ذاكرة الأيام – 10
بقيّـــــــة :
دعوة إلى تعديل في الميولات وأسئلة
محيّرة تبحث عن إجابات
في القسم الأول من الحلقة - 8
بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه
كان السؤال الأول : هل طالبان قادمون : وكانت الإجابة : نعم
السؤال الثاني :
هل ظهر الفساد في البرَّ والبحر بما كسبت أيدي الناس في ليبيا أثناء معارك الجهاد والتحرير ضد الطاغية ومرتزقته وتجئ الإجابة : نعم
ألا يعتبر فساداً وخسّةً واستغلالاً ودونية وطمعاً في تكوين ثروة على حساب ثورة وثوار ؟
إنه بعد تفجير أو انفجار مخازن الأسلحة والذخيرة بالرجمة وسرقة مخازن أخرى في بنغازي كانت تعجّ بالسلاح والذخائر، فإنه قد نشأت عصابة للاتجار بالسلاح واستغلال وضع ظالم ومعركة غير متكافئة فرضتها حتمية التاريخ ودورة الزمن بعد إرادة الله ليتم نعمته على هذا الشعب بالاستمرار في جهاده المقدس والهادف لتحرير ما تبقى من مواقع ومدن في غرب البلاد وجنوبها .
نروى قصة واحدة من عدة قصص، كنت شاهداً عليها بنفسي :
عندما شحّ السلاح والذخيرة في مصراتة وبعض مدن الجبل الغربي وتحديداً ككله وما جاورها، وذلك أثناء استعار المعارك، وحاجة سكان هذه المدن للسلاح للدفاع عن أعراضهم قبل أرواحهم وأراضيهم .
وكان قد جنّ جنون الطاغية ومرتزقته بعد هزيمة فلوله غرب مدينة بنغازي يوم 19 مارس 2011 – فعقد العزم على الانتقام في ساحات أخرى هي غرب البلاد وجنوبها، فهجم العدو الطاغية بمرتزقته وجنده بقدر ما أوتوا من قوة وعتاد وغلّ على أكثر من محور بأسلحته الثقيلة وصواريخه وذخائره التي كان قد سبق أن خزّنها "وشوّنها" منذ زمن في كل مكان في ليبيا متصورّاً لحاجته لها في يوم من الأيام- وفعلاً جاءت اللحظة المناسبة ودعت الحاجة لها- وكان ما كان .
قصة شايلوك اليهودي الليبي تاجر الرجمة :-
روي لي صديقي تاجر الذهب ع.ز من بنغازي بأنه هو ورفيقين له توجه ثلاثتهم إلى أحد تجار السلاح – أثرياء الحرب ومنتهزي الفرص، وطلبوا منه تزويدهم بكمية محددّة ونوعية معيّنة من السلاح والذخيرة لحاجتهم إليها لإرسالها إلى الجبهات في مصراتة والجبل الغربي وذلك لشحّ أصابها- فقال لهم ذلك التاجر :
طلبكم موجود، والثمن هو 1.330.000 (مليون وثلاثمائة وثلاثون ألف دينار) ووافقوا على السعر غير أنهم قالوا له :
إن الموجود في هذه الحقيبة من مال ينقص بمبلغ ثلاثين ألف دينار فقط ورجوه وتوسلوا إليه أن يمهلهم إلى يوم غد لأن "الجرّافة" التي سوف تحمل السلاح ستقلع الليلة من ميناء بنغازي إلى ميناء قصر حمد ونحن بحاجة إلى إيصال هذه الشحنة لتكون بأيدي الثوار فجر الغد !! وكانت إجابته مثل إجابة "شايلوك" اليهودي في قصة "تاجر البندقية" لشكسبير : لا ما نع لدى سوف أعطيكم الكمية ناقصة 30.000 ثلاثون ألف دينار !! لأنه هذا "رزق ناس" والكل يعرف أن هذا بالفعل رزق الشعب وحقه في أن يحصل عليه بالمجّان وبدون مقابل إلا من روحه عندما يفقدها ويستشهد في سبيل شرفه وشرف البلاد- وكان الطاغية قد اشترى هذا السلاح من قوت هذا الشعب ليسفك به دمه وينهي أي مبرّر له للعيش في ظل حياة إنسانية كريمة- وجاء "شايلوك" ليحصل على هذا السلاح بالمجان ويبيعه بثمن الروح والدم للثوار الذين يشترون الحرية ويستعيدون الأرض والكرامة ببذل دمائهم ليمنحوها لأمثال "شايلوك" فلا نامت أعين الجبناء .
السؤال الثالث :
ألا يعتبر فساداً في الأرض من قتل نفساً بغير نفس ؟
وألا يعتبر كأنما قتل الناس جميعاً ؟ نعم .. نعم
قائد جيش مغوار يحارب فرعون وجنده ومرتزقته الذين اشتراهم بمال ودم الشعب ليغتالوه ويغتصبوا حرائره ويلطخوا شرفه- وهدف هذا القائد هو رد المظالم، واسترجاع كرامة الشعب واستعادة ثروتهم وأرضهم- التي كان قد نهبها الفرعون غصباً أمام ناظريكم أيها الأنذال الغادرين ولم تتحركوا قيد أنمله ولما شمّر هذا البطل عن ساعديه وهبّ لنجدة ثوار 17 فبراير عراة الصدور، شمّرتم عن سراويلكم وغدرتم به فلا نامت أعين الجبناء.
قائد يستحق النياشين لتزينّ صدره وجيده، وليس الخناجر لتفقأ عينيه، وتقطع أوصاله، وليس الرصاص ليخترق جسده ويحرق جثته !! ولم هذا الإسراف في القتل والتقتيل والتمثيل ولم هذا الحقد المريض ؟ وماذا جنيتم من ذلك الإثم ؟!
لقد قال الله تعالى فيكم كلمته الفصل : فأنتم كمن قتل الناس جميعاً، أما الشهيد فهو اليوم في جنّة الرضوان ورفقة الأبرار وحسن أولئك رفيقاً فهنيئاً له والخزي والعار يجللّ رؤوس الكفار من الجبناء أمثالكم فقد أثلجتم صدور الطاغية وأزلامه، وشفيتم غلّهم وأطفأتم النار التي تلهب قلوبهم باغتيالكم لهذا الشهيد البطل الذي قهر فرعون عندما أنشق عنه منذ الساعات الأولى لاشتعال الثورة وقام بفتح مخازن السلاح لعراة الصدور، والذي أصدر أوامره لعسكر الأمن والشرطة بأن يمتنعوا عن مواجهة ثوار 17 فبراير الأشاوس ويلزموا مساكنهم .
فتحية غامرة، ودعاء بالرحمة للشهيد البطل اللواء عبد الفتاح يونس ولا نامت أعين الجبناء !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق