الثلاثاء، مايو 29

متابعات صحفية


أنــــــــا وبنغازي
بقلم :صالح بن عبدالله السليمان
 يلومني الكثير من الأخوة , ويتساءلون لماذا لم اكتب عن بنغازي ؟ .
أقول الحق ,حاولت كثيرا الكتابة عنها , ولكن قلمي لم بطعني , كان يطيعني في كل الأوقات , إلا عندما ابدأ الكتابة عن بنغازي .
ليس هذا عن نقص حب لها , أو نقص في مناقبها والعياذ بالله , بل إن مناقبها اكثر من أحصيها , وحبي لها هو ما سأتكلم عنه اليوم .
لأبدأ معكم قصتي مع بنغازي من البداية , والبداية سبقت الثورة بكثير , بداية جعلتني لا أحب بنغازي فقط , بل أحب وأحترم حتى حروف أسمها ,
بدايتي كانت قديمه قبل اكثر من عشر سنين , تعرفت على داعية تتولى عملا جبارا , ومبتكرا , وفي أول عهد الانترنت , كانت تتولى "المسنجر الدعوي" , وتكنى" بالعابدة" , كانت ترسل رسائل دعوية , بسيطة ولكنها عميقة وساهمت مساهمة فعالة في توعية الكثير من الشباب , هذه بداية تعرفي على بنغازي , احترام ودين ودعوة , ثم ساهمت الأيام والسنون في ابتعادي عن تلك المجموعة الطاهرة .
قامت الثورة , حاولت أن اعرف أخبار "العابدة" , فلم افلح , وارجوا أن تكون بخير , فلها في رقاب الكثير منا فضل كبير , ولها عندنا حق أكبر .
وفي الثورة انشغلنا بالدفاع عن الثورة نفسها , وعن الثوار أنفسهم , وكانت بنغازي هي قلب الثورة , وهي روحها , ووقودها , ولا أنكر أو اقلل دور درنة أو طبرق أو المرج أو البيضاء و أجدابيا الصمود والتحدي وغيرها من مدن الشرق والغرب والجنوب .
كنت أحس ببنغازي كالأم الرءوم , كالأم الحنون , تحتضن أبناءها وبناتها الثوار والمدن الثائرة شرق ليبيا وغربها وجنوبها . لها قلب أم وشجاعة فارس . لم تحابي ولم تجامل , ضحت بالكثير وعانت الكثير ولكنها دائما تبتسم لهم , وتبش في وجههم , تعانقهم إذا قدموا إليها وتتابعهم إذا ابتعدوا عنها , تصل يدها الرحيمة المحبة لكل شبر في الوطن .
مثل هذه هل يستطيع القلم أن يكتب عنها؟ . والله ان القلم ليتوارى خجلا واستحياء منها , وأن الكلمات لتتقزم وتتضاءل أمامها , فلها في القلوب مكان كبير ولها في العيون شوق وحب عظيم .
إني عندما أقول " بنغازي " أحس بضآلتي أمامها , وقلة حليتي وخجلي منها . كيف لا ولها في الثورة مكان الأم والأب , ولها في قلوب كل أحرار ليبيا عشق لا يجاريه عشق .
هذا أنا مع أم الثورة وروحها " بنغازي " عرفتها داعية مبتكرة , وعرفتها ثائرة مستبسلة وعرفتها راعية لأبنائها وبكل جوارحها , ماذا تريدوني أن اذكر أو أتذكر .
عندما اكتب عن ثورة ليبيا , فجزء كبير من الفضل يعود لبنغازي , وعندما اكتب عن الثوار فعشقهم بنغازي وعندما اكتب عن مصراتة التحدي فيكفي شارع بنغازي و عندما اكتب عن الزاوية فهل كان هتافهم إلا لبنغازي , وعندما اكتب عن الجبل الغربي فهل ثار إلا ليقف مع بنغازي .
هل اكتب عن شهداء ثورة ليبيا , إذن سأكتب عن أبناء بنغازي . المهدي زيو والعقيد العقيلي والصلابي ومحمد نبوس ومئات غيرهم بل الآلاف , سقوا بدمهم كل شبر من ارض ليبيا الحرة , وأقولها حرفيا , كل شبر , في أجدابيا والبريقة والعقيلة ورأس لانوف والدافنية والوادي الأحمر وسرت ومصراته وجبل نفوسه . تكاتف أبناء بنغازي مع ثوارها الأحرار , وعقدوا العزم على تحرير وطنهم وهل أبناء بنغازي إلا من هذه المدن ؟ فهي جمعتهم قبل الثورة وجمعتهم في الثورة وستبقى تجمعهم ابدأ بأذن الله
أقول بنغازي " أم الثورة الليبية " وحينما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم , من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك وأعادها ثلاثا , ولبنغازي في رقاب كل الأحرار حق الأم .
والله يا بنغازي , لا يملك القلم ومن يمسك القلم إلا أن ينحني ليقبل رأسك ,
هل عرفتم قصتي مع بنغازي ؟

الكاتب السعودي / صالح بن عبدالله السليمان

ليست هناك تعليقات: