الجمعة، يوليو 8

ربيع ليبيا



ربيــــــع ليـــــــبيا

 
                                                                م. مفتاح بوعجاج
                                                                                 مدينة البيضاء
 

ان ليبيا وطنا رائعا جميلا زاخرا بكل الثروات الطبييعيه والبشرية كادت ان تقضى عليه نظريات وإيديولوجيات وشعارات وممارسات فاشلة بل وحتى تدميرية طيلة 42 عاما...وان الأوان ألان لنتحدث عن هذا الوطن بكل شفافية وحرية وموضوعية وعلمية لنبنى وطنا للجميع ،وطن للحريات والديمقراطية والمواطنة بمعناها العصري والمدني والحديث وهى إحدى أهداف ثورة فبراير المجيدة,
     لم يكن فى بلادنا عام 1951 الكثير من المتعلمين والأكاديميين والمنظرين ومع ذلك تحقق الاستقلال الاول صاحبه اعلان اول دستور مدنى ديموقراطى حديث وهو دستور1951 صاحبه بناء مؤسسات وهياكل مدنية وادارية بفضل جهود الزعماء الوطنيون المؤسسون لدولة ليبيا الحديثة كانت كل مؤهلاتهم حب الوطن والحفاظ عليه عرفوا من خلالها مبدأ التعاون مع الدول المتقدمة لانه كان السبيل الامثل للاستفادة من تجارب ومساعدة تلك الدول لبناء ليبيا الفتية..واليوم اخاف على بلادى من كثرة الاكاديميون (وانا منهم) واخاف ان نخرج من حكم العسكر الدكتاتوري لنقع فى حكم الأكاديميون الذى يرتفعون كثيرا بتنظيرهم عن ارض الواقع ، (وهذا ما يفرقنى عنهم) ، التى يعيش بها اغلب الليبيون ، يعانون البؤس والتخلف والمرض والفقر والجهل والظلم..فى واقع لا تتوفر فيه ابسط مقومات الحياة ومنها على سبيل المثال وسائل نقل عام بدائية او تعليم تربوي ثقافي وعلمي او نظام صحى متكامل او بنية تحتية مقبولة ناهيك عن ازمة البطالة والسكن ودمار البيئة الطبيعية وغيرها الكثير..  فتقع بلادنا فى مرحلة كلامية فلسفية كثيرة الجدل ، اماكنها المدرجات الجامعية، قليلة النتائج والعمل والبناء المادى والثقافى التنموى....وخاصة وان بلادنا حباها الله بثروات نفطية قد تجعل الكثيرين يتربصون بكيفية الحصول على جزء كثير من هذه الثروة باختراع وسائل ومؤسسات لسنا بحاجة لها ألان وإنما كتقليد لكثير من الامم التى اجتازت المراحل الصعبة فى البناء والتنمية وانتهى بها المطاف بعد تراكم ثرواتها وصلاح بنيتها التحتية الى بناء مؤسسات اكاديمية وبحثية وعلمية واقتصادية للحفاظ على ما تحقق لهم من مكاسب مادية وفكرية وتقنية على ارض الواقع وتطويرها لخدمة رفاه الوطن ...فالأولى لنا ان   نركز على البناء والتنمية الاقتصادية والبشرية وبناء ليبيا التحتية اولا ويأتى غيرها لاحقا حسب الضرورة والاحتياج لا حسب التقليد الشكلى الاعمى والمستفز للدول التى سبقتنا ...وقد تحدثت وكتيت عن ذلك كثيرا فى حلقات (جبل الثلج) وغيرها من المقالات خلال السنوات السابقة والتى بينت فيها اننا لا نرى من جبل الثلج الا شكله الطافى فوق الماء وهو يمثل الشكليات التى ظهرت كنتيجة للبناء والحضارة الفكرية والمادية الغربية وتناسينا الجزء المغمور الذى يمثل لب تلك الحضارة من تشريعات وتضحيات جسام ، وذلك بعد بحث مضني أمضيت فيه سنوات من عمرى متسائلا كما سئل الكثيرون :لماذا تقدموا هم وتخلفنا نحن ؟....
     التفكير الشامل لا التجزيئى هو ما ينقصنا الان وهو الذى سيقودنا الى ضرورة بناء الإطار المؤسساتي والتشريعي الوطنى بشكل صحيح ومناسب والذى إن بنيناه صحيحا سيترتب عنه خروج المارد من القمقم ليمر ويعمل وهو الذى سيقوم بالعمل بجزء كبير فى البناء والتنمية والاصلاح  ....فمثلا فلنحدد دور الدولة فى هذا الاطار وليكن دور الدولة المدنية العصرية فقط هو فى التخطيط والتوجيه والمراقبة وتحقيق العدالة ومنع الاحتكار وبناء البنية التحية بناءا على خطوط عريضة توضع فى دستور ديموقراطى وطني عصري حديث قد نستفيد لوضعه من الأسس التى وضعها اجدادنا العظام فى دستور عام 1951...والذى تواجدت بين سطوره أسس الديمقراطية الحديثة من احترام للملكيات الخاصة والعامة به نظام فصل السلطات والحريات والتعددية والانتخابات ومبدأ التداول على السلطة ومحاسبة ومراقبة السلطات عن طريق مجلس نواب منتخب عن طريق صناديق الاقتراع وعن طريق صحافة ومؤسسات مجتمع مدني حرة لا يمنعها من قول الحق اواستكشافه أحدا....دور الدولة تستمد سلطاتها من عقد اجتماعي بينها وبين الشعب ،تأسيسا على أن الأمة هى مصدر السلطات ، يكون حكما بينهما عند محكمة دستورية عليا بها خيرة واشرف  وأكفأ قضاة يتم اختيارهم بعناية بعد دراسة سيرة حياتهم الشخصية والوظيفية والوطنية كما يحدث فى الدول المتقدمة والعصرية ليستطيع اى مواطن ليبي بسيط فى واو الناموس الاعتراض فيها على اى قرار تصدره الجهات التنفيذية مهما كان شكلها يراه مخالفا للدستور ولحقه فى الكرامة والحياة وحق المواطنة.....
    اما عن التمية والبناء الاولى ولتعوبض ما فاتنا وبسرعة فأن ما حدث فى بلادنا خلال 42 عاما بعد انقلاب 1969 المشؤوم وما حدث اثناء التحرير الثانى بعد ثورة فبراير المجيدة من خراب وتدمير مارسته كتائب معمر بومنيار لا يقل خرابا ودمارا عن ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية فى دول مثل المانيا وبريطانيا واليابان ..التى تم اعادة اعمارها عن طريق مشاريع اعمارية وتنموية مثل مشروع مارشال قامت به الولايات المتحدة الامريكية وبقيادتها بعد تدخلها بريا وانتصارها على امبروطوريات الشر فى تلك الدول  ،وهاهى هذه الدول اليوم اصبحت بعد اعمارها تنافس الولايات المتحدة اقتصاديا وعلميا وثقافيا ولم تضيع فيها هويتها الوطنية او الثقافية والفرق الوحيد هو اننا ندعو نحن الليبيين لمثل هذه المشاريع التنموية البنائية بملء ارادتنا الوطنية الحرة بعد انتصار ثورتنا المجيدة وبعد هزيمة فكر ايديولوجى ملء اسماعنا وثقافتنا بكلمات خاوية عن الاستعمار والامبرياليه طيلة نصف قرن من الزمان و ثبت ان هذه الانظمة الانقلابية هم الامبرياليون وهم المستعمرون وهم المدمرون وليست امريكا او اوروبا وبقية دول العالم الحر وان دولة مثل قطر قادرة فى ظل حكومة وطنية على مساعدة ثورتنا من اجل التحرير وقادرة على استضافة اكبر حدث رياضى فى العالم رغم وجود اكبر قاعدة عسكرية امريكية بها فى منطقة الشرق الاوسط..وان كتائب المرتزقة التى اتى بها النظام الانقلابى لهى اخطر من قواعد هؤلاء الذين هبوا الى مساعدتنا ورفعنا اعلامها مع علم الاستقلال المجيد ..وهنا دعو التاريخ والمنطق والحق يقول كلمته بعيدا عن شعارات الغوغاء  ، شعارات القومية والوحدة والتحرير وغيرها التى راحت هباءا منثورا وضاع معها جزء كبير من حقوقنا ، رفعها الانقلابيون طيلة الزمن الماضى كسبا لعواطف العامة لنعود بعد نصف قرن من الزمن لنكتشف اننا بحاجة الى الحرية و والديمقراطية اكثر من اى شىء اخر لانها هى طريقنا الوحيد والصحيح للبناء  والتنمية وحتى التحرير.... فلا يوجد فى عالم اليوم صداقات او عدوات دائمة وانما مصالح مشتركة كما يقول العرف والمنطق والتاريخ لمن يقرأ حروفه بشكل صحيح.

ليست هناك تعليقات: