الأحد، أغسطس 28

حصريا ذاكرة الايام 6 ( امنينة)

ذاكرة الأيام – 6
من باب العتب على السيد مسئول ملف الإعلام بالمجلس الانتقالي :
3- السنوسية  فكر ضد كفر
 
 
بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه
  فالسنوسية حركة دينية وفكرية وثقافية ودعوية إصلاحية وسلفية أفرزتها جملة من العوامل الداخلية والخارجية التي ألمتّ بالمنطقة الشمال إفريقية المغاربية غداة القرن 13 الهجري التاسع عشر الميلادي، ولقد نشأت وتشكلت هذه الحركة الدينية على الصعيد الداخلي بتأثيراً العوامل التالية :-  
1-  الضعف والانهزام السياسي والعسكري الذي آلت إليه الكيانات الحاكمة في المنطقة المغاربية بداً من سقوط إيالة الجزائر العثمانية فريسة في يد الاستكبار الفرنسي                  عام 1830 م .
2-  انتشار الخرافة وسيطرة الوهم وتسلطّ عقيدة الجبر الفاسدة، وشيوع المفاهيم الخاطئة والمعطلة لتعاليم الدين الإسلامي .
3-    التراجع والأفول الحضاري العربي الإسلامي، أمام الهيمنة الاستكبارية الصليبية الغربية .
4-  الفساد الاجتماعي والأخلاقي مع التراجع الاقتصادي والتجاري والصناعي والزراعي المزري الذي ألمّ بشعوب المنطقة .
وعلى الصعيد الخارجي، فقد شكلّت الحركة السنوسية حلقة منيرة في سياق سلسلة الوعي واليقظة الحضارية الإسلامية التي بدأت تعرف طريقها إلى العالم الإسلامي في العصر الحديث بدءاً من حركة الإمام الشوكاني المتوفي عام 1835م، والأمير عبد القادر في الجزائر المتوفي عام 1883م.
وقد جاءت هذه الحركة الدينية الإصلاحية لتجسيد تعاليم الدين الإسلامي في واقع الناس وذلك وفق مفاهيم وشروحات وتوجيهات الإمام السنوسى لأتباعه فهي لم تكن مجرد حركة فكرية نظرية تهدف إلى فهم الواقع وتحليله، وتقديم الطروحات والحلول لمشكلاته المختلفة فحسب، بل كانت حركة إصلاحية ودعوية واعية شملت الجوانب (التنظيرية) وتطبيقاتها العملية معاً . وقد وجدت كردة فعل إيجابية على الاحتلال الفرنسي للجزائر بادئ ذي بدء،      بحيث عمل الإمام السنوسي على تكوين أتباع طريقته، ومحاولة توحيد مسلمي المغرب الإسلامي تحت راية زاويته البيضاء بغية الحفاظ على آخر ما تبقىّ من حصون مانعة ومقاومة في الأراضي الإسلامية، ومحاولة الوقوف بشكل قوي ومنظّم في مواجهة حملات الاستكبار الصليبي الزاحف عليها، والعمل على نشر الإسلام والحفاظ عليه في أواسط إفريقيا، والحد من تغلغل النفوذ الصليبي الاستكباري التبشيري إليها .
 وقد سعت الحركة السنوسية بما توفر لديها من المسائل البسيطة المتاحة من أجل الحفاظ على الوجود الديمغرافي والجيواغرافي للإسلام في إفريقيا عبر إتباع نظام الزاوية الذي حاولت به بناء قوة عربية وإسلامية متكاملة متعاضدة بغية النهوض بالإسلام والمسلمين، وذلك عبر زواياها الكثيرة التي انتشرت على نحو مكثــّف وملحوظ في منطقة الصحراء الإفريقية وفق نظام مؤسساتي شرعي في ضوابطه وأطره المرجعية، محكم في نظامه وهيكلته ، دقيق في بنائه وتسييره، مؤسس فوق ذلك بكمّ متناسق من المحدّدات والأطر المرجعية للدين الإسلامي .
 وقد سعت هذه الحركة السلفية الإصلاحية التي تتشابه مع الحركة الوهابية من حيث مناخ وظروف نشأتها، ومن حيث موقعها الجغرافي الصحراوي ومن حيث المؤثرات الخارجية والداخلية المحيطة بها وذلك للعودة بالإسلام والمسلمين إلى أصوله السلفية الأولى، وفق تصور نظري وعملي بسيط ومتواضع متكامل قوامه للأركان التالية :-
1-  تطهير العقيدة الإسلامية مما علق بها من الأوهام والخرافات والبدع                        ( العامل الثاني من العوامل الأربعة المنصوص عليها فيما تقدّم والتي كان لها كل التأثير والتحفيز على نشوء هذه الحركة المباركة ) .
2-  توحيد العالم الإسلامي على الصعيدين المعتقدي والمذهبي ونبذ التعصب الأصولي والفرعي، كما هو حاصل الآن في المشرق العربي (العراق – سوريا – لبنان وأقطار أخرى عربية وإسلامية ) .
3-    نبذ التقليد وفتح باب الاجتهاد على سائر المذاهب وعدم التقيدّ بمذهب فقهي واحد (يا ليت قومي يفعلون )  .
4-    نشر الإسلام في صحراء إفريقيا ( وهذا ما فعل الإمام جدّ إدريس سليل الفاتحين ) . 
5-    الوقوف في وجه التغلغل والنفوذ الاستكباري ( الفرنسي الانجليزي ) في إفريقيا .

 كان هذا ملخصاً لحركته الدعوية الدينية الإصلاحية وفيما يلي ملخص لأصوله وجذوره الكريمة، وللاستزادة والتفصيل يمكن للمواطن المعترض أو المستهجن للبيت الذي ورد في متن النشيد القومي لدولة الاستقلال الذي يقول :-
حيّ إدريس سليل الفاتحين \ إنه في ليبيا رمز الوطن
ولم يعجبه وقام بحذفه وتسجيل النشيد بدونه على أقراص مدمجة تم بيعها أو توزيعها على القنوات الليبية وغيرها، ومن ثم إذاعتها على الجيل الذي لم يسمعه ولم تتعّود عليه أذنه فكيف له أن يعرف ما حذف منه (ويا ليت قومي يعلمون )، يمكن لمثل هذا (الأخ المعترض ) أن يقرأ في ما يلي من أسماء لكتب تناولت سيرة هذا الإمام، وهي غيض من فيض، وكُـتـّابها ومؤلفها عرب و أفرنجة وأتراك + مسلمون ومسيحون ودروز وسنيّون وشيعة كلهم أرّخوا لهذا الإمام وحركته واجتمعت كلمتهم وتوحدت على سيرته                وهؤلاء هم :
انجليزي
Pritchard E. Evans
كتاب السنوسيون في برقة
انجليزي
Lothrup Stoddard
حاضر العالم الإسلامي
ترجمة عجاج نويهض
وقدم له شكيب أرسلان 
تونسي
الحشائشى
رحلة في بلاد السنوسية
مصري
محمد فؤاد شكري
ليبيا الحديثة
مصري
محمد فؤاد شكري
السنوسية دين ودولة
فلسطيني
أحمد صدقي الدجاني
الحركة السنوسية في القرن 19
مصري
محمد عبد الهادي شعيره
سيرة السنوسي الكبير
تركي
أحمد حلمي شهبندر زاده
الذكرى المئوية لوفاة ابن السنوسي
لبناني
بطرس البستاني
دائرة المعارف – المجلّد العاشر
مصري
مغربي
عبد المتعال الصعيدي
أبو العباس الناصري
المجدّّدون في الإسلام
الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى
جزائري
د. أحمد العيساوي
نشر الإسلام في صحراء إفريقيا (مقال)
تركي
صادق المؤيد العظم
سياحتي في صحراء إفريقيا الكبرى
ليبي
مصطفى بعيو
دراسات في التاريخ العربي
( الجمعية التاريخية لخريجي كلية الآداب بجامعة الإسكندرية )
ليبي
محمد الطيب الأشهب
السنوسي الكبير
ليبي
محمد الطيب الأشهب
محمد المهدي
ليبي
محمد الطيب الأشهب
محمد إدريس
ليبي
محمد الطيب الأشهب
برقة العربية بين الأمس واليوم
لبناني
نقولا زيادة
برقة الدولة العربية الثامنة
لبناني
نقولا زيادة
السنوسية
انجليزي
E.I.F DE CANDOL
إدريس وعصره


  وهل هذا الكمّ من الكتب والمراجع كثير على ذلك (الأخ) المعترض المستهجن والحاذف – ليقرأ حتى يعلم ويستبين له الرشد من الغيّ ؟ بالطبع لا ليس بكثير بل فيض من غيض، وأنصحه أن يعتبر ويتأمل في قول الحكيم الشاعر :-  
كيف يٌحجب الحق والحق أبلجُ \وكيف يستقيم الظل والعود أعوج
كان ما تقدم من سطور موجزاً عن حركة الإمام السنوسي الدعوية الدينية الإصلاحية، وفيما يلي( نسبه وجذوره الكريمة الذي اتفقت عليه جميع المصادر ومن ثم فروعه ونسله ومنهم السيد إدريس رحمه الله ) : ... الحلقة الجديدة في اطار العتب بعنوان :

4-    سيرة للخير ودعوة للاصلاح

ليست هناك تعليقات: