الثلاثاء، يناير 31

ايام الوطن المباركة

متابعات صحفية

هيكـــل ... وليبيا ... بصراحة

بقلم : ابراهيم محمد الزغيد
ابراهيم محمد الزغيدأنا أدين بتعليمى لمصر وأعرف أن مصر أنجبت صروحاً من أبنائها فى أكثر من مجال فى الفن والأدب والصحافة ولكن الشوامخ بنو أنفسهم بأنفسهم أمثال طه حسين والعقاد ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم لم تبنهم الصدفة كالتى بنت الصحفى محمد حسنين هيكل الذى لو لم ينمو فى كنف البكباش جمال عبد الناصر لما عرفناه وأقصد بالرتبة العسكرية لعبد الناصر المستوى الثقافى الحربى الذى حوجه إلى صحفى يكتب له خطاباته فكانت فرصة هيكل.
وكون عبد الناصر قاد انقلاب عسكرى فى مصر جعل من استيلاءه على السلطة مركز لأحداث الشرق الأوسط خاصة السياسية منها وباعتبار هيكل شبه الناطق الرسمى ومكمن أسرار عبد الناصر شد إليه اهتمام السياسيين والإعلاميين الدوليين ومكنه نظام عبد الناصر من صحيفة الأهرام.
وكنت فى أواخر الخمسينات من القرن الماضى فى حكم المراهق الذى يعتبر ما يقوله أحمد سعيد فى صوت العرب وما يكتبه هيكل فى مقاله الأسبوعى ( بصراحة ) هو الحقيقة والرؤية السديدة ولم أستوعب آنذاك معاناة الشعب المصرى من زوار الفجر والسجن الحربى والقضاء على الاقتصاد المصرى الذى بناه طلعت حرب. والنتيجة كانت 05/06/1967 التى حدثت لا لعيب فى الشعب المصرى القادر ولكن من الذين اختطفوا إمكاناته مثل عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وجمال سالم وهيكل وعملية الاختطاف مقصودة لأن الغرب الذى يلعب بمصائر شعوب المنطقة وثرواتها منذ ( الشريف حسين أمير مكة ) الذى دفعه غبائه والرغبة فى الحكم أن يتحالف مع النصارى ( الانجليز ) ضد المسلمين ( العثمانيين ) وكانت النتيجة ( سايكيس بيكو ) والذى يوهمنا السيد هيكل الآن بأن عبد الناصر كان يسعى لإلغائه وتوحيد الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ولا أعلم – مع إقرارى بالقصور – بأن أمة عربية قامت بهذا الشكل، صحيح قامت دولة أسلامية حوت شعوب المنطقة ( عرب – أكراد – ترك – أمازيغ ) .
والسيد هيكل بالإمكانيات غير الشخصية التى أكتسبها من موقعه من عبد الناصر جمعه مع الكثير من مشاهير العالم والإطلاع على الكثير من الأوراق والمعلومات التى يستعين بها فى تحليلاته ويستعرض بها إمكاناته فى كتاباته أو أحاديثه الصحفية أو التلفزيونية والتى كان يجب أن تكون أدق لا العكس.
وبحكم السن أصبحت أتمعن فى تحليلات وأحكام السيد هيكل خاصة بطلعاته فى قناة الجزيرة ومقال أخير له فى صحيفة الأهرام نشر على ثلاث أعداد بتاريخ 16/20/23 سبتمبر 2011 فأصبت بخيبة أمل لأنه فى أحد لقاءاته فى الجزيرة عند حديثه عما حصل فى ليبيا فى 01/09/1969 قال ( قامت الثورة فى ليبيا وكانت مفاجأة لأمريكا وبريطانيا تحديداً ) والصدمة فى أنه إعتبرها ( ثورة ) وهى انقلاب عسكرى صرف وأن الغرب فوجئ بها وهيكل يعرف شخصياً ( مايلزكوبــــلان ) صاحب كتاب لعبة الأمم ودور ( كرميت رزفلت ) فى المنطقة ولا أعتقد بأن السيد هيكل لا يعرف الفرق بين الانقلاب وغيره إلا إذا أراد أن يدافع عن انقلاب 23/07/1952 لاتفاق الصفة.
وعلى أى حال تخلص الشعب الليبى بعد أثنان وأربعون سنة من هذا الانقلاب الذى سماه معمر القذافى ثورة كانت نتيجتها كثورة عبد الناصر بل أشد هولاً والعبرة فى النتيجة لا فى التسمية وإن كانت الأشياء تسمى بأسمائها الأصلية لا المستعارة.
والخطأ الثانى والمميت أنه أعتبر ما يحدث فى ليبيا منذ 17/02/2011 وحتى اليوم هو غزو من الأطلسى فيقول ( وبكل أمانة فالثورات لا تصنع ويستحيل أن تنجح بهذا الأسلوب ) يقصد تدخل المجتمع الدولى من خلال مجلس الأمن وتفويضه للتحالف الدولى عسكرياً ومن بين ذلك دول عربية. وبالرغم من إقرار هيكل بأنه الغير المعقول هو ما كان يجرى فى ليبيا من نظام العقيد معمر القذافى فالسلطة المطلقة تفسد والثروة الطائلة أكثر مدعاة للفساد والمسترزقين من العرب ومن الغرب ( كلها تتعامل مع القذافى كأنه أمير مدلل وكان الكثيرون من ساستها ونجومها ككلاب الصيد أمامه فك مفتوح ولسان يلهث وأنفاس ساخنة وجائعة ) والذى سابقاً (سلم كل ما كان لديه من مواد مشعة وآلات ومعدات ورسوم طلباً لغفران الإله الأمريكى الذى كان غاضباً منقضاً على من يعصى له أمراً ) و ( أنه بدا رجلاً خائفاً من مصير صدام حسين وقد دفع بلايين الدولارات تعويضاً ومنطقه أنه يريد أن يشترى الأمان ويريح نفسه ).
وينسب هيكل إلى شخص يدعى أنه قريب الصلة بالمجلس الوطنى الإنتقالى بأن معمر القذافى رجل مجنون لم يمشى كما بن على ومبارك ( وبقى فى ليبيا ومعه جزء كبير من البلد وجزء كبير من الناس وكذلك معظم الجيش ومعظم القبائل أيضاً ) وكأنها شئ آخر غير الناس ولا أتصور رجل على صلة بالمجلس الوطنى يقول مثل هذا الكلام لأنه غير الحقيقة ولأنه لم يكن هناك جيش ولو كان هناك جيش لكنا كتونس أو مصر. وهذا بكل وضوح يكشف عن جهل الأستاذ هيكل بما يجرى على أرض ليبيا فعلاً يؤكد هذا اعتقاده بوجود قوات للأطلسى على الأرض ولو كانت هذه القوات موجودة لما طالت الحرب سبعة أشهر ولكن طول الحرب تؤكد أن لا وجود لقوات أجنبية على الأرض وأن ترسانة الحرب بجميع أنواع الأسلحة ومنها صواريخ ( سكود ) لا ندرى لمن كان يعدها ولولا الجامعة العربية ومجلس الأمن اللذين لم يذكرهما السيد هيكل لكان الشعب الليبى فى خبر كان من المجنون الذى يقر هو بجنونه ولو كان متأخراً.
وقمة تجنى الأستاذ هيكل عندما قال ( وأظن أن الذين يقاومون مع القذافى يفعلون ذلك بانتمائهم إلى الوطن الليبى، ليس تمسكاً بالقذافى ولكن لأن هناك غزو ليبيا وأظن أن نفس الداعى سوف يصل بليبيا مدناً وقبائل إلى حافة حرب أهلية ) وبالمخالف فإن من يقاتلون ضد القذافى – برأى هيكل – هم خونة لا تعنيهم ليبيا !!!  
ولتسويق وجهة نظره البائسة هذه إفترض قسمة النفط ( بالرغم من نفى المجلس الوطنى الانتقالى ) وأن طرابلس ستكون قاعدة للأسطول السادس الأمريكى ولم نسمع أن إيطاليا طلبت منه الجلاء عن قواعده بها علماً بأن أمريكا لو كانت تريد البقاء فى طرابلس لما استطاع الملازم معمر القذافى إخراجها عندما كانت هناك لأن صديقه ( كاسترو ) لم يستطيع إخراجهم من قاعدة ( اقونتانامو ) فى كوبا وأن بريطانيا تريد بنغازى وطبرق مقراً لمخابراتها ونسى هيكل أن قبرص لا زالت فى يد بريطانيا وأنها الآن أكثر اطمئنان بعضويتها فى الاتحاد الاوروبى وصلتها القديمة ببريطانيا وموقعها الاستراتيجى أعظم وهل نسى حرب السويس 1956 ويبدو أن محنة الشعب الليبى التى دامت 42 سنة بيد دكتاتور دموى معتوه عرفها هيكل بأنها (غير المعقول ) لم يقبل أن تنتهى سلماً فلا بد من القوة والشعب الليبى الأعزل ماذا يفعل إلا أن يستنجد بالأجنبى بعد أن غاب الجار العربي الشرقى خاصة والسيد هيكل يعلم من ثقافته الدينية الواسعة أن أكل الميتة حلال شرعاً للبقاء على الحياة.
وللأسف تكشف لى أن الصحفيين العرب أقل عرفاناً بواقع وأوضاع المنطقة من الأجنبى، ولا أعلم متى سيكون لدى العرب صحفى كذلك الذى تسبب فى استقالة الرئيس الأمريكى نكسون والذى بالتأكيد لم يظهر وينمو من خلال انقلاب عسكرى.

الأحد، يناير 29

من ارشيف الوطن

حصريا (كتابات إمنينة)هـذا بــلاغ للنــاس


 طالبان قادمون ...
والفتنة تدق الأبواب

 فإنتبهوا وأقرؤا التاريخ
بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينة
الحلقة الثالثة :                                                
كتبنا في الحلقة الأولى من هذا الموضوع عن إنحسار الدولة الإسلامية وتراجعها وتوقف الفتوحات والغزوات ، وفي هذه الحلقة نحاول التحري عن الأسباب التي أدّت بالدولة الإسلامية في العهد الأموي إلى ذلك التراجع . ومهما قيل في هذه الأسباب فلا نكران أنها كانت أول دولة عالمية للإسلام والتي هي ، أي الدولة الأموية التي نشرته في هذه الرقعة الواسعة من العالم والتي تمتد من ساحل البحر الأطلسي إلى حدود الهند والصين ومن البحر الأسود وبحر الخرز (قزوين) Black Sea & Caspian Sea إلى المحيط الهندي Indian Ocean  ، وأنها كانت أقوى عهود الدولة الإسلامية وكان عصرها بفضل العرب المسلمين ، أكثر العصور الإسلامية قدرة على الجهاد ، وأشدّها نشاطاً وحيوية ، وفي عهدها تلاقى العرب في البلاد المفتوحة ، مع شعوب أخرى كانت تتقدمهم في الحضارة وتفوقهم في المعرفة ، فتأثروا بثقافاتهم وتقاليدهم ونظمهم ، واستطاعوا أن يتمثلوها بل ويضيفوا إليها روحاً إسلامية ، بل وتأثر شِعرهم بعد أن رقّت مشاعرهم وذلك بإنتقالهم من صحارى رملية وبوادي وفلوات مقفرة ، إلى بلاد سماواتهم زرقاء ، وأراضيها خضراء تجري فيها الأنهار وتفيض بالخيرات فانطلق، أي شِعرهُم ، رائقاً رقيقاً رقّة الحضارة وجزلاً جزالة البداوة . كذلك لم تكن الفتوحات الواسعة والثورات وحركات التمّرد التي كانت تستعر خلالها لتعترض نشاط الحياة بجميع أطيافها من اجتماعية وأدبية وثقافية وعلمية وعقلية واقتصادية وزراعية وعمرانية . عقدت مجالس الأدب والشعر والغناء، وقام العلماء بتدوين الحديث والتفسير والمغازي والأخبار، واتّسمت الحياة والمجالس الثقافية بإثراء ونمو الفقه واستيعاب تطبيقاته لحاجات الحياة المتطورة، بما يتلاءم مع الأعراف المستقرة في البلاد المفتوحة، كما إتسمت الحياة الثقافية بدراسة المذاهب الفلسفية واللاهوتيه ومناظرة أصحابها مما أدّى إلى نشوء مدارس فكرية اسلامية ومن أهمها مدرسة (المعتزلة) التي تأثرت بتلك المذاهب، لاسيما فيما يتعلق (بحرية الإرادة) ، وكذلك بالأخذ بعلوم اليونان في الطب والكيمياء، وكان خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أول من اهتم بنقل تلك العلوم إلى العربية، وان كان يؤخذ على دولة بني أميّة الظلم والجور فلعل ذلك ما كانت تقتضيه سياسة "المُلكْ" وتفرضه مصلحة الدولة في الظروف الحرجة لاسيّما إذا كان الخارجون عليها والعابثون بأمنها من الأشدّاء في نضالهم والمتعصبين لعقائدهم، فالدولة لا تستقر إلاّ بهم، فهو العنصر الأساسي لازدهارها في جميع أنواع الحياة . وقد رأينا أن الثورات والفتن قد أحاطت بدولة بني أمية واندلعت
في عدة جبهات، وخاصة في العراق، فقد جمع هذا القطر لسوء حظّه جميع الناقمين السابقين على عثمان ثم أضحى مقراً لشيعة علي وأبنائه من بعده وفيه ظهر الخوارج، وفيه اجتمعت فئات من أهل التقوى والورع، ولا يتّفق مع أوامر الله، ومن هؤلاء حفظة القرآن (المعروفون بالقرّاء) والفقهاء وحفاّظ الحديث، وكان أشدّهم صلابة وتمسّكاً الخوارج، وقد استخدم القائم بشئون الخلافة عندئذ، وهو معاوية بن أبي سفيان، استخدم المال في شراء القلوب أو الذمم (تماماً مثلما فعل الطاغية الباطش إذ أرسل أحد مستشاريه ووزرائه خلال شهر فبراير 2011م لشراء بعض الذمم ورشاء بعض الشيوخ في إحدي المدن الليبية المعروفة  – لكن خيّب الله ظنّه، ورجع مندوبه المستشار يجرجر ذيل الخيبة ويتصبّب جبينه عرقاً ) .
وحاول معاوية بذلك (بخبثه ودهاءه) جعل الحلم والسماحة من أسباب المودّة ونزع الأحقاد، واستعمل القوة والبطش حين لم ينفع المال ويفشل الحلم في أداء المهمّة، واصطنع لذلك الأيدي الحديدية لقرع رءوس المعاندين (سبحان الله فَخُطّة الرشوة والقمع ثم الاحتواء والسرقة في مراحلها ( أ ) و( ب ) و( ج ) والتي حاول تطبيقها الطاغية المقبور في عام 2011م الموافق 1432ﻫ ، فشلت بأركانها الثلاثة في نفس العام، غير أنها أي الخطة ( أ ) و( ب ) التي بدأ تطبيقها معاوية حوالي سنة 58ﻫ الموافق 678 م، قد نجحت بركنيها    ( أ ) و( ب ) دون الحاجة لتطبيق الخيار"ج"، إذ كان قد طبقها بسرقتها أو احتوائها وذلك في العام 41ﻫ الموافق 662م . الذي اغتال فيه الحسن السبط وسرق الخلافة منه بعد اتفاق البيعة "الخديعة" واتفاق معاوية مع "جعدة بنت الأشعث" زوجة الحسن السبط – سرّاً في نفس تاريخ البيعة على تسميم زوجها في مقابل تزويجها من ابنه يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بالإضافة إلى مبلغ وقدره مائة ألف درهم .
بعد أن أنجزت "جعدة" ما تعاهدت به مع معاوية ، اتصلت بمعاوية مطالبة إياه بانجازه ما وعد، فأرسل المبلغ المتفق عليه، ومعه كتاب يقول "إنا نُحبُّ يزيداً ولولاك لوفّينا بتزويجك منه" .
       وبالمناسبة فان بعض المؤرخين يشير في مضمون حديث رواه لأصحاب السُنن عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
" الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم مُلكٌ بعد ذلك عضود " .
والثلاثون سنة بالترتيب : سنتان من خلافة أبي بكر الصديق، وأحد عشر سنة خلافة عمر بن الخطاب، وثلاثة عشر سنة خلافة عثمان بن عفان، وأربع سنوات خلافة علي بن أبي طالب . وبذلك يكون مجموع هذه السنين ثلاثين سنة ومضمون الحديث هنا أن معاوية بن أبي سفيان لم يكن ضمن الخلفاء الراشدين الأربعة وإنما كان مَلِكَ مُلْكٍ أُغتُصِبْ ولا شرعية له . والإسناد هنا إلى الجامع للأصول في حديث الرسول ج 3 ص 41 ومآثر الأناقة في معالم الخلافة ج1 ص 108 . أما المراجع فيما تقدم فهي :- تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 192- مروج الذهب ج 2-427- أُسْد الغابة ج-2-ص 426 ابن الأثير ج-2 ص 402- الطبري   ج-5 ص 158 .

 وإلى اللقاء في الحلقة القادمة

من ذاكرة الوطن


القبعات الصفراء

متابعات صحفية

يتحدث فيه عن خفايا نظام القذافي ورجاله...


شلقم يصدر "أشخاص حول القذافي"

يقدم عبد الرحمن شلقم في كتابه "أشخاص حول القذافي" الكثير من المعلومات والخفايا الخاصة بالشخصيات القريبة من العقيد الراحل معمر القذافي مراعيا من خلال سرده وحديثه عنها مدى علاقته وقربه وصداقته لها، فمنهم من يقدمه بصورة سيئة جدا، ومنهم من يحاول أن يبحث له في تاريخه الطويل في خدمة العقيد عن بقعة ضوء. لكن العامل المشترك الذي أسقطه شلقم على كل هذه الشخصيات هو إدانتهم لاستمرارهم مع النظام المنهار إلى آخر يوم فيه وعدم انضمامهم للثورة مبكرا كما فعل هو، مستجيبا لنداء الخير في قلبه، ليتحول إلى كلمات مؤثرة يلقيها في هيئة الأمم المتحدة ليصدر القرار الأممي القاضي بحماية الليبيين العزل.
شخصيات متعددة
المندوب السابق لنظام القذافي بالأمم المتحدة، الذي تقلد في عهد القذافي العديد من المناصب الرفيعة تمكن طوال عقود من الوجود قرب الخيمة وباب العزيزية، مقر القذافي حيث تتخذ الكثير من القرارات. يتناول شلغم في الكتاب الكثير من الشخصيات التي أرهبت الشعب الليبي وسرقت أمواله وحاولت إذلاله وقهره، وشخصيات أخرى كان معمر يحركها مثل الرسوم المتحركة. ويمكنك أن تقرأ فيه معلومات عن عدة شخصيات معروفة كان الحديث عنها في وقت من الأوقات من المحظورات منها عبد الله السنوسي، ورمضان بشير، ومفتاح كعيبة، وموسى كوسا، ومحمد بالقاسم الزوي، وسليمان الشحومي، وإبراهيم الغويل، وأبوزيد دورده، وأحمد قذاف الدم وفوزية شلابي وغيرهم. ويتحدث أيضا عن البغدادي المحمودي الذي قسم نشاطه إلى ثلاثة أدوار: بغدادي الصباح -القذافي حيث يقوم بعمله في مكتبه ويتلقى الأوامر من القذافي ومدير مكتبه، وبغدادي بعد الظهر -المقرحي حيث يلتقيه عبد الله السنوسي، وبعدها بغدادي الليل التونسي حيث يتفرغ لأموره الخاصة. ويضج الكتاب بتفاصيل عن الحياة الخاصة لبعض الشخصيات مثل فوزية شلابي، التي تطرق إلى قصة زواجها من أربع رجال بالتفصيل مبرزا دور أمها السيدة صالحة في كل قرارات الزواج التي تتخذها فوزية. كما تناول بعض الفضائح والجرائم التي ارتكبها القذافي داخل خيمته وخارجها، وجرائم أخرى ارتكبت في ثكنة باب العزيزية مثل سحل عسكريين من حراس القذافي السابقين هما خشيبة والغناي أرادا أن ينتقما من القذافي لأنه انتهك حرمة بيتيهما في غيابهما وصارت الألسنة تلوكهما. ويشير شلقم إلى أن عبد الله السنوسي أمر بالقبض عليهما ووضعهما أمام فصيل من الجنود. وأمر الجنود بطعنهم بالحراب ثم ربطهما بسيارتين وجعل السيارتين تسيران كل واحدة في اتجاه لينفصل كل جسد إلى شقين على طريقة نهاية رواية "التبر" لإبراهيم الكوني.
حديث عن الذات


وانت يافالـــــح

الكتاب يفكك منظومة السلطة لدى القذافي منذ أن بدأ تأسيس خلاياه السرية في سبها ومصراتة، وفي آخر فصل منه يتحدث عبد الرحمن شلقم عن نفسه ببعض الشفافية حيث يخاطب نفسه بعبارة: "وأنت يا فالح"، ويقصد بذلك أنه بعد أن شرّح معظم الشخصيات القريبة من القذافي غائصا في أعماقها متحدثا عن تكويناتها النفسية والسياسية والاجتماعية حسب وجهة نظره قد جاء دوره هو أيضا ليقدم نفسه للقارئ. ويتحث شلقم عن ثروته وبيته، الذي كان يسكنه سابقا ولي عهد ليبيا الحسن الرضا وعن مزرعته التي اشتراها من زميله في حكومات القذافي محمد بالقاسم الزوي، وكذلك الأسباب التي جعلت القذافي يختاره دائما ليكون قريبا منه عبر تكليفه بالعديد من المناصب الإعلامية والدبلوماسية المهمة. كما يحاول أن يطرح على نفسه عدة أسئلة على لسان القارئ، من ضمنها لماذا استمر 42 عاما مع القذافي على الرغم من كل الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب الليبي والعالم، ورغم من معرفة شلقم بالمناخ الفاسد الذي يسير السياسة الليبية داخليا وخارجيا. وفي ذلك يقول شلقم: "أينما عملت كنت أمارس عملي على طريقة التكنوقراط، كنت دائما أقوم بتفكيك الملفات المعقدة التي أعتبرها ألغاما، أدرك القذافي أنه لا طموح سياسي لدي وأن اهتمامي الأول والأخير هو الأدب والثقافة، في أحيان كثيرة عندما ينتهي لقائي معه أطلب منه إعفائي من وزارة الخارجية، يقول معلقا: طبعا نفس الأسطوانة، تريد أن تتفرغ للقراءة والكتابة". ويعرج شلقم في موضع إلى ثروة أخرى يملكها: "الثروة التي أمتلكها وكانت الأجمل في حياتي هي مكتبتي التي ضمت 23846 كتابا، منها مخطوطات نادرة وكذلك لوحات فنية وتحف، نهبت على يد كتائب القذافي ولم يبق منها ورقة واحدة كان مصيرها مثل كل شيء في البيت، وكل امتلكناه لا يساوي قطرة دم من شهيد، فالشهداء أفضل منا جميعا".
ردود منتظرة
الكتاب سيثير جدلا وصدامات مع شلقم من قبل الشخصيات التي تناولها. وقد تكون هناك الكثير من الردود وربما الكتب، كل شخصية سوف تقوم بالدفاع عن نفسها وطرح مبرراتها على طريقة شلقم في كتابه هذا. ويعبر "رجال حول القذافي" عن وجهة نظر واحدة تتعلق بعدد من رموز عهد القذافي بمن فيهم الكاتب نفسه، ممن واكبوا مسيرة القذافي وطغيانه. وقد ألفه شلقم في حالة نصر ونشوة وأمان، بعيدا عن أي خطر قد يهدده، فهو مقيم حاليا في أميركا وليس في ليبيا. وربما سيكون الرد على ما ورد فيه فيض من المؤلفات من قبل أنصار القذافي ووزرائه ومعاونيه وشركائه، في محاولة لتبرئة أنفسهم، والتنصل من عبادتهم للقذافي لكنها بالتأكيد ستأتي بعد فوات الأوان.

اهتمامات الوطن

ليبيا أولا وفوق كل إعتبار

تلقت صفحة أبجدية الوطن شكرا خاصا من جهات محلية ذات صفة وإعتبار ، رأت في هذه الصفحة الالتزام بالموضوعية الوطنية في تناول كافة إهتمامات الوطن .. ومن هذا المنطلق وجهت الدعوة للصفحة بضرورة التمسك بذات النهج الوطني الملتزم بالموضوعية والعمل مع تلك الجهات لدعوة كافة المهتمين بالشأن الوطني وناشطي العمل في الشبكة العنكبوتية ( الانترنت) علي ضرورة إتاحة الفرصة للمكلفين والقائمين بالعمل الانتقالي والتنفيذي ليتمكنوا من القيام بالمهام  المنوطة بهم  بصورة مؤقته لحين تكامل كوادر الدولة وإستكمال آلياتها وكوادرها .

مع توجيه الدعوة لكل الكتاب والمهتمين بعدم نشر أية مواد تتعرض لأسماء الأشخاص بشكل مباشر باعتبارها قد تأتي من زوايا تحريضية او تجريحية  سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لما تسببه من إحتقان في الشارع الليبي ينعكس علي إستقرار وأمن الوطن .

وحفاظا علي الوحدة والسلامة الوطنية ومنعا لمزيد من الارباك لتلك المؤسسات الوليدة والقائمين عليها ، خاصة في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها بلادنا الغالية .. نأمل من الجميع إستشعار المسئولية و تأجيل تلك الموضوعات الي وقت لاحق بعد مرحلة  تكامل مؤسسات الدولة ..



وبعد أن عكفت إدارة صفحة أبجدية الوطن علي مراجعة هذه الدعوة رأت الإستجابة لهذا النداء  بتنبيه السادة كتابها بهذا التوجه الذي تتطلبه المرحلة الراهنة من عمر الوطن العزيز .. وبالتالي فان الصفحة إسهاما منها في العمل الوطني الذي تقتضيه المصلحة العامة  سوف تعمل من طرفها  بمهنية الإلتزام الذي يضع ليبيا أولا وفوق كل إعتبار .  مع كامل التقدير لكافة السادة الكتاب والمتابعين والمهتمين ...

الخميس، يناير 26

حصريا ( كتابات إمنينة) هذا بلاغ للناس

 طالبـــــــــــان قادمون ...
 
والفتنة تدق الأبواب
 فإنتبهوا وأقرؤا التاريخ

بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينة

(الحلقة الثانية)
قـال نصر بن سيّار محذّراً من الفتن ، ومن مآل الدولة الأموية :

أرى تحت الرمادِ وَميضَ جَمْر       ويُوشِكُ أن يكونَ لـهُ ضِرامُ
وأن النـارَ بالعودبـن تُذْكـى            وأنَ الحـربَ أوْلُها الكَـلامُ
وإن لم يطفهـا عقـلاء قـوم             يكـونُ وَقودُهَا جُثثٌ وَهَـامُ
وُقلتُ من التعجب ليت شِعْري        أئيقـاظٌ بن أميـة أمْ نَيَـامُ
وكان نصرٌ هذا أميراً داهية وهو شيخ مضر بخراسان في العهد الأموي منذ العام 120ﻫ ، وكان قد غزا مغازى كثيرة وفتح حصوناً عديدة وغنم مغانم جمّه ، ولما قويت شوكة العباسيين كتب إلى بني مروان ينذرهم ويحذرهم فلم يأبهوا للخطر ، وحين تغلّب أبو مسلم الخراساني على خراسان هرب نصر من مرو التي كان قد أستقّر بها .. هرب عام 130ﻫ ورحل إلى نيسابور ، وكتب إلى مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية (الحمار) هذه الأبيات .
وبينما أنا أواصل كتابة هذه الحلقة اليوم السبت 21/1/2012 م استمع إلى أصوات تصمّ الأذان ، وتحفّز أجهزة إنذارات السيارات لتنطلق بسبب تلك الإنفجارات وضغط الهواء المترتبّ عليها ، وتثير الرعب في النفوس ، وترفع من مستوى الضغط في الدماء والقلوب مما دعاني إلى التوقف قليلاً عند هذا المشهد الإرهابي المتعصّب والمؤذي والمستهجن والمكفّر والمستورد على ما يبدو من الشعارات التي يرفعونها والكلمات التي كانوا يرددونها من دولة عربية إسلامية نفطية بعينها عزّ عليها – كما عزّ على غيرها من الدول العربية اللصيقة أو البعيدة السوداء أو البيضاء ، والتي كانت قد أثرت وتأثرت بالأموال المتدفقة عليها من المقبور الطاغية – عزّ عليها أن تخْطف أضواء الإعتراف بليبيا منذ الساعات الأولى دول مثل : فرنسا وقطر والإمارات العربية .
وكنت قد سمعت قبل أيام روايات مزعجة عن نبش قبور ، وهدْم أضرحة في مدينة بنغازي مثل زاوية سيدي البهلول في اللثامة وسيدي عبيد ومقبرة في سيدي خليفة ، وأخرى في الكويفية ، وعن مظاهرات ترفع رايات سوداء تحمل فكر أبي مسلم الخراساني وفي بعضها ترفع رايات كسيله والكاهنة ، ومظاهرة أخرى يقودها مقنعّين وملثمين تحسبهم كوكلوكس كلان K.K.K. ، الجماعة الأمريكية المتعصّبه للجنس الأبيض والمنحازة
ضد المسيحيين الكاثوليك والزنوج وهم من المسيحيين البروتستانت في الولايات المتحدة الأمريكية ويحملون الصلبان وهي تلتهب وتلتهمها النيران وربما ليحرقوا بها مساكن أو سيارات أو ممتلكات خاصة بأحد الزنوج أو المواطنين الكاثوليك أو أي مسيحي آخر لا يكون (بروستانتياً) أما الذين شاهدتهم في بنغازي هذا المساء فهم للحق والواقع لا يحملون لا صلباناً ولا مسدّسات ، هم فقط يحملون السيوف يلوّحون بها ويرهبون المارة ويرفعون الرايات السوداء وترافقهم النسوة المختمرات يتصايحن بدعوات وشعارات تكفيرية ، وعندما تَوَقفَتْ صَبيّة - لا يتجاوز عمرها العشر سنوات - لتراقب المشهد من باب حب الإستطلاع صاح بها أحد "النشّامى" المتلثمين ملوّحاً بسيفه ناهراً إياها بالقول : إنصرفي !! إنصرفي !
يبدو أن السبب في ذلك التلويح لها بالسيف كونها لم تكن مختمرة !!! أو متخمّرة مثل "مرافقاتهم" لست أدري ما هي الكلمة الصحيحة . 
وإني لأتساءل : أين كان هؤلاء أيام حكم "قراقوش" السرتاوي ، ولماذا لم نسمع منهم هذه الشعارات والهتافات طيلة أربعين عاماً أو يزيد ...؟ ونقول "سقا الله" – على رأي السوريين ، أيام نتف اللحي في سراديب الأمن الداخلي ، والصعق بالكهرباء على أيدي (س.و-ع.هـ) وزبانيتهما ومن على شاكلتهما ، أيام كان يطلق عليهم إسم "الزنادقة" ؟ وأيام كانت التعليمات الصادرة إلى إدارة الهجرة والجوازات تقضي بعدم إصدار أو تجديد أي جواز سفر ليبي إذا كانت الصور الشمسية المرفقة بطلب ومسوّغات الإستخراج أو التجديد ، يظهر فيها صاحب الجواز ملتحياً ، وأيام قصف هؤلاء من الجوّ بقنابل النابالم وغاز الأعصاب ، وهم في كهوف الجبل الأخضر ؟
وكذلك أيام كانوا على قوائم الممنوعين من السفر ، وأيام كان تقصير السرابيل وإرسال اللحّا مبررّاً كافياً للإقامة الجبرية في "الباستيل" أي "بوسليم" إلى ان يقضى "قراقوش" وصهره عبد الله السنوسي أمراً كان مفعولاً . أم اتخذ هؤلاء شعار "ليبيا حره" أو "أرفع راسك فوق أنت ليبي حرّ" ليفعلوا ما بدا لهم ويتخذ هذه الشعارات ذريعة لإرتكاب ما عنّ له من خطايا وأخطاء بتحريض من الخارج أو من الداخل من نفس مريضه ، وإني لأتساءل اليوم : ما الفرق بينكم وبين ذلك العهد الذي ولّى إلى غير رجعة بأزلامه وسذيته وكهنته يوم نبشوا قبور الصالحين والأولياء أمثال السيد الإمام العلامّه محمد بن علي السنوسي وأسرته بالجغبوب والإلقاء بجثامينهم في الصحراء ، وكذلك مقبرة سيدي رافع بن ثابت الأنصاري الصحابي المجاهد بمدينة البيضاء في عام 1985م
أنا أقول لكم ما الفرق .
إن الفرق بينكم وبين أولئك هو أنهم كانوا كفّاراً في الأصل أما أنتم فكنتم مسلمين مثلكم مثل إبليس لكنكم فسقْتم عن أمر ربّكم فأضلّكم الله )أفأنْتَ تُكْرِه الناس حتى يكونوا مؤمنين(    (يونس 99) .
وهذا السؤال الإفتراضي التهكمي من الله عز وَجلَّ موجّه إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فإذا كان الله سبحانه وتعالى لم يُكره ولم يحب لأحدٍ أن يؤمن بالإكراه ولو بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويقول أيضاً : )لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغيّ ، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد إستمسك بالعـروة
الوثقى لا إنفصام لها والله سميع عليم( صدق الله العظيم (البقرة 256) والمقصود بالآية وجادلهم بالتي هي أحسن هم الكفار وليس بالموحدين الذين لايحتاجون دعوه ولا جدال ، والناس كفرت بالطاغوت وقتلته فهي آمنت بالله والحمد له .
والشعب في ليبيا كفر بالطاغوت وقتله ودفنه يوم الخميس 20/10/2011م فهو قد آمن بالله وإستمسك بالعروة الوثقى .
وخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم في عباده قائلاً )ليس عليك هُداهم ولكن الله يهدي من يشاء((البقرة 272)
) ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذّبهم ( (آل عمران 128) .
) إنما أنت بمُذكّر لست عليهم بمسيطر(  (الغاشية 22) .
وقال تعالى في سورة النحل يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم :-
) أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ، وهو أعلم بالمهتدين ( صدق الله العظيم (النحل 125) وأنا أتساءل من الذي ظلّ غيركم ؟ والشعب ترككم لله ليهديكم ولم يكفرّكم .  
وإذا كان لك من سبيل للدعوة إلى دين الله فإن الله يأمر بألا يكون ذلك السبيل بقوة السيف وبالمهاترات ورفع الشعارات في غير محلَّها بالفجور ونبش القبور وهدم الأضرحة ، وما الفرق بينكم وبين المقبور ، ألم يقصف صوامع المساجد (التي أمر الله أن يذكر فيها إسمه) قائلاً بأن لا وجود لأظلم ممن قصف مساجد الله وبالتالي (منع عباده أن يذكر فيها إسمه) ، ولم يأمر بنبش قبور الصالحين ؟ أنسيتم قبور الرجل الصالح (داوود) في البركة ، والرجل الصالح "بوسديرة" الذي كان ضريحه مقابل كتيبة الذعر والقهر في البركة ، وضريح سيدي امنيذر في طرابلس مكان الساحة الخضراء وأضرحة أخرى في درنة منها سيدي عون وسيدي عزيز لا أذكرها . وإني لأتساءل : هل إنتهت مشاكلنا الملحّة والتي تعيق حياتنا اليومية ومستقبل البلاد وأبناءنا – والدستور والإنتخابات البرلمانية ، والمستقبل الإقتصادي للبلاد ومشاكل التعليم والصحة ، والمرافق والبنية التحتية ، وفوق ذلك تحقيق العدالة والأمن ومحاسبة قتلة اللواء عبد الفتاح يونس رحمة الله عليه ، ورؤوس الفساد ، ومحاسبة المسئولين عن تهريبهم إلى مصر وتونس والنيجر والجزائر ؟
هل إنتهينا من كل هذه المشاكل ؟ ونتساءل أيضاً هل حقاً أصبحنا أحراراً ؟
أم أن تحرير البلاد من الطغاة المفسدين الظالمين أعطاكم الحق والحرية التامّة في أن تقوموا مقامهم وتسلكوا مسالكهم ؟
تبغى النجاة ولم تسلك مسالكها
                        إن السفينة لا تمشي على اليبس
 )والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون(  صدق الله العظيم (يوسف 21)    


     ؛؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة


متابعات صحفية

بدون تعليق

الأربعاء، يناير 25

بريد أحبة الوطن

 رسالة لأحرار ليبيا

بقلم : صالح بن عبدالله السليمان


أبطال ليبيا , أحرار ليبيا ..
لا تجعلوا مد الربيع العربي يتوقف , فأنكم ألهمتم أحرار العالم , ألهمتموهم بإصراركم على الحرية والكرامة , حاربتم حرب الرجال , قاتلتم قتال الفرسان , أبدعتم , وأحسنتم
تغزلنا بكم وبثورتكم , تغزلنا بشهدائكم وأحراركم .
ولكن … استمرار مد التحرر العربي رهن بنجاح ثورتكم ,
إن نجحت ثورتكم , وستنجح إن شاء الله , ستجعل كل الشعوب العربية تتحرك , ولكن إن فشلتم , فسنعود كلنا , نحن وأنتم إلى الوراء مئات الأعوام .
ما يحدث اليوم في ليبيا , تراقبه كل الشعوب العربية , وتحاول أن تتلمس طريق المستقبل من خلال التجربة الليبية .
فلا يمكن أبدا إلا أن تتحرر ليبيا من كل مظاهر الطغيان والاستبداد والفوضى , لا بد أن تعود جذوة الثورة التي انطلقت في السابع عشر من فبراير 2011 في حب ليبيا , إلى الاشتعال مرة ثانية . وإلا ….
فما فائدة الثورة ؟ وما فائدة إراقة الدماء الزكية , إن كنا سنستبدل طاغية واحد بألف طاغية جديد , ونستبدل لصا واحدا بألف لص جديد , ونستبدل حاكما بأمره بألف حاكم بأمره جديد ؟
اعلم أن المسئولية على أكتافكم ثقيلة , والأمانة في أعناقكم تنوء بها الجبال , ولكن ليس للنجاح بديل , فانتم اخترتم أن تكونوا في الطليعة , وهذا قدركم , فلا تستسلموا .
مظاهر انفلات السلاح يجب أن تتوقف
مظاهر سرقة المال العام يجب أن تتوقف
مظاهر التخبط في القرارات يجب أن تتوقف
مظاهر تولية الأمور للأكثر ولاء وليس للأصلح يجب أن تتوقف
مظاهر اللجان والهيئات الصورية يجب أن تتوقف
مظاهر التصريحات المتضاربة من المسئولين يجب أن تتوقف
مظاهر محاولات الالتفاف على الشعب يجب أن تتوقف
مظاهر غوغائية النخبة الإعلامية والسياسية يجب أن تتوقف
مظاهر إفلات المسئولين السابقين والحاليين من المحاسبة يجب أن تتوقف
مظاهر غوغائية المتظاهرين أيضا يجب أن تتوقف
هذه المظاهر ليست مظاهر ثورة شعب من اجل الحرية والكرامة , ولا يجوز أن نراها في بلد قدم الآلاف الشهداء وتكبد خسائر عظيمة .
يجب أن يراعي كل مسئول تسلم منصبا الله أولا ثم دماء الشهداء, وأن لا يحسبها فرصة أتته في غفلة من الزمن لكي يثرى ويعين من يريد لا من يصلح ويطرد من لا يريد.
يجب أن يراعي كل حامل للسلاح ربه في وطنه , وان يكون همه الأول وطنه وليس نفسه أو قبيلته أو مدينته , فلن تصلح مدينة في بلد مضطرب .
يجب أن يراعي كل مثقف وصاحب قلم الله في ما يكتب أو يقول , ثم يراعي حقوق وطنه وحقوق أهله , لا أن ينشر الشائعات , ويكذب الأكاذيب عن أبناء وطنه , لا أن يلقط إشاعة كاذبة وينشرها ويتبناها .
الواجبات كثيرة على الكل , ولكن اكبر واجب , والواجب المقدس الذي لا يمكن التغاضي عنه , أن نحب ليبيا , نحب ليبيا كلها , بأرضها ومدنها , بأهلها وناسها , بصحرائها وجبالها , ببرها وبحرها , ومن لا يحب ليبيا, كل ليبيا , فلا يحق له أن يعيش فيها وأن يتنفس هوائها .
فليبيا تناديكم جميعا , فاتحة لكم ذراعيها , فلا تقطعوا حبال حبها , من اجل مصلحة شخصية , أو من أجل فائدة مؤقتة .
أتمنى أن يعي كل الشعب الليبي , هذه الرسالة , فليبيا عروس تنتظر فارسها , فارسها البطل الذي يضحي من أجلها .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي

الثلاثاء، يناير 24

صور من الوطن

نبض الوطن


        العهد الـــجديد..القديم          
الكاتب : مفتاح بوعجاج

 الأمم الديمقراطية المتقدمة عالجت امراضهاوعللهابأفكار ثقافية وسياسية نورت العقل والنفوس والأوطان ولذلك أطلق على تلك العصور ..عصور التنوير.
  الأمم التي تزال متخلفة تلوثت عقولها ونفوسها بأفكار متخلفة لا أجد ما أطلق عليها سوى ..عصر الانقلابات والعسكر الهمج والمتخلفون ...مرت ايطاليا ألمانيا واليابان في فترة زمنية معينة بعصر انقلابات ..إلا أن الأفكار الديمقراطية العظيمة التي رسخت عند شعوبها وفى عقولها وباطنها بفضل عصر التنوير استطاعت أن ترجع بتلك الأمم إلى مصاف الدول الديمقراطية الحديثة.
  نحن نقع ألان في وسط معمعة الأفكار والإيديولوجيات المتقاطعة والمختلفة والبعض منها متخلفة والبعض منها اكاديمى لا يصلح إلا في قاعات المحاضرات والتنظير التي أن اتبعناها فسنتيه الطريق إلى بناء بلد ديموقراطى حديث وان جمعناها بطريقة المعادلات الرياضية فستكون نتيجتها صفرا بل أحيانا ستكون سالبة النتيجة كأنها أسهم متضادة الاتجاه  والقيمة.
  حتى من لديه الوقت والنية الحسنة لإتباع ما يكتب أو ما يقال سيتوه ولن يعرف ما هو الصواب وما هوالخطأ..وما هي الطريق الاصوب والأصح لبناء بلاد دمرت ونفوس وعقول لوثت وتاريخ تم تزويره بمنهجيه على يد معلمون مهرة في التزوير والكذب والافتراء و شعارات وإيديولوجيات فاشلة مع ثروات لم تأتى بجهود حقيقية منتجة بل ثروات طبيعية جاهزة نابعة من الأرض جعلت الكل يتصارع للحصول عليهاوبأى طريقة وجعلت من الجميع يتصارعون على السلطة ويتركون الوطن ..بل أصابنا الفشل حتى في توزيعها توزيعا عادلا أو استثمارها في اقتصاديات صحيحة تصلح لما بعد انتهاء تلك  الثروات الناضبة .
  أخذنا من تلك الأمم المتقدمة ما هو مادي وتقنى ومظهري جاهز ولكن لم تتطور عقولنا أو افكارناوثقافتنا لنصل إلى مستوى مدني متحضر ..فأصبحت مدننا وقرانا خليطا من التخلف العجيب والغريب ..واقتصادا تمزق إلى أن أصبح اقتصادا نقديا ورقيا مجهول الهوية..وإداراتنا كأنها نجع به الشيخ والرعية والعطية والجواري والغزو والغنائم وجامعاتنا كأنها مكان للحصول على اكبر ثروة ممكنة ولا مكان فيها للعلم والبحوث العلمية لمعالجة مشاكل مجتمعنا بحق وحقيقي ، تخّرّج في أنصاف متعلمون ملوثو الفكر والعقيدة ..وشوارعنا كأنها مكان لسباق الخيول وأرصفتنا كأنها معارض للمنتجات الضارة والمنتهية الصلاحية لا حقوق للمشاة فيها..وجيوشنا ملوثة العقيدة والوطنية أصبحت مكانا فقط للحصول على الرتب والأوسمة بدون انتصارات أو معارك وطنية ..ولذا انتصروا فقط ونجحوا في الاستيلاء على الشرعية والأملاك الخاصة والعامة وتأميم ما وجدوه ليجعلوا الشعوب تأكل زقوما حراما ودينا مؤجلا سنظل ندفع ثمنه لأنه باطل...وتحولت الشرطة من خدمة القانون والشعب إلى أمكنة لاستعراض العضلات  والرتب وفرض النفوذ وجر امرأة مسكينة وتعريتها إمام أنظار العالم وكأنهم بذلك يخدمون القانون والوطن أو جلد امرأة مسكينة لأنها لبست بنطلونا ...وكأن البنطلون المسكين  سيضر الوطن .
   عندما تستمع إلى أفكار زعمائنا وحكمائنا الذين تخرجوا من أكاديمية الوطن الحقيقية في الجهاد والاستقلال ولم يتلوثوا بأفكار أو إيديولوجيات متعددة ومتناقضة تمس حرية البشر والمواطنة ونعود إليهم بعد هذا التيه وبعد ثورات الربيع العربي ..سنجد حكمتنا الضالة في أن بناء الوطن هو أن نخرج من رؤوسنا ما أتى بعدهم من أفكار وإيديولوجيات وفتاوى مضلله وان نعود إلى نقطة الصفر التي بدئوا منها بعد هذا الدمار الذي حل بالوطن وبالرؤوس بعد الانقلاب عليهم وهدم ما بنوه ..وهذا هو مطلب ثوار 17 فبراير ..دولة الحرية والديمقراطية .. وهم الذين أكدوا هذا المطلب بعودتهم إلى راية الاستقلال ونشيد بلادهم الشرعي بدون أن يستفتوا فيه احد ودون أن يتركوه للمهاترات القائمة اليوم ونعم ما فعلوا وإلا لكنا اختلفنا فيها أيضا بفضل (الأسهم والأفكار المتضادة التي تدور رحاها اليوم). .
  نعود لدستور عصري ديموقراطى يحفظ حقوق الفرد والجميع ودولة ليبيا الموحدة في إطار تقسيم أدارى يحقق مبدأ اللا مركزية والعدالة والمساواة تكون فيه الحكومة من ذوى الوطنية والكفاءة(أؤكد الوطنية أولا) ويكون برلمانها ممثلا لكل أطياف الشعب الليبي..ما حصل من دمار للنفوس والأموال والعباد والبلاد لم يكن سببه نظاما إداريا أو سياسيا حتى نلقى باللوم عليه ..لسبب بسيط انه لم يكن لليبيا بعد انقلاب 69 نظاما ..بل كانت عصابة همجية حاقدة طامعة جاهلة تحكم ليبيا وتسخر خيراتها لها في ظل إيديولوجية عجفاء مريضة لا تصلح حتى لرعاية قطيع  ...وللحق كانت تلك العصابة من كل أنحاء ليبيا حتى لا نلقى باللوم على جهة معينة لاتهامها أو إلقاء اللوم عليها ..وهى التي أفرزت هذا الظلم والواقع المتخلف .فليبيا يا سادة لها من التاريخ المضيء ما يجعلنا نرى وراء النفق ضوءا باهرا قد تعامى عنه الجميع ولم يروا فيه غير المطبات والحفر التي ملئت الطريق ..ضوءا لو  سرنا نحوه سنرى جوهره دستورا عادلا(يحتاج إلى بعض التعديلات بما يواكب تطلعات الليبيين اليوم) وقضاء مستقل واقتصادا مزدهرا وحرية إعلام حر وفكر مستنير ودينا قويما ومؤسسات مجتمع مدني وطنية سليمة وعلاقات دولية محترمة ومواطنا ليبيا محترما مهابا ...وأمة عظيمة كانت تسير للعلا والازدهار والتقدم ...
 هذا لبناء الأساس التي تعنى بالفارسية (الدستور)..وبعده فليجتهد الجميع في بناء ليبيا حسب جهده وعلمه وعطائه وإلا سنبقى نتحدث كأننا في سوق (عكاظ)...أنها دعوة للعودة إلى الجذور التي ما افسد زرعها إلا ..الانقلاب الكارثة..