ذاكرة الأيام – 1
تكملة الحلقة الأولى
((3- عودة الي سيرة الادريس))
بقلم : ابراهيم السنوسي امنينة
ولنعد الآن إلى متابعة سيرة السيد إدريس الذي كنا قد تركناه في امساعد، على الحدود البرقاوية، عقب عودته من الحج في شهر مارس1915. وكان السيد إدريس أدرى بشؤون السياسة الخارجية وأبعد نظراً وأكثر حذقاً من السيد أحمد في هذا المجال. فهو لم يستصوب أبداً فكرة الزّج بالسنوسيين في الحرب التركية ضد البريطانيين الذين حاول أن يقيم معهم علاقات ودية. ولما كان على علم بالاستعدادات الجارية توطئة لاندلاع الثورة العربية في الحجاز، فقد أحس بأن الإمبراطورية التركية أمست على شفا الانهيار، وبالتالي فإن مهادنة البريطانيين ربما تكون أجدى لخدمة مصالح شعبه من مساندة الأتراك في الحرب ضدهم. وكذلك فإن السيد إدريس كان، مثل أبيه، رجلاً يجنح للسلام بقدر الإمكان، فلم يشعر بأدنى رغبة في دخول الحرب شخصياً، غير أن إخلاصه للسيد أحمد منعه أيضاً من اتخاذ أي خطوة من شأنها عرقلة التعاون القائم بينه وبين الأتراك. وبحكم موقعه كقائد للمعسكرات المسلحة التي كانت تتصدى لمواجهة الإيطاليين في دواخل برقة، استطاع السيد إدريس أن ينأى بنفسه عن الحملات التركية السنوسية في الأراضي المصرية وأن يركز كل جهده واهتمامه على مقاومة الغزو الاستعماري الإيطالي داخل ليبيا نفسها. وهذا ما يتضح من خلال سرده لأحداث تلك الفترة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق