الأربعاء، يوليو 13

دموع عيشة ؟؟

                                                ابكي يا " عائشة " ! ..
                                                                                                                                    فتح الله ساسي
                                                                                                                                        البيضاء

فتح الله ساسي
 تظهر "  عائشة معمر القذافي " في قناة  " فرنسا 24 "  في لقاء صحفي وهي تذرف الدموع وتعرض صوراً  لضحايا  تقول أنهم من المدنيين الليبيين  وتتهم قوات الناتو بقتلهم أثناء  غاراته الجوية ! وهي تعلم علم اليقين أن والدها " القذافي" هو من بدأ بقتل المدنيين الليبيين وهوالذى شنّ الحرب على شعبه الأعزل ! حين أعطى أوامره المشددة لكتائبه الأمنية الدموية بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين المدنيين العزل لسحق انتفاضة 17 فبراير السلمية وحولها النظام إلى مجازر دموية عنيفة !..

          ولكننا نقول لك يا "عائشة " ؛

          ماذا تعني دموعك يا " عائشة " أمام دموع أمهات وأخوات وزوجات شهداء انتفاضة 17 فبراير ؟! .. ماذا تعني دموعك يا " عائشة " أمام دموع أمهات وزوجات وأخوات شهداء مذبحة " سجن بوسليم " سيء الصيت والسمعة  ؟! .. ماذا تعني دموعك يا " عائشة " أمام دموع كل أم ُقتل ابنها غدراً ، وأمام دموع كل زوجة ُقتل زوجها شنقاً او قتلا بالرصاص او تعذيبا  خارج القانون ؟! .. وماذا عن الذين أجبروا يا "عائشة " على المنفى القسرى وتمت ملاحقة بعضهم خارج الوطن وقتلهم بدم بارد ! أليس لهم أمهات وزوجات وأخوات يبكين على فراقهم ونفيهم وقتلهم ؟! .. وماذا تعني دموعك يا " عائشة " أمام دموع الأمهات اللائي فقدن أبناءهن والزوجات اللائي فقدن أزواجهن في الحروب التي زُجّ بالليبيين فيها في : ( اوغندة وتشاد وعلى الحدود المصرية ) وغيرها ؟! .. وماذا تعني دموعك يا " عائشة " أمام دموع الباكيات النازحات من النساء المشردات اللائي التجأن مُرغمات إلى دول الجوار حافيات لاجئات تائهات لايملكن إلاّ الملابس الرثة التي على أجسادهن ملطخة بالوحل والدماء .. ماذا تعني دموعك يا " عائشة " أمام دموع الأمهات اللائي فقدن أطفالهن قتلا او فقداً في مصراته والزنتان والزاوية ونالوت وفي جبل نفوسة وفي اجدابيا والبريقة بل في طول البلاد وعرضها  ؟!.. ماذا تعني دموعك يا " عائشة " أمام دموع الأمهات اللائي يبكين على أبنائهن الذين وقعوا أسرى في ايدى كتائب أبيك الدموية فقتلوهم بعد أن نكلوا بهم  ؟! .. وماذا تعني دموعك يا " عائشة " أمام دموع الأطفال اليتامى الذين أفقدتهم حرب أبيك البشعة على شعبه آباءهم وأمهاتهم  وذوى قرابتهم ؟! وماذا تعني دموعك يا " عائشة " أمام دموع أمهات الأطفال الذين بُترت أطرافهم وأصيبوا بإعاقات جرّاء قصف كتائب أبيك الدموية للمدن الآهلة بالسكان ؟! وماذا تعنى دموعك يا " عائشة " أمام دموع أمهات الأطفال الذين حُقنوا بفيروس الايدز في بنغازي وأصبحوا يموتون على التوالي ؟! وماذا تعني دموعك يا " عائشة " أمام دموع أمهات وزوجات ضحايا الطائرة الليبية المدنية - بوينج 727 رحلة رقم 1103 - التي ُفجّرت فوق مطار طرابلس العالمي وتناثرت أشلاء ضحاياها في الهواء .. ؟!.

          ماذا تعني دموعك يا " عائشة " أمام دموع  مئات الحرائر من الليبيات العفيفات  اللائي ُأغتصبن من ملشيات أبيك وكتائبه الأمنية الدموية  ومن مُرتزقته  لتدنيس شرف الليبيين ولكسر إرادتهم !! .. إن هذا السلوك الشاذ الشائن المتوحش والمستفز الذي مارسته كتائب أبيك الأمنية الدموية ومرتزقته يا " عائشة " سيظل راسخاً في أذهان كل الليبيين والليبيات ! بل سندرّسه لأبنائنا في مدارسهم جيلا بعد جيل !..

          لاأعتقد أن دموعك يا " عائشة " هي من أجل الضحايا المدنيين من الليبيين .. فقد كان  الليبيون ُيقتلون في داخل الوطن وخارجه  ، ًقتلوا في السجون أبشع قتله و خارج القانون ولم نر دموعك يا " عائشة " ، لم نرك تذرفين دمعة واحدة حزناً على هؤلاء ممن أزهقت أرواحهم ظلماً وعدواناً  !! ..

          هاأنت تذرفين دموعك يا عائشة " في قناة " فرنسا 24 " للابتزاز العاطفي ولمأرب سياسي لااكثر .. إن ماتبكين عليه يا " عائشة " ليست أرواح الليبيين من المدنيين وإنما أنت تبكين على حكم أبيك المتهاوي الذي دمر البلاد واهلك العباد وعاث في الأرض الفساد ! .. ابكي يا " عائشة " ماشاء لك أن تبكى ! ابكي على خاتمة سيئة لنظام حُكم أبيك الوحشي الذي سيدفن لامحالة  في مزبلة التاريخ ! .

          لو خيرنا يا " عائشة " بين حكم أبيك وبطش كتائبه الأمنية الدموية  وبين غارات حلف الناتو .. لاخترنا والله غارات " الناتو" عن حكم أبيك ونظامه الاستبدادي الذي اهلك الحرث والنسل ! لولا غارات  الطيران الفرنسي يا " عائشة " على كتائب أبيك التي أرسلها لتُدّمر بنغازي ومدن الشرق الليبي والتنكيل بأهلها لكانوا الضحايا من المدنين بالآلاف المؤلفة وكأنه يقول لنا مهدداً : ( أنا أوالطوفان ) ! ؛ الايكفي هذا يا "عائشة " ؟!  لقد كان أبيك يُردد ماكان القادة العسكريون الانقلابيون يُرددونه .. فقد كان  " عبد الكريم قاسم " الذي قاد ثورة 14 تموز- يوليو- في العراق يقول : ( أنا الذي صنع الثورة لا أنتم ) ، فقد كان أبوك يُردد دائماً انه : بسط شرعيته بالبندقية التي يحملها في يده .. وانه صاحب الشرعية ! الم يقل أبوك يا " عائشة " : ( أنا الذي صنعت ليبيا وأنا الذي سوف انهيها ) وهاهو الآن يُحاول جاهداً أن يُنهيها بشتى الطرق مُستخدماً كل الوسائل الوحشية  ومُسخراً إمكانات الدولة الليبية التي أبُتليت  بحكمه الكئيب ! الم تقولوا يا "عائشة "  : ( إن من لايُحب "معمر القذافي" لايستحق الحياة ) ! .. مالذى لم يفعله أبوك وأبناؤه بالليبيين والليبيات يا " عائشة " على مدى سنين حكمه التعيسة ؟! ..   إن الحكام الطغاة الذين يقتلون شعوبهم ويقمعونها ، لايمكن إلا أن يكونوا جلادين لشعوبهم وليسوا قادة ! هنا يكمن الفارق يا " عائشة " بين القادة والطغاة !!.

          ثم كيف تقولين يا " عائشة " أن أبيك لايحكم ولاصفة رسمية له في ليبيا ! ، إن من يقول هذا إنما هو يَسْخر من الشعب الليبي ويستهزئ به ، حتى البلهاء والسذج لايصدقون هذه الأكذوبة  التي تقول بان " القذافي" لايحكم وإنما الذي يحكم هو الشعب .. و مادام الشعب هوالذى يحكم فلماذا يقاتله أبوك  يا " عائشة " ؟! هذه أكذوبة لم تعد تنطلي على أحد حتى على الذين يُروجونها من أزلام النظام المتهاوي .

          إن ليبيا يحكمها " القذافي" وأبناؤه .. " القذافي" يُخطط ويُوجه بخبث ودهاء ثم يليه " سيف " لسان حال أبيه ويده  والموعود بحكم ليبيا وراثة عن أبيه، ثم يأتي  " الساعدى" و" المعتصم" و " خميس " وأنت يا " عائشة " إلى آخر القائمة السامية  .. هؤلاء هم الذين يحكمون ليبيا .. هم الأسرة المالكة غير المتوجة ، لايوجد شيء اسمه سلطة شعب ولا توجد حكومة بالمفهوم التقليدي  كما يدعي أبوك ووريثه سيف  .. لم لاتقولونها صراحة : ( نحن من يحكمكم ولن نتخلى عن حُكمكم ) فقد اغتصب " أبوك" السلطة عام 69 وتمرد على نظام حكم دستوري وخدع الشعب الذي اعتقد انه جاء ليخلصه وليُحقق آماله وطموحاته  فأذاقه الويل والهم والغم .. هل هذا هو نعيم  أبيك الأرضي يا " عائشة " الذي وعد به الليبيين ؛ نعيم  القتل والتنكيل والدمار؟! ..وبعد مايزيد عن أربعة عقود وهي سنوات حُكم " أبيك" الكئيبة ؛ يُريد أن يُوّرث ليبيا أرضاً وشعباً لأبنائه ليتقاسمونها بينهم ! ..

           لازلتم رغم مأساة ومعاناة الشعب الليبي التي تسببتم فيها يا " عائشة " والتي استمرت اثنتان وأربعون سنة ، ورغم الفساد والإفساد وإفقار الشعب وهدر أمواله وقمعه ، وبعد هذا الدمار الهائل والتنكيل والموت الفظيع الذي ألحقتموه بالليبيين والليبيات ، لازلتم مُصرّين على  ُحكم الشعب الليبي ! ياسبحان الله : { فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً } النساء78 .الم تُشبعكم يا " عائشة " اثنتان وأربعون سنة حكماً ؟.. ولازلتم تطلبون المزيد ، وكأن حُكم الشعب الليبي حق لكم لاينازعكم فيه مُنازع !! ولكن الشعب الليبي لايقبل أن ُيوّرث ولا أن يستمر هذا النظام المتهاوي القامع للحرية  الذي أصبح نشازاً في المجتمع الدولي من خلال أكذوبة ما يُسمى بسلطة الشعب التي صدّع بها أبوك رؤوسنا سنوات طويلة  وجعل من نظامه المتخلف أضحوكة العالم  حين لجأ حكامه ورموزه إلى الفساد والإفساد واستجلاب السحرة  والى السّحر والشعوذة والدجل عبر فضائياته المرئية ! .. ولهذا جاءت ثورة 17 فبراير المجيدة رداً حاسماً على الطغاة وعلى المفسدين وعلى الطامعين في السلطة وفي حكم الشعب و نهب ثروته .. ليقيم الشعب دولته ؛ دولة القانون والحرية !..

   فتح الله ساسي

ليست هناك تعليقات: