أخافُ على الليبيين قلة الحمد
قال تعالى ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ﴾ و قال جلّ و على ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ و قل عزّ من قائل ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ و فاتحةُ كتابهِ الكريم تبتدئ بالحمد.
أما بعد
في لمح البصر نسى الكثير من الليبيين وضعهم المزري طيلة فترة أحداث الثوره , قبل تحرير العاصمه , من كبتٍ و قمع و خوف و رعبٍ و إحباط , و بل سرعان ما تناسوا إثنين و أربعين عاماً عاشوها بلا أمل من حكمٍ فاقَ أحكام قراقوش في الكوميديا السوداء , و فاق نيرون في جنون العظمه و تضخم الأنا , و حاربَ كدون كيشوت كل طواحين الهواء , و أذاقَ أهل ليبيا كل صنوف العذاب و المهانه و إهراق الكرامه .
اليوم و بعد أربعة أشهر فقط لا غير , بل تقِل , من إكتمال عملية التحرير و بعدَ أن منّ الله علينا بالحريه تتعالى الأصوات بالعويل و النواح و كأنَ شيئاً لم يكُن .
ماهذا ! يالذاكرتنا القصيره ! لازلنا في مطلع الفجر و لم تُشرق الشمسُ بعد , و لازلنا في الخطوات الأولى من رحلة البناء .
فيا أيُها الليبيون إن لم تشكروا الله على نِعمتِهِ التي أسبَغَها عليكُم و تحمدوه كما ينبغي أن يُحمد , أخشى فعلاً أن يُبدِلَكُم ربُكُم نِعمَتَهُ نِقمَةً , فأحذروا .
مشروع المبادره الليبيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق