحوم المستشار عبد ربه فضيل الغناي، والمرحوم الأستاذ الكاتب خليفة الفاخري، والمرحوم الأستاذ رشاد الهوني وآخرين كثر رحمهم الله.
كان السيد قذاف الدم ابن عم المجرم المطلوب دولياً ((بوكافوله)) إذ يستحي القلم والقرطاس من خط اسمه حيث لم يتفق العالم على اسمه الحقيقي، بعد.
أقول حيث كان السيد سيّد يعمل في سفارة ليبيا في لندن وحيث كان يكتب من هناك، وحيث كان والحق يقال، عمدة الليبيين وخاصة المرضى والمحتاجين منهم هناك، ولم يأل جهداً في مساعدتهم في غربتهم وتقديم كافة العون المادي والمعنوي والنفسي والاحتفاء بهم وتوديعهم بعد قضاء حوائجهم وخروجهم من مشفاهم وعودتهم لأرض الوطن، شاكرين فضل الله الذي قيض لهم ذلك الإنسان الذي نفعهم وقضى لهم حوائجهم في بلاد الغربة وعادوا سالمين غانمين حامدين شاكرين.
هذا ما كنت اسمعه وأعرفه عن هذا السيّد.
ولما عمّت سمعته الآفاق وطغت شهرته على شهرة الأفّاق الذي هو "عدو الإنسانية والنجومية" ولا يريد شهرة لأحد غيره، سواء كان لاعب كره ، أو كان سيد الخلق الذي لم يكن ليصلي عليه بعد أن يذكر اسمه، بل كان يقول: "محمد بن عبدالله هو ساعي بريد أوصل رسالة وانتهت مهمته، أما أنا فلم تصل رسالتي لما تبقى من العالم بعد".
أقول بعد أن طغت شهرة هذا السيد وأصبح الكل شاكراً لفضله، أصدر له أوامره بالعودة إلى ليبيا، وبنى له قصراً منيفاً في سرت وحدد له إقامته فيه ونسيه الناس – لكننا سنعود إليه بعد قليل.
مساء الأربعاء الماضي 13/7/2011، وفي آخر الليل سمعت رنين هاتف على شاشة القنفوذ في الفقرة التي يقدمها وكيل " بوكافوله " الإعلامي الرخيص جوزيف أميل شاكر، وإذا بالمتصل هو الأستاذ سيد محمد قذاف الدم، ويا لهول المفاجأة بالنسبة لي، فقد سكت دهراً ونطق كفراً، وقد كنت أحمل له تقديراً جزيلاً لما سمعت عنه من الناس، فكان الناس يقصدونه حتى في منفاه بقصره في سرت ويقضي لهم حوائجهم كما كان يفعل في لندن، ويرجعون حامدين شاكرين مهما كان نوع تلك الحاجات مادية أم لها علاقة بمكاتب حكومية أو أوضاع إنسانية أو صحية تحتاج إلى تدخل أو معونة.
أقول لقد ذهلت لمقولته تلك الليلة دعوت الله ألا يكون ذلك الصوت هو صوته، وأن يكون نتاج فبركة جوزيف بوسبحه إذ تعودنا منه ذلك، أن يكون المتحدث جالساً وراء الكواليس والستارة سواء كان مصدر المكالمة سرت أو الجزائر أو مصر أو دمشق أو الصومال أو ناتانيا في "إسراطين"، أو أشخاص أرادوا عنوة تشويه سمعته... أشخاص مثل : محمد إسماعيل ورفاقه من حملة الاسطوانات الرقمية المضغوطة إلى حزب المعارضة "كاديما" ورئيسته "ليفني" سيئة السمعة.
والحق أقول: لا زلت أختلق له العذر وأدعو الله ألا يكون هو صاحب الصوت، ولكن ماذا قال ذلك الصوت؟ كانت مقولته تتمحور حول عتاب لمدينة بنغازي مذكّراً إياها باسمها الذي أطلقه عليها (بوكافوله) وهو " البيان الأول " راجياً إياها، أي بنغازي، أن تعود لرشدها وأن تذكر له (أي بوكافوله) فضل انقلاب سبتمبر 1969 وإنجازاته، غير أنه لم يذكرها، وأذكرها أنا ( وهي إلغاء الدستور عام 1973، وقيام ما يسمى باللجان الشعبية وتلاها قيام اللجان الثورة "لجان التفتيش" ثم إعدام بعض من ضباط الجيش عام 1974، ثم إعدام طلبة الجامعات المطالبين باستقلال اتحاد الطلاب عام 1976 ثم محاربة مصر عام 1977 ثم تخريب اقتصاد البلاد بدءاً من العام 1978 ثم القيام بمسرحية تأميم النفط عام 1980 وبداية العد التنازلي لصناعة واقتصاد النفط تزامناً مع هجرة الأدمغة والخبرات الليبية نتيجة لعسكرة البلاد وتجييش مدنها، يأتي كل هذا مع حصار فرضته الولايات المتحدة الأمريكية في زمن رونالد ريغن بحظر شراء النفط الليبي ومشتقاته ومنع الخبراء من مواطنيها من دخول ليبيا والعمل في منشآتها النفطية، وفرض حظر على بيع وتوريد أي مصنوعات أو مصنعات لإنتاج النفط والغاز، ثم إسقاط الطائرة الأمريكية في لوكربي عام 1988، وبدأ حصار جوي على البلاد، ومن قبلها إسقاط طائرة الـUTA الفرنسية فوق النيجر، حيث دس المجرم الدولي عبدالله السنوسي حقيبة متفجرات داخل تلك الطائرة بطريقة ما، وربما برشوة أحد الركاب الأفارقة ، ظناً منه أن أمين جبهة الإنقاذ الوطنية آنذاك السيد محمد يوسف المقريف كان على ظهر تلك الطائرة التي كانت متوجهة من إنجامينا إلى باريس، ثم في عام 1992، أسقط الطائرة الليبية في رحلتها رقم 1103 المتجهة من بنغازي إلى طرابلس وعلى متنها أكثر من مائة وخمسين راكب وذلك بقصفها بصاروخ وإسقاطها فوق سيدي السايح بالقرب من مطار طرابلس وفي عام 1996، أطلق المجرم الدولي عبدالله السنوسي وآخرن النار وقتل 1269 من سجناء الفكر في معتقل بوسليم.
وفي العام 1993 تآمر مع حسني مبارك رئيس مصر المخلوع على خطف وقتل د. منصور رشيد الكيخيا.
وفي العام 1997 تم حقن حوالي 460 طفل بجرثومة الإيدز ونقل العدوى إلى حوالي 25 أم وأب.
ومن 29/6/1996 تاريخ جريمة بوسليم نقفز إلى 17/2/2011 تجاوزاً عن جرائمه في تلك الفترة هو وكلابه، حيث قتل وخطف وأصاب المئات يوم 19/3/2011، المسمى بيوم الأرتال حيث أتى إلى بالمرتزقة وكتائب أمنه المأجورين وليس المغرر بهم والكثير منهم جاء من بلدتك التي فيها قصرك المنيف، سرت) وهنا نقفل القوس على إنجازات ابن عمك التي ابتدأت عام 1969 وتوّجت يوم 19/3/2011م بالعار والدمار على مشارف مدينة "البيان الأول" كما سماها بوكافوله.
التاريخ يشهد لوالدكم يا سيد سيد وهو الحاج المجاهد الشريف محمد قذاف الدم* غير أن الذي لطخ اسمه بالعار ليس أنت بل أخوك أحمد الذي بمصر وهو المعجب (بأبي كافوله) كثيراً حيث يقلده في كل شئ حتى في تسريحه شفشوفته أو باروكته، وحتى في أسلوبه في المؤامرات فهو حلقة الوصل بينه وبين الطابور الخامس والهاربين إلى مصر من اللجان الثورية والمندسين في بنغازي واجدابيا وحيث يمولهم بالدولارات وبالسلاح وبالمتفجرات وحيث يبعث لغير المنشقين من رجال الأمن الخارجي والداخلي الذين لم ينضموا إلى ثوار 17 فبراير يبعث لهم بمرتباتهم بالدولار مع عملائه القابعين في مصر ولن أصدق أي مقولة يفهم منها أن أحدب القاهرة أو (حامي طنطا) CAIRO HUNCHBACK ومخابراته على غير علم بما يجري.
البقية في الجزء 4 من ذاكرة الايام
*السيد محمد قذاف الدم هو احد ضباط جيش التحرير السنوسي الذي تأسس في 9 أغسطس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق