شن السيد عبدالرحمن شلقم تهجما شديدا وبألفاظ غير مبرره على دولة قطر وساق سيلا من النعوت والسباب لدولة قطر وأميرها , ولكن من يطلع على بعض الكلمات التي استعملها السيد شلقم , يعلم لماذا هاجم قطر بهذه الشراسة , ومن المقصود الحقيقي بالهجوم , وما هي أهداف هذا الهجوم بألفاظ غير مبررة ؟حتى إن فرضنا أن قطر أخطأت في أمر ما . فهل الرد الإعلامي والهجوم بكلمات مسيئة هو الحل ؟ وعندما أعدت مشاهدة المقابلة التي أجريت مؤخرا معه ,استوقفتني كلمة مهمة وهي كلمة ( أمير المؤمنين ) لوصف أمير قطر .ما المناسبة التي جعلت شلقم يستخدمها ؟ حتى لو فرضنا أن قطر لها أطماع اقتصادية في ليبيا ( تذكروا أن هذا فرضا ) لكان من الممكن استخدام كلمة أمير الغاز , ملك الغاز , أما أمير المؤمنين , فلها معاني جد مختلفة .ولماذا تبنت الصفحات الليبرالية دعوى السيد شلقم , ونشرت رسائل ومقالات تندد وتخوف من قطر ؟ هذه نقطه هامة لفهم الذي يحدث .
النقطة الثانية والمهمة , هو الذي حدث في تونس حيث فازت النهضة الإسلامية التوجه بالأغلبية البرلمانية المريحة , وهذا في بلد حكم منذ استقلاله بحكومات علمانية التوجه , ركزت على التعليم العلماني وحاولت بشتى الوسائل القضاء على أي توجه أسلامي سواء سياسيا أو إعلاميا أو اجتماعيا , ومع ذلك فاز حزب إسلامي بالانتخابات .فما الذي سيحدث إذا في ليبيا , الدولة المسلمة وأهلها متمسكون بالإسلام وسطين معتدلون انتصروا في ثورتهم بفضل الله الذي كانوا يكبرونه في كل حين , وشاهدنا الثوار في الجبهات يصلون حتى وهم تحت القصف .نجمع النقطتان السابقتان , فماذا ينتج لدينا ؟الناتج خوف وارتعاب من فوز التجمعات الإسلامية بالانتخابات القادمة ,بدأت الحرب على الصلابي والأخوان المسلمون ثم بالحاج والتوجهات الإسلامية , ولكن هذا لا يكفي بالنسبة لليبراليين . ولن تكون حربهم مؤثرة لتغيير التوجه الإسلامي السياسي لدى الشعب الليبي .هنا بدأت الأذهان تتفتق عن حيلة جديدة , أو تكتيك جديد , وهو ربط الإسلاميين بالتبعية الخارجية . والليبراليون يعلمون أن الشعب الليبي ناضل لأجل استقلاله , ويرفض أي تبعية خارجية , وهكذا أصبح الأخوان تبعية خارجية , وبالحاج تبعية خارجية , وأصبح أمير قطر " أميرا للمؤمنين ".إذن هي ليست حربا على قطر , وليست حربا على أمير قطر , وليست حربا على الأخوان وهم في ليبيا اضعف من أن يحصلوا على 1 % من الأصوات وليست على بالحاج . بل هي حرب بين الليبرالية والتوجه الإسلامي في المجتمع الليبي , وربط التوجه الإسلامي بالتبعية للخارج أي كان نوعها .والمضحك في الاتهامات أن من يسوقها يتكلم عن دعم بالسلاح تارة للإخوان المسلمين وتارة للجماعات الإسلامية الأخرى , لكان هنالك حرب أهلية ستقوم في ليبيا , ومن يقول أن قطر تنوي إنشاء مثال جديد لحزب الله , كأن ليبيا فقيرة مثل لبنان حتى يمكن قيام حزب تموله دولة أجنبية . كلها أقاويل لا تقف أمام المحلل الذي يملك ابسط أدوات التحليل .وهنا نلاحظ انه لم يرد ذكر أي أطماع أوربية , أمريكية , بل أطماع قطرية ومجموعات إسلاميه , فلو كان التخوف من الأطماع الأجنبية لوجدنا أن أطماع ايطاليا وفرنسا اكبر بكير من الأطماع القطرية حتى وأن وجدت , ومع هذا لم نجد كيل الشتائم ينصب لأي منهما .أقول لليبراليين , ما هكذا تورد الإبل , الشعب الليبي شعب مسلم وسطي , يجب معاملته على هذا الأساس , وأي تعاطي معه لا يضع هذه النقطة في المكان الأول لا يمكن أن يكون له مكان في الانتخابات القادمة , ولن ينجح أي تعاطي مع الشأن الليبي بمعزل عن هذه المعلومة الهامة , ولن يكون تخويف الليبيين بان الإسلاميين تابعين لدول أجنبية أو يحملون أجندات أجنبية في إبعاد الليبيين عن دينهم .يجب أن لا تتحول حرب سياسية بين أيدلوجية غربية وأيدلوجية إسلامية إلى أن تدعي الليبرالية الغربية أن ليبيا ستتحول إلى مستعمرة قطرية , فمثل هذا التحليل أتفه من أن يصدقه الشعب الليبي , وإن كان سيضر فهو سيضر بالليبراليين أنفسهم ,يجب عليهم أن يسعوا جاهدين ليس إلى التخويف من التبعية القطرية بل إلى كسب الوقت بتعريف المجتمع الليبي بوجهات نظرهم وأيدلوجيتهم , لا بان يستغلوه في مهاجمة الغير , وثقوا بان سياسة الهجوم ليست هي أفضل وسيلة للدفاع في الشئون السياسية , بل سياسة الحوار والإقناع .أنا لا أؤمن بالإسلام السياسي المطروح على الساحة الآن , ولكني أؤمن بالحاكم المسلم , الحاكم مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه , ولا أؤيد فكر الإخوان المسلمين بل وقد أكون مخالف له في الكثير من النقاط . كم أتمنى أن ننضج سياسيا وخصوصا نخبنا ومثقفينا وسياسينا , ونعرف كيف نحاور الآخرين دون سب أو شتم أو تخوين .عاشت ليبيا حرة ’ وعاشت قطر حرة , وليبيا وقطر إخوان , ومن لا يرضى بهذا فليشرب من البحر ,وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق