التعريف ببلدة سرت
بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه
هذه البلدة التي ملكها منذ أربعين عاماً ويزيد معمرّ الطاغية وأبناؤه وأقاربه من أراذل القوم وسقاطة القبيلة وعلى رأسهم استيذ أحمق البهيم اللئيم خائن التعليم ، وعمر اشكال القحصي الذين فرّوا وتركوا قصورهم المنيفه كالجرذان نهباً للمرتزقة الذين أتوا بهم مأجورين محمّلين بحبوب الفياغرا لاغتصاب حرائر هذه البلدة، حتى أرغموا الأهالي على النزوح إلى مصراتة أو إلى أي مكان بعد أن عـزّ المأكل والمشرب النقي والدواء والغذاء للأطفال، وحتى الوقود لتأمين الهروب بسياراتهم إذ بلغ سعر "البيدونى" أو الصفيحة أو الوعاء عبوّة 20لتر 400 جنيه بعد أن كان يساوي 3 جنيهات فقط، كما أن مساعدات الصليب الأحمر بسياراتهم وأطبائهم مع الغذاء والدواء وحليب الأطفال لم تتمكن من الدخول إلى المدينة لتقديم العون بسبب قصف الكتائب واتخاذهم المدنيين دروعاً بشرية من قبل المعتصم والمرتزقة والمأجورين الذين قصفوا حتى المستشفيات والفنادق وأصبحت سرت كما قال مندوبو الصليب الأحمر في حالة مزرية من الناحية الإنسانية .
هذه البلدة سرت كان قد قال فيها الرحالة "البكرى" ونقل هذا القول أحمد بك النائب الانصاري في كتابه "المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب الذي أشرف على طباعته ومراجعته المرحوم الشيخ الطاهر أحمد الزاوي" التعريف التالي :
" مدينة سُِرت بضم السين وكسرها كائنة بداخل السرت الكبير في نصف الطريق التي بين مصراتة وبنغازي. واسم سرت يطلق على ساحل السرت الكبير الذي جزؤه الشرقي يسمىّ (جون الكبريت) يحيط بها سور من الطوب وبها جامع وحمام وبعض أسواق ولها ثلاثة أبواب : القبلي والبحري والثالث صغير يشرف على البحر. وبها نخل وبساتين وآبار عذبة الماء وعدد كثير من الصهاريج، ويذبح بها المعز ولحمه جيّد أحسن ما يؤكل، وأهلها أخبث الناس أخلاقاً، معاملتهم سيئة جداً لهم أسعار مقررّة بينهم. فإذا رست سفينة بمرساهم وكان بها زيت مثلاً وكانوا في أشدّ الاحتياج إليه فإنهم يتخذون قرباً فارغة ويسدّون أفواها بعد النفخ فيها ويملئون بها الدكاكين كما يعلقون بعضها على واجهات دكاكينهم يوهمون أصحاب السفينة أنهم غير محتاجين إلى هذا الصنف، فإذا طال مقامهم بهذا المرسى فإنهم يضطرون إلى بيع بضاعتهم إلى تجار سرت بالأثمان التي كانوا قد قرّروها هؤلاء التجار فيما بينهم بلا زيادة – ذلك لأنه كلما طال بقاء تلك السفن داخل الثغر فإنه يترتب على ذلك مصاريف تصاعدية تدفع للحكومة القائمة ولا طاقة لهم بها .
ولدناءة طبعهم، يستطرد البكرى الرحالة، يقال لهم (عبيد قرلاّ) نسبة لطير صغير يُضرب بشراهته وحرصه المثل، فإنه يكون في الجو كالشاهين (الصقر) ينظر بعين إلى الماء وبأخرى إلى السماء، فإن نظر سمكة انقض عليها كالسهم وإن رأى طيراً جارحاً يقصده هرب منه، وقيل في المعنى :
يا من جفاني وملاّ \ نسيت أهلا وسهلا
وما ترحّبـــــــت لماّ\ رأيت مالي قلاّ
إنى أظنّك تحكـــــى \ بما فعل القرلَّى
ولسانهم ليس بعربي وأطوارهم تخالف أطوار أهل طرابلس، لأن أخلاق أهل طرابلس سهلة، صادقون في المعاملة مع الأغراب وغيرهم .
وقال فيهم أيضاً :- يا سرت لا سُرّت بك الأنفسُ \ لسان مدحى فيك أخرسُ
ألبستم القبح فلا منظرُ\ فيكــــــــم يسرُّ النفس ولا ملبسُ
ومن المعروف أن أحمق اللئيم البهيم عدو التعليم، واسمه حسب شهادة الميلاد الصادرة من تشاد هو : أحمد إبراهيم منصور القحصي ودرس في سبها المرحلة الثانوية ثم توجه إلى جامعة بنغازي وتحصل على ورقة تفيد بتخرجه بأوامر من الطاغية، بينما في الواقع لم يحصل هذا التخرج، وعيّن مساعد مسجّل بالجامعة بأوامر من الطاغية أيضاُ متفرغاً للتنظير والتطهير، وعاث فساداً في هذا المرفق من تهديد وفصل وسجن وتعذيب لزملائه الطلبة ومن يحتج من أعضاء اتحاد الطلبة إلى أن جاء يوم 07 إبريل 1976 وهو "عيد التلمود" عند أخوال الطاغية" . وهاجت الهيجاء وكان ما كان، وأصبح يقيم في قصر منيف في سرت، وقيل إنه حمل ما خف وزنه وغلا ثمنه من عملات صعبة ومجوهرات وفرّ هارباً هو وعمر اشكال ومن شاكلهما ربما إلى تشاد مسقط رأسه أو "إلى حيث حطت رحلها أم قشعم"، أما المعتصم حفيد الطيار الكلورسيكي "البابريزوس" "ALBAR BRIZOSI" الذي سقطت طائرته في صحراء ليبيا أثناء الحرب العالمية الثانية وهو كثير الشبه به، فقد بقي في سرت "معتصماً مختبئاً" كالجرذ في إحدى حفر قبو مستشفى ابن سينا، أو في قسم الولادة كما كان يختبئ أبوه قائد وملك ملوك الجرذان في أقسام الولادة بمستشفيات طرابلس قبل أن يفتحها الثوار الأشاوس يوم 20/08/2011 .
وأخيراً نختم هذا الحديث بنافلة القول بأن الطاغية كان قد وضعته أمه تحت نخلة في قرية تسمىّ "جهنم" في نواحي بلدة سرت التي نحن بصدد الحديث عنها .
وهذا مسك الختام
والصلاة والسلام على خير الأنام...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق