ذاكرة الأيام – 11
الحلقة الأولى
THE SEARCH FOR A VIRUS
رحلة البحث عن فيروس للتآمر على ليبيا
بين شهري فبراير 1962 وسبتمبر 1969
بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه
(1) خلال شهر فبراير 1962، حضر لزيارة جلالة الملك إدريس السنوسي رحمة الله عليه المستر ARMAND HAMER ، صاحب ورئيس مجلس إدارة شركة اوكسيندنتال النفطية الأمريكية، والتي تصدّر النفط المستخرج من حقولها في ليبيا من ميناء الزويتينة قرب إجدابيا*.
والمهم ليس ما جرى أثناء المقابلة، ولكن ما حدث بعدها وما حصل من نتائج بعد المقابلة التي استغرقت زهاء ساعتين ونصف، غادر بعدها إلى مطار الأبرق ومنه على متن طائرته الخاصة عائداً من حيث أتى وراجعاً وبخفي حُنين .
وعلى لسان المرحوم الدكتور / على الساحلي – وكان وقتذاك رئيساً للديوان الملكي إذ كان حاضراً في تلك المقابلة بالإضافة إلى الدكتور عوني الدجاني الفلسطيني مستشار الملك والمترجم- يروي الأستاذ مفتاح فرج ما يلي ونحن نعيد نشره بتصرف وذلك لتعميم الفائدة، والشكر موصول إليه : يا مولانا بعد السلام عليكم، إن الولايات المتحدة الأمريكية تطلب منكم بكل تواضع تخصيص نسبة محددّة "وهي لا تتجاوز" السنتات من إيراداتكم النفطية من ميزانية كل عام لمساعدة الدول الفقيرة في إفريقيا – حيث أنكم منذ ثلاثة أشهر أصبح لكم رصيد ضخم من العملة الصعبة وسوف يزداد تضخماً مع الأيام المقبلة، إما بزيادة أسعار النفط أو بزيادة الضخ، ونحن نعتقد أن هذه الخصميات والنسبة المحددّة قال بالحرف : " THE CENTS" –و الستنات يعني المليمات، والمعروف أن السنت يساوي واحد في المائة من الدولار، والجنيه الليبي يساوي حوالي ثلاثة دولارات آنذاك، وكانت ليبيا ضمن منطقة الإسترليني يعني قوى المركز في ذلك الوقت، فالسنت وقتذاك يساوي 3.3 مليم، يعني لا شيء وهو يعني بذلك الأسلوب التهكمي "قدّيده من فم زير" انتهت الإضافة والتعليق .
ونتابع :
وكان رد الملك واضحاًَ وقاطعاً إذ قال :
أ- إن بلادنا في أول أطوار الإنشاء
ب- لقد تضررت ليبيا أكثر من أي بلد أخر أثناء الاستعمار الإيطالي بجانب ما لحق بها من تدمير للمنشآت بسبب الحرب التي وقعت على أراضيها .
ج- إن هناك دولاً عربية ساندتنا أيام محنتنا وهي أولى بالمساعدة .
د- نحن نسألكم من الذي تسّبب في فقر إفريقيا ونهب ثروتها وأخذ أبناءها عبيداً؟، " وهنايشير هنا جلالته إلى ما ورد في كتاب Roots وأحداث الفلم " .
هـ- حتى ولو فكرنا في هذا الأمر فلا بد من عرضه على البرلمان الذي هو مثل الكونغرس عندكم ويقول الدكتور على الساحلي أنه سمع المستر هامر وهو ينزل من على السلم يقول : "هذا البلد لا يحتاج إلى كونغرس، نحن نريد شخصاً واحداً نتفاهم معه".
وتمضي السنون تطوى وينفـّذ الطاغية أوامر أمريكا واليهودي آرمند هامر بالكامل وزيادة، ويضع إمكانيات وموارد الخزانة الليبية تحت تصرف السياسة الأمريكية في إفريقيا، ولعل آخرها كان في شهر إبريل2006 عندما أمر الطاغية بتخصيص خمسة مليارات من الدولارات لصرفها على مشاريع استثمارية في أفريقيا دونما استشارة لبرلمان أو لمؤتمر شعب عام أو حتى كونغرس .
وكلّف كلاً من الضابط أحمد رمضان الأصيبعي وسكرتير قلم "القائد" والذي قبض عليه مؤخراً في جادو، والضابط محمد حسين لياس بالإشراف على توزيع هذه الأموال يمنة ويسرة، ليس حباً في إفريقيا أو الأفارقة وإنما إرضاء لأمريكا ونكاية في الشعب الليبي، وتوهمّاً منه أنه يبني قوة عظمى اسمها "الولايات المتحدة الإفريقية" سوف ينصّب أول رئيس لها مدى حياته "وكان قد نصّب بالفعل وحصل على لقب ملك ملوك أفريقيا وحصل على صولجان مذهب ومطرّز بالأحجار الكريمة والنفيسة، تركه وفرّ مذعوراً من مخبأه في قبو العزيزية كالجرذ تاركاً وراءه كل شيء بما في ذلك الصولجان الذي كان أهداه إليه قرود مثل "زوما" رئيس جنوب إفريقيا وهم أذكى منه وعرفوا كيف يسخّرونه ويسخرونه منه" .
" يا ليتهم يسمحون له بزيارة مدن ليبيا ليرى كيف يصورونه على الجدران وفي الميادين ويكتبون على صورته : "قرد قرود إفريقيا" .
(إلى اللقاء في الحلقة الثانية )Ü
* هو الدكتور آرمندجوليوس هامر يهودي من أصل أواكرني، هاجر والده إلى أمريكا سنة 1890 حيث أنشأ الحزب الشيوعي الأمريكي عام 1919، وكان على علاقة ودّية وشخصية مع فلاديمير اليتشى لينين، زعيم الحزب الشيوعي والاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت- وفي عام 1956 اشترى آرمند هامر شركة اوكسيدنتال بمبلغ 120 ألف دولار، ثم صارت بفضل امتيازات التنقيب عن النفط في ليبيا التي تحصل عليها نتيجة علاقة وثيقة بعمر إبراهيم الشلحى من بين أكبر الشركات المنتجة والمصدرة للنفط في ليبيا. وفي عام 1966 أعلن هامر اعتناقه للمسيحية وانضمامه للكنسية الموحدة، وذلك بعدما اتهمه بعض الكتاب العرب بالعمالة لإسرائيل وجمعه أموالاً للدولة العبرية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق