بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينه
الحلقة الخامسة : تابع/ خيار وسيناريو إحتواء وسرقة ثورة 17 فبراير
كنا قد لخصنا في الحلقة السابقة (4) كل ما ورد في الحلقات الثلاث الأولى ونذكّر بأننا قد نبّهنا بأن هناك نظرية تتكون من ثلاث مراحل :-
Three Phases: 1- نظرية
العصا والجزرة ، وهي نظرية الترهيب والتأديب والترغيب بمحاولة تقديم الرشوة
للمواطنين والهدف منها امتصاص الحراك واحتوائه ، وهي القمع السلمي الممنهج
، مقدمة لإجهاض الثورة ، ومن ثم صمود النظام وبقائه . وإذا لم تنجح هذه المحاولة ،
فإنه يتوجب علينا الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي :-
2- ويطلق عليها الخطة B – ب- البديلة ، وتشمل القمع المسلح ، واستعمال
كافة الأسلحة النارية والخطف ، وحرق الجثث ، وإطلاق الرصاص الحيّ على كل جسم يتحرك
أو محل مغلق أو صومعة مسجد ، ذلك لترويع الناس بفرض حظر التجول أو حتى الذهاب
للصلاة في المسجد – وتطبق هذه الخطة في حالة رفع المتظاهرين لشعارات عدائية تتناول
عناصر النظام ، أو العائلة ، أو تحوّلت من
تظاهرة ساكنة في موقع بعينه ولتكن " السفارة الإيطالية " ، تحمل شعارات
احتجاج مهذبة وموقف رافض لكنه سلمي ، أقول إذا تحولت هذه المظاهرة إلى مسيرة
وهتافات معادية أو هجوم على مؤسّسات النظام سواء المدنية أو العسكرية أو الأمنية
فإنه يتحتم على من أنيطت بهم مسئولية حماية النظام وحفظ الأمن بقمع هذا الحراك ،
وردع المتمردين كما ورد في البند (2) بإزهاق أرواحهم إذا لزم الأمر .
3- في حالة ما فشلت الخطة
"ب" في فرض النظام واسترداد الوضع الذي كان عليه ، حتى باستعمال الأسلحة
النارية المحرّمة دولياً ، فإنه يتوجب علينا اللجوء إلى الخطة "ج" – "C" وهي احتواء التمرد بالكيفية الآتية :-
إحتواء التمرد : Containment of the Rebels
يصدر الأمر عن "القيادية
التاريخية" بضرورة تشكيل مجلس يطلق عليه "NTC" ، برئاسة صهر معمر، وعضوية تكنوقراط آخرين
"كانوا ضمن مجموعة مشروع "ليبيا الغد" كان يترأسها سيف
الأزلام" وُيشترط أن يكون ذلك التشكيل موقوف النفاذ ، ولا تعلن أسماء الأعضاء
قبل صدور الأمر من "القيادة التاريخية" أو إبنه سيف الأزلام يوم 19 أو 20 مارس 2011 .
وكنا قد أوضحنا بأن النظرية ، المبدئية
الواردة في (1)
وهي نظرية العصا والجزرة ، مبدأ محاولة إحتواء الحراك ، وإجهاض التطور
المحتمل للحراك إلى تمرّد ومن ثم ربما انقلاب على السلطة ، نقول أن محاولة رشوة
شيوخ المدينة كانت قد وقعت بالفعل ولا يستطيع أحد انكارها ، وأن هناك فرضّيات تنطلق
من تلك الحادثة بعد فشلها ويمكن البناء عليها .
أن ما ورد في (2) و (3)
، هي فرضيات واحتمالات ممكنة الحدوث
وإن الذي حدث يوم 19/3/2001 وما تلاه من نتائج ومن معطيات على أرض الواقع
وتصريحات ، وقرارات ، وإنشقاقات وانضمام ، والقبض على شخصيات مهمّة ، وهروبها وتأخر
دول أفريقية وعربية لها وزنها منها الجارة اللصيقة ومنها الواقعة في قارة آسيا ،
في الاعتراف بالثورة الواقعة في ليبيا . ومنها تصريحات (الناتو) بأن الحرب ستطول ،
ومنها مخاوف أمريكا من صوملة ليبيا أو أفغنتها ، وأسلمتها ، وأن القاعدة متواجدة
في الساحة ، ومنا ما ذكرناه في مقالات سابقة عن تمكن شخصيات لها وزنها من الهروب
مثل رئيس المخابرات موسى كوسا إلى دولة في الخليج ومنها إلى بريطانيا ومنها إلى
مكان مجهول وعدم ممانعة بريطانيا في ذلك بعد أن أفرغت منه الصندوق الأسود
وانتفعت بما كان يحتوي عليه – في المقابل . وطالما تساءل الناس عن تهريب
الرائد جلود ، عضو ما يسمي مجلس قيادة
الثورة في النظام المنهار – وهروبه إلى إيطاليا ليكون بالقرب من المصرف الذي به
أموال الشعب المنهوبة والمهربّة إلى هناك ، وكنا قد أوضحنا في الحلقة الرابعة من
مقال بعنوان : ثورة 17 فبراير في الميزان وإلى أين ، تحت عنوان تابع : لابد من
الشك حتى نصل إلى الإيمان ، وذلك بتاريخ 28/12/2011م على صفحة موقع أبجدية الوطن ، ذكرنا وتساءلنا : كيف سمحتم لهذا العضو المطلوب بالهروب خارج
ليبيا وأنتم تعلمون أنه كان قد نهب جزءًا كبيراً من ثروات ليبيا ، وأنه كان إسمه
في يوم من الأيام أمام الرقم (5) على قائمة فاحشي الثراء في العالم في
أواخر السبعينيات من القرن الماضي . تُرى كم دفع من المليونات من اليوروات
والدولارات إلى من هربّه ومن إستخرج له "الفيزا" الإيطالية للدخول ، ومن
الذي جدّد له جواز سفره الليبي الدبلوماسي الذي كان قد إنتهت صلاحيته منذ زمن ،
ولم يظهر على شاشات التلفزيون إلا وهو يقدم التعازي أثناء "مراسم الدفن
الكاذبة" لشخص قالوا أن إسمه "سيف العروبة" نجل الطاغية الذي لم
نسمع عنه في الماضي ، وكان سيف الأزلام قد شُوهد أثناء مراسم الدفن وإلتقطته
الكاميرا وهو يضحك من فرط السعادة من موت أخيه ؟!! وكان المشهد كله مقاطع من
مسرحية هزلية لكوميديا سوداء ، وفي داخل التابوت أو التوابيت كانت ترقد أكياس
مليئة بالتراب للتظاهر بأنها أي التوابيت كانت تحوي جثث إبن الطاغية وأحفاده لأنهم
راحوا ضحايا قصف النيتو مثلما إدعى في العام 86م أن إبنته "هناء"
المتبنّاه قد كانت ضحية قصف الطائرات الأمريكية والبريطاني في هجوم كان قد دكّ حصن
باب العزيزية الذي كان مقراً لسكنى الطاغية يوم 16-ابريل 1986 م ، وكان ذلك الإدعاء فقط لإستدرار
عطف العالم وإدانة الحلف الأنجلو أمريكي ، إذ أن المدعوّه "هناء" أصبحت
طبيبة فيما بعد وشوهدت أثناء حرب تحرير طرابلس تدير أحد المستشفيات .
البقية تأتي في الحلقة القادمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق