الخميس، سبتمبر 29

حصريا :( ابراهيم امنينة ) ذاكرة الايام

ذاكرة الأيام – 11
الحلقة السادسة
الرائد عبد السلام جلود يبدأ عملية نهب ليبيا
MAJOR JLOOD STARTS LOOTING LIBYA
بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه



3- ما سبب وجود هوائي ضخم بمزرعة إبراهيم انقا منذ أواسط الستينات؟ كان الرائد عبد السلام جلود بعد الانقلاب يتردد بشكل شبه يومي على مزرعة انقا، والذي صار فيما بعد مديراً لأموال جلود المهّربة في الخارج .
4- هل هي الكفاءة وحدها التي جعلت من العقيد يونس بالقاسم مسئولاً عن الأمن في ليبيا في عهد الانقلاب حتى وقت تقاعده قبل سنوات.


القذافي على خطى جلود
GADDAFI DOES THE SAME
تولى المرحوم كامل المقهور إدارة أموال عائلة القذافي المهّربة إلى أوروبا بعد وفاة مديرها السابق المرحوم "الغرياني" الذي كان يقيم في إسبانيا . وهناك معلومات تشير إلى أنه يتولى إداراتها الآن الملياردير محمد على الحويج نائب رئيس الوزراء الليبي عام 2006.


المؤامرة THE CONSPIRACY :
كان عام 1966 بداية العد التنازلي للاستقرار في ليبيا، ففي خريف ذلك العام وبعد رجوعه من دورة تدريبية في بريطانيا ( التي لم يوفق في إكمالها لعدم اجتيازه الامتحانات كما يقول أحد رفاقه المقربين ) . وقع الاختيار على الملازم معمر القذافي ليكون المنفذ لمآرب أمريكا في ليبيا . وكان قد تعرض للمراقبة والاختبار لمدة سنة أي منذ تخرجه من الكلية العسكرية الملكية ببنغازي. بدأ الأمريكان في تدريبه وتوجيهه، وحمايته بطبيعة الحال من أعين المخابرات الليبية والانجليزية والمصرية، وشاءت الأقدار أن يكون مدرسّه وموجهه السياسي العميل وخبير الانقلابات الزنديق مصطفى كمال المهدوي .
لقد درس الأمريكان تاريخ القذافي ونفسيته بدقة، فعرفوا عن وجود شائعات حول نسبه، وأنه طرد من مدارس سبها في أواخر 1961 لسوء أخلاقه وشذوذه وليس- كما يدعي- بسبب احتجاجاته وأعماله الوطنية الثورية، وهذا بشهادة مدرسيه، كما عرفوا أنه ناصرى الميول، وكان يتميز بالحذر والكتمان، ولديه طموح جارف للوصول للسلطة. لقد أتت أمريكا بشخص مجهول وغير معروف بولائه لها حتى لا يجلب عليه المشاكل وينكشف أمره. وما يؤكد ما كان معلوماً لدينا ما جاء في مقالة السيد عبد الحميد البكوش (نشرتها مجّلة الوسط بتاريخ 16/10/1995) .. كان ضباط الانقلاب صغاراً غير معروفين للناس وتذكرت ما قاله السفير الأمريكي السابق (ديفيد نيوسم) أيام كنت رئيساً لوزراء ليبيا " من 26 /10/67 إلى 07/09/68 ، إذ كان يشك في رغبتي الاستيلاء على الحكم فجاء زائراً يستطلع تلك الرغبة، ونصحني بأني إذا فكرت في ذلك فإنه يتوجب علىّ أن أتجنب إشراك أسماء معروفة لأن الناس سوف تحكم عليهم من أول يوم، وأن من الذكاء إشراك أسماء مجهولة تستطيع السيطرة على الأمور، والجميع يتوقعون منها ما لا يعرفون. ولقد صدق السفير، وليكن أي سفير أمريكي، فبناءً على هذه الإستراتيجية تم تجنيد القذافي ومجموعته من الضباط الأحداث سنة 1966".
وما خفي عن البكوش في ذلك الوقت أن المخابرات الأمريكية والسفير دايفد نيوسوم قد استقرا على استغلال مجموعة الضباط أولئك لتنفيذ مآربهم ولم تكن نصيحة "السفير" له سوى حيلة بارعة ليطمئنه أن الأمريكان لم يكن لديهم أي مخطط انقلابي وليصرفوا الأنظار عن عملائهم الكثر.
لقد كانت مواجهة غير متكافئة بين سفير تسنده آلة استخباراتية ضخمة (ميزانيتها عام 1966 505 مليون دولار) وبين رئيس وزراء شاب (عبد الحميد البكوش رحمه الله) لا يتجاوز عمره 35 عاماً يتبعه جهاز استخبارات صغير مبتدئ، حديث النشأة قليل الإمكانيات ومخترق .



ليبيا : أسهل هدف للمخابرات الأمريكية
LIBYA : IS A SITTING DUCK
ويبدو أن عبد الحميد البكوش، رئيس الوزراء الأسبق، لم يعد في ذلك الوقت كسابق عهده، متابعاً لتحركات المهدوي، ونحن لا نلومه على هذه الغفلة فقد توارى المهدوي عن الأنظار بعض الشيء بعد انتقاله إلى بنغازي في ربيع 1967 بناءً على أوامر المخابرات الأمريكية. لقد كانت ليبيا فريسة وغنيمة سهلة للمخابرات الأمريكية.
وقد نصح الأمريكان مجموعة" الضباط الوحدويون الأحرار" بالابتعاد عن الأحزاب السياسية المدنية (بعث، إخوان، قوميين عرب) والتيارات والتنظيمات المتنافسة داخل الجيش وكانت في ذلك الوقت ثلاث مجموعات رئيسة :
 مجموعة الشلحى التي تضم خريجي مصر وبعض من خريجي بنغازي .
 مجموعة العراق : سمىّ بتنظيم العراق لأن معظم أعضائه كانوا من خريجي العراق، وتوجهات أعضائه قومية وليست بعثية .
 مجموعة خريجي مدرسة الزاوية العسكرية .
وقد تمكنت من خلال وجود هذا الخلاف والتنافر بين ضباط الجيش إلى إيجاد ثغرة دخلت من خلالها وأمسكت من زمام الأمور مستغلة في نفس الوقت إمكانيات كل مجموعة لمصلحة تنظيم الضباط الصغار الذي كان يتزعمه الملازم معمر القذافي .

سياسة تجنيد صغار الرتب من الضباط بالإضافة إلى المتميزين من طلاب الكلية وضمّهم إلى مجموعة الانقلاب
POLICY OF : PICKING UP JEINOR RANKS & CADETS TO JOIN THE CLUB
كان اختيار مجموعة الملازمين دون غيرهم من الرتب لأسباب وجيهة في نظر الأمريكان أهمها أن الضباط الصغار عادةً ما يكونون قريبين من الجنود حيث هم آمروهم المباشرون، وأغلبهم يبيتون في الثكنات ولا تشغلهم مسئوليات عائلية، كما أن لديهم طموحات واستعداد للمغامرة، وأن تحركاتهم ليلاً أو نهاراً لا تثير الشبهات بالنسبة للأجهزة الأمنية مثلما تثيره تحركات الضباط الكبار .
وقد أطلق المهدوي والأمريكان على المجموعة الانقلابية الاسم الحركي : BLACK BOOTS "بلاك بوتس" "ذوي الأحذية السوداء" لأنهم، أي صغار الضباط في الجيش الليبي آنذاك ينتعلون الأحذية السوداء- دون الكبار، ويذكر الليبيون أن أول صورة نشرت لمعمر القذافي على صفحات الجرائد الليبية بعد نجاح الانقلاب ظهر فيها وهو يجلس على مكتبه منتعلاً (بوته) الأسود- كمن يقول أو يرسل رسالة مشفـّرة للمعنيين أن تنظيم البلاك بوتس BLACK BOOTS قد انتصر !!
وقد نقل مصطفى المهدوي تصّوراً آخراً للمخططين الأمريكان في مسألة اختيار الملازمين (القذافي وزمرته) دون غيرهم من الرتب وهو " إن الضابط الكبير الذي يبّرر اختيار ملازم عديم الخبرة لهذا العمل الضخم وهو إسقاط دولة أهم شيء بالنسبة له هو أن الصغير يمكن تدريبه وإعادة تشكيله كعجينة كما نريد، بل ننسخه من جديد ونحوله إلى شيء جديد وكيان يعمل بسهولة لنا، لأن تفريغ دماغه عملية سهلة، فلم يثبت بعد في عقله كل ما يعتقد لدرجة أننا بإمكاننا تحويله عن دينه إذا شئنا !!
WE CAN EVEN CONVERT HIM IF WE WANTED TO.
وهذه تجارب نحن نعمل ونقوم بها ويعرفها عملاؤنا الراسخون في علمهم وعملهم وتجاربهم، ولذا كان الاختيار للأحدث دون الأقدم
CHIOCE OF RECRUITS SHOULD BE FOR JENIORS RATHER THAN SENIORS AND YOUNGERS RATHER THAN OLDERS.
وكلام مصطفى المهدوي هذا لم يأت من فراغ فهو بالتأكيد كان علم بالتجارب التي كان يقوم بها العلماء الأمريكان في مجال السيطرة على العقل وغسل الأدمغة MIND CONTROL / BRAINWASHING وربما أيضاً كان على علم بالتجارب السرية العلمية التي كانت الـ CIA تجريها منذ عام 1953 في مجال التأثير والسيطرة على "سلوك الإنسان" HUMAN BEHAVIOUR وقد أعطت الوكالة لهذا التشريع الاسم الكودي: ULTRA.-MK .
(وإلى اللقاء في الحلقة القادمة) .....

ليست هناك تعليقات: