وطن على خيط رفيع!!
بقلم : محمد السنوسي الغزالي
( 1 )
عندما تحب وطنا تتخيله.. ان يكون جنة وان تكون صباحاته مُشرقة، أن ترى الشرطي يتجول في الشوارع لايحمل معه سوى كتاب الملاحظات اليومية وهو واثق تماما أنه ما من أحد سوف يقدم له الإهانات المجانية، وليس من احد يزدريه وهو أيضا لا يزدري احد ويدل الغرباء على امكنة يبحثون عنها ويسألونه بكل إحترام.. وتسير مركب الود بكل ثقة.
♦ ان تتخيل المحبين لايتجاوزون الإشارة المرورية الحمراء لأنهم ليسوا بحاجة إلى عصا فوق رؤوسهم ولاصفارات تنبيه.. أن لاترمي القمامة على قارعة الطريق وتبحث عن عقل جماعي يساهم في حل المشكلة.. ان تدافع عن الاطفال وتؤسس لجمعيات مدنية تتكفل بهذا الجانب المهم في حياتنا.
♦ عندما تحب وطنا او مدينة لاتحبها بسبب شوارعها أو جدرانها وأحيانا تاريخها. فالتاريخ لاشفاعة له في مواجهة عسر القراءة!!. تحبها لقيمتها وتحضر اهلها ونصاعة من يتغنون بها إذا كانوا صادقين.. تحب وطنا لايظن الناس فيه بأنهم يملكون في جيوبهم. تضاريسه وابجدياته. وطن لايكون فيه الحوار بين المسؤولين والمواطنين عبر الاذاعات والقنوات الفضائية هو أشبه بحوار الطرشان الذي كلما تصورت أنه يخرج من حفرة... فيقع في مُنحدر!! فالمسؤول السياسي يُجزم على أن كل شيء على مايرام ولا توجد مقلقات وفي المُطلق. بينما المُطلق هو ما يقوله الواحد الأحد في النص المًقدس الذي لايأتيه الباطل من أي جهة!! أما البشر هم الخطاءون.
♦ تحب وطنا ليس الذي تحلم به ومع ذلك يقول لك الآخر أنه يحب الوطن اكثر منك.. يحب مدينتك أفضل منك.. رغم ان هذا وذاك على خطأ جسيم.. فالوطن الذي لايحسبك منه ليس وطناً.
[2]
♦ في الفيس بوك مسرح البطولات الكاذبة ستجدهم من خلف اجهزة الكمبيوتر يشعلون عالما ويضرمون حرائقا لكي يغطوا عقدهم النفسية، لكي يصنعون تاريخا مزيفا لمجرد انه لاقيمة لهم في الواقع لكنهم سيجدون في العالم الافتراضي ما يشفي إمراضهم.. وينتقمون من آباءهم في صورة المجتمع الذين لم يعلموهم كيف يعيشون ومن امهاتهم اللائي تركتهم يجوبون الأمكنة ويشتمون الناس.. غنها الأم التي تقبله كل صباح بقبلة الحنان التي نعرفها تصنع المعجزات. . لكنهم لم يكونوا هناك في النوائب عندما واجه الناس أقدارهم.. هذا الصنف لم يكن في وطنه بعد لحظات من نذير الموت في 19 مارس 2011. أقول انه لم يكن في الوطن ليس لأني اعرفه بل لأني اعرف ان هذه الأصناف لاتعرف وطنا غير الهجرة الأنانية!!اليوم بعد ان عاد والوطن يلتقط انفاسه يكذب على الناس ويزايد عليهم من خلف لاب توب ليمشى الوطن الجميل فوق الخيط الرفيع على رؤوس الأصابعً!!. . فهذا الذي غادر الوطن لايمكن ان يعطي فلذة كبده للوطن. رغم تقديرنا لظروفه المُحيطة به وقد تكون قاهرة.. لكنه. يتفرج على الوطن من خلال جهاز كمبيوتر!!.. يفرغ حقده وعقده التي تربى عليها في خلق الله الذين يريدون وطنا. وليس غزياً.. يريدون حرية وليس ساحة للسبي والنهب العلني في وضح النهار!! وقد يبيع السم أيضا لبني الوطن. من خلف جهازه ايضاً. قد يأتي لهم بأغذية فاسدة لكي تقتل اطفالهم وهو مطمئن لما يأكله أطفاله فقط. لأنه على الضفة الأخرى هناك من تهمه صحة شعبه. ذهب الى الحج بإسم الشهداء والجرحي ربما.. وربما كان احد الذين قسموا الوطن وقزموه في دائرة صغيرة فتتحول السفارات والبعثات والوظائف والمزايا الى ملكية رقبه لما حوله وحواليه ولايظن أنه يقدم الحجج تلو الحجج كل مطلع شمس لكل من يدعو الى التقسيم وهو نفس الغباء الذي كان يمارسه على مدى اربعة عقود متتالية نفس اللعبة ونفس الأساليب اللزجة!!.
ولامانع لديه أحيانا من ان يتحصل على لقب مجاني [طحلب]بوضع انفه في الوطن والدخول من عدة أبواب ولايحترم نفسه وينأى عن هذا اللقب.. لكن وجهه ووجوه امثاله ابرد من الواح الثلج!!فتجده يبحث عن لقمة في دماء لم تسيل منه او من أولاده!!
[3]
♦ يمشي الوطن الجميل فوق خيط رفيع على رؤوس أصابعه خوفا مما تخبئه الأرض من خوارق.. لأنه سيجد من يكتب في الصحافة او يقول عبر الفضائيات ان القيامة ستقوم غداً لمجرد انه يبحث عن وظيفة يحاضر من خلالها الناس في الصحافة والفضائيات والإذاعات... سيجد الوطن من يسب الناس بالمجان ويتهمهم بالفتنة وهو رأسها ومدبرها وهو الذي اتي بثقافة الردح الى الاذاعة وسيتبعه الغاوون الذين يرضون غروره بالرسائل او الاتصالات او يرضون عقدهم المتماهية معه تحت بند [مزيدا من الإبداع]!! ولا إبداع ولامن يبدعون.
[4]
الوطن على خيط رفيع فارأفوا به وفكروا فيه.. لأنه لن تبقي الغزوات ولا المزايا ولا السلاح أيضا ونفكر أننا لانعيش في عالم لوحدنا وانه اذا ضاق هذا العالم بنا فإنه لن يكون هناك اسد يمكنه ان يزمجر على العزل على الأرض وستمرح أرانبا ترمي بلا عدد ولاعدة,لكن الوطن لن يكون بخير. وسيقولون لكم تحتاجون إلى حماية اخرى للمدنيين. ولن يتحمل الحبل الرفيع ثقله. فالوطن يحتاج إلى أرض يحط عليها ويتنفس الهواء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق