ثورة 17 فبراير
في الميزان و إلي أين ؟
مدخل : الزمان 1955
بقلم : ابراهيم السنوسي امنينة
المكان: شارع عمرو بن العاص(فياريودجينا – يعني شارع الملكة سابقاً ) وأنت آتياً من شرق بنغازي ومولياً ظهرك إلي ضريح عمر المختار قبل أن يقوٌضه الساعدي القذافي – سيئ السمعة – بالتعاون مع أزلام الطاغية (أحدهم أعدمه الثوار ) والآخرون لا يزالون أحياء !
أقول وأنت آتياً من الشرق مولياً ظهرك لرفات شيخ الشهداء كما فعل الطاغية فقد أنكره وولى له ظهره النجس بل وأصدر أوامره لأزلامه وخدمة وطوع بنانه لنبش قبره ونقل ما تبقى من رفاته إلي قرية سلوق وذلك تحت شعار "كان يجب دفنه في مكان إعدامه" ، لتخليد تلك القرية ... وهذا شعار زائف ، والسبب والواقع أنه لا يريد جندياً مجهولاً ولا بطلاً تاريخياً يمثل ويرمز لتاريخ كفاح ليبيا الطويل والمرير إلا شخص آخر لا علاقة له بالجهاد البتة يهيئ له نصباً تذكارياً لتوضع عليه باقات الورود وتصدح الموسيقى بالنشيد (القذافي) وليس الوطني ، والذي تعني مفرداته كلمات حق أريد بها باطل أقول ليضع هذا الرئيس الزائر (ويكون في الغالب من المتخلفين الطامعين الواقعين إلي جنوب خط عرض 20 من القارة السوداء ويجب علي هذا الزائر بعد أن ينحني ويضع باقات الزهور (التي كانت من المعتاد أن توفرٌها إدارة المراسم علي نفقتها ) - علي مصطبة ذلك النـُصب ، وبعد ذلك يرجع القهقرى ببطء وعلي المهل ويده علي قلبه في خشوع ويتوقف حتي ينتهي عزف النشيد القذافي فيسلـَم علي المرافقين ويرجع مهرولاً إلي أقرب فندق في سرت وليكن مجمٌع (واغادوغو) ، ليلتقط حقيبته الأكبر قليلاً من (السمسونايت) الفارغة ليملأ له (باليورو أو الــدولار) السيــد رئــيس القـــلم الــذي لا يكتــب المدعــو (أحمد رمضان) الذي كان قد قبض عليه مؤخراً واعترف باغتيال الإمام موسي الصدر في شهر ديسمبر 1978 بواسطة أزلام الطاغية ودُفن في جنوب ليبيا حسب رواية عبدالمنعم الهوني وعديله الطيار نجم الدين اليازجي رحمة الله عليه ،
وبالمناسبة ياليت حسن نصر الله يدرك ويتوقف عن النحيب والنواح علي الطاغية ، فقد أنتهي هو و أبناؤه وعهده إلي غير رجعة ، وقد حان الآن وقت اقتصاص الشيعة مما تبقي من سلالته في الجزائر والنيجر " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "(179). سورة البقرة وذلك حسب التعليمات بما لا يقدر علي عدٌه و إحصائه ذلك الضيف الذي هو في الغالب من أزلام الطاغية و الفضل يرجع لهذا الأخير (أي الأفريقي) في وصوله لكرسي الحكم في إحدى الدويلات جنوب خط 20 ، (( ويكون في الأغلب راسباً في مادة الحساب ، وخصوصاً جدول الضرب )) هذا الراقد أسفل هذا النصب ، يعرف غالبية القوم من أهل سرت و مصراته وسبها انه ليس بوالده ، إنما مُربيه وراعيه منذ نعومة أظفاره وبالتحديد مذ كان (في اللفـٌة) علي رأى المصريين ، عندما كان ذلك الراقد يعمل في تلك الكنيسة كغفير أو مباشر أو مسئول عن النظافة ، واستلمته عائشة بالنيران زوجة ذلك الراقد ، وتولـٌته بعنايتها وأعطت له اسماً غريباً هو :" اشكلون" (وهو أسم يهودي) ، أما الذين سلـٌموه للكنيسة فلا يزال يكتنفهم الغموض غير أنهم ليسوا بمسلمين ولا ليبيين ، بل يهود، "ولا علم لنا إلا ما علـٌمه الله لنا و التاريخ ، وهو أن والدته كانت تحمل أسم "مزٌاله أو رزاله " بنت تمٌام، اليهودية ابنة اليهودي التي فرٌت مع "العسكري الإيطالي" الذي لم نتأكد من رتبته إلي ايطاليا * ، واستقرت في مدينة فلورنسا إلي أن وافتها المنيٌة هناك " ..
وكانوا منذ ذلك التاريخ يتسقــٌطون أخباره ، ويبرقونها إلي شخصيات محدٌده وعلي رأسهم مستشار النمسا السابق : برونوكرايسكي الذي ظلٌ
يتتبٌع تحركات هذا اللقيط " اشكلون " حني وصل إلي الجامعة الليبية في بنغازي ، وكان اشكلون قد انتسب إليها في كلية الأداب قسم ((تاريخ)) لكي يقوم بتزويره محلياً وعالمياً لصالحه شخصياً ولصالح اليهود مع مضيٌ الزمن ، وبالفعل حصل الاتصال ، ولم يجد هذا المستشار النمساوي ادني صعوبة في الطلب من حكومة ليبيا ان يرافقه هذا الطالب (النجيب) الذي كان تخصٌصه "مادة التاريخ" ، ويا للمصادفة العجيبة ؛ وأعجب من ذلك ، انه لم يمضي علي قبوله بالجامعة بضعة أسابيع ، وأظنٌه حتى لم يستلم بعد جدول المحاضرات – أقول ليرافقه في جولاته وكأنها (تجوٌلات الجحش الذهبي في ليبيا)* تحت ذريعة وستار البحث والتنقيب عن الآثار ومواقع أثريه بعينها في ليبيا ، وذلك لغرض تنشيط قطاع السياحة في ليبيا والدعاية لها .... ورقصت وزارة السياحة حينذاك طرباً علي هذا اللحن السياحي السياسي النمساوي اليهودي الصهيوني وكأنه من وضع الموسيقار النمساوي "شتراوس" وانسجمت كثيراً معه ووفرت لهذا الزائر الكريم ومرافقه الخبير السياحي والمترجم (القانوني) اشكلون – وذلك لتحقيق إغراضه (السياحية البريئة) براءة والدة اشكلون – مشكورا جداً هو ومرافقه الذي سيكون بعد أقل من خمس سنوات:عقيداً عتيداً باذن الله !!
وهكذا واعتباراً من ذلك التاريخ (1964) انفتحت أول نافذة من نوافذ جهنم علي ليبيا بشكل موارب ، وابتدأ التمهيد لقيام دولة الآثام والشرور و الدفن الجماعي في القبور ، ونهب الثروات وتهريب الأموال وحكم الإذلال وقهر الرجال ، والحقوق المسروقة وسياسة الأرض المحروقة .
- يوم 29 ابريل 1915 م
يصادف هذا اليوم من عام ذكرى انتصار المجاهدين الليبيين علي المحتل الايطالي في معركة القرضابيه في نواحي سرت – وذلك بقيادة السيد صفي الدين بن محمد الشريف بن الإمام محمد بن علي السنوسي رحمهم الله جميعاً ، حيث انتصر المجاهدون انتصارا باهراً لا لبس فيه وغنموا من العدو غنائم عجزوا عن إحصائها وحصدها من العٌدة والعتاد والإنعام والزاد لا زالت من بين المعارك التي خاضها المجاهدون وقهروا بها المحتل الغاشم – في ذاكرة التاريخ بل ويؤرخ بها وهي تسمى (معركة بير القرضابيه) .
وفي الذكرى الستين لهذه المعركة أراد الطاغية الاحتفال بها وتخليدها فوجٌه الدعوات لشيوخ سرت و إجدابيا والبريقة وبشر والعقيلة وما جاورها وقام بتكليف من يجٌهز "صوانا" أي ما يشبه الخيمة ، وفناءً رحباً يتسع للفرسان أن يقدموا فيها استعراضات تتناسب وهذه الذكرى !
ومن بين المدعوين كان ذلك الطاعن في السن – ذلك الراقد اليوم أسفل ذلك النصب التذكاري في قرية (بوهادي) في نواحي سرت "محمد عبد السلام أحميد بومنيار القذافي" وهو الأب الافتراضي لشكلاوون الطاغية وطال انتظار الشيوخ للطاغية في ذلك اليوم الذي حضر فيه متأخراً جداً،جداً، جداً ،، وكل الذي فعله بعد ذلك التأخير – الذي طال إلي ابعد مما هو محتمل والذي يبرُره بعض المؤدبين المشهود لهم بالصبر و العفو قائلين بلغتهم Better Late than never آي أن يصل المرءُ متأخراً خيرً من ألا يصل بتاتا – أقول أن كل الذي فعله بعد وصوله متأخراً هو انه علـٌق علي صدر ذلك الراقد نوطاً للشجاعة والبطولة في الجهاد ، وكشف للحضور وكاميرات التصوير عن ظهر ذلك الطاعن الذي يدٌعي انه أبوه – عن اثر لجرح قديم قال انه نتج عن إشتباكه مع جنود الاحتلال في معركة من المعارك العديدة التي ادعي انه خاضها ضدٌهم !!
ثم ترك المجلس بشيوخه ومجاهديه الحقيقين وغادر ، وعند ذلك قام احد الشيوخ المجاهدين ، وأظنه من قبيلة المغاربة أو زوٌيه أو الفواخر لست اذكر ، ومشى خطوات في اتجاه "بومنيار" وهو اسم الراقد أسفل النصب ، وقال له وهو حانق من جرٌاء الكذب و الافتراه والاستهانة بهؤلاء الشيوخ :- "هذه الرصاصة وإثرها علي ظهرك ليست من فعل الطليان إنما هي من فعل راعي ابل (لعيت) المقريف ، والذي كان قد أطلق عليك النار بعد أن حاولت سرقة حوار (فصيل) من ذلك القطيع ، وحاولت الفرار به ، فاصابتك الاطلاقه في ظهرك فتركت هذا الأثر ، مما يدل علي أن الإصابة لم تكن ناتجة عن مواجهة مع العدو بل عن تولًيك وفرارك بعد أن اكتشفوا فعلتك التي فعلت .
ولا داعي أن يكذب علينا معمر ويكشف لنا عن ظهرك مٌدعيا بأنك كنت مجاهدا ، وان اثر الرصاصة هو الدليل ، ونحن (قعدنا) هنا في انتظاره الساعات الطوال لكي يأتي متأخراً ويزٌين صدرك بالنياشين التي لا تستحقها ويكشف لنا عن (ذيلك) ليقنعنا بتاريخ جهادك ، وهو تاريخ (محاولة سرقتك) ، ثم ينصرف بعد ذلك فوراً دون حتي كلمة مجاملة لنا نحن المجاهدون الحقيقيون وليسوا بالسُرٌاق (لعنة الله عليك أنت ويٌاه) .
وهكذا أنفض الحفل وانكشفت الحقيقة الفضيحة الكذبة الكبرى والفرية التاريخية ..
وإلي لقاء في الحلقة القادمة التي تبدأ بالقول ( وعوداً علي بدء وأنت أتيا من شرق بنغازي ومولياٌ ظهرك لضريح شيخ الشهداء .... الخ)
* قبيل هزيمة المحور العام 1942
*عنوان كتاب للمرحوم الدكتور علي فهمي خشيم – عن آثار ليبيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق