الخميس، أكتوبر 27

المشهد الوطني

ليس لاحد الحق ان يسأل الثوار
    كيف قتل القذافى ؟ولا اين ؟ومتى ؟
             وكيف سيتم التخلص من جتثه ؟

بقلم : خليفة الككلي


القذافى قتل ...
نهاية متوقعة وراسخة فى قلوب وعقول كل الليبين منذ اندلاع ثورة 17 فبراير وكان الثوار يتنافسوا ويراهنوا فقط على كيفية قتل القذافى ويالها من هبة الاهية يأمل ان يفوز بها كل ليبى ان يكون هو من يعتقل أو يقتل القذافى وكان قدرا ان تكون نهاية الطاغية وهو يسحب من داخل جحر كالجردان وذلك لله فيه حكمة افليس القذافى هو من تعدى على خلق الله الذين كرمهم الله ليصفهم بانهم جردان فسبحان الله الذى يسقى الظالم من الكأس الذى سقى منه المظلومين .
الان وقد انتهى القذافى جثة هامدة تتنقالها وسائل الاعلام وهى تردد انها صورا بشعة نعم انها بشعة لانها جثة شيطان فى ثوب انسان , وبهذه النهاية للطاغية انتقم الثوار للشهداء والحرائر واخذوا ثار الجرحى والمصابين وشفوا غليل الارامل واليتامى فماذا يريد الذين لازالوا يأمنون بوجود القذافى ؟
القذافى لم يقتل وهو مكبل اليدين ولم يحرق بالنار ولم تقطع اوصاله ولم يسحب بعربات الدفع الرباعى ولم يداس بالاقدام وهو الذى كان يفعل كل هذا بالليبين ولا احد من الذين يطالبوا بمعرفة كيفة قتل القذافى تذكر جرائمه وقتله وتنكيله بالليبين بكل الوسائل .
ان الذين يتشدقون من داخل البلاد وخارجها بحقوق الانسان وضرورة معرفة كيف قتل القذافى لماذا لم يطالبوا ويحققوا كيف قتل ونكل وقطع القذافى اوصال الليبين ومنهم من كان مكبل اليدين ومعصوم العينين , لا احد ممن يسألوا كيف قتل القذافى من اهله وحاشيته وعبيده كيف قتل هذا الطاغية واعوانه وكتائبة عشرات الالاف من شباب هذا الوطن قتلهم فى حاويلات ومعتقلات وحرقهم بالنار ورماهم فى الساحات والميادين ومكبات القمامة هل هؤلاء ليسوا بشر هل هم ليسوا ليبين والقذافى هو فقط انسان وليبى يجب ان يعامل معاملة الملوك حيا وميتا .
ان هؤلاء الذين لا يشغل بالهم الا معرفة كيف قتل القذافى ومن قتله ويريدون جتثه عليهم ان يقدموا للشعب الليبى قوائم تضم كل الشهداء والمغدورين توضح طريقة قتل كل واحدا منهم اذا ارادوا ان يعرفوا كيف قتل القذافى , عليهم ان يقدموا قوائم بالمفقدوين وامكان تواجدهم وعليهم ان يحددوا ظروف اعتقال كل واحدا منهم , انهم يريدوا ان يمجدوا قاتل الليبين بكل الوسائل يريدوا ان يمجدوه حيا وميتا ويطالبوا بان يعامل جثمان القذافى معاملة خاصة كانه رجلا صالح وابنا بارا لبلده بل تعدت المطالب ذلك بانهم يريدون تخليده فيقيموا له ضريح بمعرفتهم وبطريقتهم , نعم اليس هو من صنع لهؤلاء مجدا زئلا من دماء الليبين , الم يكونوا يتحكموا فى رقاب العباد بالحديد والنار لذلك يجب ان يكرمهم الشعب الليبى على قتله لابنائهم بان يسلم لهم جثة سيدهم ليكرموه ميتا فهو بانى مجدهم وبموته انتهى مجدهم ولم يبقى لهم الا ان يبنوا له صرحا او ضريحا فهوا امام المسلمين وقبلتهم كما يزعمون.
ان امهات الشهداء والارامل واليتامى والجرحى وفاقدى الاوصال والاطراف من ابناء هذا الشعب لن يرضوا ان تقايض ارواحهم رخيصة ولا ان يتاجر بهم احياءا وامواتا ولن يرضوا ان تفرض عليهم شروط ولا تمل عليهم اوامر حتى ولو كانت فى كيفية دفن جثة الطاغية فهم الان الاعلون وهم المنتصرون والفائز فى الحرب هو من يضع الشروط لا المهزوم .
ثوار 17 فبراير ليسوا صنيعة الطاغية ليسوا مثل كتائب المرتزقة وليسوا مثل الذين لا يزالوا قابعين فى عبودية جثة هامدة , انهم ثوار احرار استردوا حقوقهم واخذوا ثارهم بشعار الله واكبر وهم مسلمون ويعرفون حقوق المسلم وواجباته ومشايخ وعلماء الدين هم من يحدد كيفية طريقة دفن جثة القذافى ولا احد يملك سلطة او نفوذ على الثوار ليطلب اليهم ان يوضحوا كيف قتل القذافى وكيف سيتم التخلص من جتثه .
اذا اراد ايا كان فردا او جماعة او قبيلة او عبدا من عبيد القذافى ان يعلم كيف قتل سيده او تسلم له جتثه لكى يصنع له مجدا زائفا بمسميات واهية عليه ان يقايض كل الليبين على ذلك كما قايضت اسرائيل الفلسطنيين بالجندى شاليط فكلا من الجندى شاليط والقذافى هما وجهان لعملة واحدة وهى الارهاب والقتل والتدمير باسلوب صهيونى , على هؤلاء ان يخبروا الليبين كيف قتل كل شهيد وطريقة قتله ومن قتله ومتى قتل واين جثمانه الان وان يقوموا بجمع اوصال واطراف كل الذين نكل بهم القذافى وان يجمعوا رماد الذين قام بحرقهم وعلى هؤلاء الذين يريدوا ان تسلم لهم جثة القذافى ليدفنوه بمعرفتهم ان يقدموا قائمة باسماء كافة المفقودين واين هم الان ومن اسرهم وظروف اسرهم وان يرجعوهم لاهلهم سالمين وبدون توفير كافة هذه المطالب فليس لاحد الحق من قريب او من بعيد ان يسأل الثوار كيف قتل القذافى ولا اين ومتى وكيف سيتم التخلص من

ليست هناك تعليقات: