افراح بكل لــــــــــــــــغات الكـون
الاثنين، فبراير 20
الجمعة، فبراير 17
عيد الوطــــــــــــــــن
كُلْ عَامٌ وَ أنّتَ الحُبْ يا وَطَنْي
هَا أنّتَ تَصّحو على عَامٌ آخَرْ مِنْ التَضّحِيَةْ وَ الفِداءْ
هَا أنّتَ تَصّحو تَفّتَحُ ذِراعَيّكَ لِتَتَنَسَمَ عَبَقُ الحُرِيَةْ
بِأنّفَاسُ عَشَاقِكْ
الذيّنَ مَهَروكَ أرّوَاحِهُمْ وَعّدَاً لِلحُرِيَةْ وَ الرُجوعِ إلى مَيّدَانُكَ
... الذيّنَ اصّطَفوا يُقَدِمونَ أَرّوَعِ المَلاحِمْ وَ قُلوبِهُمْ تَخّفِقْ عِشّقَاً لا يَنّطَفِىء
هَا أَنّتَ تَصّحو وَ شُهُداءكـَ وهِبوكَ زَهَراتُ شَبَابِهُمْ قَرَابيّنُ وَفَاءٌ
وَ مِنْ خَلّفُ القُضّبَانْ صّنَعوا لَكَ سَبّحَةُ الحُرِيَةْ
كُلْ عَامٌ وَ أنّتَ الحُبْ يا وَطَنْي,,
هَا أنّتَ تَصّحو على عَامٌ آخَرْ مِنْ التَضّحِيَةْ وَ الفِداءْ
هَا أنّتَ تَصّحو تَفّتَحُ ذِراعَيّكَ لِتَتَنَسَمَ عَبَقُ الحُرِيَةْ
بِأنّفَاسُ عَشَاقِكْ
الذيّنَ مَهَروكَ أرّوَاحِهُمْ وَعّدَاً لِلحُرِيَةْ وَ الرُجوعِ إلى مَيّدَانُكَ
... الذيّنَ اصّطَفوا يُقَدِمونَ أَرّوَعِ المَلاحِمْ وَ قُلوبِهُمْ تَخّفِقْ عِشّقَاً لا يَنّطَفِىء
هَا أَنّتَ تَصّحو وَ شُهُداءكـَ وهِبوكَ زَهَراتُ شَبَابِهُمْ قَرَابيّنُ وَفَاءٌ
وَ مِنْ خَلّفُ القُضّبَانْ صّنَعوا لَكَ سَبّحَةُ الحُرِيَةْ
كُلْ عَامٌ وَ أنّتَ الحُبْ يا وَطَنْي,,
*زينب الحداد
الخميس، فبراير 16
عيد الوطـــــــــــــــــن

وتمضي الايام لتعلن مـرور عـام على ثــورة الشـعب الليبي ..
ثـــورة مليئـة باللحظات الحــاسمة والأحــداث والمــواقف الخــالدة ..
ثـــورة شعــب أراد الحــياة في وطن تسوده الحرية والعدالة والديمقراطية
فـكــان له ما أراد..
فهنيئا لهم الاحتفال بذكرى ثــورتهم بعد مخاضها العسير الذي انتهى بالانتصار..
عيد الوطــــــــــــــــــن
د . إ براهيم قويـــــدر
Ibrahim G Guider
الليلة ليلة عيد الحريه الى فيه شعب ليبيا انحاز للحق وحطم اصفاد الظلم والجور الليلة انطلقت الحناجر تهتف بسقوط النظام وفى مثل يوم الغد جهرت بنغازى بأبنائها وأمام العالم ان هنا شعب أراد الحريه ولن يقف أمامه اى شىء الى ان يحقق مبغاه
وكل العام وانتم بخير
الأربعاء، فبراير 15
من صفحات أبناء الوطن
فى ذكرى الثورة ..
فى عيدها الاول .. فى يوم بهجتها ..
لابد ان ترتفع ليبيا .. وان يسقط المشوهون
المتسلقون ..
الواشون .. كتبةالتقارير ..
... المتسخون .. القذرون
الذين المال دينهم
وحب الظهور والتسلق ديدنهم
الذين (دكتروا) سيف .. وعائشة
الذين وضعوا التصورات وحلموا فى الفراغ
الذين يراهنون على القبيلة .
وتلوثت ضمائرهم .. بالتصعيد .. وبالنظرية .. والقيادات الشعبية
الذين لم يغادر القذافى وعصابته .. قلوبهم
الذين .. الذين كفروا بالشعب ..
وصار بعضهم الان ثوريا اكثر من فبراير
الذين ينبغى ان يسقطوا .. فى ثورة جديدة
((سالم الكبتي ))
من صفحات ابناء الوطن
د. إبراهيم إغنيوة
اليوم 15 فبراير ...
تحية للشهداء وتحية للرجال والسيّدات
الذين بدأوا الثورة في ذلك اليوم الخالد ..
الثلاثاء، فبراير 14
وجوه من الوطن
بقلوب مؤمنة بقضاء
الله وقدره علمنا بوفاة القائد :
محمد صالح الريشي
الرجل الذي واصل
العطاء الكشفي الجاد أكثر من نصف قرن ..
كان قائدا متميز الآداء
.. وقلبا طيب النقاء .. وصديقا كامل الوفاء ..
وطنيا مخلصــــا
معطــــــاء..
نسأل الله أن يتقبل
فقيدنا الكبير بواسع الرحمة وكريم المغفرة .. وأن يعوض الاسرة الكشفية فيه خيرا كثيرا
كقدره فيها وغزارة عطائه لها..ويلهمنا الصبر في مصابنا الجلل..وينفعنا بصادق
محبتنا له في الله ..ودفء المودة الكشفية التي جعلت منا جميعا جسدا واحدا ، يتألم
اليوم لفقد جزء غال منه.
ولنرفع معا الآيادي بالدعاء لفقيدنا
الراحل بالرحمة والمغفرة..وللجميع بالأجر والثواب
إنا لله وإنا اليه راجعون ..
( أسرة أبجدية الوطن )
الاثنين، فبراير 13
كتابات من الوطن
(( غنيمــــــــــة ))
بقلم : د. فوزي بن عمران
الخبير بالمدن الليبية يعلم أن هناك قرية صغيرة اسمها (غنيمة) تقع على مقربة من مدينة الخمس على الطريق المؤدية إلى (طرابلس). لا أدري لماذا أطلق عليها هذا الاسم. لم يسبق أن سألت أحد سكانها أو غيرهم عن أصل تسميتها؛ على الرغم من مروري عليها عشرات المرّات خلال رحلاتي الكثيرة إلى طرابلس في سنوات خلت. ولكن على كل حال، مهما كان السبب وراء التسمية، فليست (غنيمة) القرية هي المقصودة بهذا العنوان، لا من حيث الاسم ولا من حيث المضمون.
المقصود في هذا المقال ثقافة (أخذ الغنائم) التي ربما تعوّد عليها الإنسان منذ الأزل بسبب الحروب والغزوات قبل أن تنظم الأديان والقوانين المجتمعات الإنسانية، وتردعها عن تلك النزوات الحيوانية.
ولا شك أن معظم الليبيين يعرفون كلمة (ياغما)، فقد لُيبت هذه الكلمة؛ واشتقت منها أفعال، فيقال: وغّم، ويُوغّم. أصلها من اللغة التركية؛ والعجيب أن الأتراك لديهم ثلاث مترادفات لكلمة (غنيمة)، فيقال (ganimet) و(yağma) و(çapul). وعندما اندحر الإيطاليون في نهاية الحرب العالمية الثانية كثير من الليبيين (وغموا) مقتنياتهم وأملاكهم، وكما يقول المثل: اللي سبق لبق!
وربما نشأت ثقافة الغنيمة عند أفراد من الشعب الليبي على مدى العصور بسبب تسلّط المستعمرين على أرض ليبيا، فكانوا يعتبرون أن أملاك المستعمر مستباحة، إما لاعتقادهم أنها في الأصل أموال بلدهم التي اغتصبها المستعمر، أو لاعتقادهم بظلم المستعمر، أو لأنهم يعتبرونه ببساطة (الآخر)؛ وبهذا يستباح ما لديه. أيضاً، ثقافة الاستيلاء على مال الآخر ربما توارثها الناس من أسلافهم الجاهليون قبل الإسلام، فقد كان العرب قبل الرسالة يقطعون الطرق وينهبون المستضعفين ويغزون الآخرين دون ذنب اقترفوه.
وبعد استقلال ليبيا، وعلى مدى ثماني عشرة سنة استمرت ثقافة (الغنيمة) على الرغم من قيام المؤسسات القانونية، فاستباح الناس المال العام، وأثرى كثير من المسؤولين عن طريق الاستيلاء على مال الدولة، إما مباشرة أو عن طريق العمولات التي لو كانوا قابعين في بيوتهم لما (غنموها)، وكان البعض يعبّر عن استباحة المال العام بقوله: رزق حكومة ربي يدومه.
وبعد انقلاب سبتمبر المشؤوم عمل العقيد المقبور على تكريس ثقافة (الغنيمة) عندما أطلق شعاراته الإجرامية مثل (البيت لساكنه)، و(السيارة لمن يقودها)، و(شركاء لا أجراء)، فبدلاً من أن تبني الحكومة المنازل للناس وتُملكها لهم بأسعار رمزية، أمرهم باغتصاب أملاك الآخرين والسكن فيها، وبدلاً من توفير سيارات الشحن والمقطورات للسائقين بالتقسيط المريح، أمرهم بالاستيلاء على سيارات الآخرين التي كانوا يعملون عليها، وبدلاً من إنشاء مصانع وتمليكها للمواطنين، أمر العمال الذين وظفهم صاحب المصنع بأن يستولوا على المصنع ويطردوا صاحبه. بطبيعة الحال؛ كون العقيد المقبور مجرماً لا يبرئ ساحة من اغتصب سيارة غيره أو منزل غيره أو مصنع غيره، فهو لم يضربهم على أيديهم ليفعلوا ذلك. فإذا المتكلم مجنوناً، على السامع أن يكون عاقلاً.
وبعد ثورة 17 فبراير المجيدة، وقبل أن تجف دماء الشهداء والجرحى، بادر المنافقون باتخاذ النهب والسلب وسيلة للثراء ومنهاجاً للتربّح والتكسب. لم يمض على الثورة أسابيع حتى علمنا من رئيس المجلس الوطني الانتقالي أن اختلاسات مالية كثيرة وكبيرة ارتكبها مسؤولون في السلطة الجديدة. الغريب أننا لم نسمع حتى هذه اللحظة بأن أحداً حوكم على هذه الخيانة العظمى.
أوصلتنا ثقافة (الغنيمة) إلى مرحلة (السمسرة) في علاج الجرحى، فانبرى بعض الليبيين وتولوا مهمة تسفير الجرحى إلى الدول الشقيقة والصديقة، فأعطى من لا يملك من لا يستحق. كان لا يهمهم من يسافر ولا يكترثون بكونه جريحاً أم مريضاً أم مجرد سائح انتهز الفرصة، وكما يقول المثل: (يا منهوبة من لهلوبة)، كان كل همهم أن يسافر أكبر عدد من الليبيين، لأن مكسبهم كان يساوي حاصل ضرب نسبة العمولة في عدد المرضى. لم يتورعوا عن سرقة أموال الشعب الذي أراد أن يفرح بثورته فلم يجد لذلك سبيلاً.
سمعنا أن بعض الليبيين اتخذوا من باب علاج الجرحى في الخارج فرصة لعلاج العقم وزرع الشعر وشفط الدهون. إن صح هذا فإنها سابقة في مجال (الغنائم) لم نسمع بها في الأولين ولن يعرفها الآخرين. وأنا استغرب أن تسمح وزارتي الصحة والمالية والسفارات في الخارج بهذه الفوضى العارمة.
يُقال أن: (المال السايب ايعلم السرقة)، ولا أدري كيف يسمح المسؤولون بذلك؟ هذه الأموال ملك للشعب الليبي، استأمنهم عليها ففرطوا فيها بعد أن تقدموا طائعين مختارين لحملها.
أما الذين استغلوا الفرصة من غير الجرحى وسافروا للعلاج، سواء من أمراض مزمنة أو لعلاج العقم أو غير ذلك، هؤلاء لا قلب لهم، وهم لا يقلّون إجراماً عن أزلام النظام السابق، وينطبق عليهم قول فولتير: (اللهم احمني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم). لقد زاحموا الجرحى الذين جاهدوا بأنفسهم من أجل تحرير ليبيا، وفقدوا أطرافهم في الحرب ضد كتائب الطاغية، إلى درجة أن جريحاً مشلولاً في مدينة (شحات) يناشد أخاه أن يُطلق عليه رصاصة الرحمة لأنه لم يجد من يهتم به، فقد اغتنم الفرصة آخرون أخذوا مكانه في العلاج بالخارج دون أن تختلج لهم نبرة أو يهتز لهم جنان أو تدمع لهم عين.
الأحد، فبراير 12
حصريا ( كتابات إمنينة)
بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينه
الحلقة الخامسة : تابع/ خيار وسيناريو إحتواء وسرقة ثورة 17 فبراير
كنا قد لخصنا في الحلقة السابقة (4) كل ما ورد في الحلقات الثلاث الأولى ونذكّر بأننا قد نبّهنا بأن هناك نظرية تتكون من ثلاث مراحل :-
Three Phases: 1- نظرية
العصا والجزرة ، وهي نظرية الترهيب والتأديب والترغيب بمحاولة تقديم الرشوة
للمواطنين والهدف منها امتصاص الحراك واحتوائه ، وهي القمع السلمي الممنهج
، مقدمة لإجهاض الثورة ، ومن ثم صمود النظام وبقائه . وإذا لم تنجح هذه المحاولة ،
فإنه يتوجب علينا الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي :-
2- ويطلق عليها الخطة B – ب- البديلة ، وتشمل القمع المسلح ، واستعمال
كافة الأسلحة النارية والخطف ، وحرق الجثث ، وإطلاق الرصاص الحيّ على كل جسم يتحرك
أو محل مغلق أو صومعة مسجد ، ذلك لترويع الناس بفرض حظر التجول أو حتى الذهاب
للصلاة في المسجد – وتطبق هذه الخطة في حالة رفع المتظاهرين لشعارات عدائية تتناول
عناصر النظام ، أو العائلة ، أو تحوّلت من
تظاهرة ساكنة في موقع بعينه ولتكن " السفارة الإيطالية " ، تحمل شعارات
احتجاج مهذبة وموقف رافض لكنه سلمي ، أقول إذا تحولت هذه المظاهرة إلى مسيرة
وهتافات معادية أو هجوم على مؤسّسات النظام سواء المدنية أو العسكرية أو الأمنية
فإنه يتحتم على من أنيطت بهم مسئولية حماية النظام وحفظ الأمن بقمع هذا الحراك ،
وردع المتمردين كما ورد في البند (2) بإزهاق أرواحهم إذا لزم الأمر .
3- في حالة ما فشلت الخطة
"ب" في فرض النظام واسترداد الوضع الذي كان عليه ، حتى باستعمال الأسلحة
النارية المحرّمة دولياً ، فإنه يتوجب علينا اللجوء إلى الخطة "ج" – "C" وهي احتواء التمرد بالكيفية الآتية :-
إحتواء التمرد : Containment of the Rebels
يصدر الأمر عن "القيادية
التاريخية" بضرورة تشكيل مجلس يطلق عليه "NTC" ، برئاسة صهر معمر، وعضوية تكنوقراط آخرين
"كانوا ضمن مجموعة مشروع "ليبيا الغد" كان يترأسها سيف
الأزلام" وُيشترط أن يكون ذلك التشكيل موقوف النفاذ ، ولا تعلن أسماء الأعضاء
قبل صدور الأمر من "القيادة التاريخية" أو إبنه سيف الأزلام يوم 19 أو 20 مارس 2011 .
وكنا قد أوضحنا بأن النظرية ، المبدئية
الواردة في (1)
وهي نظرية العصا والجزرة ، مبدأ محاولة إحتواء الحراك ، وإجهاض التطور
المحتمل للحراك إلى تمرّد ومن ثم ربما انقلاب على السلطة ، نقول أن محاولة رشوة
شيوخ المدينة كانت قد وقعت بالفعل ولا يستطيع أحد انكارها ، وأن هناك فرضّيات تنطلق
من تلك الحادثة بعد فشلها ويمكن البناء عليها .
أن ما ورد في (2) و (3)
، هي فرضيات واحتمالات ممكنة الحدوث
وإن الذي حدث يوم 19/3/2001 وما تلاه من نتائج ومن معطيات على أرض الواقع
وتصريحات ، وقرارات ، وإنشقاقات وانضمام ، والقبض على شخصيات مهمّة ، وهروبها وتأخر
دول أفريقية وعربية لها وزنها منها الجارة اللصيقة ومنها الواقعة في قارة آسيا ،
في الاعتراف بالثورة الواقعة في ليبيا . ومنها تصريحات (الناتو) بأن الحرب ستطول ،
ومنها مخاوف أمريكا من صوملة ليبيا أو أفغنتها ، وأسلمتها ، وأن القاعدة متواجدة
في الساحة ، ومنا ما ذكرناه في مقالات سابقة عن تمكن شخصيات لها وزنها من الهروب
مثل رئيس المخابرات موسى كوسا إلى دولة في الخليج ومنها إلى بريطانيا ومنها إلى
مكان مجهول وعدم ممانعة بريطانيا في ذلك بعد أن أفرغت منه الصندوق الأسود
وانتفعت بما كان يحتوي عليه – في المقابل . وطالما تساءل الناس عن تهريب
الرائد جلود ، عضو ما يسمي مجلس قيادة
الثورة في النظام المنهار – وهروبه إلى إيطاليا ليكون بالقرب من المصرف الذي به
أموال الشعب المنهوبة والمهربّة إلى هناك ، وكنا قد أوضحنا في الحلقة الرابعة من
مقال بعنوان : ثورة 17 فبراير في الميزان وإلى أين ، تحت عنوان تابع : لابد من
الشك حتى نصل إلى الإيمان ، وذلك بتاريخ 28/12/2011م على صفحة موقع أبجدية الوطن ، ذكرنا وتساءلنا : كيف سمحتم لهذا العضو المطلوب بالهروب خارج
ليبيا وأنتم تعلمون أنه كان قد نهب جزءًا كبيراً من ثروات ليبيا ، وأنه كان إسمه
في يوم من الأيام أمام الرقم (5) على قائمة فاحشي الثراء في العالم في
أواخر السبعينيات من القرن الماضي . تُرى كم دفع من المليونات من اليوروات
والدولارات إلى من هربّه ومن إستخرج له "الفيزا" الإيطالية للدخول ، ومن
الذي جدّد له جواز سفره الليبي الدبلوماسي الذي كان قد إنتهت صلاحيته منذ زمن ،
ولم يظهر على شاشات التلفزيون إلا وهو يقدم التعازي أثناء "مراسم الدفن
الكاذبة" لشخص قالوا أن إسمه "سيف العروبة" نجل الطاغية الذي لم
نسمع عنه في الماضي ، وكان سيف الأزلام قد شُوهد أثناء مراسم الدفن وإلتقطته
الكاميرا وهو يضحك من فرط السعادة من موت أخيه ؟!! وكان المشهد كله مقاطع من
مسرحية هزلية لكوميديا سوداء ، وفي داخل التابوت أو التوابيت كانت ترقد أكياس
مليئة بالتراب للتظاهر بأنها أي التوابيت كانت تحوي جثث إبن الطاغية وأحفاده لأنهم
راحوا ضحايا قصف النيتو مثلما إدعى في العام 86م أن إبنته "هناء"
المتبنّاه قد كانت ضحية قصف الطائرات الأمريكية والبريطاني في هجوم كان قد دكّ حصن
باب العزيزية الذي كان مقراً لسكنى الطاغية يوم 16-ابريل 1986 م ، وكان ذلك الإدعاء فقط لإستدرار
عطف العالم وإدانة الحلف الأنجلو أمريكي ، إذ أن المدعوّه "هناء" أصبحت
طبيبة فيما بعد وشوهدت أثناء حرب تحرير طرابلس تدير أحد المستشفيات .
البقية تأتي في الحلقة القادمة
السبت، فبراير 11
من صفحات أبناء الوطن

فوزي محمد الغويل
أحذروا ..
هناك مخطط سوداوي يلوح في الأفق ..
لاتمنحوا الفرصة لأصحاب النوايا ليعبثوا بالوطن وبالثورة ..
واجهوا كل من يروج الشائعات .. وذلك بعدم تداولها ..
واجهوا كل من يعمل على نشر الفتنة .. بالوعي وبتحكيم العقل ..
واجهوا كل من يحرض على تصعيد المواقف وخلق المواجهات بينكم ..
وكونوا على ثقة بأن الله الذي نصر هذه الثورة .. لن يخذلها ..
متابعات وطنية

محاسب ومراجع قانوني
لقد
أوجب القانون في المادتين 57 و 60 منه عقوبات تطال من يخالف أحكامه ، ومع صراحة
نصوص القانون وموافقته لما جاءت به النظم في مختلف دول العالم من حيث كيفية تكوين
الجمعيات الأهلية الخيرية والرقابة عليها ، فإن النشاط الأهلي الخيري في ليبيا لم
يحظَ بما ينبغي من الرقابة والمتابعة منذ صدوره وحتى هذا التاريخ ، كما أن أحكام
القانون لا يتم مراعاتها بدقة ، فعديد التبرعات والإعانات التي تصل إلى الجمعيات يتم
جمعها علناً ومن دون تصريحٍ بذلك وبعض التبرعات والإعانات تصل إلى الجمعيات
الخيرية من دون مسعى ظاهرٍ منها لطلبها ، وإذا كانت هذه الإنحرافات في تسيير أنشطة
الجمعيات الأهلية التي أُسِّست لأغراض البر والإحسان واكبت عمل الجمعيات منذ
بواكير نشأتها في ظل قانونٌ يُنظِّم تكوينها ويراقب ممارستها ويُجرِّم خروجها عن
نصوصه الآمرة ، فكيف هو الحال بالنسبة للجمعيات التي تأسست إبان احتدام حرب
التحرير ! إن أجهزة الرقابة وديوان المحاسبة في مقدمتها لم تتنبه لمراقبة أداء
الجمعيات الخيرية زمن النظام المقبور لكن ذلك لا يعني من الآن فصاعداً ، أن تستمر هذه
الجمعيات سواء تلك التي كانت قائمة قبل اندلاع حرب التحرير أو تلك التي أُنشئت
إبان الحرب بمنأى عن رقابة ديوان المحاسبة بل وعن رقابة هيأة الشفافية ، فلكي يكون
العمل الأهلي خالصاً لوجه الله تعالى ومحققاً لمصلحة وأمن الوطن لا بد من جرد موارد
تمويل الجمعيات من إعانات وهبات وتبرعات للتأكد من سلامة نوايا مقدميها من ناحية والتأكد
كذلك من استخدامها في أغراضها المشروعة من ناحيةٍ أُخرى ، ذلك أنه وإن كنا نقدم
التبرعات والإعانات بعشرات الدنانير ومئاتها ، فإن جهات أجنبية تقدم التبرعات
والإعانات بملايين الدنانير وبملايين اليوروات والدولارات وغيرها من العملات ،
وإذا كنا نبتغي وجه الله فيما نُقدمه من أموال للجمعيات الخيرية ، فمن أدرانا
بنوايا الآخرين الذين يقدمون التمويل ومن أدرانا بنوايا الذين يتلقونه ، وكيف نضمن
أن بعض الجمعيات التي تكونت تحت ستار مد العون وسد حاجة المحتاجين لم تُوجَّه
مواردها لأغراض نفعية خاصة بل من أدرانا أن لا تكون بعض الجمعيات ضالعة في تمويل
عمليات إرهاب أو تخريب ، إن أخشى ما نخشى أن تُغري بعض الهبات والتبرعات أياً كان
نبل مقصد مُقدِّميها أصحاب النوايا السيئة بسوء استعمالها أو أن ترِد ممن لهم
غاياتٌ غير طلب الجزاء من الله .
نحن
نتسابق جميعاً إلى فعل الخير ، وندين بالشكر والإمتنان للقائمين على إدارة جميع
مؤسساتنا الأهلية والخيرية على وجه الخصوص ، لكننا لا ينبغي لنا أن ننسى أن الله إئتمننا
على ما آتانا من أموال ، فحريُّ بنا أن نتابع كيف تم التصرف في ما قدمناه إلى هذه
المؤسسات من دعم نقداً أو عيناً ؟ علينا أن نراجع جميع ملفات البر والإحسان ولا
نترك مجالاً ، لأن يدوم أو يتصل ، ولو إلى حين ، ما كان لغير الله ، فعلى ديوان
المحاسبة وهيأة الشفافية أن يسارعا إلى مراجعة هذه الملفات ، ذلك أن كثيراً من
المخالفات أُرتكبت عن خطأٍ أو عن قصد وبعض مظاهر الفساد والإنحراف والممارسات
الخاطئة لمديري وأعضاء لجان إدارة بعض الجمعيات الأهلية اتخذت لها ساتراً عباءة
أعمال الخير والإحسان ، وبعض مديري بعض الجمعيات لم يكونوا من دون غايةٍ مشبوهةٍ عندما
كانوا يعمدون إلى ممارسة أنشطةٍ هادفة للربح ، وهم حتماً لا يتصفون بحسن النية
عندما باعوا مواد الإغاثة ، ولئن كان غاب عنهم وقتها أن يوماً سيأتي تضطلع فيه
أدوات نقية بفرز الغث عن السمين وتكشف الأيادي البيضاء عن تلك الخضراء وإن تلونت
فهي الملطَّخةِ بوحل الدنيا ، وقد حان الوقت لنكشف الستار عما دخل إلى بطون
الفاسدين المفسدين وإلى جيوبهم ، قال جل وعلا: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ"
. صدق الله العظيم .
الجمعة، فبراير 10
حصريا ( كتابات إمنينة )
ثـــورةالأمــل
بقلم
: إبراهيم السنوسي إمنينة
الحلقة الرابعة: خيار وسيناريو
إحتواء وسرقة ثورة 17 فبراير
ملخص الحلقات الثلاث الماضية :
ذكرنا أن الطاغية كان قد أوفد السيد م إلى شيوخ وعقلاء وحكماء
المدينة وحملّه بضع مئات من الملايين من
الجنيهات الليبية ليعطيها لشيوخها كهدية لشباب المدينة الذين كانوا قد تنادوا عن
طريق الفيس بوك للتظاهر بمناسبة مرور خمس سنوات على التظاهرة أمام مبنى السفارة
الإيطالية في بنغازي يوم 16/2/2006م ، وكان قد سقط بعض الشهداء والجرحى ، برصاص
قوات الشرطة والأمن العام بإيعاز من الشناقه (هـ . ب) غير أن حكماء المدينة رفضوا ذلك العرض قائلين للمبعوث : شعب
ليبيا لا يريدون من النظام شيئاً إلا أن يتنحى أو يرحل ...
تلك كانت الخطة المبدئية . وكنا قد ذكرنا بأن لكل خطة خطة بديلة عن الخطة المبدئية في حالة فشلها ،
وأطلقنا عليها الخطة " B " " ب
" وهي اللجوء إلى السلاح بالرصاص الحيّ وكافة أنواع الردع بالقتل والحرق ، في
حالة ما إذا تحولت التظاهرة إلى تخريب وعنف ورفع شعارات تمسّ عناصر النظام أو
" العائلة" ، أو الهجوم على مؤسسات النظام المدنية والعسكرية والأمنية ،
فإنه لا مجال لإستعمال أدوات الردع التقليدية مثل الرصاص المطاطي والعصيّ والغازات
المسيلة للدموع ، وخراطيم المياه الساخنة ، لأن مثل هذه الاسلحة تلجأ إليها فقط
الأنظمة العاجزة والتي يطلق عليها (الديموقراطية) ، وتعتبر ضمن الحلول التلفيقية ،
ولذا ، فإنه يتوجب سحق هؤلاء المتمردين ومحوهم من على وجه الأرض ، وذلك بعد فشل
خطة (العصا والجزرة) أي " الترهيب والتأديب بالرشوة والترغيب " لإحتواء
الحراك مقدمة لإجهاض الثورة المحتملة ، ومن ثم صمود النظام وبقاؤه وإستمراره .
وذكرنا أنه لما فشلت الخطة المبدئية ، والخطة " ب " وإنتصر
الثوار وتحرّر الشرق وإنطلقوا غرباً وبدأ كبار الضباط في الجيش والأمن في الإنشقاق
والإنضمام إلى ثورة 17 فبراير ، كان على النظام أن يبدأ في تنفيذ الخطة " ج
" - " C " وكانت الأوامر قد
صدرت من الطاغية إلى السيد م ، وهي تتلخص في تنادي جماعة " سيف الأزلام
" وهم السيد م ، بصفته صهر الطاغية وموضع ثقته ، وبما أنه كان قد فشل في
تنفيذ الخطة المبدئية أي خطة العصا والجزرة أي الترهيب والتأديب والترغيب بالرشوة
،مع البقية المعروفة لدي الجميع لتكوين
مجلس للتكنوقراط ، يحركهّم الطاغية وسيف الأزلام
ويأتمرون بأمره في يوم من أيام مشروع ( ليبيا الغد ) قبل أن يتفرقوا أيدي
سبأ .
لكن الأوامر التي صدرت من الطاغية أو سيف الأزلام بتشكيل هذا المجلس
العتيد كانت واضحة بقدر ما كانت صارمة بأن هذا التشكيل هو " مع وقف التنفيذ
" ولا يجب أن يعلن قبل يوم (19-3-2011م) والمعنى في بطن الشاعر . وتساءلنا ما
السرّ في تاريخ يوم السبت 19- مارس 2011 .
جلس الطاغية مع مواليه لوضع خطة لتدمير مدينة بنغازي وتسوية مبانيها
بالأرض ودفن أهلها تحت الركام بعد إطلاق مرتزقته على الحرائر مثلما فعل في مدينة
إجدابيا وذلك إنتقاماً منه لسقوط الكتيبة وفرار الجرذين عبد الله السنوسي والساعدي
معمر يوم السبت 19- فبراير 2011م .
وكان هذا التاريخ هو اليوم الموعود وساعة الصفر ... وكان هو يوم
" الأرتال" ...وبقية القصة باتت معروفة للجميع !! وهذا هو ما
دفعه لإصدار أوامره خلال شهر فبراير بعد سقوط الكتيبة ، التي تقضي ، بعد تشكيل
المجلس وتسمية أعضائه ورئيسه ، تقضي بتجميده أي مع وقف النفاذ وعدم الإعلان عنه
إلى حين صدور الأمر من قبل الطاغية أو سيف الأزلام المتوقع يوم السبت 19-3-2011م .
إذ كان يظن أنه ، أي الطاغية أو إبنه سيف الأزلام ، سوف ينتصران على الشعب في ذلك
اليوم ، وإذا ما حدث ذلك الإنتصار فلا حاجة للإعلان عن تشكيل ذلك ، إذ سوف يترتب
على قصف بنغازي وتدميرها الزحف نحو الشرق لتأديبه وإحتلاله من جديد " وعودة
الإبن الضال " بإسترداد ما قد حازه المتمردون في كامل الشرق ولا حاجة
بالطاغية إلى تشكيله . لكن حدث مالم يكن في الحسبان ....
إن الذي لم يكن في حسبان الطاغية : غضب الذي يمهل ولا يهمل شديد
العقاب عزيزٌ ذُو إنتقام ، وغضبُ الشعب ... (الذين قال لهم الناس إن الناس قد
جمعوا لكم فأخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فإنقلبوا بنعمةٍ
من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضلٍ عظيم) صدق
الله العظيم . آل
عمران 173-174.
فلا تؤاخذوا الحليم إذا غضب فإن الله سوف يُرسل عليكم من يأخذكم أخذ
عزيزٍ مقتدر ، وبالفعل ، فكان هناك جنود لم تروها تقاتل معهم وتشدُ من أزرهم ،
وكان السحاب يظلّلهم من فوقهم وهم يزحفون مكبّرين مهللّين فرحين بما آتاهم .
وقيّض الله لهم من يرسل عليهم طير أبابيل فيدمّر أرتالهم ويحرق
آلياتهم عن آخرها ، وتتفحم جثامينهم فتصبح رماداً تذروه الرياح ، ويتصل الطاغية
بقائد الأرتال الغاشمة متسائلاً : اعطني التمام !! فيردّ عليه أبرهه قائد
أرتال الفيلة قائلاً : سيدي ، إن الأرتال قد دُمرّت عن آخرها تقريباً والقليل مما
تبقّى منها ها هو يتقهقر طالباً النجاة بجلده وراضياً من الغنيمة بالإياب . عند
ذلك سقطت سمّاعة الهاتف من يد الطاغية وسقط هو جاثياً على ركبتيه وكأنه يتوسل
للشيطان ، وأجهش في البكاء حتى إبيضت عيناه وراح في غيبوبة ، وعندما أفاق إكتشف
أنه لم يعد بإستطاعته السيطرة على أدوات إخراج ما في السبيلين ، وتذكّر عند ذلك
قول الله المنتقم الجبّار في فرعون : ( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلَفَكَ آية
وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون ) صدق الله العظيم يونس 92 .
غير أنه لم يتّعظ ولم يستغفر ربه ويطلب العفو والمغفرة والنجاة من
النار ، ومضى في غيّه وطغيانه وكفره حتى ُقتل شرّ قتلة ، وشاء الله ألاّ يُلهمه
النطق بالشهادة ، وحضره الموت والشيطان إلى جواره يبتسم ، والطاغية يتوسل ويستصرخ
طالباً النجدة فيما هو فيه فجاءت الآية الكريمة تكاد تخرق أذنيه : (وقال الشيطان
لما قُضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من
سلطان إلاّ أن دعوتكم فأستجبتم لي ، فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمُصرخكم
وما أنتم بمُصرخيّ إني كفرتُ بما أنتم أشركتمون ِفيه من قبل إن الظالمين لهم عذابٌ
أليم ) صدق
الله العظيم . إبراهيم 22 .
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
الخميس، فبراير 9
الأربعاء، فبراير 8
متابعات وطنية

محمد بشير البرغثي
محاسب ومراجع قانوني
الجزء الاول :
إن
المواطن لينظر بعين الرضا والإمتنان عندما يجد أهل البر والإحسان يتسابقون إلى
تكوين الجمعيات الأهلية لعديد الأغراض الإنسانية ، ويتافسون في سداد رسوم
اشتراكاتهم فيها طوعاً وبانتظامٍ ومن دون تأخير ، فتكونت جمعياتٌ للمكفوفين وأخرى
للمعاقين وغيرها لذوي الإحتياجات الخاصة ولا ننسى جمعية الهلال الأحمر ، وعند
انبلاج فجر ثورة 17 فبراير المجيدة تنادى عديد المواطنين رجالاً ونساءً شيباً
وشباباً لتكوين جمعيات خيرية هدفها توفير حاجات الثوار من مأكل ومشرب بل ومن سلاح
وذخيرة إن توفرت لدى الجمعية القدرة على جلبهما فضلاً عن تقديم العون للنازحين ما
كان له أثر إيجابي في نفوس المقاتلين والنازحين وشكَّل عاملاً مساعداً في إنجاح
الثورة وتحقيق أهم وأسمى هدفٍ لها وهو إسقاط الطاغية ، وذلك من دون شك جهد طيب
يُحفظ لتلك الجمعيات ويُحسب لها ، وتجاوز ما اضطلعت به بعض الجمعيات من مهام ما
أُتيح لها من تمويلٍ ناتجٍ من اشتراكاتِ أعضائها نتيجةً لما حصلت عليه من تبرعات
وإعانات وما تأَتَّى لها من عوائد نتيجة استثمارها لتلك الموارد ، فليس زاد
الجمعيات الخيرية هو الإشتراكات المحصلة من أعضائها فهذه الإشتراكات لا تكفي لسداد
الحد الأدنى من مصروفات التسيير ، بل إن زادها الحقيقي هو ما تحصل عليه من تبرعات
وهبات تتلقى بعضها ممن يريدون جزاء الحسنة بعشرة أمثالها ويؤمنون بواجب نصرة
المظلوم وحق الفقير والمحتاج على الموسر ، وقد نالت الجمعيات الخيرية في ليبيا
جميعها نصيباً من عطاء المحسنين التواقين لنيل الجزاء من عند الله عز وجل ، بل
إنها حصلت من الخزانة العامة والمؤسسات العامة على أموالٍ نقدية وعينية كثيرة ،
وبعضها تلقى دعماً من مواطنين مهاجرين ومن جمعياتٍ أهلية وجهات اعتبارية من خارج
الوطن ، ولعل جمعية الهلال الأحمر الليبي هي أفضلُ مثالٍ على ما أتيح للجمعيات
الأهلية في ليبيا من إعانات وتبرعات من داخل ليبيا ومن خارجها فحجم استثمارات هذه الجمعية وانتشار فروعها
يدعم القول أن ما حصلت عليه هذه الجمعية من هبات وإعانات وتبرعات من خارج الوطن هو
من دون شك كمٌّ ملموس .
والواقع
أن ظاهرة تكوين الجمعيات الأهلية للاغراض الإنسانية ليست ظاهرة ليبية ، بل هي
ظاهرة عالمية ، فالإنسان أياً كانت ديانته أو قوميته مجبولٌ على حب فعل الخير ، بل
إن بعض الجمعيات الخيرية تتجاوز أنشطتها حدود الدولة التي تأسست فيها ، وجمعيات
الهلال والصليب الأحمر الدوليين وأطباء بلا حدود هي أمثلة على ذلك .
ومع
نُبل المقاصد من وراء تكوين الجمعيات الخيرية فلا يمكن افتراض حسن النوايا ولا
يمكن استبعاد أصحاب النوايا السيئة الذين قد ينحرفون بهذه الجمعيات عن أهدافها
النبيلة ، ومن أجل ذلك سنَّت جُلُّ دول العالم تشريعاتٍ تنظم تكوين وإدارة تلك
الجمعيات ومراقبة سير أعمالها ، ولم تكن ليبيا استثناءً فأصدرت القانون رقم 111
لسنة 1970 بشأن الجمعيات الذي نظَّم تكوين الجمعيات الأهلية غير الهادفة للربح
وحدَّد موارد تمويلها فيما تحصل عليه من اشتراكات أعضائها وما تحصل عليه من إعانات
أو تبرعات أو هبات أو وصايا لا تتعارض مع أغراضها ولا تنحرف بها عنها، فأوجب
القانون في المادة 4 منه أن يتم تضمين
نظام تأسيس الجمعية بيان الموارد المالية للجمعية وكيفية استغلالها وطرق التصرف
فيها ، كما أوجب كذلك في المادة 15 منه أن تحتفظ الجمعية بالسجلات والوثائق
والمكاتبات الخاصة بإدارة الجمعية ، وأن تُدون في سجلاتها جميع التفصيلات المتعلقة
بالمصروفات والإيرادات بما في ذلك التبرعات التي حصلت عليها ، مع بيان مصدرها ،
كما نظم القانون أيضاً آلية تقديم خدمات هذه الجمعيات لمن هم في حاجة إليها من
أفراد المجتمع من دون مقابلٍ في الغالب أو بسعر التكلفة في بعض الأحيان ، بل إن
القانون لم يطلق العنان للجمعيات في السعي وراء جمع موارد التمويل فأوجبت المادة
21 منه عدم جواز جمع تبرعات عينية أو نقدية لغير تحقيق الأغراض التي تم تكوين
الجمعية من أجلها ، كما اشترط الحصول على ترخيصٍ من الوزير قبل بدءِ حملة جمع
التبرعات بشهر على الأقل ، ولئن أجاز القانون للجمعيات استثمار موارد تمويلها في
أنشطة قد ينجم عنها تحقيق أرباح فذلك لا
يعني أن تعمد الجمعية إلى السعى وراء الحصول على موارد تمويل للإستثمار بقصد تحقيق
الربح ، وفيما لو حققت الجمعية أرباحاً جراء استثمارها موارد تمويلها فليس لها أن
تتصرف فيها في غير المناشط المصرح لها بها ومن دون استهداف الربح ، ومع ذلك فإن
بعض الجمعيات الأهلية الخيرية توسعت في أنشطتها الإستثمارية ، فعلى سبيل المثال ،
تحولت بعض الجمعيات الخيرية عملياً وعلى مرأى ومسمعٍ من المجتمع ومن دون أدنى
غضاضةٍ أو استنكار ، إلى مؤسسات تجارية تدير المصانع ومصحات العلاج والإيواء
وصيدليات الدواء ومراكز استيراد وتوزيع المستلزمات الطبية وغير ذلك من الأنشطة
التي وإن وافقت من حيث الشكل الأغراض الإنسانية التي تكونت الجمعية من أجلها فإنها
من ناحية المضمون تخرج عن إطار الخدمة المجردة عن غاية تحقيق الربح ، بل إن بعض
الجمعيات التي حظيت بالإعفاءات الضريبية والجمركية تقدم خدماتها بأسعار لا تختلف
كثيراً عن أسعار السوق ، ليس ذلك فحسب بل إنها في بعض الحالات تُقدم خدماتها على
أسس انتقائية للزبائن ، فتتعاقد مع المصارف وشركات النفط لتوفير خدمات الرعاية
الطبية لمنتسبيهم ، أما عامة الناس الأكثر حاجة للخدمة الإنسانية المجانية أو على
الأقل الخدمة بالمقابل الرمزي فلا يجدون سبيلاً إلى ذلك ، فأين ذلك من مراعاةِ الأهداف
الإنسانية السامية التطوعية الحيادية التي قامت عليها تلك الجمعيات ، ليس ذلك فحسب
بل إن بعض الجمعيات تستعين على إدارة أعمالها بعناصر غير وطنية مقابل مرتبات عالية
من دون ضرورة تقتضيها طبيعة المهام الخيرية التي تأسست من أجلها ، وأكثر من ذلك توسعت
أوجه استخدامات أموال بعض الجمعيات فشملت الإستثمار في أسهم رؤوس أموال المصارف
التجارية الربوية لكأنها ستستعين بعوائد الربا لتنفيذ مهام خيرية إنسانية لمصلحة
الفقراء والمحتاجين .
البقية في الجزء الثاني
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)