دور عبدالناصر في انقلاب 69 المشئوم
بقلم : ابراهيم السنوسي امنينة
(1- سبحة الملك ادريس)
توقفنا في الحلقة الماضية في مطار بنينا حيث كان الإنقلابي الغبـــيّ مصطفـى الخروبي في استقبال محمد حسنين هيكل ، مستشار السوء لحاكم مصر وكان هيكل يظن أن الذي في استقباله هو العقيد عبد العزيز الشلحي ، ونستشف من سؤاله : أمّال فين عبد العزيز بيه ؟ أنه كان قد سبق له الاجتماع به أو رؤيته على أقل تقدير في إجتماعات مفترضة مع " الريّس " في مصر تبحث فيها الأمور التي تدبرّ بليل، وتفاصيل الأجندات المستقبلية ولا نقول المؤامرات.
وكنت قد وعدت القارئ العزيز بأنني سوف أتطرق إلى موضوع العلاقة بين الشلحي وبن حليم وعبد الله عابد من جهة بحاكم مصر ونظام مصر من جهة أخرى وعلامات الاستفهام حول هذه العلاقة وأن هناك أصابع خفيّه تحرّك خيوطاً ما وتدبّر أمراً ما- أقول وعدت القارئ بأنني سوف أتطرق لهذا الموضوع في الحلقة 5 من ذاكرة الأيام ، وها أنا ذا فاعل .
وأستطرد : ورد في كتاب الطريــق إلى رمضان من تأليف " المستــشار " محمد حسنين هيكل ، النسخة العربية ، إصدار عام 1975 دار النهار للنشر– بيروت ، في الصفحات 68-70-71 مايلي:-
" كان الملك حسين يلقي خطابه في الجلسة الأولى للمؤتمر حين تلقي عبد الناصر أثناء انعقاد الجلسة نبأ يقول أن انقلاباً وقع في ليبيا ضد الملك إدريس، وكان الحدث مدعاة إلى بعض الحرج لما هو معروف عن العلاقات الوثيقة التي تربط الملك حسين بالملك إدريس، ذلك أن الدولة التقدمية ستشعر لا محالة بأن إقصاء أحد الملوك قد يكون مقدمة لاقصاء ملك آخر (؟؟)
وبمجرد أن أذيع النبأ راحت الوفود تناقش أهميته . وكان عبد الناصر لبقاً حين وقف وقال : " أذكر أننا كنا في احدى الفترات في حاجة ماسة إلى المال لشراء السلاح " يقصــد أيام حرب الاستــنزاف في خريــف عام 1968 " وقــد أرسلت حسن صبري الخولي " وهو وزير اقتصاد سابق " لمقابلة الملك إدريس الذي وعد بأن يقدم إلينا على الفور مبلغ 20 مليون جنيه ولم يكن له إلا طلب واحد هو : " أن نعيد له مسبحة " كان أحد أجداده قد أعطاها للجامع الأزهر ولاتزال " على ما يظن " معلقة هناك وقلت لحسن صبري الخولي أن يذهب إلى الأزهر ويأتي بالمسبحة ويقدمها إلى الملك ففعل" وكان الجميع بطبيعة الحال يحاولون التخمين حول من يمكن أن يكون هؤلاء الذين قاموا بلانقلاب هل هم بعثيون ؟ هل هم ناصريون ؟ أم ماذا ؟ وجاء أول مفتاح لحل اللغز " هويتهم من قسم الاستماع في جريدة الأهرام الذي التقط واحداً من بلاغاتهم الأولى وفيه أن أهدافهم " حرية اشتراك ووحدة وكان في ذلك ما يبين أنهم ليسوا بعثيين لأن شعار البعث كان دائماً " وحده اشتراكية حرية " وبعد أن فرغت من قراءة تقرير الاستماع اتصلت بعبد الناصر في قصر القبّة وقلت له أن من قاموا بالثورة قريبون منا في تفكيرهم وفي الوقت نفسه تقريباً أوفد مجلس الثورة مبعوثاً هو آدم حواس ( المقدم آدم الحوّاز ) للاتصال بالقنصلية المصرية في بنغازي وإبلاغها أن رجال الثورة يريدون مقابلة أي شخصية من مصر. وحين سئولوا عمّن يريدون مقابلته بدأ وكأن بين الأسماء التي تذكروها لحظتها إسمي " يعني محمد حسنين هيكل " بسبب مقالاتي في " الأهرام " موضوع : "بصراحة " وهكذا اتصل بي عبد الناصر وقال : يبدو أن الناس في بنغازي يريدونك .. وعلى هذا فمن الأفضل أن تسافر الليلة.
وأعدّت طائرة خاصة انطلقت بي إلى بنغازي وكانت الرحلة سيئة للغاية. كان مطار " العضم " لايزال تحت سيطرة الانجليز.
وفي الحلقة القادمة بعنوان زيارة هيكل نستكمل ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق