ذاكرة الأيام – 11
بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه
الحلقة العاشرة
حتى بعد الانقلاب لم تتوقف الطلعات التدريبية للطيران الحربي لدول (الناتو) فوق الأجواء الليبية من على متن حاملات طائرات الأسطول السادس الأمريكي والقواعد العسكرية في أوروبا بل وبحسب اتفاقات 1966 ( بين القذافي والمخابرات الأمريكية عن طريق الكولونيل دانيال جيمس) قام القذافي بتعيين ضابط برتبة نقيب بوزارة الخارجية الليبية ليقوم بمهمّة التنسيق لطلعات طيران الحلف مع القيادات العسكرية المتواجدة بمقر القيادة الجنوبية للحلف بمدينة نابولي الإيطالية، وهذه الاتفاقية لا تزال سارية ولم تلغ حتى هذا التاريخ 30/03/2011م بل تجدّدت حيث اشتملت على قصف كتائبه وآلياته وغرف عملياته وطوابير مرتزقته إلى أن دمرت حصنه الحصين في باب العزيزية حتى اضطر للفرار هو وعائلته ومن والاه من حرّاسه وشيعته، بل ويشتد في هذه الأيام القصف على آخر حصونه وجرذانه ومرتزقته المختبئين في سرت وبني وليد .
الخديعة DECEPTION :-
" إن الشرط الأساس لبقاء أي حاكم في السلطة واستمرار تقدمه في البناء والإصلاح هو أن يظهر بمظهر يستحيل معه القول بأنه صنيعة لنا،وأن يتصرف بطريقة لا تظهر أي انسجام مع أذواقنا أو ميولنا، وباختصار، فإن مساندتنا لأي زعيم للوصول إلى سدّة الحكم والبقاء هناك حتى يحقق لنا بعض المصالح التي نريدها، لا بد وأن ترتطم بالحقيقة القاسية وهي أنه لا بد له من توجيه بعض الإساءات لنا حتى يتمكن من المحافظة على السلطة ويضمن استمرارها. كما أن هيكل النظام السياسي الذي يتبع ذلك الحاكم لا بد أن يكون طبيعياً وفطرياً وغير مصطنع وبالتالي يجب أن يتضمن بعض العناصر التي تضمر العداء لنا ولمصالحنا".
من كتاب "لعبة الأمم"، صفحة 79 ، تأليف رجل المخابرات الأمريكي مايلز كوبلاند MILES COPELAND . صدر في لندن عام 1969
وبناء على هذه النظرية فقد تم الاتفاق على مشروع من ثماني نقاط بين القذافي والمخابرات وهي :-
1) مغادرة السفير الأمريكي ديفد نيوسم DAVID NEWSOM ليبيا نهائياً خلال شهر يونيو 1969 حتى يبعد الشبهة أن له أو للسفارة أي دخل فيما سيحدث في سبتمبر 1969. كما أن السفير الجديد جوزيف بالمر JOSEPH PALMER استلم عمله أوائل أكتوبر 1969.
الوقوع في الشرك : : 22 CATCH
2) الإعلان في صبيحة الانقلاب عن تعيين العقيد الركن سعد الدين بوشويرب رئيساً لأركان الجيش، مع أنه كان قد استقال من الجيش في أواخر 1967، وكان آخر منصب تقلده قبل استقالته هو آمر كتيبة الدروع الثانية، وكان يعمل كمحرر عقود في مكتبه بشارع عمر المختار بطرابلس، ويوم الانقلاب كان موجوداً مع أسرته بمدريد بأسبانيا .
فوجئ العقيد بوشويرب بنشر صورته بالجرايد وبتعيينه رئيساً لأركان الجيش الليبي بعد حصول الانقلاب فتوجّه إلى روما وبعد وصوله هناك اتصل به شخصان : أحدهما يدعى يحي عمرو سعيد والآخر : صالح مسعود بويصير وطلبا منه التوجه فوراً إلى ليبيا لاستلام عمله كرئيس أركان.
(إلى اللقاء في الحلقة القادمة )Ü .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق