درنــــــــــــــــة
للشاعر الشيخ : حسين الاحلافي
خل العواصم وارتفــاع قصـــورها والناطحات بحســنها
وبـــــــــــدورها
واترك ضجيج الحافلات بــها ودع تلك الشـوارع وازدحــــــــام مرورها
واقصد هـــــداك الله درنة إنـــــــها بلد يحار الشعر فـي تصــــــــــويرها
في وصف خضرتها وطيب هوائها وظلالها ومياهها
وعبــــــــــــــــيرها
هي جنة في الأرض قل نظــــيرها جمعت ضروب الحسن داخل سورها
قد طوقتها من الجنــــــوب شواهق كقلائد الحســـــــناء في تدويــــــرها
وضمها من شرقــهـــــــــا وشمالها بحر كضـــــم ظريفـــــــة لصغيرها
هذا يلطـــّـــــــــــــف جوها بنسيمه وترد تلـــك القيظ عن
تكــــــــديرها
وتخلــــــلتها جــــــــداول من فضة تنفي الهمـــوم بلونـــــــها
وخريرها
تنساب بين حدائـــــــــق قد أحدقت أزهـــــارها المتبسمـــــــات
بدورها
وحنت عروش الكرم فوق سطوحها لترد لفـــــــحة شمســها عن حورها
هي درة الجبل الأشـــــــــــم وثغره والأرض بهجتــــــها جمال ثغورها
لو لم تكــــــن هي جنـــة الدنــيا لما شّرفت أراضيها بجســــــم زهيرها
***
قل للـــــــــذي يئس الحيـــــــاة لعلة حار الطبيب النّطس في تصــويرها
أو للذي استولـــت عليه همــــــومه وطغت عليه النفـــــس في تفكيرها
زرها وابشــــــــر بالشفـــــــاء فإنه في جرعة من سلـــــــسبيل نميرها
أو في جلوسك تحـــــت ظل وارف وشت الغــــــــــزالة حافتيه
بنورها
بجــــــــوار ساقية تدفـــــــق ماؤها وتدلت الأغصــــان فوق جسورها
فيها المنـــــــاظر كلـــــــــها خلابة والجو عطــّره أريـــــــج زهورها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق