حول الفدرلة واللاءات التاريخية
الأسباب...النتائج
بقلم :محمد
السنوسي الغزالي
·
مدخل
·
في زمن الهوس الإيديولوجي..كنت استمرئ كلمة (لا) على طريقة العرب الذين يعرفون ما لا يريدون لكنهم لا يعرفون ما
يريدون..الرفض للرفض.وحسب..كنت أسير هذه اللاء حتى في التفاصيل الصغيرة..وكعادة
العرب أيضا تبدأ فيما بعد سلسلة التنازلات حتى يسلب من الآخر هذا الرفض ..لكنه
لايتراجع عنه..إنها حالة مستمرة..كنت احب جبهة الرفض..التي تقول (لا)..وكل لا مقدسة..لا للرأسمالية..لا للبورجوازية الصغيرة والكبيرة!!حتى
مجلة (لا) كنت أحبها..
·
عندما تلاشى الهوس الرفضي..أدركت بعد فوات الأوان ان ليس كل (لا) تاتي بدون داء!! لم اتمكن أن اقول (لا) لزوجتي وبناتي .للاعتصام أمام المحكمة.وأولاد إخوتي وكذلك أشقائي..و
شقيقاتي ألا تثوروا وألا تقاتلوا وألا تقابلوا القمع بالمقاومة..لم تعد تجدي (لا) وأنت تعرف الأسباب وفي مواجهة إقناعك بأن الواقع أسوأ مما سيأتي لو
لم يقاوموه!!تلك هي الأيقونة الساحرة التي قابلتني يوم 17فبراير 2011 لذلك لم أزايد
على الدماء التي فضحت الندوب.
· [1]
·
وبمناسبة(لا) بدون طرح البدائل قوبل الطرح الفيدرالي ومن طرحوه بكلمة (لا) عريضة وفاقعة دون جدال , رغم
أني لست مع الفيدراليين لكني ضد قفل باب الحوار على خلفية دائمة هي الرفض..رفض
النتائج وإهمال وتجاهل الأسباب.والسؤال:.لماذا هذا الطرح الآن؟؟
·
فكرة الفيدرالية كانت نتيجة لأسباب لم يتحاور أحد حولها.ولم يبحث فيها
قوبلت بالرفض في المقاهي والشوارع والمنتديات ومشاريع الأحزاب وبعض الصحف (ربما)
وفي مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الشبكة العنقودية.ووزعت مناشير تقول أن أصحاب
الطرح من ازلام النظام السابق(فزاعة الاجتثاث الجاهزة) وبعدها اعلن بعضهم أنه
لاعلاقة له. كماعلمت. .وكلها تتحدث عن النتائج دون الأسباب وتتحدث عن تقسيم لم
يطرحه [حتى الآن]اصحاب الفكرة..بل من الإستكناهات الساذجة أن النظام الملكي سيعود
لمجرد إختيار السيد احمد الزبير أحمد الشريف كواجهة لهذا الطرح[قرأت هذا بقلم
صحفية !!].كدلالة على جهل تام بحركة التاريخ..التي تقول أن ليبيا لن تعود إلى
الوراء..
· [2]
·
فما الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة؟؟
بقراءة متأنية ..لست مع الفيدرالية لأنها [إذا لم تتوضح معالمها]لن تكون في صالح ليبيا عامة وبرقة خاصة ستكون أضعف إذا غردت خارج سرب التاريخ.. ولا أؤمن كثيرا بنظرية المؤامرة لكن قراءة التاريخ مهمة وواجبة لأن هناك أطروحات إقليمية طغت على السطح في أواخر أربعينيات القرن العشرين حول تبعية برقة لمصر[ومصر حبيبة وشقيقة] لكن بعض المصريين كانوا ينظرون إلى برقة على انها مجموعة من البدو الرحل الذين تجب محاربتهم بالإنجليز فقد كتب أنطوان يعقوب رئيس تحرير صحيفة النضال المصرية عام 1915 إبان حرب السيد احمد الشريف
ضد الأنجليز في مرسى مطروح[ما كادت الأذهان
تخلو من ذكر خيبة آمال الأتراك في حملتهم علي القطر المصري من جهة حدود مصر
الشرقية حتى قام جماعة من الأعراب الضاربين علي حدود مصر الغربية من عرب برقة
وواحة جغبوب في وجه رجال الحكومة المصرية فاضطرت الحكومة البريطانية أن تأخذ
الاهبة وتتخذ من التدابير العسكرية لصد هؤلاء العربان الأغبياء عن غيهم وإحباط
دسائس الألمان بينهم (1)]. وأنا هنا لا أقول شذرات إدعائية فموقف عبد الرحمن عزام[بالرغم من مساهمته في
حركة الجهاد في ليبيا] بعد عدة عقود توثقه أرشيفات جامعة الدول العربية وكذلك
الأمم المتحدة وبطون كتب التاريخ[وفيما يخص المسألة اللّـيبيّة.. وقف
عبدالرَّحمن باشا عزّام في مرَّات عديدة ضدَّ مبايعة السّيّد إدرْيس السُّنوُسي
والقبول بزعامته بهدف تحقيق الوحدة الوطنيّة وتحرير البلاد، وسعى من خلال علاقاته
بالزَّعامات الطرابلسية ووضعه السّياسي كأمين لجامعة الدول العربيّة، إلى تحقيق
مسعاه القاضي بإبعاد السّيّد إدريس عن المشهد السّياسي كذلك المطالبة بوضع ليبَيا
تحت الوصاية العربيّة والذي استمر حتَّى عام 1947م. لم يتمكن عزّام من تثبيط عزيمة
السّيّد إدرْيس وتأليب رأيّ اللّـيبيين ضدَّه، وبفضل نشاطه وإصرار القوى الوطنيّة
على التحرك تحت قيادته لأنّ الوحدة اللّـيبيّة ما كان بالإمكان تحقيقها آنذاك إلاّ
تحت زعامته، لم يجد عزّام باشا بعدئذ مفراً من القبول بمبدأ وحدة الإقليمين
البرقاوي والطرابلسي ولكنه وضع هذا القبول في إطار محير أو (سلبي) إذا ما اخترنا
أقل الأوصاف لتوصيف موقفه، فقال: ..".. إذا استحالت وحدة المنطقتين واستقلالهما
فإنّه من المناسب ضم برقة إلى مصر.(2).".!!!]
· [3]
· .. فلنبحث عن الاسباب قبل
النتائج..فإن من قوى شوكة من يسمون بالانفصاليين هو أمثال البعض بتصريحاتهم.وتحت
بصر المجلس الوطني الإنتقالي.لقد خاف الناس على مستقبلهم..ولذلك أصحاب الطرح
الفيدرالي العاديين في الشارع يعرضون كل
التصريحات على الناس لكي يبرروا طرحهم..والفيدرالية ليست في صالح احد.[إذا لم يتم
توضيحها].
·
واحدة من طرابلس في مواقع التواصل الاجتماعي
ايضا تقول: يذهب البترول الى الجحيم لانريده ولينفصلوا نحن سنتوحد مع تطوان.!!فكيف
فهمت هذه السيدة أن هناك إنفصال في الطرح الفيدرالي.الشاعرة والصحفية الصديقة:
فريال الدالي..تقول في مواقع التواصل الإجتماعي وفي حمى الرفض السائدة [من وحّد ليبيا من قبل؟ أرجو مراجعة
التاريخ؛ لتعلموا أن المطالبين بالفيدرالية اليوم هم نفسهم من نادى بها بالأمس،
وأن الملك إدريس السنوسي حين تمت توليته لحكم ليبيا كان أمراً مدروساً لتلافي
الانقسام، ولم يكن هو نفسه من وحّد ليبيا، وعلى المشككين في كلامي تتبع التاريخ
لمعرفة ما قام به المناضل بشير السعداوي،ورجال الوطن الصادقين في سبيل ليبيا
الواحدة. وخاصّة في أروقة الأمم المتحدة.] ولاادري مع إحترامي للشاعرة عم تدافع
بهذا القول؟؟وعلق احدهم عليها[لا فيه فدرالية ولا شي هادي
مجرد احلام يقظة واللي مش عاجباته ليبيا يمشي يعيش في دولة تانية ليبيا دونها الدم
ليبيا دونها الموت ليبيا دونها تاريخ ومجد ليبيا دولة موحدة ...!!!]ولاأدري هل ليبيا
اصبحت قرطاساً في جيب البعض يمنح صكوكه لمن يشاء ويمنعها عمن لايشاء..ولا احد يقلل
من خطورة هذه المواقع فهي التي ساهمت بشبابها في إشعال جذوة الربيع العربي .
·
بعض المناطق ترفض ان تسلم سلاحها
للدولة.!!بعض المناطق تقول ان لولاها لتقسمت ليبيا.بعض المناطق مازالت تغوص في
الصراعات.لماذا لا نحارب مثل هذه الاقوال والأوضاع المُخيفة.؟؟.انا ضد الفيدرالية
تماما لكني ايضا ضد القفز الى النتائج وترك الاسباب...علينا ان نكون عادلين كي
تهدأ الناس.وتقرأ الأحداث قراءة صحيحة.هل تعلموا انه هناك من لم يتقاضى راتبه في
بنغازي وغيرها مدة ستة اشهر بسبب المركزية؟؟ بينما اقرانهم يتقاضونها في طرابلس
شهر بشهر.وهناك من اوقف راتبه في بنغازي وطرابلس ايضا حتى اكون منصفا لأن مؤسسته
التي يعمل فيها قد الغيت ولم يتم ضمها إلى مؤسسة تقوم بنفس عملها (وقف صرف مرتبات
220 موظف تقريبا يتبع شبكة راديو وتلفزيون ليبيا لعدم تحديد التبعية)!!بمعنى 220
اسرة .
·
يقال ان الدراسات العليا في الخارج
عادت لعبة المفاضلات إليها!!
·
أثناء حج المُكرمين من عوائل الشهداء
حدث ولاحرج.بشهادة وزيرة في الدولة.
·
ربما السفارات أيضا دخلتها المفاضلات.
·
هذه التصرفات هي التي تدفع بعض الناس
الى الذهاب إلى حد المطالبة بالانفصال.بل يتحولون إلى أرض خصبة تستوعب هذا الطرح....ليبيا
استمرت حتى بعد إلغاء نظام الولايات بقيام المُحافظات.وهي كانت اشبه بنظام فيدرالي.كما ان المجلس الوطني والحكومة يجب ان يعملا على ايفاء الحقوق...وشبكة
راديو ليبيا نموذجاً..
·
التعلل بكتيبات العائلة المزورة لترحيل تنفيذ قرار صرف مبلغ 2000
دينار يثبت أن ذات الأسلوب القديم ما يزال سائداً..عقاب الجميع عند انحراف البعض
ورهن الابرياء على ضوء انحرافاتهم بسبب عجز الدولة عن ضبط هذه الانحرافات.والإسراع
في فك عقدة المركزية تنهي كل المطالبات .فالمواطن العادي لاتهمه أي اجندات [إذا
وجدت].
·
رفض فكرة الفيدرالية بالقبض على النتائج وإطلاق العنان للأسباب وهي
تطل برأسها كل يوم..هو رفض لمجرد الرفض
·
ولست مع الفيدرالية التقسيمية لأني
اعرف انها ليست في صالح الغرب او الشرق او الجنوب وليس لأسباب عاطفية.
·
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
·
هوامش:
(1) جريدة النضال المصرية (قصاصة منها مؤرخة في عام 1915 تقريبا)
كتاب: " ليبيا الحديثة" للدّكتور مجيد خدوري..انظر موقع ليبيا المستقبل 08/04/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق