اجتمعوا يرحمكم الله
"الليبيون مجتمعون صنعوا ثورة ليبيا وسوف يبنون دولتهم مجتمعين"
لقد ثارت مدن شرق ليبيا وتحررت تباعا حتى تخلصت جميعها من قبضة القذافي وانتفضت مدن غربية غيرة لبنغازي كما فعلت مصراتة والزنتان والتحقت الزاوية غضبا لطفلة من شحات "رقية فوزي" التي فجرت رأسها الطفولي البريء قذيفة "م ط" انطلقت من كتيبة الأمن المقابلة لبيتها ... وتوالى خروج المظاهرات في الغرب والجنوب فلم يمض أسبوع على أول مظاهرة خرجت حتى كانت ليبيا كلها تغلي وتفور استجابة لنداء الثورة التي تضطرم في نفوس الليبيين منذ عقود , وانتشرت الثورة في ربوع ليبيا انتشار النار في الهشيم ... ثم تسلحت الثورة ... ثم دعمها المجتمع الدولي ... وتواصلت المعارك الشرسة ضد العائلة المارقة وأبلى الليبيون بلاء حسنا ...وفتحت طرابلس وحوصرت سرت وبن وليد ...
واقترب يوم التحرير
وسمعنا صوتا غريبا يعلي شأن مدينة على أختها ويردد كلاما ليس من جنس الثورة التي نتحدث عنها، لو ثارت مدينة وحدها لحوصرت وقُصفت ولفشلت الثورة وقد حصل ذلك مرارا في ليبيا ... ولو ثارت قبيلة وحدها لحوربت وتمت تصفيتها وقد حصل شيء من ذلك من قبل ... ولو ثارت جماعة مسلحة وحدها لقوتلت وصفي أعضاؤها و قد حصل شيء من ذلك ... ولو تحركت جماعة سلمية لاعتقل أفرادها أو شردوا أو قتلوا وقد حصل شيء من ذلك ... لم تنجح الثورة إلا عندما ثارت معظم المدن ومعظم القبائل ومعظم الحركات والتنظيمات .
ليس أحد منهم وحده هو الذي ثار وصمد وضحى حتى انتصر بل كلهم فعل ذلك فلا ي حتكرن أحد الثورة دون الليبيين ولا يستأثرن بالصمود والتضحية دونهم كما لا يحتكر النصر وحده.
لقد أسهمت الزاوية العزلاء في تأخير غزو بنغازي أياما كانت حاسمة في نجاتها من الإبادة وأمدت شحات والبيضاء بنغازي بالرجال والسلاح الذي كان حاسما للسيطرة على الكتيبة ولقد نقلت سرية الصيادين من الشرق إلى مصراتة طوال مدة صمودها أكثر من ألف مقاتل بين مصراتيين وغير مصراتيين.
لقد اختلطت دماء ثوار درنة بأرض ليبيا كلها وتخضبت مدن ليبيا بدماء ليبيين من كافة المدن ومن كافة القبائل ومن كافة التوجهات.
لم يسأل القذافي الليبيين وهو يقتلهم عن مدنهم ولا عن قبائلهم ولا عن توجهاتهم لقد قتل أبناء الزنتان كما قتل أبناء الكفرة كما قتل أبناء اجدابيا،لقد نظر إلينا القذافي كعدو واحد له ,ورمانا عن قوس واحدة.
إن الليبيين الأبطال في مصراتة وطبرق وزوارة والشاطي وبنغازي وجادو وجالوا والمرج والزاوية والبيضاء وطرابلس وكل مدن ليبيا هم من صنعوا بفضل الله النصر.
صنعوه متحدين ... صنعوه متضافرين ... صنعوه بقوة تلاحمهم وتجاوزهم لما يفرقهم وتقويتهم لما يوحدهم، وسوف نبني دولة موحدة قوية مهتمة بكل مواطنيها بنفس الروح التي تحقق بها النصر، فلا يضيعن أحد مستقبلا مشرقا ودولة منتظرة بالفرقة والشرذمة والجهوية الهدامة.
فاجتمعوا يرحمكم الله
التاريخ : 27/9/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق