الجمعة، أغسطس 19

حصريا : ذاكرة الايام ( امنينة )

7- تعقيبات علي ذاكرة

بقلم : ابراهيم السنوسي امنينة

والآن نورد المثال المقابل والمختار في أسلوب حكم الطاغية، ولكن أستميحكم عذراً قبل ذلك بأن أتناول هذا المثال السابق بشئ من التعليق والتعقيب وتوضيح بعض الأمور.
خلال حكم الملك إدريس كانت محاولة انقلاب العسكر في ليبيا خلال نوفمبر 1961 هي الأولى في تاريخها منذ الاستقلال ولكن الله قوض أركان هذه الحركة ولم يشأ لها أن تنجح وذلك لعلمه وهو علام الغيوب بما كان سوف يحدث للرعية والوطن من أهوال وشرور لو ساس هذه الرعية رموز أمثال البوصيري الشلحي و أخيه عبدالعزيز ومصطفى بن حليم وعبدالله عابد السنوسي الذين يدينون بالولاء التام والأعمى لحاكم مصر في ذلك الوقت، والذي كان يحرك خيوطهم كالأرغوزات ويلاعبهم وينقلهم من مربع إلى آخر كالبيادق على الرقعة ليتم له الاستيلاء على ليبيا (موزة مقشرة) في القليل القادم من السنين – ألا ساء ما كانوا يصنعون!!. وخلفية ذلك أنه بعد وقوع إنقلاب سبتمبر 1969 بأقل من 48 ساعة حطت طائرة مصرية بمطار بنينا في المساء، وهبط منها محمد حسنين هيكل، مستشار حاكم مصر (وخاب من استشار) موفداً منه حسب طلب المقدم آدم الحواز (وهو الذي أغتاله الطاغية فيما بعد) الذي كان قد اتصل بقنصل مصر في بنغازي وطلب منه في عجالة ضرورة حضور مسئول مصري لمقابلة رئيس مجلس قيادة (الثورة) لأمر هام.
أقول هبط محمد حسنين هيكل من الطائرة وكان في استقباله الانقلابي الغبي مصطفى الخروبي الذي لم يحتمل الموقف وأجهش في البكاء كالنساء وهو يحتضن (المستشار) ويقول : إني لا أصدق عيني، ثم عرّف بنفسه، وعندئذ قال هيكل: أمّال فين عبدالعزيز بيه؟.
آه !! إذن يبدو أنه كان هناك مخطط سابق متفق عليه بين حاكم مصر وعصابة الأربعة بالقيام بالانقلاب على النظام في ليبيا، وها قد نجح وطلب الإنقلابيون إرسال موفد رسمي من عرّاب الإنقلابات حاكم مصر، وها قد وصل إلى المطار، وظن المستشار أن الذي في استقباله لابد وأن يكون العقيد عبدالعزيز الشلحي، شقيق البوصيري الشلحي والذي سوف يقوده إلى مجلس قيادة الثورة المنتظر بأعضائه مصطفى بن حليم وعبدالله عابد السنوسي وهو ابن عم الملك ورئيسهم البوصيري الشلحي، ولكن خاب ظن الجيران وكان " نقبهم على شونه" غير أنهم قالوا لأنفسهم – أي المصريون – لا ضير من مواصلة اللعبة، وبالفعل تم لهم ذلك وواصلوها حتى النهاية: نهاية حاكم مصر ونهاية حاكم ليبيا.
وأخيراً للعلم فقط: فإن كلاً من البوصيري الشلحي الذي كان يشغل وظيفة ناظر الخاصة الملكية – وهي أخطر وظيفة بعد الملك – وشقيقه العقيد ركن عبدالعزيز الشلحي المسؤول عن التدريب والتسليح بالجيش الليبي – والذي كان موعد إنقلابه يوم 5/9/1969 حسب أجندة حاكم مصر، والثالث هو مصطفى بن حليم أحد رؤساء الوزارة السابقين، هم ثلاثتهم من مواليد مصر وتلقوا تعليمهم هناك وميولهم مصرية صرفة فيا للصدف وما أجملها !!! أما العبد الآبق فهو السيد عبدالله عابد السنوسي، ابن عم المــلك إدريــس وهو من موالــيد تشــاد ( وارحم من قرأ وورّا) فهو عبد آبق فعلاً إذ كان ينوي الخيانة والغدر بالملك والوطن فهو يستحق القتل.
إذاً فهؤلاء كانوا من الممكن أن يكونوا أعمدة الحكمة الأربع في ليبيا تحت مظلة حاكم مصر لولا أن قدر الله وما شاء فعل والحمد لله رب العالمين.
يتبع في الحلقة القادمة..... دور جمال عبدالناصر في انقلاب 69 المشئوم

ليست هناك تعليقات: