الأربعاء، فبراير 8

بريد أحبة الوطن

أخافُ على الليبيين قلة الحمد

‏ ‏
قال تعالى ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ﴾ و قال جلّ و على ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ ‏لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ و قل عزّ من قائل ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي ‏لَشَدِيدٌ ﴾ و فاتحةُ كتابهِ الكريم تبتدئ بالحمد.‏
أما بعد
في لمح البصر نسى الكثير من الليبيين وضعهم المزري طيلة فترة أحداث الثوره , قبل تحرير ‏العاصمه , من كبتٍ و قمع و خوف و رعبٍ و إحباط , و بل سرعان ما تناسوا إثنين و ‏أربعين عاماً عاشوها بلا أمل من حكمٍ فاقَ أحكام قراقوش في الكوميديا السوداء , و فاق نيرون ‏في جنون العظمه و تضخم الأنا , و حاربَ كدون كيشوت كل طواحين الهواء , و أذاقَ أهل ‏ليبيا كل صنوف العذاب و المهانه و إهراق الكرامه .‏
اليوم و بعد أربعة أشهر فقط لا غير , بل تقِل , من إكتمال عملية التحرير و بعدَ أن منّ الله ‏علينا بالحريه تتعالى الأصوات بالعويل و النواح و كأنَ شيئاً لم يكُن .‏
ماهذا ! يالذاكرتنا القصيره ! لازلنا في مطلع الفجر و لم تُشرق الشمسُ بعد , و لازلنا في ‏الخطوات الأولى من رحلة البناء .‏
فيا أيُها الليبيون إن لم تشكروا الله على نِعمتِهِ التي أسبَغَها عليكُم و تحمدوه كما ينبغي أن ‏يُحمد , أخشى فعلاً أن يُبدِلَكُم ربُكُم نِعمَتَهُ نِقمَةً , فأحذروا .‏
‏ ‏
مشروع المبادره الليبيه

ليست هناك تعليقات: