السبت، مارس 31

اهتمامات الوطن

الأمن وهيبة الدولة ..


 قبل أي حديث عن ديمقراطية وانتخابات

بقلم : د يونس فنوش


يبدو أنه بات من حقنا أن نقول "لقد بلغ السيل الزبى"، فالمؤشرات المفجعة على انحسار هيبة الدولة ووجودها تتكاثر وتزداد خطراً، من خلال عجزها عن التعامل الفعال والعاجل مع الحوادث التي تستدعي وجودها وتدخلها: حوادث الإرهاب والعدوان المسلح على الأفراد والممتلكات، حوادث الخطف والسرقة بقوة السلاح، سيطرة الجماعات المسلحة على ممتلكات الدولة، وعلى منافذ البلاد الحيوية، من معابر حدودية ومطارات وموانئ بحرية، بقاء الجماعات المسلحة خارج سلطة الدولة، وقدرتها الفعلية على فرض وجودها والحصول على ما تريده من مطالب ومغانم تحت التهديد المباشر باستخدام القوة والسلاح، بروز الجماعات ذات الأفكار المتطرفة المتشددة، وتماديها في فرض آرائها بقوة السلاح: هدم الأضرحة ونبش القبور وتهديد النساء على طريقة طالبان أفغانستان، في توجه لفرض منعهن من الخروج وممارسة الحياة الطبيعية، وفرض نوع معين من اللباس عليهن (الحالة القائمة في مدينة درنة مثالاً)..
وإلى جانب هذه المظاهر المتمادية في الاتجاه نحو استخدام القوة وأساليب الإرهاب، من طرف الجماعات المسلحة، نشاهد بألم وذهول كيف يتجسد غياب الدولة وسلطتها، وضعف مؤسساتها القائمة، وعجز رجالها عن فعل ما ينبغي فعله لمواجهة هذه المظاهر الخطرة، إذ نشاهد كيف يواجه المجلس الوطني هذه المظاهر بمواقف في منتهى الضعف والميوعة، فلا يتغاضى عما يحدث، أو يتهاون في مواجهته فحسب، بل يخضع لأنماط التهديد والابتزاز، فيمنح هذه الجماعات المزيد من السلطة، ويغدق عليها المنح والهبات من خزينة الدولة، ويفشل وزيرا الدفاع والداخلية في فرض احترام الأمن والقانون على الجميع، وفي الوصول إلى حلول عاجلة وفعالة مع هؤلاء المنتمين إلى الجماعات المسلحة، في اتجاه الاختيار بين أمرين لا ثالث لهما: إما الانضواء تحت سلطة الجيش الوطني وقوى الأمن والشرطة، أو العودة إلى الحياة المدنية، كل وفق تخصصه ومهنته الأصلية.
بيد أن الأمور أخذت في الآونة الأخيرة تتطور في الاتجاه السلبي، إلى الحد الذي بات يدفع الكثيرين إلى التساؤل المشروع: هل ما يحدث مجرد أمر طبيعي، نتيجة التحول الصعب من الثورة إلى الدولة، أم أن ثمة من له مصلحة في ألا تستقر الأمور، وأن تظل السلطات الشرعية عاجزة عن بسط سيطرتها وكلمتها على مفاصل الدولة.. ولعل هؤلاء الذين يتساءلون مثل هذه التساؤلات باتوا جميعهم لا يعفون المجلس الوطني، كله أو أطرافاً فيه، من المسؤولية المباشرة عما يحدث؟
ولقد باتت تراود أذهان كثيرين شكوك قوية في أن ثمة أطرافاً لها مصلحة في عرقلة بلوغ الدولة الحد المطلوب من بسط سلطتها وهيمنتها على مختلف مفاصل الحياة في البلاد، وفي مقدمة ذلك السيطرة على منافذ البلاد البرية والبحرية والجوية، لمنع أي تسرب لقوى من الخارج أو انفلات لقوى من الداخل، يكون من شأنها تهديد أمن البلاد والناس، ويواكب ذلك في الأهمية وضع حد نهائي لوجود أي جماعات مسلحة خارج سلطة الجيش أو قوى الأمن الوطني، تحت أي ذريعة أو وصف، فلم يعد مقبولاً أي ادعاء بوجود ثوار خارج السياق الوطني الرسمي، وأخيراً وضع حد نهائي حاسم لوجود السلاح بأيدي الأفراد والعصابات الإجرامية، التي أخذت تمتهن الجريمة المنظمة المسلحة، الاختطاف والسرقة والتهديد.
أما ذلك الملف البالغ الخطورة المتعلق ببروز الجماعات التي تحمل أفكاراً وتوجهات متشددة، تستند، حسب زعمها، إلى اجتهادات معينة في فهم نصوص الشريعة الإسلامية، فهو ملف متعدد الجوانب، لعل أهمها ذلك الجانب المتعلق بالأفكار والاجتهادات المتشددة، وهو بحاجة إلى نمط مختلف من المعالجة والمواجهة، يتجه قبل الانتهاء إلى المواجهة العنيفة المسلحة، إلى البدء في المواجهة الفكرية، من خلال الدخول مع هذه الجماعات في حوار وجدل فكري، عسى أن نصل إلى إقناعهم بما نرى أنه خطأ في تفكيرهم وتأويلاتهم للنصوص والأحكام الشرعية، وفي أقل تقدير أن نقنعهم بعدم جواز لجوئهم إلى استخدام أساليب الإرهاب والعنف لفرض آرائهم على الناس والمجتمع، وأن أقصى ما تتيحه لهم شروط التعايش في ظل مجتمع واحد، هو أن يعبروا عن آرائهم وقناعاتهم بمختلف السبل المشروعة المتاحة، من خلال اللقاءات العامة مع الجمهور، في المحاضرات والندوات، ومن خلال وسائل الإعلام المطبوع والمسموع والمرئي، فعلى هذا الصعيد لهم كل الحق في أن يمتلكوا الرأي الخاص بهم، وأن يعبروا عنه بكل حرية، ما التزموا بآداب الحوار والتخاطب مع الآخرين.
أما إذا ما بقيت منهم فئة تغلق آذانها عن الاستماع إلى الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة، وتصر على استخدام العنف والإرهاب والسلاح، فإنها تحكم على نفسها بحتمية المواجهة معها بنفس السلاح والأسلوب، أي أسلوب العنف والقوة. وهو ما ندعو الله –تعالى- أن يجنبنا الوصول إليه..
من هذا المنطلق.. وجدت نفسي أضع هذا العنوان لمقالتي، وأنا أقصد ما يعنيه بكل دقة.. فلا شك أن أي حديث عن تأسيس دولة وديمقراطية، من خلال بوابة التأسيس الديمقراطي عن طريق الانتخابات، قبل أن تتمكن الدولة من فرض هيبتها وسلطتها على كل مظاهر العنف والخروج عن الشرعية الدستورية، هو حديث هراء وترف، بل هو حديث هروب أو تهرب من رؤية الحقائق الفاجعة على الأرض... فسوف يكون من السخف والإهانة دعوة المواطن غير الآمن على نفسه وعرضه وبيته، للخروج للإدلاء بصوته أو المشاركة في انتخابات. فدعونا ننظر إلى الأمور كما هي، ونعترف بما تنضوي عليه من مخاطر وعواقب وخيمة، ونتفق على تدرج الاستحقاقات التي تواجهنا في سلم الأولويات، وهي على التحديد: فرض هيبة الدولة من خلال تقوية مؤسستي الجيش والشرطة، إنهاء مظاهر التسلح خارج سلطة الدولة من خلال حل كل أنواع الميليشيات والجماعات المسلحة، إعادة النظر في تركيبة المجلس الوطني، بما يحقق له الشرعية والشفافية، وإعادة النظر في خارطة الطريق التي نأمل أن تقودنا إلى تأسيس الدولة بالصورة التي نأمل أن نراها تتحقق على أرض الواقع، ونعتقد أنها تستجيب للأهداف النبيلة السامية التي ضحى من أجلها الشهداء

الثلاثاء، مارس 27

من ارشيف الوطن


                                      أيـــــــه ..فيه أمل   

                     الكاتب :مفتاح بوعجاج

      عنوان رائع لعمل أظنه رائعا لفنانة رائعة... لا اعلم هل أنها بأسبقية كلمة  (أيه) تعنى معنى الاستهزاء على أساس انه لا أمل!! أم ردا على سؤال واضح وصريح :هل هناك أمل ؟والإجابة نعم أن هناك أمل..إنها فيروز..وهو عنوان ألبومها الجديد منذ زمن طويل ..  أنها من جيل العمالقة الذين كوّنوا وجداننا سواء ندرى أو لا ندرى وسواء اعترفنا أم لم نعترف كما هي العادة عندنا.. ...جيل (آخى جاوز الظالمون المدى) و(الربيع وبساط الريح ووردة من دمنا)و(فوق الشوك) و(الأطلال وولد الهدى)..وكما للعالم الأخر الشمالي لهم بتهوفن وموزارت وبوب ديلان وفرانك سيناترا ..فنحن لنا هؤلاء ...ورغم كل شيء فقد التصقوا بالأرض واقتربوا لمن هم عليها وتغنوا ب(محلاها عيشة الفلاح) و(خليها على الله )و (سلملى عليه) و(اعطنى الناي وغنى)..  واحتشموا وتغنوا بالقصائد واللغة الجميلة التي لا يضاهيها إلا الغناء على الاجواد والاكارم والأوطان وأبطال التاريخ والهوى الماجدولينى هوى قيس وليلى..  مصاحبة بموسيقى تخاطب الروح وتسكن القلوب( عش أنت ..انّى مت بعدك ..واطلًًَُ ما شئت صدّك ..للأخطل الصغير بشارة الخورى  ) ....نعم هم لا يزالون الأمل على أن بإمكاننا أن نكون في قمة الذوق عندما نرى ذلك الجمهور المؤدب يشاهد بكل إحساس وذوق حفلات أم كلثوم في الخمسينات وجمهور فيروز في حفلتها الأخيرة ،والتي رأينا فيها الصغار قبل الكبار ينصتون خاشعين لتلك الكلمات وتلك الألحان التي تهز النفوس والخواطر وتدخل وتسكن أرواحهم وتجمعهم على وتر واحد بعد أن تكاد أن تفرقهم السياسة والطوائف والجهل والعصبية .. هذا الفن الذي كان ولا يزال من ضمن أدوات التربية التي جعلت من ذلك الجيل فريدا في أخلاقه وسلوكه وصبره وسعيه وذوقه وتحليله وتحريمه وحتى في وطنيته.
   (((يا فؤادي.. لا تسل أين الهوى ...كان صرحا من خيال ..فهوى) (أين من عيني حبيب.. ساحر فيه عز وجلال وحياء..واثق الخطوة يمشى ملكا ..ظالم الحسن ...شجي الكبرياء ..عابق السحر كأنفاس الربى ..ساهم الطرف كأحلام المساء) كلمات لذلك الطبيب إبراهيم ناجى صاحب الأطلال تكاد كلماتها تلك تربى جيلا كاملا على معاني العزة والكرامة والثقة في النفس والأدب والحياء .. واجزم أن طبيبا قال هذه الكلمات لن يكون كطبيب يحفظ ويستمع إلى الواوا. ..ولكنهم ولألف سبب وسبب راحوا واختفت أعمالهم مثلهم مثل الكثيرين من أسيادنا ومعلمينا الأفاضل وثقافتهم الفاضلة وحل محلهم الصخب والضجيج والوجيج والإرهاب والتطرف والمكر والحسد وثقافة الأنا ومن بعدى الطوفان و الفن الذي يخاطب الغرائز والأجساد لا الروح والقلوب..
  المسارح ودور الفن وأروقة الرسومات والمكتبات ودور السينما ومتاحف للأطفال والكبار والغناء الاوبرالى واحتفالات فنانيهم الكبار لا تخلو منها مدينة أو دولة متحضرة تريد الرقى بسلوك أناسها لتجعل منهم متذوقون ذوى إحساس مرهف يحترمون حرية الآخرين ويفهمون دورة التاريخ والحياة ويتذوقون ويعرفون معنى الذوق العام ..يركبون ويقودون سياراتهم بهدوء ، يحترمون المشاة ويحترمون بعضهم ، لديه إحساس بالآخرين فلا يركن مركبته بطريقة تحتل مكان لأربعه أو عشرة مركبات أخرى ..يتحدث بصوت هادئ ويستمع باحترام للآخرين ويحترم أرائهم ووجهة نظرهم ويذوب في معاني الشعر والأدب..يتألم لمواجع وألام الآخرين ، لديه إحساس مرهف بجيرانه من الساكنين..يحب الصغار ويوقّر الكبار لديه مساحة كبيرة للآخرين وأفكارهم.. ذلك أن الروح والإحساس كما يقولون هي (نار ،إن لم تطعمها لتقوى وتشتعل ..خبت وانطفأت)..وانظروا حولكم ألا ترون معي أن الإحساس قد انطفأ وكبرت نار المادة والجهل والطمع بدلها فكثر  أهلها وافرزوا ثقافتهم وأعراضها التي لا استطيع أن اعددها فهي اكبر من تخفى على احد...مرّت على أهلنا سنين ودهور وقرون والأئمة والوعاظ والحكماء والأساتذة يتلون تلك العظات والآداب والقصص والحكم والقول المأثور والوعيد بالويل والثبور وعذاب الجحيم ومع ذلك لا يزال المنحدر طويلا وخطيرا ولم ولن يحدث شيء...وفى ذلك استشهد بتذكير الكاتبة ثريا الشهري لقول الشاعر زهير:
(ما أرانا نقول إلا معارا، أو معادا من قولنا مكرورا) وكان هذا القول منذ 1400 عاما ..فما ذا نقول اليوم ...لنؤكد كلام هذا الشاعر الفحل منذ ذلك الزمن السحيق على ما نقول ونظل نكرر القول ونجتره اجترارا صار مملا لامعنى له ولا اثر؟؟..قد يقول قائل وما دخل فيروز وما تقول في هذا؟؟ أقول ردا : دعنا نجرب شيئا أخر لنخلق إنسانا أخر غير الذي نراه ..دعونا نجرب ونستمع إلى الفن الجميل والشعر والأدب  لعلنا نخلق إحساسا وضميرا...
                          فلم يعد لنا منهم إلا هي ونقول معها أيه..فيه أمل.
* كتب هذا المقال بتاريخ :13/10/2010

الأحد، مارس 25

سلسلة كتابات وتحليلات امنينة



إحياء علوم السياسة
                                                        بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينه
الحلقـــــة (2) 
      
يسوسون البلاد بغير عقل          فينفذ أمرهم ويقال ساسة
                            فأفٍ من الحياة وأفً مني           ومن بلدٍ سياسته خساسة
ثالثاً : علينا أن نتعلم كيف نشأ هذا العلم وهو علم السياسة وهو اللون الحديث من المعرفة ، وكيف استطاع عبر مغامرات فكرية متنوعة ان يغدو علماً قائماً بذاته مستقلاً عن سائر (العلوم السياسية) ، وانظر كيف في نفس الوقت لا تستغني عنه بعض العلوم مثل الاجتماعية والاقتصادية والاعلام كما أوضحنا في متن الحلقة الأولى من هذا المقال – تلك التي يختلط بها ويتشعب فيها فتغلفه من كل جانب بموضوعاتها المتداخلة والمتشابكة وذلك منذ أن وضع أرسطو وهو "الممنهج والمحرك الأول" طريقته العلمية المبنية على المشاهدة والاستقراء "The PrimeMover and Methodist" مروراً بالمفكرين السياسيين من فلاسفة النصرانية والاسلام، في العصر الوسيط ، وجلّهم ممن كان لا يرى في السياسة إلا زاوية من التعاليم المنزلة والمبادئ الأخلاقية Ethical Principles، إلى أن بلغ العصر الحديث عندما قام نيقولا ميكافيللي منذ حوالي خمسمائة عام بإنشاء طريقته الواقعية في وصف سياسة الحاكم في كتابه المثير للجدل المعنون يـ "الأمير"، متنافية بحقيقتها مع المثالية، وغير مبالية بالأخلاق، هذه الطريقة التي جعلت اسم صاحبها مترادفاً، بلا حق ولا صواب، مع مصطلح "الميكافيليه" الممقوته في الظاهر والمتبعة بالفعل والواقع ولعله كان خير ممثل لهذا التناقض "عاهل بروسيا فريدريك الثاني" في القرن 18 الذي وضع كتابه المعروف "بالآنتيميكافيلي" أي المخاصم لميكافيلي ومبادئه، هو الذي اشتهر بالتفنن في طرق السياسة وحبائلها .
وقد اتبع جان بودان أسلوب ومقترحات ونصائح نيقولا ميكافيلي المشار إليه، فأوجد للدولة العصرية عمودها الفقري في نظرية السيادة لكي يجعل المملكة الفرنسية مستقلة عن الباباويه والامبراطورية ، وهذه هي المنهجية التي انطلقت منها الأفكار والنظريات لتتوالد وتتعاقب في سلسلة مستمرة من التطور الفكري الذي أوصل العلم السياسي أخيراً إلى مرحلته الموضوعية في عصرنا هذا، ونذكّر بما أسلفنا في الحلقة الأولى من هذا المقال من أن علم السياسة هو علم متجدد ومتمدد، وينمو بوتيرة سريعة جداً وذلك بسبب اتساع ميادينه وتوالد مواضيعه .
وإذا كان أرسطو الفيلسوف هو الذي وضع طريقته العلمية المبنية على المشاهدة والاستقراء، وهو "المحرك والممنهج الأول" كما ذكرنا أنفاً – بالنسبة "لعلم السياسة" الذي نحن الآن بصدده – يأتي الدكتاتور بنيتوموسوليني مبدع المبدأ الفاشستي في إيطاليا – في معرض أطروحته التي قدمها في العام 1924 وعنوانها "السياسة والحكم" –ويقول انه في يوم من الأيام قد اتصل به رجال فرق القمصان السوداء (اللجان الثورية) في بلدة "ايمولا" في إيطاليا لإفادته بأن سيفاً سيُهدى إليه منقوشاً عليه قول ميكافيلي" ليست المحافظة على الدولة بالكلام" وكان هذا هو الذي وضع حداً لتردده ، وتحدد إختياره لموضوع الأطروحة التي يقدمهالذلك الكتاب وهو "الأمير –لميكافيللي" ، والذي سوف يطلق عليه "ملازم لرجل الحكم" يعني ملازماً لرجل الدولة ولا يغيب عن ناظريه وأن يكون في متناول يده في كل زمان ومكان وان يداوم على قراءته قراءةً واعية ومتمعنة . 
يستطرد الطاغية الدكتاتور بينيتوموسولويني أو "الدوتشي" كما كانوا يطلقون عليه في العشرينيات من القرن الماضي، والذي كانت نهايته شبيهة بنهاية الطاغية المقبور كما كانت ممارساتهما في الحكم شوفينيه وفي الحروب فاشلة وفي التطلعات مستحيلة فهذا يسمى لبييا "الشاطئ الرابع لإيطاليا" وذلك نصب نفسه إمبراطوراً على أفريقيا، وصاحبنا قمصان خضر وذاك قمصان سود، وصاحبنا أغرقه عبد الناصر قبل ان يغادر، وذاك أغرقه هتلر قبل أن ينتحر وُزجّ به في أتون حرب جهنمية عالميه، ثلاثتهما واجهوا نفس المصير البائس ، "فإلى حيث حطت رحلها أم   قشعم !!" – أقول يستطرد الدكتاتور موسوليني قائلاً : إذا كانت السياسة هي من حكم البشر ، أو بعبارة أخرى تربية أهوائهم وأنانياتهم ومصالحهم بالنظر إلى غايات نظام عام يكاد أن يخرج دائماً على نطاق الحياة الفردية – لأنها غايات تمتد إلى المستقبل ، فإذا كانت تلك هي السياسة، فلا ريب في أن الإنسان هو العنصر الجوهري لهذا الفن، ومن هنا يجب أن تكون نقطة الانطلاق .
والواقع أن النتيجة الواضحة حتى من قراءة سطحية لكتاب الأمير، والكلام لا يزال لموسوليني ، هي تشاؤم ميكافيلي العنيف فيما يخص الطبيعة البشرية . انه يحتقر البشر، شان هؤلاء الذين أتيحت لهم الفرص لمعاملة أندادهم معاملة رحبة ومتصلة ويحب أن يقدمهم إلينا في مظاهرهم السلبية كأشد ما تكون السلبية، والدنيئة كأحط ما تكون الدناءة .
إن البشر عند ميكافيلي، والكلام لا يزال لموسوليني، خبثاء يتمسكون بالمصالح المادية أكثر من تمسكهم بحياتهم الخاصة، وهم على استعداد لتغيير اهوائهم وعواطفهم، ويعبر ميكافيلي عن فكرته هذه بقوله : "قد يقال عن الناس بصورة عامة، أنهم ناكرون للجميل، متقلبون، مراءون، منافقون، ميالون لتجنب الأخطار، شديدو الطمع وهم إلى جانبك، طالما أنك تفيدهم، فيبذلون لك دماءهم وحياتهم وأطفالهم وكل ما يملكون طالما كانت الحاجة بعيدة ونائية ولكنها عندما تدنو منهم يثورون، ومصير الرئيس الذي يركن إلى وعودهم دون اتخاذ أي استعدادات أخرى فإلى دمار وخراب ، إذ أن الصداقة التي تقوم على أساس الثراء وليس على أساس نبل الروح وعظمتها هي صداقة زائفة تشترى بالمال ولا تكون أمينة موثوقة وهي عرضة لأن لا تجدها في خدمتك في أول مناسبة وسوف لن يتردد الناس في الإساءة إلى من يخشونه إذ أن الحب لا يرتبط بسلسلة من الالتزام التي قد تتحطم بالنظر إلى انانية الناس عندما يخدم تحطمها مصالحهم بينما يرتكز الخوف على الخشية من العقاب .
وهي قمة الخوف والارتعاد وحساب ألف حساب ، والكلام لا يزال لموسوليني : فيما يتعلق بالأنانية فإنني أقول إني عثرت بين الأوراق الميكافليةعلى ما يلي :-
"إن الناس يحزنون لضياع أو استلاب ملكية ضاعت منهم حزناً يفوق حزنهم على موت اب أو اخ ذلك لأن الموت يُنسى أحياناً ويهون الأمر أما ضياع الثروة فلا يُنسى أبداً وسبب ذلك بسيط فالكل يدري أن تغيير دولة لا يمكن ان يعيد فقيداً أبداً ولكن قد يعيد اكتساب أو استرجاع  ملكية. 
ويتابع موسوليني قراءته لما كتب ميكافيلي فيقول :
"أشار جميع كتاب السياسة عبر التاريخ الطويل الحافل بأمثلة تقيم الدليل على أنه من الضروري لمن يعدّ جمهورية وتعلن فيها نظماً أن يفترض أن جميع البشر خبثاء ولديهم استعداد لاستخدام خبثهم حين تواتيهم الفرصة لذلك إن البشر لا يفعلون أي خير ابداً إلا إذا دعتهم الضرورة لذلك، لكن هناك حيث تتوفر الحرية، وحينما يمكن أن تكون لدينا فوضى يمتلئ كل شيء في الحال بالاضطراب وعدم النظام.
وفي آخر الأمر فإن موسوليني يقرّ بأن ميكافيلي لم يفكر فحسب في أبناء عصره من أهل فلورنسا وتوسكانيا والايطاليين الذين عاشوا في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر، ولكن في البشر كافة دون حصر زماني أومكاني، أما الزمن فقد انطوت منه حقب ، ولكن لو أتيح لي أن أحكم على أمثالي وعلى أبناء عصري فقد لا أستطيع أن أكون اقل أو أضعف من حكم ميكافيلي، وقد يكون من واجبي أن أنظر إليه باحترام أكثر وأهمية مفرطة .
ميكافيلي نفسه لا ينخدع وهو لا يخدع الحاكم . إن التعارض في فكر ميكافيلي بين الحاكم والشعب من جهة وبين الدولة والفرد من جهة أخرى تعارض محتوم وهذا ما أطلق عليه تسمية النفعية والبراغماتيهUtilitarianism &Bragmatism أما السلبية الميكافيلية فإنها تنبع بصورة منطقية من الموقف المبدئي وعلينا أن نفهم من كلمة امير الدولة في فكر ميكافيلي بأن الأمير هو الدولة وأن الدولة تمثل تنظيما ًوتحديداً بينما الأفراد تدفعهم أنانية مفرطة فينزعون إلى الخمود الاجتماعي . إن الفرد بطبيعته ينزع إلى الهروب باستمرار، ويميل إلى عصيان الأوامر والقوانين وعدم دفع الضرائب والامتناع عن تلبية نداء الوطن لخوض الحرب . قليل هم الأبطال والقديسون الذين ضحوا بمصلحتهم على مذبح الدولة وغير هؤلاء جميعاً في حالة ثورة مكبوته ضد الدولة . إن ثورات القرنين 17 و18 قد حاولتا حل هذا الصراع الذي يكون عند قاعدة وكل تنظيم اجتماعي لدولة، ولذلك بأن أظهرت السلطة وكأنها صادره عن إرادة الشعب الحرة وهذه خرافة إن لم تكن وهماً لأنه أولاً لم يكن بالإمكان تعريف الشعب أبداً، وهو ككيان شيء أساسي وهو كيان مجرد تجريداً بحتاً . إننا لا نعرف معرفة دقيقة لا من أين بدأ ولا أين ينتهي. إن صفة السيادة حين تطبّق على الشعب تكون سخرية مؤلمة فالشعب يرسل على أكثر تقدير ممثليه (نوابه) إلى المجالس أو البرلمانات غير أنه في الحقيقة لا يمارس أية سيادة . إن النظم التمثيلية تخص الآلية أكثر من الأخلاق ،وفي البلاد نفسها التي تستخدم فيها هذه الآلية (أي البرلمانات) أعظم استخدام منذ قرون وقرون تأتي ساعات حاسمة لا يطلب فيها من الشعب شيء أكثر من ذلك لأننا نشعر أن الجواب قد يكون مهلكاً وتنزع من الشعب تيجان السيادة الورقية وهي تيجان مجدية في الأوقات العادية فقط لكنها ليست صولجانات والشعب يؤمر أما لثورة أو لسلم أو المضي نحو حرب مجهولة ولا إجراء آخر –فليس للشعب سوى الرضوخ والطاعة.  
إن السيادة التي تمنح للشعب بلطف تُسحب منه في اللحظات التي قد يستطيع فيها أن يشعر بالحاجة إليها وتركها له وحده عندما تكون غير ضارة أو ممدوحه كذلك وبعبارة أخرى في لحظات الإدارة العادية.
هل تصورتم حرباً أعلنت بالرجوع إلى الشعب ؟ إن الاستفتاء يسير سيراً حسناً جداً عندما يكون بصدد اختيار أنسب مكان لوضع نافورة في القرية ولكن عندما توضع المصالح العليا للشعب على المحك وفي الميزان فإن الحكومات البيروقراطية تعلم جيداً كيف تتقي نفسها ولا ترجع القرار في ذلك لحكم الشعب إذ هناك عل الدوام الصراع قائم بين القوى المنظمة للدولة وبين شرائع الأفراد والجماعات خصوصاً في دولة مثل (الجماهيرية) وغيرها من الدول العربية المتخلفة فالصراع دائماً يتخذ شكلاً صورياً ورقياً ويكون هناك طرفان : القائد الشمولي وحواريه مقابل الطرف الآخر وهم مثلاً : أعضاء مؤتمر الشعب العام البؤساء والأغبياء المعينين حيث تناقش الميزانية حيث إيرادات النفط مغيبّة وحيث لا نقاش لأي أمر يمس الوزارات السيادية كالدفاع والداخلية والأمن والخارجية والمالية ، بل مسموح فقط أن تناقش أمور تافهة كبناء مستشفى متخصص لعلاج الايدز في واغادوغو ، أو مناقشة مكان إقامة تمثال لجمال عبد الناصر أو نقل رفات عمر المختار من بنغازي إلى سلوق .
وعودة إلى مقولة لمكيافيلي قال فيها :
" لذلك حدث أن انتصر جميع الأنبياء غير العزّل (الذين يحملون السلاح) وهلك الأنبياء العزّل ، لان طبيعة البشر متقلبّة ، ومن السهل أن تستميلهم إلى أمر من الأمور ولكن من الصعب أن نُبقى على ايمانهم هذا ، ومن هنا وجب تنسيق الأمور بحيث يمكننا استخدام القوة لنكرههم على الإيمان بما ارتدّوا عنه . ولو كان موسى وقوروشوروميلوس عزّلاً لما استطاعوا أن يحملوا غيرهم ، أي رعاياهم ،على ممارسة طقوس شرائعهم أمداً طويلاً "*
* هذا رأي يخص ميكافيلي وهو لا يمثل إلا نفسه .
إن قوروشورومليوس ليسا من الأنبياء وموسى لم يحمل السلاح حتى على فرعون ، وكان قد تبرأ من قومه قائلاً :    " ربِ إني لا أملك إلا نفسي وأخي فأفرق بيني وبين القوم الفاسقين "(المائدة 25) 

السبت، مارس 24

من صفحات أبناء الوطن


هذه البدور الزاهرة... والوجوه النضرة.. والابتسامة المشرقة..

 تفاوتت أعمارهم... وتعددت تخصصاتهم.. وتباينت مستوياتهم..

 وفقدوا أطرافهم ... وكأني أراهم يقولون... فداكم كل شئ..

 ورغم فقدنا لأعضائنا.. فمازلنا نلتقي ونتعانق من مدن شتي ..

لكي تبقي ليبيا موحدة غير ممزقة... فهل من مجيب ؟؟!



الخميس، مارس 22

حقائق من وثــــــــــــــائق


جزء من صحيفة بريطانية صادرة في بداية الاربعينيات
عنوانها الرئيسي:

 هؤلاء الذين قاتلوا الايطاليين واحد وعشرون عاما
مع صورة لضابط التدريب الاساسي بجيش التحرير في الكيلو تسعة
السيد علي أمحمد الغزالي وحديث معه وعنه وعن جهاد الليبين
وهذه صورة كاملة للصفحة وتبدو صورة السيد ادريس السنوسي

سنوافيكم لاحقا بالموضوع كاملا

تعليــــــقات:
(#) محمد السنوسي الغزالي :
تمر ذكراك  وانا أذكر مواقفك معي ومع كل الناس لاتخشى لومة لائم في الحق ولاتحيد عنه..انت وزوجتك السيدة فاطمة الإحلافي رحمها الله والتي كانت أماً حقيقية في غياب الأم
رجل من اسياد الرجال ياعماه..عشت رائعا طيبا مناضلا وعصاميا..لم تهزك رياح ولم تتوانى عما تراه صحيحا..رحمك الله وغفر لك وجعل مثواك الجنة يارب
 .


(#) إدريس حسين الإحلافيهم الرجال الدين بهم نالت ليبيا استقلالها .. هم الابطال الدين رووا بدمائهم الزكية ثرى الوطن .. هم الدين تركوا كل شئ من اجلك يا ليبيا .

(#) مدائن الثقافة :  رحمة الله عليه..عاش مناضلا..رحل شجاعا وعصاميا..السيد على أمحمد الغزالي .

(#) أطياف قورينا : السيد علي الغزالي رحمه الله عرفناه  متصرف في شحات في بداية الستينات لأكثر من ثمانية سنوات وكان نزيها شريفا حكيما وعرف بالتقوي والورع  مصلحا  بين الناس ..وهو من عائلة مجاهدة .. له الفضل بعد الله في تعليم وتوظيف العديدين ..وادار متصرفية شحات بحكمة وكان أبا يحبه الجميع ويلجأ اليه المظلوم  .. نحترمه ونسجل له تقديرا واحتراما كبيرين .. ونسأل الله له الرحمة والمغفرة .

الأربعاء، مارس 21

اهتمامات الوطن


      حول الفدرلة واللاءات التاريخية
الأسباب...النتائج
بقلم :محمد السنوسي الغزالي
·      مدخل
·      في زمن الهوس الإيديولوجي..كنت استمرئ كلمة (لا) على طريقة العرب الذين يعرفون ما لا يريدون لكنهم لا يعرفون ما يريدون..الرفض للرفض.وحسب..كنت أسير هذه اللاء حتى في التفاصيل الصغيرة..وكعادة العرب أيضا تبدأ فيما بعد سلسلة التنازلات حتى يسلب من الآخر هذا الرفض ..لكنه لايتراجع عنه..إنها حالة مستمرة..كنت احب جبهة الرفض..التي تقول (لا)..وكل لا مقدسة..لا للرأسمالية..لا للبورجوازية الصغيرة والكبيرة!!حتى مجلة (لا) كنت أحبها..
·      عندما تلاشى الهوس الرفضي..أدركت بعد فوات الأوان ان ليس كل (لا) تاتي بدون داء!! لم اتمكن أن اقول (لا) لزوجتي وبناتي .للاعتصام أمام المحكمة.وأولاد إخوتي وكذلك أشقائي..و شقيقاتي ألا تثوروا وألا تقاتلوا وألا تقابلوا القمع بالمقاومة..لم تعد تجدي (لا) وأنت تعرف الأسباب وفي مواجهة إقناعك بأن الواقع أسوأ مما سيأتي لو لم يقاوموه!!تلك هي الأيقونة الساحرة التي قابلتني يوم 17فبراير 2011 لذلك لم أزايد على الدماء التي فضحت الندوب.

·      [1]
·      وبمناسبة(لا) بدون طرح البدائل قوبل الطرح الفيدرالي ومن طرحوه بكلمة (لا)  عريضة وفاقعة دون جدال , رغم أني لست مع الفيدراليين لكني ضد قفل باب الحوار على خلفية دائمة هي الرفض..رفض النتائج وإهمال وتجاهل الأسباب.والسؤال:.لماذا هذا الطرح الآن؟؟
·      فكرة الفيدرالية كانت نتيجة لأسباب لم يتحاور أحد حولها.ولم يبحث فيها قوبلت بالرفض في المقاهي والشوارع والمنتديات ومشاريع الأحزاب وبعض الصحف (ربما) وفي مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الشبكة العنقودية.ووزعت مناشير تقول أن أصحاب الطرح من ازلام النظام السابق(فزاعة الاجتثاث الجاهزة) وبعدها اعلن بعضهم أنه لاعلاقة له. كماعلمت. .وكلها تتحدث عن النتائج دون الأسباب وتتحدث عن تقسيم لم يطرحه [حتى الآن]اصحاب الفكرة..بل من الإستكناهات الساذجة أن النظام الملكي سيعود لمجرد إختيار السيد احمد الزبير أحمد الشريف كواجهة لهذا الطرح[قرأت هذا بقلم صحفية !!].كدلالة على جهل تام بحركة التاريخ..التي تقول أن ليبيا لن تعود إلى الوراء..
·      [2]
·      فما الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة؟؟
بقراءة متأنية ..لست مع الفيدرالية لأنها [إذا لم تتوضح معالمها]لن تكون في صالح  ليبيا عامة وبرقة خاصة ستكون أضعف إذا غردت خارج سرب التاريخ.. ولا أؤمن كثيرا بنظرية المؤامرة لكن قراءة التاريخ مهمة وواجبة لأن هناك أطروحات إقليمية طغت على السطح في أواخر أربعينيات القرن العشرين حول تبعية برقة لمصر[ومصر حبيبة وشقيقة] لكن بعض المصريين كانوا ينظرون إلى برقة على انها مجموعة من البدو الرحل الذين تجب محاربتهم بالإنجليز فقد كتب أنطوان يعقوب رئيس تحرير صحيفة النضال المصرية عام 1915 إبان حرب السيد احمد الشريف 
ضد الأنجليز في مرسى مطروح[ما كادت الأذهان تخلو من ذكر خيبة آمال الأتراك في حملتهم علي القطر المصري من جهة حدود مصر الشرقية حتى قام جماعة من الأعراب الضاربين علي حدود مصر الغربية من عرب برقة وواحة جغبوب في وجه رجال الحكومة المصرية فاضطرت الحكومة البريطانية أن تأخذ الاهبة وتتخذ من التدابير العسكرية لصد هؤلاء العربان الأغبياء عن غيهم وإحباط دسائس الألمان بينهم (1)]. وأنا هنا لا أقول شذرات إدعائية  فموقف عبد الرحمن عزام[بالرغم من مساهمته في حركة الجهاد في ليبيا] بعد عدة عقود توثقه أرشيفات جامعة الدول العربية وكذلك الأمم المتحدة وبطون كتب التاريخ[وفيما يخص المسألة اللّـيبيّة.. وقف عبدالرَّحمن باشا عزّام في مرَّات عديدة ضدَّ مبايعة السّيّد إدرْيس السُّنوُسي والقبول بزعامته بهدف تحقيق الوحدة الوطنيّة وتحرير البلاد، وسعى من خلال علاقاته بالزَّعامات الطرابلسية ووضعه السّياسي كأمين لجامعة الدول العربيّة، إلى تحقيق مسعاه القاضي بإبعاد السّيّد إدريس عن المشهد السّياسي كذلك المطالبة بوضع ليبَيا تحت الوصاية العربيّة والذي استمر حتَّى عام 1947م. لم يتمكن عزّام من تثبيط عزيمة السّيّد إدرْيس وتأليب رأيّ اللّـيبيين ضدَّه، وبفضل نشاطه وإصرار القوى الوطنيّة على التحرك تحت قيادته لأنّ الوحدة اللّـيبيّة ما كان بالإمكان تحقيقها آنذاك إلاّ تحت زعامته، لم يجد عزّام باشا بعدئذ مفراً من القبول بمبدأ وحدة الإقليمين البرقاوي والطرابلسي ولكنه وضع هذا القبول في إطار محير أو (سلبي) إذا ما اخترنا أقل الأوصاف لتوصيف موقفه، فقال: ..".. إذا استحالت وحدة المنطقتين واستقلالهما فإنّه من المناسب ضم برقة إلى مصر.(2).".!!!]
·      [3]
·      .. فلنبحث عن الاسباب قبل النتائج..فإن من قوى شوكة من يسمون بالانفصاليين هو أمثال البعض بتصريحاتهم.وتحت بصر المجلس الوطني الإنتقالي.لقد خاف الناس على مستقبلهم..ولذلك أصحاب الطرح الفيدرالي العاديين في الشارع  يعرضون كل التصريحات على الناس لكي يبرروا طرحهم..والفيدرالية ليست في صالح احد.[إذا لم يتم توضيحها].
·      واحدة من طرابلس في مواقع التواصل الاجتماعي ايضا تقول: يذهب البترول الى الجحيم لانريده ولينفصلوا نحن سنتوحد مع تطوان.!!فكيف فهمت هذه السيدة أن هناك إنفصال في الطرح الفيدرالي.الشاعرة والصحفية الصديقة: فريال الدالي..تقول في مواقع التواصل الإجتماعي وفي حمى الرفض السائدة [من وحّد ليبيا من قبل؟ أرجو مراجعة التاريخ؛ لتعلموا أن المطالبين بالفيدرالية اليوم هم نفسهم من نادى بها بالأمس، وأن الملك إدريس السنوسي حين تمت توليته لحكم ليبيا كان أمراً مدروساً لتلافي الانقسام، ولم يكن هو نفسه من وحّد ليبيا، وعلى المشككين في كلامي تتبع التاريخ لمعرفة ما قام به المناضل بشير السعداوي،ورجال الوطن الصادقين في سبيل ليبيا الواحدة. وخاصّة في أروقة الأمم المتحدة.] ولاادري مع إحترامي للشاعرة عم تدافع بهذا القول؟؟وعلق احدهم عليها[لا فيه فدرالية ولا شي هادي مجرد احلام يقظة واللي مش عاجباته ليبيا يمشي يعيش في دولة تانية ليبيا دونها الدم ليبيا دونها الموت ليبيا دونها تاريخ ومجد ليبيا دولة موحدة ...!!!]ولاأدري هل ليبيا اصبحت قرطاساً في جيب البعض يمنح صكوكه لمن يشاء ويمنعها عمن لايشاء..ولا احد يقلل من خطورة هذه المواقع فهي التي ساهمت بشبابها في إشعال جذوة الربيع العربي .

·      بعض المناطق ترفض ان تسلم سلاحها للدولة.!!بعض المناطق تقول ان لولاها لتقسمت ليبيا.بعض المناطق مازالت تغوص في الصراعات.لماذا لا نحارب مثل هذه الاقوال والأوضاع المُخيفة.؟؟.انا ضد الفيدرالية تماما لكني ايضا ضد القفز الى النتائج وترك الاسباب...علينا ان نكون عادلين كي تهدأ الناس.وتقرأ الأحداث قراءة صحيحة.هل تعلموا انه هناك من لم يتقاضى راتبه في بنغازي وغيرها مدة ستة اشهر بسبب المركزية؟؟ بينما اقرانهم يتقاضونها في طرابلس شهر بشهر.وهناك من اوقف راتبه في بنغازي وطرابلس ايضا حتى اكون منصفا لأن مؤسسته التي يعمل فيها قد الغيت ولم يتم ضمها إلى مؤسسة تقوم بنفس عملها (وقف صرف مرتبات 220 موظف تقريبا يتبع شبكة راديو وتلفزيون ليبيا لعدم تحديد التبعية)!!بمعنى 220 اسرة .
·      يقال ان الدراسات العليا في الخارج عادت لعبة المفاضلات إليها!!
·      أثناء حج المُكرمين من عوائل الشهداء حدث ولاحرج.بشهادة وزيرة في الدولة.
·      ربما السفارات أيضا دخلتها المفاضلات.
·      هذه التصرفات هي التي تدفع بعض الناس الى الذهاب إلى حد المطالبة بالانفصال.بل يتحولون إلى أرض خصبة تستوعب هذا الطرح....ليبيا استمرت حتى بعد إلغاء نظام الولايات بقيام المُحافظات.وهي كانت اشبه بنظام فيدرالي.كما ان المجلس الوطني والحكومة يجب ان يعملا على ايفاء الحقوق...وشبكة راديو ليبيا نموذجاً..
·      التعلل بكتيبات العائلة المزورة لترحيل تنفيذ قرار صرف مبلغ 2000 دينار يثبت أن ذات الأسلوب القديم ما يزال سائداً..عقاب الجميع عند انحراف البعض ورهن الابرياء على ضوء انحرافاتهم بسبب عجز الدولة عن ضبط هذه الانحرافات.والإسراع في فك عقدة المركزية تنهي كل المطالبات .فالمواطن العادي لاتهمه أي اجندات [إذا وجدت].
·      رفض فكرة الفيدرالية بالقبض على النتائج وإطلاق العنان للأسباب وهي تطل برأسها كل يوم..هو رفض لمجرد الرفض
·      ولست مع الفيدرالية التقسيمية لأني اعرف انها ليست في صالح الغرب او الشرق او الجنوب وليس لأسباب عاطفية.
·      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
·      هوامش:
(1)               جريدة النضال المصرية (قصاصة منها مؤرخة في عام 1915 تقريبا)
كتاب: " ليبيا الحديثة" للدّكتور مجيد خدوري..انظر موقع ليبيا المستقبل 08/04/2009

تنويـــــــــــــــه

ترجو ادارة صفحة أبجدية الوطن من السادة كتابها الذين تفضلوا بإرسال موضوعات لغرض النشر ولم تنشر حتي تاريخه ، ترجوهم التفضل بإعادة إرسال تلك الموضوعات مرة أخري ليتم نشرها ،  وذلك بسبب تعرض صفحة ارشيف تحت النشر لمشاكل فنية جاري العمل علي إصلاحها .. وفي حالة تعذر إرسال تلك المواد فإن الادارة سوف تقوم بالنشر عند التمكن من معالجة المشاكل الفنية المنوه عنها .. هذا مع تحية التقدير لكل السادة الكتاب والمتابعين والمهتمين .. وبارك الله في الجميع .. وعاش الوطن .

الثلاثاء، مارس 20

بريد أحبة الوطن


مختارات الكابتن: 
عبدالناصر صالح الكليلي

 
 قادمون يابرقة بأغصان الزيتون
بقلم:حسن الصادق الطيب المصراتى

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه الذى اصطفى وبعد،،
لقد تألمت كثيرا عندما وضعنا اهلنا فى برقة فى هذا الموقف الصعب، لن يتصور احد قط ان ينفصل جزء من ليبيا عن الاخر، لايمكن ان يكون هناك طعم لليبيا دون اللهجة الشرقاوية، ولا اكتمالا لليبيا دون سمارة البشرة التاورغية، ولا جمالا لك ياليبيا دون الحضارة الامازغية ولا عمقا لك ياليبيا دون الوجوه المتحجبة ذات الصبغة الافريقية، ولا قوة لك ياليبيا دون تلك الايادى البيضاء فى باقى المدن الليبية.
الا لعنت الله على المال والجاه والسلطة، اذا قادتنا لتقسيم ليبيا، لا نريد مالا ولا سلطة، مقابل فقد الاخوان، وضياع الاوطان، ما قيمة المال والسلطة مقابل فقدان حبة من ارض ليبيا، الله الله فى الوطن،الله الله فى ليبيا، لقد ضحى اخواننا من الشرق والغرب والشمال والجنوب من اجلها، ثم نحن نضيعها من اجل المال او السلطة، لا بارك الله فينا ان فعلناها.
من هنا اطلب من اهلى فى مصراتة ان يعفوا ويصفحوا عن كل من ظلمهم وان يطلبوا العفو من كل من ظلموهم، فهذا زمان العفو والصفح، فالحقد لا يولد الا حقدا والعنف لا يولد الا عنفا، والدم لا يجلب الا دما، فياخوتى فى مصراتة الغالية حكموا العقل والدين، فمن كانت له حقوق فليؤجلها الى مابعد قيام الدولة، وليكضم غيضه، ومن كان له ذنب فليسرع الى صاحبه وليطلب منه العفو والصفح.
يااهلنا فى مصراتة لقد عانيتم وقاسيتم وضحيتم فاكملوا الجميل واعفوا عن اخوانكم من اهل تاورغاء، فان فيهم الضعيف والشيخ الكبير وذو الحاجة، كونوا ممن يعفوا ويصفح، يعلوا شانكم بين قومكم، ياأهلنا فى سرت وبنى وليد لسنا اعداء لكم ولستم اعداء لنا، فبيننا وبينكم نسب وصهر، فالحرب كانت على رجل بغى علينا فحاربناه، وهو الان بين يدى الله، فلا توسعوا فى الجراح، فبادروا بالصلح، ولا تسمحوا للغريب ان يدخل بيننا.
فى هذا الشأن سافر شباب من مصراتة ومن بنى وليد ومن طرابلس الى كل من السودان والامارات والسعودية ودول اخرى، حاملين معهم اشرطة ولقاءات تبين ماحدث بين اهلنا فى تاورغاء ومصراتة، وسيقام مؤتمرا ان شاء الله يدعوا الى التصالح والعفو بين الجارين، ارجوا من الله ان يوفق الشباب الى مافيه خير البلاد والعباد.
ياأهل السياسة نريد هدنة فيما بينكم، دعونا نذهب الى المجلس الوطنى، ونختار رئيسا وحكومة انتقالية، ثم بعدها نتنافس على السلطة اللعينة . بعد يوم الثلاثاء الاسود، ما عدت اهتم بمن سيحكم ليبيا، فلياتى من ياتى، المهم ليبيا تبقى موحدة، وانا متاكد من نجاح ثورتنا المباركة، فعذرا لكل من طالته مقالاتى، ويشهد الله انى ما اردت الا النصيحة، فان اصبت فمن الله،وان اخطأت فمن نفسى والشيطان.
ياثوار ليبيا الاشاوس، سلموا ما لديكم للشرعية، من اراد ان يبقى جنديا فله الجيش او الشرطة، ومن لم يرغب فيهما، فليمسك سلاحه حتى يعلن من قبل الشرعية بالبدأ بتجميع السلاح الخفيف. ياثوارنا ياقادة الزنتان ومصراتة يا اهلنا ساعدوا فى اخلاء طرابلس من مظاهر التسلح، ادخلوا افواجا فى الداخلية او الدفاع فى اسرع وقت ممكن، سلموا المنافذ الى الشرعية، بلادنا ستضيع والمستعمر يتربص بنا، فلا تكونوا يدا للغرب وانتم لا تشعرون.
ياسيد عبد الجليل الله الله فى ليبيا، هى امانة ستسال عنها يوم القيامة، اهل طرابلس مستعدين ان يتنازلوا عن بعض حصتهم فى المجلس الوطنى لاخوانهم فى الشرق، ونحن على ثقة بان اخواننا فى الجهة الغربية سيبدلون الغالى والنفيس من اجل ان نبقى موحدين، فدماؤنا تفرقت بين الشرق والغرب والشمال والجنوب.
ياقنواتنا الليبية الخاصة والعامة، ليبيا تناديكم اليوم، تنادى فيكم الشهامة، تنادى فيكم الرجولة وحب الوطن، لاتكونوا عونا للعدو عليها، لا تسمحوا لاهل الفتنة بالظهور على قنواتكم بحجة الراى الاخر، لانحتاج للراى الاخر هذه الايام، الراى السليم هو ليبيا موحدة، وهدنة بين مختلف الاحزاب حتى قيام الدولة.
ياصحفنا المحلية الورقية والاكترونية، لا تسمحوا بنشر مقالات الفتنة، ولا تسمحوا بتعليقات المغرضين، ياصحيفة الوطن، الوطن الغالى يطلب منك انقاذه من التقسيم، نريد فلترة المقالات والتعليقات، فمن يرد الفرقة فلا مكان له بيننا، بهذا سنبنى وطننا، ونشيد بلدا، ونكسب ود الجميع، فالله الله فى ليبيا الله الله فى الوطن، دوما كانت ليبيا سخية، فلا تبخلوا عليها اليوم ايها الليبيون.
يااهلنا فى الغرب يامؤسسات المجتمع المدنى، فلنخرج رجالا ونساء واطفالا حاملين اغصان الزيتون بايدينا متجهين الى برقة الحبيبة، لنعبر لهم اننا بلد واحد، ديننا واحد ولغتنا واحدة وعلمنا واحد وعمر المختار رمز جهادنا، فلنأجل كل شيئ الى ما بعد قيام الدولة، ولنعد للتكبير والدعاء لله الواحد الاحد، عسى الله ان يجمع شملنا ويوحد صفنا ويصلح امرنا، ويهدينا الى ما يحبه ويرضاه.
سبحانك اللهم بحمد اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك..
حسن الصادق الطيب المصراتى