ذاكـرة الأيام ـ 15
ما هـكذا تـورد الإبـل يا وزير الـدفـاع
حدث وبعد 17 فبراير!!! :
المشهد : THE SCENE
اجتماع لوزير الدفاع الليبي جلال الدغيلي مع وزيري دفاع دولتي كل من بريطانيا العظمى وإيطاليا ـــــ في طرابلس العاصمة .
الوفدان يدخلان غرفة الاجتماع وفي استقبالهم الوزير المضيف وأعضاء الوفد الليبي
*ويدخل العقيد أحمد باني المتحدث والناطق الرسمي لوزارة الدفاع فيما يتعلق بتقدم العمليات العسكرية على الجبهات – محاولا اتخاذ مقعد له بين القاعدين من الوفد الليبي المضيف .
هنا يعترض الوزير الليبي على محاولة جلوس وحضور العقيد أحمد باني مبررا وموضحا بأن هذا الأخير بصفته متحدث أو ناطق عسكري عن وزارة الدفاع فقط ـــ فلا ضرورة لحضوره ذلك الاجتماع , وفي رأي السيد الوزير فإن حضوره يعتبر خرقا ومخالفة وانتهاكا POLICY INFREINGEMENT للأعراف الدبلوماسية السياسية العسكرية , وأن عليه , أي العقيد أحمد باني ، أن يبقى خارج قاعة الاجتماع حتى انفضاضه وعندها ، إذا كان هناك ما يستدعي ضرورة صدور بلاغ رسمي مشترك أو صحفي PRESS COMMUNIQUE ،فإنه سوف يبلغ بذلك لتلاوته .
DISCOURTESY فظاظة وجلافة
أما العقيد أحمد باني فقد اعتبر ماصدر من الوزير الليبي هو أسلوب جانب اللياقة والكياسة واللباقة وكان أقرب إلى الفظاظة والفجاجة والجفاف في التعامل مع مرؤوسين في مثل مركزه ورتبته الرفيعه وتأسيسا على ذلك فإنه يحق له ،
ملحوظة:إذا كان السيد الوزير قد نبّه العقيد باني بعدم الحضور بشكل مسبق ، ومنفردا به وليس على الملأ ، فالحق معه ، أما إذا كان الأمر الصادر من السيد الوزير للعقيد باني بعدم الجلوس مع الجالسين في غرفة الاجتماع على مرأى ومسمع من الحاضرين ليبين وأجانب فالحق عليه .
أي العقيد أحمد باني ، والكلام لا يزال على لسانه، أن يطالب المجلس الانتقالي باعتذار رسمي يصدر عن وزير الدفاع بصفته وشخصه.
أما كاتب هذه الأحرف فيرجو من السيد الوزير أن يأخذ بهذه النصيحة :
ADVICE نصيحة :
أعلم انك كنت ضمن خريجي الكلية العسكرية العراقية لعام 1957 مع أخيك المرحوم فوزي وثلاثة عشر طالبا من برقة وخمسة طلاب من طرابلس ، وكان ضمنكم أشهر وأشرف سجين وهو السيد أحمد الزبير السنوسي * ، ولابد أنك تأثرت كثيرا بأسلوب العسكرية العراقية في ذلك الزمان ومابه من مبالغة لاداع لها في أغلب الأحيان في تطبيق ما يسمى بأسلوب الضبط والربط (والتعذيب والتذنيب والتأنيب)، الذي كان يطلق عله (التدريب) للتخفيف من وقعه على السامعين في عهد الطاغية معمر القذافي ، وماحواه ذلك الأسلوب من نظرات دونية احتقارية إلى استعمال للألفاظ النابية من سباب وشتم عند تعامل الضباط مع من هم أدنى منهم رتبة ضباطا كانوا أم ضباط صف أم جنود – أقول لك أن ذاك الزمان قد ولى مع الملك فيصل ونوري السعيد كما ولى زمان الطاغية معمر مع زمرته من عسكر ومدنيّين ،
وانظر أمامك ولا تنظر للخلف فتتعثر خطاك فتسقط مثلما سقط الغراب وهو يقلد مشية الحمامة ، رعاك الله .
والسلام عليك إن شاء الله
*وكان النظام الملكي السابق قد قام بإيفادكم للولايات الأمريكية المتحدة في دورة دراسية مدتها عام واحد للتأهل لرتبة ضابط ركن To Qualify For Staff Officer وقد سبقكم في ذلك وميلكم العقيد سعد الدين اشويرب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق