الأربعاء، أبريل 25
الأحد، أبريل 22
مصافحة وطنية
في الوقت الذي تتقدم فيه صفحة أبجدية الوطن بكامل التقدير
للاستاذ إبراهيم السنوسي إمنينة
الذي خصها بسبق نشر كتاباته بشكل حصري في صفحات أبجدية الوطن طيلة عام كامل بدأت مع الايام الاولي من إنطلاقة ثورة 17 فبراير واستمرت حتي هذا العام .. فإنها تلفت عناية السادة المتابعين والمهتمين بكتابات
المؤرخ الليبي الاستاذ إبراهيم السنوسي إمنينة
بإمكانية متابعتهم لتلك الكتابات والتحليلات بمدونة الاستاذ : إبراهيم السنوسي إمنينة علي الرابط التالي : http://herodot17.blogspot.ca/
مع اطيب تمنياتنا للسيد إمنينة بدوام العافية والسؤدد .. أطال الله عمره وحفظه شخصية وطنية ناضلت بعزيمة طيلة فترة حكم الطاغية ..ولم يخشي في قول كلمة الحق لومة لائم.. يضع الوطن اولا وفوق كل اعتبار في كل وقت وحين ..وقد دون وأرخ ووثق وتابع تاريخ ليبيا النضالي .. موجهين لسيادته الدعوة لتجميع تلك المادة التاريخية ذات القيمة الرفيعة في كتاب ينضم لمكتبة الوطن .. بقلم شاهد علي الزمن متابع بحس وطني صادق ..
Herodotus
مدونة المؤرخ الليبي : إبراهيم السنوسي امنينه
كتابات من الوطن

وطن على خيط رفيع!!
بقلم : محمد السنوسي الغزالي
( 1 )
عندما تحب وطنا تتخيله.. ان يكون جنة وان تكون صباحاته مُشرقة، أن ترى الشرطي يتجول في الشوارع لايحمل معه سوى كتاب الملاحظات اليومية وهو واثق تماما أنه ما من أحد سوف يقدم له الإهانات المجانية، وليس من احد يزدريه وهو أيضا لا يزدري احد ويدل الغرباء على امكنة يبحثون عنها ويسألونه بكل إحترام.. وتسير مركب الود بكل ثقة.
♦ ان تتخيل المحبين لايتجاوزون الإشارة المرورية الحمراء لأنهم ليسوا بحاجة إلى عصا فوق رؤوسهم ولاصفارات تنبيه.. أن لاترمي القمامة على قارعة الطريق وتبحث عن عقل جماعي يساهم في حل المشكلة.. ان تدافع عن الاطفال وتؤسس لجمعيات مدنية تتكفل بهذا الجانب المهم في حياتنا.
♦ عندما تحب وطنا او مدينة لاتحبها بسبب شوارعها أو جدرانها وأحيانا تاريخها. فالتاريخ لاشفاعة له في مواجهة عسر القراءة!!. تحبها لقيمتها وتحضر اهلها ونصاعة من يتغنون بها إذا كانوا صادقين.. تحب وطنا لايظن الناس فيه بأنهم يملكون في جيوبهم. تضاريسه وابجدياته. وطن لايكون فيه الحوار بين المسؤولين والمواطنين عبر الاذاعات والقنوات الفضائية هو أشبه بحوار الطرشان الذي كلما تصورت أنه يخرج من حفرة... فيقع في مُنحدر!! فالمسؤول السياسي يُجزم على أن كل شيء على مايرام ولا توجد مقلقات وفي المُطلق. بينما المُطلق هو ما يقوله الواحد الأحد في النص المًقدس الذي لايأتيه الباطل من أي جهة!! أما البشر هم الخطاءون.
♦ تحب وطنا ليس الذي تحلم به ومع ذلك يقول لك الآخر أنه يحب الوطن اكثر منك.. يحب مدينتك أفضل منك.. رغم ان هذا وذاك على خطأ جسيم.. فالوطن الذي لايحسبك منه ليس وطناً.
[2]

ولامانع لديه أحيانا من ان يتحصل على لقب مجاني [طحلب]بوضع انفه في الوطن والدخول من عدة أبواب ولايحترم نفسه وينأى عن هذا اللقب.. لكن وجهه ووجوه امثاله ابرد من الواح الثلج!!فتجده يبحث عن لقمة في دماء لم تسيل منه او من أولاده!!
[3]
♦ يمشي الوطن الجميل فوق خيط رفيع على رؤوس أصابعه خوفا مما تخبئه الأرض من خوارق.. لأنه سيجد من يكتب في الصحافة او يقول عبر الفضائيات ان القيامة ستقوم غداً لمجرد انه يبحث عن وظيفة يحاضر من خلالها الناس في الصحافة والفضائيات والإذاعات... سيجد الوطن من يسب الناس بالمجان ويتهمهم بالفتنة وهو رأسها ومدبرها وهو الذي اتي بثقافة الردح الى الاذاعة وسيتبعه الغاوون الذين يرضون غروره بالرسائل او الاتصالات او يرضون عقدهم المتماهية معه تحت بند [مزيدا من الإبداع]!! ولا إبداع ولامن يبدعون.
[4]
الوطن على خيط رفيع فارأفوا به وفكروا فيه.. لأنه لن تبقي الغزوات ولا المزايا ولا السلاح أيضا ونفكر أننا لانعيش في عالم لوحدنا وانه اذا ضاق هذا العالم بنا فإنه لن يكون هناك اسد يمكنه ان يزمجر على العزل على الأرض وستمرح أرانبا ترمي بلا عدد ولاعدة,لكن الوطن لن يكون بخير. وسيقولون لكم تحتاجون إلى حماية اخرى للمدنيين. ولن يتحمل الحبل الرفيع ثقله. فالوطن يحتاج إلى أرض يحط عليها ويتنفس الهواء.
الجمعة، أبريل 20
الخميس، أبريل 19
محطات في الوطن
محطـ ــ ـــ ــــ ـات
بقلم : عطية صالح لوجلي
حدثنـــــــــي فقال.....!!!
جلست بجواره وهويرتشف الشاهي الأخضر.. ويتأمل طاسته التي تتراقص بين أطراف اصابه...
قلت له.... سيدي الحاج... هاتها من الآخر.... رد علي دون يوقف تأمله لطاسة الشاي.... من الأخر..!!!
كتابات من الوطن
ليبيا.. هل من قلوب تُحبُّها؟
بقلم : م. محمد شعيب
هي ليبيا اليوم يا سادة, وهي مازالت لم تبلغ الحلم وربما جنى عليها القلم وكل الأقلام ليس فقط بل فضائياتٌ انتشرت كالنار في الهشيم الذي بقي بعد فرار القذافي إلى جهنم التي كتب عنها من قبل, كل الأبجديات صارت تكتب وترسم وتتوعد وتهذي وتنتقد وتحاسب وتفضح (دون تحديد) وكأن هذه الـــ ليبيا قد صارت دولةً كاملة البنية والمؤسسات وصارت شعبا واعيا وجيشا وأمنّأ وموانئ ونفط يسيل و... و... ولم تُقدِّم تلك (الأقلام) ولا كل هؤلاء المهاجمين على الوطن الجريح أية مبادرات توحى بحسن نية كاتبيها (أو مزوريها).
صار الحديث يبدأ بذات الكلمات... المجلس ..الحكومة... المسؤولين... ونادرا ما يكون الحديث يبدأ بــ الشعب, المثقفون... المهنيون...
نعم أنا أعترف بأننا جميعا اشتقنا كثيرا لسب الحكومات والحاكم فعلى مدى أربعة عقود وأكثر لم يكن ذلك سوى عملية انتحار جماعية لك ولأهلكولأصدقائك , لكنَّ هذا لا أجده مبررا للهجوم لمجرد الهجوم على المسؤول الذي لابد من شكره بعض الوقت لتحمله عبئ العمل في ظروف استثنائيةوهذا قد يشفع له بعض القصور وليس كل التقصير بالطبع.
لقد استلمنا ليبيا بعد سقوط الطغيان مساحةً عزيزةً ولكن بلا أموال ولا ماء ولا كهرباء ولا إتصالات ولا موانئ بحرية أو جوية قادرة على العملبسبب التدمير الممنهج الذي أدارته كتائب الإجرام في حربها ضد الليبيين وانهارت كل مؤسسات الدولة مع هروب مسؤوليها (أو تهريبهم) أوقتلهمفي المعارك أو اعتقالهم وذلك لأنها مؤسسات رجل واحد تخدمه الدولة كلها بحكومتها وشعبها وأجهزتها وكتائبها الأمنية التي لا يمكن حصرها فكانت ليبيا بلا جيش حقيقي منذ السبعينات وبلا شرطة فاعلة تخدم الناس وحتى بلا مسؤولين يحترمون وجودهم على الكراسي التي جلسوا عليها.
هذا بعض ما ترك لنا حكم العائلة في ليبيا... فهل يتصور أحد أن بناء دولة سيتم بين عشية وضحاها؟ هل يمكن لأحد النهوض من هذا الدمار في غمضة عين؟
أنا هنا لا أُبرِّئ أحدا من شبهات فساد كما يقول البعض عن البعض ولا أدعو أبدا لإستباحة أموال ليبيا لأنها أموال الليبيين جميعا ولا يمكن أن يسمح الليبيون بهذا حتى وإن أجَّلوا محاسبة من تلاعب بحقوقهم لبعض الوقت وهم ينظرون للأمام في محاولة لكسب الوقت الذي لن يكون قصيراولن يكون سهلاً ولن يمر دون أخطاء لا يجوز أن تكون مقصودةً بأي حال.
لا أتمنى أن نبكي أو نتباكى على وطن ونحن نرى السكاكين تحوم من حول رقبته من كل إتجاه وهذا يجعلنا في حاجة إلى صبر كبير ووطنية كتلك التي اجتاحت الأنفس والقلوب في 17 فبراير ووحدة لا تهتز للعواصف أبدا.
ليبيا وطنٌ للجميع... ليبيا وطنٌ واحد لا يمكنه أن يتفرق من جديد تحت أي مسميات قزمية تتباكى على زمن لم يكون هو الآخر سوى مرحلة أدت فينهاية المطاف إلى ليبيا الدولة.
أدعوكم جميعكم إلى التمسك بـــ ليبيا التي روت دماء شعبها كل ترابها منذ حرب الطليان مرورا بالحرب العالمية وسقوطا مريعا في عهد القذافي الذي اسقطته إرادة الناس وقتلوه كما فعل بآلاف الليبيين... أدعوكم لبعض الصبر والتكاتف والتوجه إلى أعمالكم العامة والخاصة وعدم الإنصياع لتلك الأصوات المغرضة التي تنتقد فقط (ولسبب مجهول) مدَّعيةً حرية القول في دولة لم تقم بعد وتنتظر أن يساهم الجميع في بنائها لا في هدمها.
م. محمد شعيب
السبت، أبريل 14
صفحات من تاريخ الوطن
الدور الريادي للمناضل
السيد احمد الشريف في الجهاد الليبي
د. عزو ناجي *
ولد السيد أحمد الشريف في عام 1873م ، وذلك بعد عام من وفاة جده محمد بن علي السنوسي مؤسس الزاوية السنوسية في واحة الجغبوب ، حيث يرجع لهذه الأسرة الكريمة تأسيسها للطريقة السنوسية الصوفية، وقد تزعم الحركة السنوسيه في عام 1902 م خلفا لعمه السيد محمد المهدى ، وبرزت فيه صفات الشجاعته من خلال قيادته لمعارك الجهاد ضد الفرنسيين في كثير من المناطق السودانية ، وهذا مما أهله لتولي الزعامة ، وقد عمل علي تكوين جبهة افريقية إسلامية لمقاومة الاستعمار الأوربي – الفرنسي - الذي أخذ يزحف لبسط نفوذه في إفريقيا ، وفي هذا السبيل اتصل بسلطان واداى ( داود مرّه ) وبسلطان دار فور (علي دينار ) ، وكلاهما في السودان ، وببعض مريدي الطريقة السنوسية في مصر ، وذلك لاعلان الثورة ضد المستعمرين الأوربيين ، ثم انتقل الي جبهات القتال في نواحي درنه خلال سنة 1913 ، وذلك بعد الاحتلال الطلياني لليبيا وتولي قيادة المجاهدين واشترك في العديد من المعارك ضد الإيطاليين .
ومع بداية الغزو الإيطالي للشواطئ الليبية عام 1911م ، أعاد تنظيم الحركة السنوسيه من خلال الزوايا التي انتشرت في بلدان كثيرة و سعي لمد جسور التعاون والتناصح مع الحركات العربية والتحررية الأخرى وتدعيم وشائج الاخوة العربية بينها , وارتبط اشد الارتباط بالخلافة الإسلامية التي كانت تمثلها الدولة العثمانية في تركيا , ثم عمل على تحويل زوايا الحركة السنوسيه الي معسكرات لاعداد قوة عسكرية من الأهالي والاتباع بقيادة جماعات من الضباط الأتراك واتخذ التدابير اللازمة لتزويد تلك القوات بالأسلحة والعتاد بشتي الطرق ، وأثر ذالك التنظيم نشبت عدة معارك ضاربة بين الطليان والمجاهدين بقيادة الضباط الأتراك ، ومنهم الضابط السوري ، الذي كان قائد سلاح المدفعية ، نبيه بيك العظمة - الذي أصبح بعد استقلال سوريا وزيراً للدفاع السوري - والذين سرعان ما انسحبوا عندما وقعت حكومتهم معاهدة الصلح – أوشي لوزان – عام 1912 م ، وأمرت بانسحابهم وترك أهل البلاد يواجهون مصيرهم لوحدهم .
وعندما علم اعتزام تركيا إبرام الصلح مع إيطاليا , شكل وفدا من زعماء السنوسية وأهالي البلاد وبعثه الي مدينة درنه لمقابلة ( أنور بك- الوالي العثماني ) وسلمه رسالة خطيه رافضاً هذا الصلح ، ونتيجة ذلك وصل مبعوث الوالي العثماني عزيز المصري إلى الجغبوب التي كانت مركز قيادة القيادة السنوسية ، بصفته ممثلا للدولة العثمانية في ليبيا ومديراً للعمليات العسكرية فيها ،وأبلغه أن الدولة العثمانية قد منحت البلاد الاستقلال وحق الدفاع عن نفسها وتقرير مصيرها ، إلا أنه بعد توقيع معاهدة لوزان بين تركيا و إيطاليا والتي سلمت فيها تركيا ليبيا إلي إيطاليا , بادر الشريف إلى إعلان الحكومة السنوسية لسد الفراغ المترتب على انسحاب القوات التركية من البلاد ، ثم أعلن الجهاد في منشور عممه علي مشايخ الزوايا السنوسيه والقبائل والأهالي وطلب من كل فرد من سن 14 الي سن 65 أن يذهب الي الميدان مزودا بمؤو نته وسلاحه .
وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى تعزز موقف الشريف وقواته ، مما جعل تركيا تسارع لكسبه إلى جانيها ضد بريطانيا التي كانت تحتل مصر ، وهذا ما حذا به للقيام بالإغارة علي قوات الإنجليز في عام 1915 م داخل الحدود المصرية ، حيث هزمهم في السلوم ولاحقهم حتى منطقة سيدي براني ، وقد اندمجت قواته مع القوات الوطنية المصرية بقيادة محمد صالح حرب ، ولكن القوات البريطانية تمكنت من صد الهجوم في معركة العقاقير 1916م التي أسر فيها جعفر العسكري ، وهرب فيها نورى باشا وعبد الرحمن عزام ورغم ذلك واصل الشريف القتال من المحور الجنوبي ، واحتل عدداً من الواحات ثم انتقل من الجغبوب واتجه غرباً متخطياً كل الواحات الليبية في الصحراء إلي سوكنه سنة 1917 ، وعلى ذلك فبالرغم من انسحاب تركيا من الميدان بهذه الصورة المتخاذلة فإن ذالك لم يؤثر في المقاومة الليبية التي ازدادت علي مر الأيام قوة وفعالية ، وظهر هذا واضحا في خطاب الشريف الذي وجهه إلي الوالي العثماني في ليبيا أنور باشا ((نحن والصلح علي طرفي نقيض ولا نقبل صلحا بوجه من الوجوه إذا كان ثمن الصلح تسليم البلاد إلي العدو )) ، حيث أنه منذ تلك اللحظة استلم الشريف المعدات الحربية والأسلحة التركية من المنسحبين واتجه إلى – مسوس – حيث أسس بها قيادة عامة لجيش المجاهدين في 6 أكتوبر 1912م ، ثم انطلق يؤسس الأدوار ويجتمع بمشايخ القبائل ويطلعهم علي التطورات العسكرية ضد الاحتلال الطلياني .
ومع بداية الغزو الإيطالي للشواطئ الليبية عام 1911م ، أعاد تنظيم الحركة السنوسيه من خلال الزوايا التي انتشرت في بلدان كثيرة و سعي لمد جسور التعاون والتناصح مع الحركات العربية والتحررية الأخرى وتدعيم وشائج الاخوة العربية بينها , وارتبط اشد الارتباط بالخلافة الإسلامية التي كانت تمثلها الدولة العثمانية في تركيا , ثم عمل على تحويل زوايا الحركة السنوسيه الي معسكرات لاعداد قوة عسكرية من الأهالي والاتباع بقيادة جماعات من الضباط الأتراك واتخذ التدابير اللازمة لتزويد تلك القوات بالأسلحة والعتاد بشتي الطرق ، وأثر ذالك التنظيم نشبت عدة معارك ضاربة بين الطليان والمجاهدين بقيادة الضباط الأتراك ، ومنهم الضابط السوري ، الذي كان قائد سلاح المدفعية ، نبيه بيك العظمة - الذي أصبح بعد استقلال سوريا وزيراً للدفاع السوري - والذين سرعان ما انسحبوا عندما وقعت حكومتهم معاهدة الصلح – أوشي لوزان – عام 1912 م ، وأمرت بانسحابهم وترك أهل البلاد يواجهون مصيرهم لوحدهم .
وعندما علم اعتزام تركيا إبرام الصلح مع إيطاليا , شكل وفدا من زعماء السنوسية وأهالي البلاد وبعثه الي مدينة درنه لمقابلة ( أنور بك- الوالي العثماني ) وسلمه رسالة خطيه رافضاً هذا الصلح ، ونتيجة ذلك وصل مبعوث الوالي العثماني عزيز المصري إلى الجغبوب التي كانت مركز قيادة القيادة السنوسية ، بصفته ممثلا للدولة العثمانية في ليبيا ومديراً للعمليات العسكرية فيها ،وأبلغه أن الدولة العثمانية قد منحت البلاد الاستقلال وحق الدفاع عن نفسها وتقرير مصيرها ، إلا أنه بعد توقيع معاهدة لوزان بين تركيا و إيطاليا والتي سلمت فيها تركيا ليبيا إلي إيطاليا , بادر الشريف إلى إعلان الحكومة السنوسية لسد الفراغ المترتب على انسحاب القوات التركية من البلاد ، ثم أعلن الجهاد في منشور عممه علي مشايخ الزوايا السنوسيه والقبائل والأهالي وطلب من كل فرد من سن 14 الي سن 65 أن يذهب الي الميدان مزودا بمؤو نته وسلاحه .
وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى تعزز موقف الشريف وقواته ، مما جعل تركيا تسارع لكسبه إلى جانيها ضد بريطانيا التي كانت تحتل مصر ، وهذا ما حذا به للقيام بالإغارة علي قوات الإنجليز في عام 1915 م داخل الحدود المصرية ، حيث هزمهم في السلوم ولاحقهم حتى منطقة سيدي براني ، وقد اندمجت قواته مع القوات الوطنية المصرية بقيادة محمد صالح حرب ، ولكن القوات البريطانية تمكنت من صد الهجوم في معركة العقاقير 1916م التي أسر فيها جعفر العسكري ، وهرب فيها نورى باشا وعبد الرحمن عزام ورغم ذلك واصل الشريف القتال من المحور الجنوبي ، واحتل عدداً من الواحات ثم انتقل من الجغبوب واتجه غرباً متخطياً كل الواحات الليبية في الصحراء إلي سوكنه سنة 1917 ، وعلى ذلك فبالرغم من انسحاب تركيا من الميدان بهذه الصورة المتخاذلة فإن ذالك لم يؤثر في المقاومة الليبية التي ازدادت علي مر الأيام قوة وفعالية ، وظهر هذا واضحا في خطاب الشريف الذي وجهه إلي الوالي العثماني في ليبيا أنور باشا ((نحن والصلح علي طرفي نقيض ولا نقبل صلحا بوجه من الوجوه إذا كان ثمن الصلح تسليم البلاد إلي العدو )) ، حيث أنه منذ تلك اللحظة استلم الشريف المعدات الحربية والأسلحة التركية من المنسحبين واتجه إلى – مسوس – حيث أسس بها قيادة عامة لجيش المجاهدين في 6 أكتوبر 1912م ، ثم انطلق يؤسس الأدوار ويجتمع بمشايخ القبائل ويطلعهم علي التطورات العسكرية ضد الاحتلال الطلياني .
ثم سارع للاتصال بالسيد علي دينار سلطان دار فور بالسودان ومشايخ الصعيد في أسيوط والفيوم ، محاولاً تكوين جبهة عريضة لقتال الإنجليز ، لكنها لم تستطع الاستمرار ؛ بسبب قلة الإمكانيات المادية والتفوق التقني للإنجليز ، مما اضطره للذهاب إلى الشام ، ليستمر دوره القومي والإنساني في وطنه الآخر سوريا الطبيعية ، حيث تدخل في الصراعات الدائرة بين قبائل شمر وعنزة وقد حقق الصلح بينهما ، ثم عمل على إثارة روح المقاومة في سوريا لإثارة الشعور الوطني والديني والتحريض علي العمل لطرد الفرنسيين بمساعدة الأتراك غير أن الفرنسيين كشفوا تحركاته وطردوه الي تركيا عام 1924م ، لينتقل بعد ذلك إلى الحجاز حتى وفاته عام 1933 ، مستفيدا من العلاقات الخاصة التي كانت تربطه بعبد العزيز بن سعود وبدأ محركا وقائدا للمقاومة والجهاد في الداخل والتي كان يقودها في المنطقة الشرقية للبلاد شيخ المجاهدين السيد عمر المختار ، فكان الشريف يتخذ من مواسم الحج والعمرة وسيلة للاتصال بالليبيين ويستقبل الرسل الوافدة إلى مكة من قادة الجهاد ويزودهم بالتوجيهات والتعليمات وكذلك بالإمدادات ، وجعل من مواسم الحج منبراً إعلامياً يحث المسلمين منه ، والعرب خصوصاً على دعم القضية الليبية ويجمع التبرعات لهم ، وكان من أهم أتباعه خلال هذه الفترة المجاهد حسن بوشناق بمنطقة البطنان الذي كان حلقة الوصل بينه وبين المناضل عمر طوسون، الذي كان من أهم المساندين للمجاهدين الليبيين ويمدهم بالسلاح، حيث كان قد تولى حسن بوشناق مسؤولية قيادة المقاومة في البطنان، منذ مغادرة الشريف البلاد ، حيث كانت هذه تعليمات الشريف له .
إضافة إلى ذلك فإنه نتيجة لظروف الحرب العالمية الأولى انتقل إلى شرقي سرت باتفاق مع العثمانيين الذين كانوا يحاربون ضد الحلفاء ، وأقام هناك علي شاطئ البحر في منطقة سلطان ليكون قريبا من الغواصات الالمانيه التي تحمل المساعدات للعرب بقيادته الشجاعة والحكيمة رغم تكالب الأعداء عليه وتعدد الجبهات ضده وهذا كان السبب المباشر في رفع معنويات مؤيديه واستمرار النضال ضد الطليان لأن المناضلين في ليبيا كانوا يدينون له بالولاء العميق ، فكان هذا سبباً في انخراط آلاف منهم في صفوف المجاهدين،مثل الشهيد محمد أسد الذي كان يغامر بحياته سالكاً طريق الخطر لينقل له أخبار المجاهدين في الجبل الأخضر ؛ مما يؤكد رعاية أحمد الشريف للمجاهدين وتمسكه بالمبادئ التي استقاها من مبادئه التي تربى عليها .
وقد أناب أحمد الشريف ، أحد رجاله وهو امحمد ميلود الغزالي نائبا عنه في موقع البويرات (شرقي القيقب) الذي قام هذا بتعبئة سكان الموقع وما حوله لمواجهة القوات التي وصلت إلى القيقب، كما أنه دعى رجالة إلى الانخراط مع المقاومة في الجبل الأخضر بقيادة عمر المختار. ، كما أنه بناءاً على تكليف جهادي قام مع بعض رفاقه بتدريب أفواج من المجاهدين على بعض الأسلحة الخفيفة والثقيلة.
ويتجلى الدور القومي في الحركة الليبية من خلال اشتراك الكثير من المناضلين العرب فيها ، مثل نجيب البطاينة ، الملقب بنجيب الحوراني ، الذي اشترك في الكثير من المعارك في ليبيا مثل معارك الشلظيمية والكردايسي، ومسوس ، وقد استشهد في معركة الشلظمية ، التي كانت في عام 1914 ، والتي قتل الكثير من الطليان فيها ، وتمكنت المقاومة بقيادة أحمد الشريف من تدمير الأسلحة والذخيرة وحرق سيارات التموين والصحة، وهذا ما حذا بالطليان إلى تدمير (زاوية مسوس( ، التي كان الشريف يتخذها مقراً للمقاومة .
مما سبق نصل إلى أن الدور الوطني والقومي الذي لعبه أحمد الشريف على المستوى الداخلي الليبي ، وعلى المستوى الخارجي ، كان دوراً كبيراً ساهم إلى حد كبير في دعم المقاومة اللبيبة في الداخل بقيادة الشهيد عمر المختار ، كما ساهم في إثارة القضية الليبية على المستوى العربي ، فكان وجوده في داخل ليبيا نظيراً لوجوده خارجها ، وهذا ما أضعف ثقة المستعمرين الطليان بأن وجودهم سيطول على الأرض الليبية ، وأيقنوا أن فرصتهم في البقاء هي ضرب من المستحيل في ظل وجود رجال أكفاء أعطوا كل ما عندهم من أجل حرية بلادهم و استقلالها الذي تحقق بعد بضعة سنوات .
ويتجلى الدور القومي في الحركة الليبية من خلال اشتراك الكثير من المناضلين العرب فيها ، مثل نجيب البطاينة ، الملقب بنجيب الحوراني ، الذي اشترك في الكثير من المعارك في ليبيا مثل معارك الشلظيمية والكردايسي، ومسوس ، وقد استشهد في معركة الشلظمية ، التي كانت في عام 1914 ، والتي قتل الكثير من الطليان فيها ، وتمكنت المقاومة بقيادة أحمد الشريف من تدمير الأسلحة والذخيرة وحرق سيارات التموين والصحة، وهذا ما حذا بالطليان إلى تدمير (زاوية مسوس( ، التي كان الشريف يتخذها مقراً للمقاومة .
مما سبق نصل إلى أن الدور الوطني والقومي الذي لعبه أحمد الشريف على المستوى الداخلي الليبي ، وعلى المستوى الخارجي ، كان دوراً كبيراً ساهم إلى حد كبير في دعم المقاومة اللبيبة في الداخل بقيادة الشهيد عمر المختار ، كما ساهم في إثارة القضية الليبية على المستوى العربي ، فكان وجوده في داخل ليبيا نظيراً لوجوده خارجها ، وهذا ما أضعف ثقة المستعمرين الطليان بأن وجودهم سيطول على الأرض الليبية ، وأيقنوا أن فرصتهم في البقاء هي ضرب من المستحيل في ظل وجود رجال أكفاء أعطوا كل ما عندهم من أجل حرية بلادهم و استقلالها الذي تحقق بعد بضعة سنوات .
-------------------------------------
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني الأحد، أبريل 8
السبت، أبريل 7
الأربعاء، أبريل 4
بريد أحبة الوطن
بقلم / د. فؤاد محمد فريد سيالة
التاريخ : السبت 10 مارس 2012
العنوان: شارع العقيب، أو سوق الظلام، أو ميدان الشجرة، أو ساحة الحرية – بنغازي/ ليبيا
دعني أخي أعرفك بنفسي أولا
أنا أنتمي من جهة الأب إلى عائلة، أو لعلها فرع من قبيلة أو فخد أو بطن (عذرا، فلست أعرف ولا تهمني تفاصيل تفرعات القبائل)، عربية، يقال أن أصلها يعود إلى الحجاز، واستوطن بعضها ما يعرف اليوم بالسعودية والعراق والأردن ومصر وتونس وليبيا. سكن جد جدي طرابلس الغرب، وأنجب أولادا وأحفادا، وتزوج جدي، من بين من تزوج، امرأة ليبية من أصول غدامسية، فكان لهما والدي.
من جهة الأم، أنتمي إلى عائلة، أو قبيلة، لا يزال الجزء الأعظم منها يقطن منطقة قصر حمد في مصراتة، وجزء كبير منها استوطن بنغازي. وكان حظ والد جدي لامي، رحم الله الجميع، أن سكن طرابلس، وتزوج امرأة من أسرة طرابلسية محضة. اكبر أخوالي رحمه الله كان احد مؤسسي جمعية عمر المختار، وزوجته رحمها الله اعتقلت مع ابنها الرضيع في معتقل العقيلة .
أما زوجتي، فهي من أسرة مسلاتية الأصل استوطنت بنغازي، وولد صهري ووالده هناك. ولدت زوجتي، من أم درناوية الأصل في بنغازي كذلك، وان كان صهري سكن طرابلس، حيث تشرفت وتعرفت على زوجتي حفظها الله .
أنا؟ أنا ولدت في المدينة القديمة في طرابلس، وربيت في بلخير، ودرست في الظهرة وجامع عمورة وميزران. لعبت البطش في زقاق في بلخير، ولكني ركبت الدراجة لأول مرة في ميدان البلدية في بنغازي. شاهدت أفلاما سينمائية في سينما لوكس في طرابلس، وكذلك في سينما ريكس في بنغازي. اشترى لي أبي لعبة أطفال من محلات نيكولا في طرابلس، ومجلة أطفال من مكتبة الشعالي الخراز في بنغازي .
لي أقارب بالمصاهرة من غريان وبن وليد، وترهونة ويفرن. أكلت الفتات في سبها، ولكني أفضل عليه الفتات المصراتي. آذى عيني عجاج اجدابيا، واشتريت وقودا لسيارتي في زلة. أكلت تمرا في مرزق، وشربت لبنا في طبرق .
أنت وأنا؟ أنت دعوتني لأكلة (رز وعصبان) في شارع الزار في بنغازي، وأنا دعوتك لأكلة (كسكسي عسلوز) في شارع الظل في طرابلس (ألا تذكر عندما داعبتني واتهمتني بالبخل لأنه لم يكن هناك لحم على الكسكسي؟). أنت وأنا وقفنا معا عند بوابة الجامعة في طرابلس وأنشدنا رائعة محمد صدقي (هذه الأرض هي العرض لنا). تشاركنا معا في صحن مبكبكة في عمارة رقم 5 في داخلي الجامعة. هربنا معا أمام هراوات (قوى الثورة) يوم 7 أبريل. بكينا معا حسرة وألما وغيظا عندما شنق رشيد كعبار في طرابلس وعمر دبوب في بنغازي .
دعك من التاريخ القديم، ولنر ما فعلناه معا منذ عام واحد فقط. قبل 17 فبراير 2011، أنت وأنا كنا لا نصدق أن هذا اليوم سيغير وجه التاريخ. ولكن حدث ما كنا فقدنا الأمل في حدوثه. أنت وأنا رأينا ساحة الحرية في بنغازي تصرخ (ليبيا وحدة وطنية، لا شرقية ولا غربية). أنت وأنا رأينا ميدان الشهداء في طرابلس يرتوي بالدماء لأنه صرخ (بالروح والدم نفديك يا بنغازي). أنت وأنا رأينا بنغازي تنادي (يا شباب الزاوية نبو ليلة ضاوية)، فترد العنقاء (يا بنغازي مش بروحك نحنا ضمادين جروحك). أنت وأنا بكينا معا عندما شاهدنا أم عماد زكري تودعه في نالوت، وابنة المهدي زيو ترثي والدها في بنغازي. أنت وأنا سجدنا لله شكرا عندما صدر قرار مجلس الأمن ليلة 18 مارس، وسجدنا لله شكرا عندما رأينا المردوم يردم يوم 20 أكتوبر .
كيف تصنفني إذن؟ هل أنا غرباوي أم شرقاوي؟
عن نفسي، أقول أني ليبي وافتخر. وأصولي وأصول بنتي الاثنتين وابني تمتد إلى جزء لا بأس به من ارض ليبيا. علمني والدي رحمه الله مقولة صاغها بقلمه الذي قصفه المردوم يوما. (ليبيا فوق وقبل الجميع ).
لا أخفيك أني لا افهم مطلب إي كان إذا كان هذا المطلب يهدد انتمائي، ويريد أن يحرمني من إحساسي باني في بلدي، سوأ كنت في طرابلس أو مسلاتة أو مصراتة أو بنغازي أو العقيلة أو نالوت أو غدامس أو اجدابيا .
عذرا يا أخي الحبيب، لا أفهم، ولن أفهم، من يريد تمزيق جسدي، من يريد اغتيال حلم أولادي .
ما افهمه وأريده لليبيا هو أن تكون بلدا متمدينا عصريا. ما أريده هو نظام إداري متطور للدولة التي سيرثها أولادي. أريد نظاما إداريا لا مركزيا حقيقيا لا مفتعلا، ليس لأنني أتفهم مطالب أهلي في الشرق، بل لأنه النظام الأكثر عدلا، ولأنه النظام الأكبر جدوى اقتصاديا .
هيا يا أخي نشبك أيدينا، أنا وأنت، مرة أخرى لنفرح ونبكي معا. هيا نبني، أنت وأنا، دولة العدل، فإن دولة العدل، كما تعلم، إلى قيام الساعة، ودولة الظلم ساعة.
تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم
كاتب المقال : د. فؤاد محمد فريد سيالة – مستشار الطاقات البديلة بمنظمة أوبك.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)