الاثنين، فبراير 6

حصريا ( كتابات إمنينة )


ثـــورة الأمـــل

بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينه 
الحلقة الثالثــــــــة :                              
                                                    
2- الإحتواء بالخطة " ج "  Containment By Plan " C "       
قتل وترويع وخطف بدون مبّرر أو رخصة تبيح ذلك ، دماء تسيل وإعدامات بالجملة ، حرق جثث وتركها في الشوارع أو دفنها في قبور جماعية – كل ذلك في سبيل الإحتفاظ بـ(كرسي السلطة والتشبث به) قال الشاعر جميل صدقي الزهاوي :-
                          ماذا على السلطان لو أجرى الذي 
                                             يشتاقـه الأحـرار من إصـلاح
                          تالله لـو منـح الرعيـة حقّـها
                                              لفـداه كـل الشعـب بـالأرواح
نذكّر بأن الآتي هو محض إفتراض إستنباطي ، أما ما ورد تحت بند (1) فهو واقع بالفعل .
كان الطاغية قد أوعز إلى ولده سيف الأزلام بأن يتفق مع السيد م صهر الوالد ، بأن يتنادى مع المرحومة جماعة " ليبيا الغد " ، بعد أن كانت قد تشتتت وذهبت ريحها منذ أعوام قليلة وهم بالإضافة إلى السيد م : رئيسا اخرون اعضاء  لتأسيس مجلس مؤقت برئاسة م ، وعضوية مذكورين  لتتكون واجهة للدولة الجديدة يتم الإعتراف بها دولياً عندما تستقر الأحوال وتتوقف الأعمال العدائية ويسود الأمن والأمان كافة أنحاء البلاد .
" بذلك يتم إحتواء هذا التمرد المدعوم والموعز به من الخارج لتحقيق أهداف مشبوهة خدمة لمصالح دول إمبريالية إستعمارية بعينها ساءها أن تحقّق الجماهيرية كل هذه الإنجازات والتقدم والإستقرار في زمن قياسي وهي في موقع جغرافي استراتيجي خطير مهم لدولة قليلة السكان نسبياً تطفو على أسطح أنهار من النفط والغاز الطبيعي ، وتقف شامخة كالطود على بوابة شمال أوروبا لترهبها وتهدّد شواطئها الجنوبية بالمهاجرين الأفارقة غير الشرعيين إذا لزم الأمر ، وتمتلك من الأسلحة الحديثة والفاعلة ما يتيح لها الإنقضاض على أي دولة مجاورة يخطر ببالها أن تهدّد أمنها "
كان هذا هو النصّ الإفتراضي للتعليمات التي أصدرها الطاغية لولده سيف الأزلام والسيد م، حاثّاً إياهما على عدم الشروع في وضع المجلس  المنوّه عنه موضع التنفيذ قبل يوم السبت 19 مارس 2011 م ، وقبل أن يـــصدر عن " القيادة التاريخية " الأمر بذلك ، وهكذا يتم إحتواء التمرّد سلمياً وبدون خسائر تذكر " وإلى الأمام والكفاح الثوري مستمر !! " .فما السّر يا ترى في تاريخ يوم السبت 19/3/2011 م ؟
  فإذا كانت الهيجاء وإنشقّت العصا
                                       فحسبُك والضحّاكُ سيفُ مهنَّد
إنه عندما تحرّر حوالي ثلث ليبيا من الشرق ، وتلا ذلك إعتراف فرنسا وقطر بها ، وبدأ زحف الثوار نحو المناطق الغربية ، وحصل إنشقاق العديد من القادة والرتب الرفيعة من الجيش الليبي وعلى رأسهم المرحوم الشهيد اللواء عبد الفتاح يونس ، واللواء سليمان محمود العبيدي ، وبعد فرار ولده الساعدي والجرذ الأكبر التشادي عبد الله السنوسي وولده وغيرهم من أنصار الطاغية وأزلامه ، فإنه عند حصول كل ذلك فإن الطاغية بدأ يتهاوى ويترنّح غير أنه لا ينفك متشبثاً بكرسيه المتهالك ، راكباً رأسه مصرّاً على مواقفه المتعنّتة وخططه الإنتحارية الفاشلة ، فجلس إلى شياطينه ومواليه يعرض عليهم خططه التدميرية مثلما فعل   " نيرون " روما المخبول الذي إضطهد المسيحيين من أبناء جلدته ، ثم قتل أمّه " اغرينيا " وزوجته "أوكتافيا" ، وأحرق روما ثم إنتحر في العام 68 م وعمره آنذاك 31 عاماً . فبالله عليكم هل هناك فرق كبير بينهما في التوجّهات والخطط الطموحه ؟؟
أقول جلس هذا الطاغية وخطّط مع مواليه ولا أقول حواريه ، لتسوية مباني بنغازي بالأرض ودفن أهلها تحت الركام بعد إطلاق مرتزقته على الحرائر ، ذلك إنتقاماً من الشهداء وذويهم الذين أسقطوا الكتيبة وأرغموا من كان يظن في خطتّه " B " " ب " أنهم سيحمون النظام ويستردون هيبته – أرغموهم على الفرار كالجرذان .
وكان يوم السبت 19/3/2011 م ، هو اليوم الموعود وساعة الصفر للإنتقام من بنغازي وأهلها ... وكان يوم الأرتال ... وبقيّة القصة معروفة !
وهذا ما دفعه لإصدار أوامره التي تقضي بعدم وضع المجلس الإفتراضي موضع التنفيذ قبل يوم الأرتال ، ذلك لأنه ظن أنه سوف ينتصر على الشعب في ذلك اليوم ، وله ما بعده !

                                          البقية تأتـــــي في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات: