الأحد، أغسطس 28

حصريا ذاكرة الايام 6 ( امنينة)

      4 - انحراف ادي الي انجراف  



 
   
   بقلم :
           ابراهيم السنوسي امنينة                         



                                                                
 لو كان طاغيتنا قد اطّلع على هذه المفاهيم والتعاليم والإرشادات واعتنقها وسار على نهجها لما تطوّر الجدال واشتط النقاش بينه وبين السيد موسى الصدر إمام الشيعة في لبنان خلال زيارته إلى ليبيا بدعوة من الطاغية عام 1978م من القرن الماضي
– تلك الجلسة التي انتهت بإصدار الأمر بإعدام هذا الإمام ورفيقيه  (عباس ويعقوب) إلى أحد ضباط الطاغية والذي اسمه نجم الدين اليازجي، وسوف تتضح تفاصيل هذه الجريمة بعد انتهاء نظام هذا الطاغية مثلما سوف تتضح أمورٌ أخرى .
 ترى ماذا لو اختار الطاغية  مبدأ نصيحة أو فلسلفه أو رؤية الإمام السنوسي التي تقول : 
  " هنا الخلاف ليس معوقاً للحركة وإنما هو رصيد تختار منه ما تراه مناسباً وحقاً، ثم تتجاوزه ولا تقف عنده " .
ترى لماذا لم يخطر على بال الطاغية أن يطبقّ هذا المبدأ ؟ !
وتأتي الإجابة :-
1)  لأنه من المقدّر في اللوح المحفوظ والطاغية لم يزل في رحم أمه اليهودية أنه سوف يأثم بقتل هذا الإمام الضيف مع رفيقيه بدم بارد وعن سبق إصرار وترصد بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً .
2)  إنه لا يقرأ، وإن قرأ فلا يفهم إلا الذي يريد أن يفهمه ويؤمن به، ولذا فإنه لا يؤمن بالكثير من آيات القرآن الكريم وبالتالي فإنه لا يحفظها، بل ويفسرها كيفما شاء، خدمةً لسياسته وأهدافه، ويحاول إقناع مستمعيه بحذف بعض كلمات من بعض سور لا سيما إذا كانت هذه الآيات مخاطباً فيها الرسول r .
3)    من الأمور التي تميزّ هذه الدعوة عن غيرها من الدعوات في ذلك العصر هو رؤيتها الصحيحة للوضع السياسي، ولذا نراها لا تواجه الخلافة العثمانية، وتعتقد في صحتها، وإن كان هناك بعض الملاحظات من أهمها الضعف الديني وعدم استيفاء بعض الشروط كشرطية "القرشيّه" في الخليفة، ولم توجّه حربتها إلي صدر الخلافة رغم ذلك .
 هذا في حين نجد أن الدعوة الوهابية قد حملت السلاح في وجه دولة الخلافة، والحركة المهدية لم تعتبر ولم تقم للخلافة وزناً، مما يفسرّ لنا سبب رضا الدولة العثمانية للحركة السنوسية، لذا فإن الدولة العثمانية أصدرت مراسيم تبينّ فيها رضاها عن الحركة وتقرّ فيها أوقاف الحركة وزواياها وتوصي بدعمها .
وفي رأي المرحوم أحمد صدقي الدّجاني أن الإمام مع إيمانه بأحقية القرشيين بالخلافة لم ير وجوب إثارة موضوع الخلافة، لأنه رأى أن من غير المناسب وليس من مصلحة المسلمين إثارة هذا الخلاف حول الخلافة، ولذلك ركزّ تفكيره على جوانب الإصلاح الأخرى .

         (يتبع في الحلقة القادمة )Ü .....

ليست هناك تعليقات: