الثلاثاء، سبتمبر 13

حصريا ذاكرة الايام 8 ( امنينة)




ذاكرة الأيام – 8
 2- أسئلة محيّرة تبحث عن إجابات؟
 


               بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه




ونستطرد الحديث عن "الذي سبق أكل النبق" وجلس الذين سارعوا وبادروا بالاعتراف وتقديم مختلف المساعدات المادية والعسكرية والسياسية- حول الطاولة وأغلق الباب دون أمثال الهند والبرازيل وفنزويلا وزيمباوي والصين وغيرهم ممن لا وزن لهم في إفريقيا – لتبدأ في تقسيم الكعكة، إن جاز هذا التعبير، على الذين حصل اعترافهم خلال وقت المباراة وقبل أن تنطلق الصافرة إيذاناً بحسم الموقف لصالح ليبيا الجديدة .
      وأقول لتلك الشخصية "الاعتبارية" التي صدر عنها ذلك التصريح المعيب أن الكعكة وتقسيمها هو إجراء تسعى إليه دول أجنبية تحاول الحصول على نصيبها ولها الحق  في ذلك عن طريق إرساء علاقات قوية وجيدة وإيجابية بنّاءة مع دولة في مأزق   مؤقت وتحتاج إلى دعم ومعاضدة مادية وسياسية ومعنوية بشكل مؤقت – هكذا يقول علم السياسة والاقتصاد .
    أما أنت أيها الشخصية صاحب التصريح المعيب، فإنه من العيب أن تسعى وراء قطعة من الكعكة أو حتى تنظر إليها بل حرىّ بك أن تسعى إلى إنمائها وتطويرها وحمايتها، وذلك بالسعي إلى توفير الاستقرار والأمن والأمان، بل وتضحّى من أجلها كوطن لا أن نقوم بنفث السموم وإذاعة الفتن والإشاعات الكاذبة والإدّعاءات والدسائس والطعن في الذمم، لشق الصفوف، ذمم من حملوا رؤوسهم على أكفهم لقيادة ثورة 17 فبراير نحو بّر الأمان، ذمم من تعاهدوا وعاهدونا بأنهم سوف لن يرشحّوا أنفسهم ليكونوا جزءاً من النظام الجديد الذي ساهموا في تأسيسه، وإنهم بمجّرد صدور الدستور والتصويت عليه وانتخاب نواب عن ليبيا الجديدة في نظام برلماني دستوري يضمن الحرية للجميع ويرضي عنه الجميع، سوف يتقدمون باستقلالياتهم ويتنحّون بإرادتهم متمنّين للشعب والوطن كل خير ودعه .
  سألت : هل "طالبان" قادمون ؟ وكانت الإجابة نعم .
 وأنا أتمنى أن أكون واهماً، غير أن هذه الإجابة لم تأت من فراغ .
  وأنا أتجول في شوارع بنغازي، وأفترض أيضاً حتى في شوارع مدن أخرى، في عموم ليبيا الجديدة – شاهدت ملصقات على الجدران تحمل كلمات تفوح منها رائحة "طالبان"، وأورد فيما يلي نماذج مما جاء في بعض هذه الملصقات التي تستبق التصويت على الدستور فاحذروا السقوط في براثم  طلاب السلطة :-

-         الشريعة الإسلامية مصدر القوانين
-         نادوا بتطبيق الشريعة ألإسلامية والحسبة
-         مسلمون عقيدة ً وشريعة
  إن الدولة الإسلامية تجعل دستورها مستمداً من كتاب الله وسنته رسوله r وتستمد منها (أمهات) الأخلاق وأساسيات العقائد فهو قانونهم الأكبر الذي ترجع إليه كل القوانين (الفرعية ؟) . إسلامنا كل اعتبار وليس محل خيار .
( انتهت النصوص)
  وإنني عندما أستعمل مصطلح "طالبان" فإنني لا أقصد طالبان تحديداً بل أقصد مجموع التيارات الدينية وقيام الدولة الثيوقراطية Theocracy لا الديمقراطية .  
   وقيام الدولة الدينية وهذه التيارات مثل : المقاتلة ، والجهاد، والدعوة، والتكفير والهجرة، والأخوان المسلمون والإسلام هو الحل والقاعدة والسلفيون عموماً – هذه الجموع إذا توحدت وإنضوت تحت لواء شخص واحد مثل الخميني في إيران أو الملاّ عمر في أفغانستان أو عّبود الزمر والاسلامبولي في مصر، وصار هدفها واحداً في دولةٍ بعينها فأعلم أنه قد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، وأن هذه الدولة قد انتهت وصار حقاً علينا نعيها ورثاؤها، وسوف تنتهي هذه الجموع مثلما انتهت "طالبان" – لأنهم انقلبوا من مجاهدين لنصرة الله إلى طّلاب سلطة وعروش وصولجانات، وأنهم قد نسوا الله فأنساهم أنفسهم – ولأنهم ليس بجند الله مرسلين إلى فرعون الكافر .
   إن من قاتلوا الملاحده الروس في أفغانستان إنما كانوا يقاتلون الطاغوت والجنة ميراث من استشهد منهم، لأن الله ينصر من نصر دينه، لكن الذين قاتلوا ولا يزالون مع بقايا "طالبان" في أفغانستان وباكستان إنما يخوضون حرباً لا مبرر لها ويقتلون المسلمين وليس الملاحده، ويقتلون من جاءوا لحماية شعوبهم .
  إنظر كيف هزم المجاهدون الأفغان ( ومن بينهم ليبيون) جند الملاحده الروس شّر هزيمة إذ فرّ بابراك كرمال لاجئاً إلى موسكو مع فلول الملاحده، وإنظر كيف انهزم حزب "طالبان" وتشرد في الأرض، لأن الأولين كانوا حزب الله أما الآخرون فكانوا من حزب الشيطان، أي "طالبان" .
  عندما استقرّ الوضع في أفغانستان لصالح المجاهدين وذلك بعد هزيمة الملاحده ومعهم فلول الحزب الشيوعي الأفغاني برئاسة بابراك كرمال وفرارهم إلى موسكو، تشكلت حكومة وطنية برئاسة (ربّاني)، وتولى وزارة الدفاع أسد وادي بانكشير             أحمد شاه مسعود، اذلي أبلى بلاءً حسناً في حرب تحرير أفغانستان من أيدي الملاحده ومن والاهم من الحزب الشيوعي الأفغاني برئاسة كرمال – ولكن لأن "طالبان" كانت تسعى من وراء اشتراكها في "حرب التحرير" إلى الاستيلاء على كرسي السلطة لتحقيق أهدافها الخاصة فإنها دخلت في حربٍ ضد الثوار المجاهدين وأسقطت نظامهم وقتلت من قتلت منهم وتولت السلطة في كابول، وفرّ أسد وادي بانكشير أحمد شاه مسعود، وفي وقتٍ لاحق تولت القاعدة تصفيته حيث أرسل بن لادن من يغتاله بواسطة "اثنين" متخفييّن بهوية صحفييْن لإجراء مقابلةٍ معه وكانا يرتديان أحزمةً مفخخة وقاما بتفجير نفسيهما ليلقى البطل الثائر أسد وادي بانكشير مصرعه ويلقي ربه شهيداً، كل ذلك بسبب اختلافٍ في الرؤى والتوجهات وميولات تحتاج إلى تعديل ومنها               عشق السلطة وكراسيها.    
  السؤال الثاني : هل ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس في ليبيا أثناء معركة التحرير ضد الطاغية ؟
الإجابة : نعم، لكن أين ؟ وكيف ؟ ومتى ؟ ومن ؟

       
 
         (يتبع في الحلقة القادمة )Ü

ليست هناك تعليقات: