ذاكرة الأيام – 6
من باب العتب على السيد مسئول ملف الإعلام بالمجلس الانتقالي :
2- علم الاستقلال ونشيد البلاد
( باب العتاب )
بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه
نعود إلى أبطال المجلس الأفاضل الوطنيين الخلـّص فنقول :-
غير أن هناك أمراً دعاني للتفكير ملياً وللتأمّل جيداً وعبثاً حاولت تمحيص ذلك الأمر لأجد تفسيراً غير أنني لم أهتد .
هذا الأمر هو : من هو صاحب فكرة رفع علم الاستقلال وكيف وأين وجدتموه ؟ وكيف انتشر من الشرق إلى الغرب إلى الجنوب وتفشّى كالنار في الهشيم تحرق أكباد فرعون ومن والاه – علم له معنى وتاريخ – فالشكر والتقدير والامتنان لصاحب الفكرة أينما كان وكائناً من كان .
والآن نفتح باب العتاب :
عندما أبصرت ذاك العلم يخفق في الشوارع وفوق المباني والصواري ورأيت أبواب المحلات تطلى بدهان يعكس الألوان الثلاثة تتوسطه النجمة والهلال، صرت جذلاناً فرحاً .
ذلك لأنني كنت قد عايشته على مدى ثلاثين عاماً كاملةً وكان قد فارقني اثنتين وأربعين عاماً تنقص ستة أشهر ... يا للهول بل يالصدمة ويالفرحة التي لم تكتمل إذ أنني بعد أيام قليلة وأنا أستمع إلى النشيد الوطني الملكي الذي أصبح هو نشيد دولة ليبيا الحرة الوليدة، ولقد أدمنت الاستماع إليه في أوقات كثيرة غير أنني لاحظت أن هناك بيتاً مفقوداً، ولم استغرق وقتاً طويلاً لأعرف ذلك البيت المفقود، ولازلت أتذكره وهو :
حىّ إدريس سليل الفاتحين \ إنه في ليبيا رمز الجهاد
فصرت في حيرة من أمري عما إذا كان ذلك البيت قد سقط سهواً أو أن هناك لا يزال من يتحسسّ من النظام الملكي أو الأسرة الملكية نفسها، وربما يظن أن الملك إدريس ليس بسليل للفاتحين حقاً ! فأسقط عمداً ذلك البيت، وتبرير ذلك ربماّ يكون مجاملة للبعض الذين يتحرجون من ذكر تاريخ السنوسية والأدارسة وأدعو الله ألاّ يكون لهم وزن ولا قيمة ولا وجود مع قادتنا الجدد حتى يتحرجون ويتأففّّون من ذكر أمجاد وتاريخ ولاتنا الصاحين الذين كانت نشأتهم في بيت دين وعلم وفضل وشرف لا ينازعهم في ذلك أحد بما في ذلك المتأفّفون! وإننى لأتساءل كيف مر هذا التلاعب الخبيث، والذي وراءه ما وراءه،مرور الكرام دون أن يلاحظه السيد مسئول الإعلام .
وهذا مما يدفعني أن أحاول جهدي محو هذا الجهل والأمية التاريخية الإسلامية عن هؤلاء البعض والله أسأل الهداية والرشاد والعودة للجادة آمين .
الحلقة القادمة في اطار العتب بعنوان :
3 - السنوسية فكر ضد كفر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق