الاثنين، سبتمبر 26

حصريا ( كتابات امنينة ) ذاكرة الايام11

ذاكرة الأيام – 11
الحلقة الثالثة  

بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه

(4)   الولوج
PENETRATION

  واصل الأمريكان محاولاتهم لإيجاد من يحقق رغباتهم في ليبيا فقد شعروا إن لم يتحركوا بسرعة فإن الحكم في ليبيا سيئوول ولا محالة للعقيد الركن عبد العزيز إبراهيم الشلحى "توفى سنة 2009" الذي يتمتع بكفاءة عسكرية وحائز على ثقة الملك إدريس الشخصية والذي كان يكلفه بالمهام الخاصة جّداً- "وسوف يرد تفصيل ذلك في مكان آخر من هذه السلسلة"- كان يعدّ العدّه للانقلاب على الملك إدريس سلميّاً، وأنه ربما تكون له ميولاً قوميه ناصريه، ربما كانوا قد فطنوا لاتصالاته بالقيادات المصرية*. وكانت أمريكا منذ نهاية الخمسينيات قد قامت بإنشاء شبكة من "العملاء والأصدقاء الموالين"!! والصنف الأخير كان يضم عسكريين من جيش وشرطة ورجال أعمال وموظفين ومحامين- وسنتكلم هنا عن أخطر وأهم عميل لأمريكا في ليبيا، ولربما في الشرق الأوسط، ألا وهو مصطفى كمال المهدوي المحامي، من مواليد مصر عام 1932، تخرج في كلية الحقوق بالإسكندرية عام 1959، ومن زملاء دفعته بالكلية الأستاذ إبراهيم الفقيه حسن، وعمل مصطفى هذا عقب تخرجه في ليبيا بالقسم الفني بالمحكمة العليا بطرابلس، وهو مقيم حالياً في بنغازي بمنطقة الفويهات الغربية، ويتمتع بثقافة واسعة، لبق الحديث- كانت قد جندّته المخابرات الأمريكية بسبب صلته العائلية والحميمة بمصطفى بن حليم رئيس وزراء ليبيا الأسبق.

الهدف : تشريد الليبيين وتدمير ثرواتهم إذا لم تتم السيطرة عليهم وعلى مقدراتهم
TARGET: DEVASTATE OR CONTROL LIBYA
وتأتي فترة التجمّع والاجتماعات GROUPING & GATHERING فخلال فترة وجيزة كوّن المهدوي صداقات كثيرة، إذ كانت تعقد في بيته بطرابلس اجتماعات لمثقفين وشباب من طليعة النخب ELITE YOUTH الفكرية والثقافية والعلمية في البلاد، ضّمت من الليبيين المرحوم على ورّيث- رئيس تحرير جريدة البلاغ التي كانت تصدر في طرابلس في وقت مضى (توفي في نوفمبر 1970- في حادث سير غامض؟)، وإبراهيم بشير الغويل الذي كان معه في نفس السيارة ونجا من الموت*. (؟) ومن الفلسطينيين : المرحوم  د. أحمد صدقي الدجاني، ود. أنيس القاسم ، وعيسى القاسم، وفريد أبو وائل، ومن الأردن : نوّاف جرادات**. وغيرهم بالإضافة إلى أصدقائه الضباط الأمريكان الذين كانوا يحضرون حفلات أعياد ميلاد ابنته الصغيرة. وكان المهدوي هذا أيام سكنه في طرابلس يقضي أيام الجمع للاستجمام في مزرعة عائلة توفيق غرغور وكان صديقاً لابنهم "حبيب"، وخلال عام 1970، أي بعد أقل من سنة من الانقلاب استولت السلطات الليبية على هذه المزرعة وعلى المباني السكنية التي حولها ووزعتها بعد تقسيمها على عدد من المقربين واحتفظ الطاغية لنفسه بأحسنها وأروعها. والسيد "غرغور" هو مواطن فلسطيني قدم للعيش في ليبيا "بلاد الأمان- إبّان العهد الملكي"، بعد أن استولى جمال عبد الناصر على أمواله وممتلكاته في مصر تحت شعار "التأميم"ظلماً وعدواناً في أوائل الستينات، وهو ليس "بواحد أجنبي أفاقّ" كما نعته الطاغية في خطابه يوم 01/05/2006، "بمناسبة عيد العمال العالمي" – وقد حشر الطاغية اسم غرغور في خطابه ذلك بعد أن علم بلجوء عائلة غرغور لرفع دعوى قضائية خارج ليبيا لاسترداد أموالهم وممتلكاتهم التي نهبت في ليبيا في عهد الطاغية .
         (وإلى اللقاء في الحلقة التالية )Ü .....


* انظر ما ورد في الصفحات 6،5،1 من ذاكرة الأيام -5 للكاتب، حول دور عبد الناصر في دعم الطاغية ورفاقه في انقلاب سبتمبر 1969 وعلاقة القيادات المصرية بآل الشلحى ومن والاهم في النظام، وسؤال محمد حسين هيكل- حسب ما ورد في كتابه " الطريق إلى رمضان" لمن كان في استقباله في مطار بنينا في منتصف ليلة الأربعاء 03/09/1969 وهو الانقلابي الغبي- مصطفى الخروبي: "أمّال فين عبد العزيز بيه؟"
* من المعروف أن إبراهيم الغويل بصفته محامياً وعلاقته بالطاغية وبمصطفى كمال المهدوي منذ زمن، فإنه كان قد كلّـف ليتولى الدفاع عن الطاغية وعبد الباسط وفحيمه في قضية لوكربي الشهيرة في جميع مراحلها .
** في الصفحات السابقة تحدثنا عن عملاء عرب أغلبهم "فلسطينيين" كانوا قد كلفتهم المخابرات الأمريكية بمراقبة الضباط الليبيين الذين كانوا يترددون على بار وكازينو ومرقص BAR & CASINO   CRAZY HORSE,  ، بقاعدةWHEELUS "امعتيقية حالية" – بطرابلس في العهد الملكي .

ليست هناك تعليقات: