الخميس، أكتوبر 27

متابعات صحفية


القذّافي ضحية ان لا احد اكبر من بلده!
القذّافي رفض بكل بساطة ان يأخذ علما بان كل الفرص اتيحت له من اجل اعادة تأهيل نفسه ونظامه،
لكنه لم يستطع التخلص من عاداته القديمة. لم يعرف اين يجب ان يتوقف.
نقلا عن : ميدل ايست أونلاين
بقلم: خيرالله خيرالله
ما حصل كان اعداما لمعمّر القذافي. كان من الافضل ان يحاكم لتأكيد ان ليبيا الجديدة ستكون دولة قانون اوّلا.
 كانت نهاية دموية ومأساوية لحاكم نزق وجاهل رفض ان يتعلّم شيئا من التجارب التي مرّ بها شخصيا
وتلك التي تعرّض لها بلده. لم يكن معمّر القذافي يتصوّر يوما انه سينتهي بالطريقة التي انتهى بها. كان يعتقد
 في كلّ لحظة انه دجّن شعبه الى درجة لم يعد فيها هذا الشعب قادرا على العيش من دونه. اكتشف القذّافي،
بعد فوات الاوان طبعا، انه لا يمكن ان يكون هناك زعيم اكبر من شعبه او اكبر من وطنه... وان هناك حياة
 لليبيا ولشعبها من دون معمّر القذّافي. "ما في حدا اكبر من بلده" كان يردد الرئيس رفيق الحريري، شهيد
لبنان بكل طوائفه ومناطقه وشهيد العرب الصادقين والشرفاء حقّا الذين رفضوا دائما المتاجرة بشعوبهم
وبلدانهم...
انتصر الشعب الليبي على "القائد" الذي حاول الغاء ليبيا من الوجود. الغى حتّى العلم الليبي وكأنّ التاريخ بدأ
به. حوّل ليبيا الى "جماهيرية". ظنّ انه يستطيع ان يكون كلّ شيء واختزال بلد بكامله في شخصه بمجرد
امتلاكه المال، وهو مال ليبيا والليبيين... الى ان تبين ان كلّ حساباته كانت خاطئة. هناك ولادة جديدة لليبيا.
 السؤال الآن هل يكون الليبيون في مستوى الحدث وفي مستوى استعادة بلدهم وعلمهم وثرواتهم؟
ارتكب القذّافي كل الاخطاء التي يمكن ان يرتكبها حاكم. آمن اوّلا
، وربّما اخيرا، بان في استطاعته البقاء في السلطة الى ما لا
نهاية عن طريق سياسة الغاء الآخر جسديا. بفضل المال وكلّ
انواع القمع والعنف، بقي الرجل في السلطة اثنين واربعين عاما.
 لم يكن لديه معبود سوى معمّر القذافي، كما يقول عبدالرحمن
شلقم وزير الخارجية لفترة طويلة الذي كان بين الذين عرفوا
القذّافي عن كثب. لم يرحم معمّر القذّافي ابناءه الذين تربّوا على
 ان يكونوا خارجين عن القانون داخل البلد وخارجه و وان لا
تكون لديهم اي علاقة بالتواضع لا من قريب او بعيد. جنى على
اولاده الذي نسوا خلفية العائلة ونسوا خصوصا ان صفة
التواضع هي اهمّ ما يمكن ان يتمتع به الانسان، حتى لو كان
نجل زعيم يمسك بالسلطة عن طريق زرع الرعب في صفوف
 ابناء الشعب.
ساير المجتمع الدولي القذّافي طويلا. سايره الى درجة لم يكن
يتصورّها انسان عاقل. ولذلك لا بدّ من التساؤل لماذا انتهى
القذّافي بالطريقة التي انتهى بها؟ الجواب بكل بساطة ان العالم يكره الذين لا يريدون ان يتعلّموا شيئا من
 اخطائهم. القذّافي رفض بكل بساطة ان يأخذ علما بان كل الفرص اتيحت له من اجل اعادة تأهيل نفسه
ونظامه، لكنه لم يستطع التخلص من عاداته القديمة.
الاخطر من ذلك كلّه انه ظنّ ان في استطاعته ممارسة كلّ ما يريده مع اوروبا والولايات المتحدة في
 مقابل دفع الثمن المطلوب. كان محقّا في ذلك بدليل تقبيل رئيس الوزراء الايطالي يده والسماح له بالقاء
 خطاب امام الجمعية العامة للامم المتحدة آخذا كل الوقت الذي يريده متجاوزا كلّ الاعراف والاصول
 المتبعة. في مرحلة معيّنة، لم يكن مضطرا لان يتعلّم شيئا ما دام كان يدفع المترتب عليه. مرّت قلّة ادبه،
 عندما زارته وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، مرور الكرام. لم يوجد من يعاتبه على
طريقة تصرفه مع رايس التي تبيّن لاحقا انه كان معجبا بها الى حدّ كبير!
كان الغرب مستعدا لاسترضائه، حتّى عندما سجن رجل اعمال سويسريا بريئا ردا على التصرفات
 الغريبة لاحد انجاله في فندق من فنادق جنيف. اقلّ ما كان يمكن ان توصف به تصرفات هذا الابن
 الذي اعتدى بالضرب على خادمة العائلة في ارض سويسرية بانّها معيبة.
كان كلّ شيء مقبولا من القذّافي، بما في ذلك اذلاله لشعبه ولزواره من المسؤولين الاجانب، شرط
 ان يدفع. ولكن تبين في نهاية المطاف ان لا حدود لنزق القذّافي وغروره. وصل به الامر الى حدّ
 التغاضي عن الدفع. بكلام اوضح، اراد التمتع باذلال الغرب من دون ان يدفع. اعتقد ان ما مارسه
في ليبيا يمكن ان يمارسه خارجها وان في استطاعته حتى ان يخالف الاعراف والاصول مع بعض
العرب الذين دعموه في احلك الاوقات وسعوا الى مساعدته واخراجه من مأزق الحصار الدولي.
لم تكن هناك حدود لنزقه وغروره. تكمن مشكلته الاساسية في انه لم يعرف اين يجب ان يتوقف.
لم يتعلّم شيئا من الحصار الذي فرض عليه بعد كارثة لوكربي في مطلع التسعينات. ظن انه قادر
 دائما على شراء الوقت. لم يدرك ان الوقت لا يعمل لمصلحته وان الشعب الليبي لن ينسى انه ينتمي
 الى ليبيا وليس الى "الجماهيرية العظمى" التي لم تكن عظمى في شيء.
في كلّ الاحوال، كانت نهاية معمّر القذّافي نهاية طبيعية لشخص غير طبيعي. المؤسف، مرّة اخرى،
انه لم يرحم حتى افراد عائلته الذين ذهبوا ضحية نزقه وغروره وعجزه عن فهم ان التواضع اهمّ صفة
 يمكن ان يتمتع بها الحاكم... ايّ حاكم. تغيّر العالم، لكن القذّافي لم يتغيّر. كان يعتقد ان المجتمع الدولي
معجب بعبقريته. نسي ان كلّ ما في الامر ان لعبة المصالح لا ترحم وانّ الاعجاب كان بحقول النفط الليبة
 القريبة من اوروبا وبجودة النفط الليبي وعائداته لا اكثر!
هل كان مسموحا لحاكم مثل معمّر القذافي ان يتمتع باذلال الغرب... من دون ان يدفع المتوجب عليه؟
خيرالله خيرالله

حصريا: ( امنينة) سلسلة ذاكرة الايام

ذاكرة الأيام – 17

يا شيوخ  قبائل قذاذفة بلدة سرت
هل أنتم أولياء دم الطاغية
 أم بنو إسرائيل  ؟
 
نشرت بشكل استثنائي بتاريخ الثلاثاء 25 اكتوبر 2011 علي هذا الرابط :

حصـــــــــــــــــــــريا
سنوالي  باذن اله وتوفيقه نشر حلقات ذاكرة الايام  التالية :18.... الخ
تابعونــــــــــــــــا بعنايــــــــــــة
وبدورنا في ابجدية الوطن ننقل تحية تقدير خاصة
للسيد كاتب الحلقات
الاستاذ ابراهيم السنوسي امنينة
علي هذا العمل الوطني التوثيقي
المتميز من كافة المتابعين
لأبجدية الوطن
شاكرين تواصلهم
واهتمامهم

حصريا: ( امنينة) سلسلة ذاكرة الايام

ذاكرة الأيام16

حدث ذات يوم
   بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه


      فجر يوم أول سبتمبر 1969 أعلنت الإذاعة الليبية من بنغازي حصول انقلاب عسكري بقيادة العقيد سعد الدين بو شويرب ولم تعلن عن أسماء أعضاء مجلس الانقلاب .
   وفي ذلك الصباح بالتحديد تم ربط شبكة الاتصالات والإذاعة الليبية بين طرابلس وبنغازي  ( بأوامر من المخابرات الأمريكية عن طريق قاعدة WHEELUS "صدق او لا تصدق ").
  وفي ذلك اليوم خرجت الصحافة العالمية بهذا النبأ العظيم مدعوماً بصورة هذا العقيد .
 وكان هذا العقيد قد استقال من الجيش الليبي في وقت مضى وافتتح له مكتباً لمزاولة مهنة محرّر عقود في شارع عمر المختار بطرابلس، وفي هذا الوقت كان يقضي إجازته مع عائلته بمدريد بأسبانيا .
  كانت قد جرت اتصالات بين الانقلابيين وجمال عبد الناصر اعتباراً من فجر الأربعاء 3 سبتمبر 1969 بواسطة ضابط رفيع الرتبة في الاستخبارات المصرية هو محمد فتحي إبراهيم الديب، يرافقه صحفي يدعى محمد حسنين هيكل مع مصوّر.
  كانت أول نصيحة يقدمها الرئيس عبد الناصر للانقلابيين أن يعلنوا عن أسماء أعضاء الانقلاب خشية أن "تسرق منهم الثورة". (سرقها وفات وفي ديله سبع لفات)  
  وفعلاً كُلفَّ "مبنى للمجهول" معارض سابق للنظام الملكي يدعى صالح مسعود بويصير يوم الاثنين 8 سبتمبر 1969 بأن يصطحب العقيد  بوشويرب بالطائرة من روما إلى تونس ثم إلى الحدود الليبية البريّة حيث وجدا في انتظارهما سيارة بها بدلة عسكرية كاملة القيافة والرتبة ليرتديها بوشويرب كي يدخل البلد بالزي العسكري .
   في نفس اليوم والتاريخ عمل الانقلابيين بنصيحة عبد الناصر وشكلوا المجلس الانقلابي وسموّا الأسماء وأذيع البيان عن طريق الإذاعة الليبية ونشر في الصحف الصادرة في ذلك اليوم، غير أن البيان لم يشمل اسم صاحبنا الوافد إلى ليبيا وهو العقيد سعد الدين بوشويرب.
   وصل بو شويرب إلى طرابلس وبالتحديد رئاسة الأركان بمعسكر باب العزيزية ليزاول عمله (صورياً) كرئيس للأركان.
   بعد أربعين يوماً من هذا التاريخ طلب منه أعضاء مجلس الانقلاب أن يستقيل بعد أن استقرت الأمور. وأدى هذا العقيد دوره المرسوم له من قبل المخابرات الأمريكية (دون أن يدري أو (يدري))، ثم عينّه الانقلابيون سفيراً بالقاهرة.
    ولا شك أن الإعلان عن تعيين بوشويرب رئيساً للأركان أربك الضباط الموالين للملك والشلحي ومنعهم من اتخاذ أي إجراء ضد الانقلابيين، حيث أن بوشويرب كان محسوباً على الشلحي وزميل دفعته في الكلية الحربية المصرية .
  كما خدع هذا الإعلان أيضاَ القيادة المصرية بأن العقيد الشلحي هو قائد الانقلاب .
   والجدير بالذكر أن بعض الضباط القوميين قاموا في صيف 1966 بتنبيه القيادة المصرية إلى احتمال إقدام أمريكا أو بريطانيا على تغيير النظام الملكي في ليبيا لصالحهما. وعندما تطرق الحديث إلى العقيد عبد العزيز الشلحي كان رد حمزة البسيوني – وهو من أشهر مساعدي صلاح نصر، مدير المخابرات المصرية- "إنه متعاون معنا" يقصد عبد العزيز الشلحي بطبيعة الحال.
وحسب أوامر الرئيس جمال عبد الناصر، وتحذيره من أن" تُسرق الثورة"- كما تقدم – تم الإعلان عن أسماء ورتب الانقلابيين بعد مرور أسبوع واحد على الانقلاب حيث أعلن عن ترقية الملازم  أول معمر القذافي إلى رتبة عقيد وتعيينه قائداً عاماً للقوات المسلحة يوم الاثنين 8 من سبتمبر 1969 وهو نفس اليوم الذي استدعُى فيه بوشويرب من الخارج ليتولى قيادة الثورة (صوريّاً طبعاً) .
   تم طباعة المئات من صور الرئيس عبد الناصر بمطابع قاعدة WHEELUS عام 1967 وتوزيعها على الجماهير في الأيام الأولى من الانقلاب لإيهام الليبيين والعالم أن انقلاب سبتمبر هو امتداد لثورة 1952 إذن فالتخطيط قد بدأه الأمريكان وفي قاعدتهم ومنذ عامين !!
   قامت المخابرات الأمريكية أيضاً بطبع وتوزيع كتيبات تبين مساوئ الحكم الشيوعي، وقد عُثر على أعداد منها ملقاة على الرصيف بالقرب من السفارة السوفيتية بمدينة الحدائق بطرابلس.
  وربما يود القذافي أن تمُحى الحادثة التالية من ذاكرة التاريخ ولكن هيهات !!
  ففي يوم السبت  18/10/1969، توجه معمر القذافي بعد أن صار عقيداً على رأس مجموعة من عربات نصف نقل نحو قاعدة الملاحة حيث كانت تتمركز وحدة للقوات الجوية الليبية، وبدون أخذ موافقة مسئولي القاعدة، اندفع رتل السيارات إلى داخل المطار، وما هي إلا لحظات حتى كان العقيد دانيال جيمس آمر مطار الملاحة واقفاً عند البوابة الرئيسية وشاهد القذافي بالقرب من حاجز البوابة سانداً يده على عقب مسدسه (كما يفعل البانديتي في أفلام الكاوبوي) LIKE : GARY COOPER
فحملق فيه وأمره أن يبعد يده عن مسدسه صائحاً :
 TAKE YOUR HAND OFF THE GUN
ولدهشة جميع الحاضرين أذعن القذافي وانسحب  كالجرذ ذيله يمسح الأرض.
"يا سلام فيه حد يسّب بلاده ؟!! هأ هأ"

حصريا: ( امنينة) سلسلة ذاكرة الايام

ذاكـرة الأيام ­­ـ 15

بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه

ما هـكذا تـورد الإبـل يا وزير الـدفـاع
حدث وبعد 17 فبراير!!! :
المشهد : THE SCENE

اجتماع لوزير الدفاع الليبي جلال الدغيلي مع وزيري دفاع دولتي كل من بريطانيا العظمى وإيطاليا ـــــ في طرابلس العاصمة .
الوفدان يدخلان غرفة الاجتماع وفي استقبالهم الوزير المضيف وأعضاء الوفد الليبي
*ويدخل العقيد أحمد باني المتحدث والناطق الرسمي لوزارة الدفاع فيما يتعلق بتقدم العمليات العسكرية على الجبهات – محاولا اتخاذ مقعد له بين القاعدين من الوفد الليبي المضيف .
هنا يعترض الوزير الليبي على محاولة جلوس وحضور العقيد أحمد باني مبررا وموضحا بأن هذا الأخير بصفته متحدث أو ناطق عسكري عن وزارة الدفاع فقط ـــ فلا ضرورة لحضوره ذلك الاجتماع , وفي رأي السيد الوزير فإن حضوره يعتبر خرقا ومخالفة وانتهاكا  POLICY INFREINGEMENT  للأعراف الدبلوماسية السياسية العسكرية , وأن عليه , أي العقيد أحمد باني ، أن يبقى خارج قاعة الاجتماع حتى انفضاضه وعندها ، إذا كان هناك ما يستدعي  ضرورة صدور بلاغ رسمي مشترك أو صحفي  PRESS COMMUNIQUE ،فإنه سوف يبلغ بذلك لتلاوته .
DISCOURTESY   فظاظة وجلافة
أما العقيد أحمد باني فقد اعتبر ماصدر من الوزير الليبي هو أسلوب جانب اللياقة والكياسة واللباقة وكان أقرب إلى الفظاظة والفجاجة والجفاف في التعامل مع مرؤوسين في مثل مركزه ورتبته الرفيعه وتأسيسا على ذلك فإنه يحق له ،
ملحوظة:إذا كان السيد الوزير قد نبّه العقيد باني بعدم الحضور بشكل مسبق ، ومنفردا به وليس على الملأ ، فالحق معه ، أما إذا كان الأمر الصادر من السيد الوزير للعقيد باني بعدم الجلوس مع الجالسين في غرفة الاجتماع على مرأى ومسمع من الحاضرين ليبين وأجانب فالحق عليه .

أي العقيد أحمد باني ، والكلام لا يزال على لسانه، أن يطالب المجلس الانتقالي باعتذار رسمي يصدر عن وزير الدفاع بصفته وشخصه.
أما كاتب هذه الأحرف فيرجو من السيد الوزير أن يأخذ بهذه النصيحة :
ADVICE  نصيحة : 
أعلم انك كنت ضمن خريجي الكلية العسكرية العراقية لعام 1957 مع أخيك المرحوم فوزي وثلاثة عشر طالبا من برقة وخمسة طلاب من طرابلس ، وكان ضمنكم أشهر وأشرف سجين وهو السيد أحمد الزبير السنوسي *  ، ولابد أنك تأثرت كثيرا بأسلوب العسكرية العراقية في ذلك الزمان ومابه من مبالغة لاداع لها في أغلب الأحيان في تطبيق ما يسمى بأسلوب الضبط والربط (والتعذيب والتذنيب والتأنيب)، الذي كان يطلق عله (التدريب) للتخفيف من وقعه على السامعين في عهد الطاغية معمر القذافي ، وماحواه ذلك الأسلوب من نظرات دونية احتقارية إلى استعمال للألفاظ النابية من سباب وشتم عند تعامل الضباط مع من هم أدنى منهم رتبة ضباطا كانوا أم ضباط صف أم جنود – أقول لك أن ذاك الزمان قد ولى مع الملك فيصل ونوري السعيد كما ولى زمان الطاغية معمر مع زمرته من عسكر ومدنيّين ،
وانظر أمامك ولا تنظر للخلف فتتعثر خطاك فتسقط مثلما سقط الغراب وهو يقلد مشية الحمامة ، رعاك الله .
والسلام عليك إن شاء الله
*وكان النظام الملكي السابق قد قام بإيفادكم للولايات الأمريكية المتحدة في دورة دراسية مدتها عام واحد للتأهل لرتبة ضابط ركن To Qualify For Staff Officer   وقد سبقكم في ذلك وميلكم العقيد سعد الدين اشويرب .

ايام مباركة


عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  "أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ، يَعْنِي عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ". أخرجه البزار كما فى كشف الأستار (2/28 ، رقم 1128) قال الهيثمى (4/17) : رجاله ثقات ، وصححه الألباني (صحيح الجامع ، رقم 1133). قال المناوي في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير":  (أفضل أيام الدنيا) خرج به أيام الآخرة فأفضلها يوم المزيد يوم يتجلي اللّه لأهل الجنة فيرونه (أيام العشر) أي عشر ذي الحجة لإجتماع أمّهات العبادة فيه وهي الأيام التي أقسم اللّه بها في التنزيل بقوله {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْر} ولهذا سنّ الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد فيها ونسبتها إلى الأيام كنسبة مواضع النسك إلى سائر البقاع. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا". أخرجه ابن ماجه (2/1044 ، رقم 3123) ، والحاكم (4/258 ، رقم 7565) وقال : صحيح الإسناد. وصححه الألباني (صحيح الجامع ، رقم 6490). قال العلامة السندي في "شرح سنن ابن ماجه": قَوْله (سَعَة) أَيْ فِي الْمَآل وَالْحَال قِيلَ: هِيَ أَنْ يَكُون صَاحِب نِصَاب الزَّكَاة (فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا) لَيْسَ الْمُرَاد أَنَّ صِحَّة الصَّلَاة تَتَوَقَّف عَلَى الْأُضْحِيَّة بَلْ هُوَ عُقُوبَة لَهُ بِالطَّرْدِ عَنْ مَجَالِس الْأَخْيَار وَهَذَا يُفِيد الْوُجُوب وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم. انتهى كلامه رحمه الله تعالى. وقد ذهب إلى وجوب الأضحية على القادر ربيعة والأوزاعي والليث والمشهور عن أبي حنيفة أنها واجبة على المقيم الذي يملك نصابا (أي نصاب الزكاة). وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ". أخرجه مسلم (3/1565 ، رقم 1977) ، والنسائي (7/212 ، رقم 4364) وابن ماجه (2/1052 ، رقم 3149) . وأخرجه أيضًا : الشافعي (1/175) ، والحميدي (1/140 ، رقم 293) ، والدارمي (2/104 ، رقم 1948) ، وأبو عوانة (5/61 ، رقم 7787) ، والبيهقي (9/266 ، رقم 18820) . قَالَ الْحَافِظ اِبْن الْقَيِّم رَحِمَهُ اللَّه في تعليقاته على سنن أبي داود: أَحَبَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوْفِير الشَّعْر وَالظُّفْر فِي الْعَشْر لِيَأْخُذهُ مَعَ الضَّحِيَّة, فَيَكُون ذَلِكَ مِنْ تَمَامهَا عِنْد اللَّه. وَقَدْ شَهِدَ لِذَلِكَ أَيْضًا: أَنَّهُ شَرَعَ لَهُمْ إِذَا ذَبَحُوا عَنِ الْغُلَام عَقِيقَته " أَنْ يَحْلِقُوا رَأْسه " فَدَلَّ عَلَى أَنَّ حَلْق رَأْسه مَعَ الذَّبْح أَفْضَل وَأَوْلَى, وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيق.

حصريا: ( امنينة) سلسلة ذاكرة الايام

ذاكرة الأيام – 14
بقلم : إبراهيم السنوسي امنينة
 الحلقة الأولى
وامستنصراه !! أغثنا
فقد غزانا أحفاد كسيله والكاهنه داهيه
مجدّداً

بسم الله الرحمن الرحيم : " ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون "
"الحشر-19"

قال لبيد بن قيس العقباني :
ألا أيها الساعي لِفُرقةٍ بَنَينا \ توقف هداك الله سُبْلَ الأطائِبِ
فأقسم أنّا والبرابُر إخوةٌ \ تناِولْنا جَدُ كريمُ المنَاَسِبِ
أبونا أبوهم قيسُ بن عَيلانَ \ في الذُرى له حَومـهٌ تُشْفِي غَليلَ المُحَارِبِ
وَبَرّ بُن قيسٍ عُصْبة ٌ مُضِرية ٌ \ وفي الفرعِ مِن أَحْسَابِها والذوائِبِ
فنُحن وهم ركنُ منيعٌ وإخوة ٌ\ على رِغْم أَعْداءٍ لئِامِ المنَاقِبِ

 خرج علينا بالأمس من حسبناه أخاً من إخوتنا الأمازَيِغْ يبارك ثورة 17 فبراير ويؤيدها ويناصرها، وإذا به شخص موتور عدواني الخطاب هجومي الدعاية والدعوة، غير متمرس، يجانبه الذوق والكياسة والتأدب في تقديم ما يهدف إليه، يرفض الاستماع إليه أو الاجتماع به كل عاقل ناضج مخافة الاصطدام به ذلك لتوتره وقّلة مفهوميته وعدم إدراكه لما يدور حوله وجهله بما رواه التاريخ وسطره المؤرخون، وذلك تعكسه مطالبه وأسلوبه في عرضها. فماذا كان من بين مطالبه ؟
أولاً وللحق أقول أنني  لم أستمع إلى الخطبة كلها لأنني لم اعد أحتمل ما ورد من توصيف لأسلوبه أعلاه، فأصابني ما يشبه الغثيان والغيبة عن الحضور وتشتت الذهن، ولذا لم أعي تفصيل ما كان يهذر أو يقول.
 ولكن قد تجمّع لدى صورة مهزوزة ومغبّرة من مطالبه تلك منها الاعتراف بلغة الأمازيغ، وهي ليست بلغة لكنها لهجة وليس لها مقومات اللغة، واعتبارها لغة رسمية للبلاد، إلى جانب مدارس لكل مراحل التعليم بما في ذلك التعليم الجامعي ويعني ذلك  بالطبع"أمزغة" المناهج والكتب والمراجع وفي المجمل إقامة دولة داخل دولة مثل الفاتيكان-  أي دولة بدون مقوّمات سوى "مصنع بوكماش"!! أما العلم الوطني فهو قد رفع على أسطح المنازل وربما المنشآت إلى جانب علم الاستقلال منذ 17 فبراير وهو يحمل رسمة لا معنى لها وهي أقرب إلى الحروف العبرية أو شعار قناة الانفينتي .
 والآن لنبسط الأشياء بالنسبة لخطيبنا الامازيغي المفوّه، ونستعرض أمامه ماذا رواه التاريخ عن إخوتنا الأمازيغ رعاهم الله من الفتنة:
  في البدء كان البربر يقطنون أرض فلسطين مع بني إسرائيل عندما كان بنو إسرائيل أولى صوله وعظمه حتى تسلّط عليهم بختنصر البابلي، ودمّر بيت المقدس واستولى على خزائنه بما في ذلك التابوت الذي فيه عصا موسى والسكينة وعمامة هارون، فضعف أمر بني إسرائيل وقويت شوكة البربر وتغلبوا على بني إسرائيل وأخرجوهم من ديارهم ودامت تلك الحال إلى أن أصبح طالوت ملكاً عليهم بأمر من أحد أنبيائهم الذي يدعى صموئيل (قالوا أنىَّ يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال. قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم، والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم وقال لهم نبيهم أن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين) "البقرة 247-248"
  وعندما  قبل بنو إسرائيل طالوت ملكاً عليهم بعد معارضة شديدة، أمرهم بالتأهب لقتال البربر، واستعد البربر لقتال بنى إسرائيل تحت قيادة جالوت، والتقى الجمعان في معركة حامية الوطيس وكان نبي الله داوود عليه السلام في جموع بني إسرائيل يحارب البربر ( ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين* فهزموهم بإذن الله وقتل داوودُ جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمّه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل عظيم)
 صدق الله العظيم "البقرة 250-251"
  ولما قُتل جالوت قائد البربر تفرّق جيشه وولىّ الأدبار، واستولى طالوت على عسكر جالوت وأمواله وغنم جميع ما معه، وأخرج البربر من أرضه أرض فلسطين وبعث مع من تبقى منهم من أرشدهم وقطع بهم أرض فلسطين.
  وتجاوزوا النيل وتوجهوا نحو المغرب وسكنوا بلاد برقة والمغرب وهذا ما قاله المؤرخون في سبب حلول البربر في برقة والمغرب ومن أين جاءوا، وهم من ذرية حام بن نوح عليه السلام.
  وقال جورجي زيدان في تقسيم الحاميين : ينقسم الحاميون إلى قسمين شرقيين وغربيين فالحاميون الشرقيون : هم قدماء المصريين وبقاياهم الأقباط وكذلك الأحباش، أما الحاميون الغربيون : فينقسمون إلى قسمين رئيسيين : القسم الأول : الشلوح: والقسم الثاني : الطوارق، وهؤلاء يعيشون في الصحراء وهم بدو رعاة يجتمعون فيها قبائل متحالفة ويتميزون عن غيرهم باللثام يتقون به الرمال .
 وتقيم قبائل الشلوح في المغرب الأقصى وكانت قد تفرقت منهم قبائل وأفراد إلى بلاد الجزائر وغيرها من إفريقيا وقد تعرّب البعض منهم وتخلّق بالأخلاق العربية، لكن عند مخاطبتك شخص منهم تفهم من بلبلته "عجمته" من أول وهلة ذلك لأن الأًصل في لهجتهم : الصعوبة .
  ونقترب قليلاً إلى تحديد أقسام العرب فنقول :
ينقسم العرب إلى ثلاثة أقسام : عاربة، متعّربة ، مستعربة
    أما العاربة فهم ما يسميهم التاريخ بالعرب البائدة كانوا بالجزيرة، ومنهم عاد الذين كانوا بالأحقاف في حضرموت ومنهم، ثمود الذين كانوا يسكنون بين الحجاز والشام، ومنهم طسم وجديس باليمامة، وكانت هذه اليمامة أخصب البلاد وأعمرها وأكثرها ثماراً وحدائق وقصوراً، وقد كفروا أولئك الأقوام بنعمة الله فأبادهم الله تعالى، وذلك سبب تسميتهم بالبائدة لأنهم انقرضوا عن آخرهم فلم يبق سوى أخبارهم .
 بسم الله الرحمن الرحيم
"ضرب الله مثلاً قريةً كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون"
 (النحل 112-113) صدق الله العظيم

   (إلى اللقاء في الحلقة القادمة )Ü .....

المشهد الوطني

ليس لاحد الحق ان يسأل الثوار
    كيف قتل القذافى ؟ولا اين ؟ومتى ؟
             وكيف سيتم التخلص من جتثه ؟

بقلم : خليفة الككلي


القذافى قتل ...
نهاية متوقعة وراسخة فى قلوب وعقول كل الليبين منذ اندلاع ثورة 17 فبراير وكان الثوار يتنافسوا ويراهنوا فقط على كيفية قتل القذافى ويالها من هبة الاهية يأمل ان يفوز بها كل ليبى ان يكون هو من يعتقل أو يقتل القذافى وكان قدرا ان تكون نهاية الطاغية وهو يسحب من داخل جحر كالجردان وذلك لله فيه حكمة افليس القذافى هو من تعدى على خلق الله الذين كرمهم الله ليصفهم بانهم جردان فسبحان الله الذى يسقى الظالم من الكأس الذى سقى منه المظلومين .
الان وقد انتهى القذافى جثة هامدة تتنقالها وسائل الاعلام وهى تردد انها صورا بشعة نعم انها بشعة لانها جثة شيطان فى ثوب انسان , وبهذه النهاية للطاغية انتقم الثوار للشهداء والحرائر واخذوا ثار الجرحى والمصابين وشفوا غليل الارامل واليتامى فماذا يريد الذين لازالوا يأمنون بوجود القذافى ؟
القذافى لم يقتل وهو مكبل اليدين ولم يحرق بالنار ولم تقطع اوصاله ولم يسحب بعربات الدفع الرباعى ولم يداس بالاقدام وهو الذى كان يفعل كل هذا بالليبين ولا احد من الذين يطالبوا بمعرفة كيفة قتل القذافى تذكر جرائمه وقتله وتنكيله بالليبين بكل الوسائل .
ان الذين يتشدقون من داخل البلاد وخارجها بحقوق الانسان وضرورة معرفة كيف قتل القذافى لماذا لم يطالبوا ويحققوا كيف قتل ونكل وقطع القذافى اوصال الليبين ومنهم من كان مكبل اليدين ومعصوم العينين , لا احد ممن يسألوا كيف قتل القذافى من اهله وحاشيته وعبيده كيف قتل هذا الطاغية واعوانه وكتائبة عشرات الالاف من شباب هذا الوطن قتلهم فى حاويلات ومعتقلات وحرقهم بالنار ورماهم فى الساحات والميادين ومكبات القمامة هل هؤلاء ليسوا بشر هل هم ليسوا ليبين والقذافى هو فقط انسان وليبى يجب ان يعامل معاملة الملوك حيا وميتا .
ان هؤلاء الذين لا يشغل بالهم الا معرفة كيف قتل القذافى ومن قتله ويريدون جتثه عليهم ان يقدموا للشعب الليبى قوائم تضم كل الشهداء والمغدورين توضح طريقة قتل كل واحدا منهم اذا ارادوا ان يعرفوا كيف قتل القذافى , عليهم ان يقدموا قوائم بالمفقدوين وامكان تواجدهم وعليهم ان يحددوا ظروف اعتقال كل واحدا منهم , انهم يريدوا ان يمجدوا قاتل الليبين بكل الوسائل يريدوا ان يمجدوه حيا وميتا ويطالبوا بان يعامل جثمان القذافى معاملة خاصة كانه رجلا صالح وابنا بارا لبلده بل تعدت المطالب ذلك بانهم يريدون تخليده فيقيموا له ضريح بمعرفتهم وبطريقتهم , نعم اليس هو من صنع لهؤلاء مجدا زئلا من دماء الليبين , الم يكونوا يتحكموا فى رقاب العباد بالحديد والنار لذلك يجب ان يكرمهم الشعب الليبى على قتله لابنائهم بان يسلم لهم جثة سيدهم ليكرموه ميتا فهو بانى مجدهم وبموته انتهى مجدهم ولم يبقى لهم الا ان يبنوا له صرحا او ضريحا فهوا امام المسلمين وقبلتهم كما يزعمون.
ان امهات الشهداء والارامل واليتامى والجرحى وفاقدى الاوصال والاطراف من ابناء هذا الشعب لن يرضوا ان تقايض ارواحهم رخيصة ولا ان يتاجر بهم احياءا وامواتا ولن يرضوا ان تفرض عليهم شروط ولا تمل عليهم اوامر حتى ولو كانت فى كيفية دفن جثة الطاغية فهم الان الاعلون وهم المنتصرون والفائز فى الحرب هو من يضع الشروط لا المهزوم .
ثوار 17 فبراير ليسوا صنيعة الطاغية ليسوا مثل كتائب المرتزقة وليسوا مثل الذين لا يزالوا قابعين فى عبودية جثة هامدة , انهم ثوار احرار استردوا حقوقهم واخذوا ثارهم بشعار الله واكبر وهم مسلمون ويعرفون حقوق المسلم وواجباته ومشايخ وعلماء الدين هم من يحدد كيفية طريقة دفن جثة القذافى ولا احد يملك سلطة او نفوذ على الثوار ليطلب اليهم ان يوضحوا كيف قتل القذافى وكيف سيتم التخلص من جتثه .
اذا اراد ايا كان فردا او جماعة او قبيلة او عبدا من عبيد القذافى ان يعلم كيف قتل سيده او تسلم له جتثه لكى يصنع له مجدا زائفا بمسميات واهية عليه ان يقايض كل الليبين على ذلك كما قايضت اسرائيل الفلسطنيين بالجندى شاليط فكلا من الجندى شاليط والقذافى هما وجهان لعملة واحدة وهى الارهاب والقتل والتدمير باسلوب صهيونى , على هؤلاء ان يخبروا الليبين كيف قتل كل شهيد وطريقة قتله ومن قتله ومتى قتل واين جثمانه الان وان يقوموا بجمع اوصال واطراف كل الذين نكل بهم القذافى وان يجمعوا رماد الذين قام بحرقهم وعلى هؤلاء الذين يريدوا ان تسلم لهم جثة القذافى ليدفنوه بمعرفتهم ان يقدموا قائمة باسماء كافة المفقودين واين هم الان ومن اسرهم وظروف اسرهم وان يرجعوهم لاهلهم سالمين وبدون توفير كافة هذه المطالب فليس لاحد الحق من قريب او من بعيد ان يسأل الثوار كيف قتل القذافى ولا اين ومتى وكيف سيتم التخلص من

بريد الاحبة

وصلنا من مدينة طبرق :
                                                  شايب خارج التغطية

قالك الثوار مخطمين في الصحره لقيو شايب يرعي  في سعي
اقعدو يشربو في الشاهي امعاه... ..
قاله واحد من الثوار:  يا حاج قالو شي  شاكير طب في سوريا ؟
قاللهم : وأي شاكير..؟...
 قالوله :  معقوله يا حاج انت من ثوار 17 فبراير ما تعرفشي  شاكير؟؟
قاللهم:  ياضنا  اي 17 فبراير ؟
قالوله : الثوره اللي داروها الشباب عشان ايطيرو القذافي
قاللهم :  اي  قذافي  ؟
قالوله :  القذافي اللي دار انقلاب على الملك ادريس في 69
قاللهم : اي الملك ادريس.. ياعرب كنكم معاي ؟؟
 قالوا الثوار : هذا شكله طابور خامس يواري في روحه علينا كتفوه وخذوه..
قعد الشايب يعيط  لولده قاله : ياولد  قول لمك عينك من السعي ..
 غير بوي خذوه الطليان....

الأربعاء، أكتوبر 26

حصريا :( ابراهيم امنينة ) سلسلة ذاكرة الايام

ذاكرة الايام13
الحلقة الثالثة 
إسرائيل تقوم بتجنيد معمّر  القذافي
خلال الستينيات لخدمة مصالحها ..
                                بقلم : ابراهيم السنوسي أمنينة

استقطاب وتجنيد القادة

   وفي واقع الأمر وبكل جدّية، فإن القذافي سيلقى حتفه ويقتل ذات يوم، وفي هذه الحالة، وبدون وجود القذافي الذي نعتمد عليه في زعزعة العالم العربي وعدم استقراره، فإن مستقبل إسرائيل سوف لن يكون واعداً كما هو الآن، ومن ثم، وعلى الرغم مما يبدو في هذا الأمر من غرابة فإننا سوف نواصل مساعينا من أجل حمايته من أية محاولة تستهدف حياته. وبالطبع لدينا "أصدقاء" عديدون منتشرون بين جيراننا، ولكن لا أحد من هؤلاء يمكن مقارنته، من حيث فائدته لنا بـ الأخ العقيد* ومن المهم معرفة أن هذا الرأي وخلاصة هذا التقرير الموسادي كان قد سُجّل في العام 1975، أي منذ 36 عاماً. وحيث انتهى هذا التقرير فإننا فرغنا من حالة الاستقراء ونبدأ الآن حالة الاستنباط والاستشراق.
  إن العلاقة بين القذافي وإسرائيل استمرّت طيلة هذه المدة أي منذ العام 1966 إلى هذا اليوم، كما استمرت ممارسات القذافي بإيحاءات من "الموساد" إلى غاية فبراير أو مارس 2011 حيث تم الاتصال بين زيف الإسلام وحكومة إسرائيل وعقد صفقة بقيمة 5 مليارات دولارات لتزويد القذافي بنحو 50.000 مرتزق، بالإضافة إلى أسلحة متطورة وخبراء عسكريين لإدارة غرف العمليات ونقلاً عن "دنيانيوز" بأبجدية الوطن فإن الحكومة الاسرائيلية وبحسب الصحافة الاسرائيلية قامت بمساعدة القذافي في حربه ضد أبناء شعبه وأن مصادر موثوقة تفيد بأن القذافي قام بإرسال عدد كبير من الطائرات تحمل موفدين في نفس الوقت : واحدة إلى القاهرة، وأخرى إلى اليونان وثالثة إلى إيطاليا، وقد كان إقلاع الطائرات معاً للتمويه على طائرة رابعة ذهبت إلى تل أبيب وكان على متنها زيف الإسلام وضابط رفيع التربة في المخابرات الليبية (أظنه العقيد محمد إسماعيل الكرامى) لم يكشف عن اسمه حيث التقيا رئيس الوزراء الإسرائيلي ناتانياهو في منتصف الليل وتم الاتفاق مبدئياً على تكليف شركة إسرائيلية تقوم بتقديم الدعم اللوجستي لإسرائيل كلما اقتضت الحاجة وهي S.C.T  GLOBAL "غلوبال" وهي شركة مسجلة في إسرائيل ويقوم بإدارتها الجنرال ZEV وهو ضابط متقاعد في جهاز الموساد الإسرائيلي وتستخدم الحكومة هذه الشركة من بين شركات أخرى كلما احتاجت ذلك، وقد اعترفت صحيفة "معاريف" بأن الأفارقة وغيرهم من المرتزقة يقاتلون بجانب قوات العقيد القذافي وقد تم تجنيدهم من قبل هذه الشركة وقد تم ذلك بناء على اتفاق بين إسرائيل وليبيا ويدير شركة غلوبال الإسرائيلية جنرال متقاعد من الجيش يدعى ZEV يساعده جنرال آخر يدعى يوس YUSI متقاعد من جهاز الموساد الإسرائيلي".    
  وأقفل سيف عائداً إلى طرابلس على أن يأتيه الرد خلال 48 ساعة، لكن الرد جاء خلال يوم واحد فقط فقد وصل طرابلس جنرالات من الجيش الإسرائيلي وقد أخبرا العقيد بأن "شركة غلوبال" هي من سيقوم بالعملية أي توريد المرتزقة نيابة عن الحكومة الإسرائيلية وذلك تحاشياً لوقوع مشاكل دبلوماسية أو سياسية وإحراج مع الدول العربية التي لها علاقات معها. اجتماعين لا ثالث لهما حسما المسألة بين إسرائيل والقذافي، وقد طلب سيف الإسلام من الحكومة الإسرائيلية استخدام نفوذها في الولايات المتحدة كي لا تتشدد الحكومة الأمريكية في قضية تجميد الأرصدة الليبية وأرصدة عائلة القذافي وكان له ما أراد لكن مقابله عمولات للحكومة الإسرائيلية قال البعض أنها وصلت إلى 10% من مجمل الأرصدة التي أفرج عنها بالفعل ونقلت إلى طرابلس وهذا ما فسر قدرة القذافي الواسعة والمتزايدة على الصرف ببذخ على المرتزقة وعلى بعض زعماء إفريقيا (مثل زوما) حتى اليوم " تاريخ نشر هذا المقال من "دنيا نيوز" خلال شهر مايو 2011 غير أن الرحلة إلى إسرائيل والاتفاق معها على جلب المرتزقة والخبرة والمساعدة من قبل جنرالات الحرب الإسرائيليين تم في أوائل مارس 2011".
  وكانت مصادر فرنسية صحافية قد أكدت هذه الأنباء ونشرت مواقع فرنسية تأكيدات من مصادر دبلوماسية فرنسية عن قصة الاتفاقات الإسرائيلية الليبية. (ولازلنا بصدد نقل هذا المقال عن موقع "دنيا نيوز" والشكر موصول WITH COURTESY) .
  أقامت شركة غلوبال شبكة من العملاء المنتشرين في تشاد والنيجر ودول إفريقية أخرى لتجنيد المرتزقة وشحنهم إلى جنوب ليبيا (سبها – فزان) ومن ثم إلى الشمال. وقامت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بإيفاد عسكريين إلى طرابلس قاموا بقيادة العمليات العسكرية ضد الثوار وهذا ما غيرّ مجرى المعارك كما لوحظ في الأيام القليلة الماضية ومكن قوات الكتائب من السيطرة على مواقع لم تكن قادرة عليها من قبل ورفع معنويات العقيد وأبنائه حتى إن لهجة الخطاب السياسي الداخلي والخارجي تغيّرت. إسرائيل قامت ومن خلال اللوبي اليهودي في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على بعض الحكومات والزعماء لتقليل الضغط على العقيد القذافي، وهكذا رأينا ألمانيا والإدارة الأمريكية وإيطاليا تقللّ من أهمية أي عمل عسكري ضد القذافي (في بداية المعارك)، وتضع العصا في دواليب مجلس الأمن وقمّة الثمانية والاتحاد الأوروبي حتى يصدر أي شيء يزعج التقدم القذافي ضد الثوار.
   الإسرائيليون الآن في قلب طرابلس وهم يديرون المعارك ويقومون بأدق التفاصيل ويبدو أنهم وجدوا أنفسهم في مغارة على بابا أي مليئة بالكنوز، وهذا يفسّر حالة السرور التي تغمر الحكومة الإسرائيلية إزاء ما يجري في ليبيا. ويقول مصدر صحفي غربيّ  "لدنيا نيوز" إن مقتل مصورّ الجزيرة على الحاج اقترحه الإسرائيليون وخططوا له، اقترحوه على سيف الإسلام الذي وافق عليه فوراً وتم تنفيذه بأيدي أفارقة (أو جزائريين) في ضواحي بنغازي الجنوبية (قرب الهوّاري) وتم نقلهم من بعد بطائرات عمودية على الفور إلى طرابلس حتى لا يقع أحدهم بأيدي الثوار وينكشف المخطط ومن يقف وراءه .
  وتتنبأ الصحيفة بأن الأيام القليلة القادمة ( لا قدّر الله) ستكشف عن صدق معلوماتنا وربما تنكشف العلاقة بين العقيد وإسرائيل، وأصبح من المؤكد أن تطول الحرب                         (وقد طالت بالفعل على الأقل أطول مما كنا نتوقع) بين العقيد والثوار وربما يكسب العقيد الحرب ( لا قدّر الله) بمساعدة إسرائيلية كبيرة وتجهض أول ثورة عربية بأيد إسرائيلية وتكون إسرائيل موجودة بعد ذلك من شرق مصر وغربها وتكون على مشارف الصحراء المغربية (وهذا ما نصبو إليه) وعلى الحدود الجزائرية وفي قلب ليبيا وعلى مشارف تونس وفي أعالي السودان، وهذه المرة ليست "عبر غلوبال" بل بقوات عسكرية إسرائيلية وخبراء وشركات نفط واستثمارات كلها تذهب للخزينة الإسرائيلية" انتهى الاقتباس،                 وقد أوردناه والشكر موصول "لدنيا نيوز" و "أبجدية الوطن" – في سياق الحلقة الأخيرة من موضوع "  إسرائيل تقوم بتجنيد معمّر  القذافي خلال الستينيات لخدمة مصالحها ضمن برنامجها : استقطاب القادة، وذلك من قبيل الاستدلال والاستشهاد والتوثيق وإثبات المراجع. 

انتهت ذاكرة الأيام 13

حصريا :( ابراهيم امنينة ) سلسلة ذاكرة الايام

ذاكرة الايام13
الحلقة الثانية
إسرائيل تقوم بتجنيد معمّر  القذافي
خلال الستينيات لخدمة مصالحها ..
بقلم : ابراهيم السنوسي امنينة
استقطاب وتجنيد القادة
 يرجع برنامج استقطاب وتجنيد القادة في أصله إلى السياسة الامبريالية البريطانية في تكوين تحالفات ذات فائدة للطرفين. وهي تحالفات شملت قادة متعددين تراوحوا ما بين مهراجاً هندي وزعيم من الاسيكمو. هذا النوع من الارتباطات (التحالفات) ليس له أي علاقة "بشراء" الأصدقاء أو الحلفاء كما يتهمنا بعض الإسرائيليين وبعض الأجانب. نحن لم نشتر مثلاً "هنري كيسنجر" إلا بالقدر الذي يمكن أن يقال بموجبه عن الانجليز أنهم أشتروا "سلطان أقليم جهور" (SULTAN OF JOHORE). الذي عملناه هو أننا ساعدناه  (أي هنري كيسنجر) في الوصول إلى بعض الأهداف التي كان يتطلع أن يصل إليها، وفي المقابل لم نكن نطمع أن نحصل منه على أكثر مما تحصلنا عليه من           "لورد بلفور" (LORD BALFOUR) عام 1917، والذي لم يعد أن يكون تعبيراً وتأكيداً لروح الصداقة بيننا.
  هذا البرنامج هو ما يطلق عليه رجال الأعمال الأمريكان "اصطياد الكفاءات"  (HEAD HUNTING) والذي يعني، باختصار، البحث عن العناصر الخبيرة الكفؤة وعرض برامج ومقترحات عليها تكون ذات فائدة ومغانم للطرفين. بالطبع لن يكون هناك اتفاقاً مكتوباً.. بين الرجال الشرفاء ليس هناك ما يدعو إلى أي شيء من هذا القبيل. كما أنه من الأمور المفهومة أن أحد أطراف هذا الاتفاق قد يجد نفسه مضطراً إلى إنكار أو نفي وجود أي علاقة أو اتفاقية مع الطرف الآخر. يقوم الشخص المكلف بمهمة اصطياد الخبراء بالبحث عن الرجال أو النساء الأكثر إمكانية وفائدة وبخاصة من بين الذين لديهم نقاط ضعف معينة قابلة للاستغلال والابتزاز. قد يكون أحد هؤلاء رجل أعمال يتركز كل اهتمامه على زيادة مكاسبه، وقد يكون شخصاً يسعى إلى تطوير وتوسيع دائرة طموحاته الشخصية. كما أن هناك من يبحث عن مجرد الصيت والشهرة، وآخرين يبحثون عن السلطة والنفوذ. هناك أنواع عديدة من الأسباب الدافعة للأشخاص، وبوسعنا أن نساعد كل واحد من هؤلاء في بلوغ طموحاته. وبالمقابل ما على كل منهم إلا أن يقدم لنا المساعدة بين الفينة والأخرى.. الكونجرس .. مجلس الشيوخ.. المحكمة الدستورية العليا.. بإمكاننا أن نمهّد الطريق إلى كل منها. إذا توفر الشخص المؤهل فإننا على استعداد ولدينا القدرة على توصيله حتى إلى البيت الأبيض. لقد فشلنا مرات كثيرة، ولكن منذ عام 1928 كانت حالات فشلنا قليلة.
  ربما كان "روزفلت" أول محاولة ناجحة لنا في التأثير على الانتخابات العامة (الأمريكية) وربما ليس بمقدور أحد أن يدرك على أي مدى كانت مساعدتنا له في إعادة انتخابه ثلاث مرات. ومع ذلك فقد أصبح "روزفلت" يشكل بالنسبة لنا نوعاً من خيبة الأمل. وعلى الرغم من أن روزفلت أخذ يظُهر، مع مرور السنين، بعض علامات العداء للسامية، فإن المساعدات التي قدمناها له أتت ثمارها ألف ضعف عندما جرى اختيار "هاري ترومان"  كمرشح لمنصب نائب الرئيس (مع روزفلت كمرشح للرئاسة). إن الفضل في ذلك الترشيح يعود بالكامل تقريباً لشخص واحد هو "فيليكس فرانكفورتر"  قاضي المحكمة العليا، رغم أن هذا الأخير، صرح ذات مرة أن فكرة ترشيح "ترومان" هي من اقتراح رجل أعمال أقل نجاحاً وشريك قديم لـ "هاري ترومان" يدعى "ايدي جاكبسون" الذي يعد من أكثر أصدقاء إسرائيل ولاءً لها في أمريكا.
  رغم أن "ترومان" قدم لإسرائيل ما لم يقدمه أي شخص أخر غير إسرائيلي، ولكننا مع ذلك، لا نستطيع أن نقول عنه أنه كان مجنداً لنا بقدر ما يمكننا أن نقول ذات الشيء عن "لندون جونسون"  أو "هنري كيسنجر".. يمكننا القول أننا استغللنا "ترومان" . أما "جونسون" و "كيسنجر" فقد تعاملنا معهما مثلما فعلنا مع عدد من الرجال والنساء الطموحين في جميع أنحاء العالم .
  لم يكن "ترومان" من نوع الرجال الذين يسهل استعمالهم. كان محدود القدرات العقلية، كما كان عديم الفهم للشؤون الخارجية، وكانت سياساته من النوع الذي يمكن وضعه            تحت تصنيف، السياسات التي تعتمد على العلاقات الشخصية                                    (THE "OLD BOY" POLICY) . في ذلك الوقت لم نكن، نحن اليهود، بارعين في اللعبة.. بل ولنكن واقعيين، ولنعترف، بأننا كنا في أمريكا، في ذلك الوقت، غرباء على هذه اللعبة، بالرغم من أننا في عهد "روزفلت" كنا قد كسبنا أرضية واسعة وكنا نتعلم بسرعة.
  في عام 1947 عندما كانت هيئة الأمم المتحدة تعد لطرح مسألة تقسيم فلسطين للتصويت. لقد كنا حريصين، بالطبع، على أن تكون نتيجة التصويت "نعم" للتقسيم، كانت هذه النتيجة وحدها هي التي تعني انسحاب القوات البريطانية، وإفساح الطريق أمام قيام دولة إسرائيل .
 كان العرب ضد فكرة التقسيم، لأنهم كانوا يرون أنها تشكل تدخلاً أجنبياً في أراضيهم. أما البريطانيون فقد كانوا ضد الفكرة لأنهم رأوا فيها تهديداً لنفوذهم في المنطقة، كما رأوا فيها خطوة يمكن أن تؤدي إلى عدم استقرار الشرق الأوسط، وأن تقود في النهاية إلى حرب طويلة.
  أما في أمريكا، فلقد سبق لنا أن استطعنا فعلاً كسب عدد كبير من أعضاء مجلس النواب والشيوخ للوقوف إلى جانبنا، ولكن عندما بلغ الأمر مرحلة الضغط من أجل التحقيق الفعلي لعملية تقسيم فلسطين، لم يقم "ترومان" باتخاذ موقف (ايجابي) من ذلك، بل إنه في الواقع لم يعر اهتماماً لما قد يسفر عنه الأمر، بل تبين لنا أنه بدأ يمتعض من الضغوطات التي أخذت تمارسها عليه التكتلات اليهودية، وأنه قد يتخذ موقفاً معارضاً لفكرة التقسيم مثلما فعل وزير دفاعه "جيمس فوريستال" .
  لقد كان هناك توجه لدى بعض المتطرفين من بيننا حتى إلى ضرورة "التخلص من ترومان" وهو ما قد يعني بالمفهوم السياسي، أن هناك انتخابات عامة على الأبواب خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر التالي. غير أن مثل هذا الاقتراح (بالتخلص من ترومان) كان محاطاً بما ينذر بالسوء.  
 بعد ذلك، وفي اللحظات ألأخيرة، وبعد أن كان "ترومان" قد رفض مقابلة مع الدكتور "وايزمان"، الذي كان يحاول الحصول على تلك المقابلة منذ عدة أيام، في تلك اللحظات تدخل "ايدي جاكبسون" شريك العمل السابق للرئيس ترومان الأمر الذي غيّر بالكامل مجريات الأمور. ومنذ ذلك اليوم لم يعد لنا صديق مثل "ترومان" . وعلى امتداد الأربع سنوات التالية  تحصلنا على كل ما أردناه منه (لقد أخذت عملية التخلص من ذلك النذل "جيمس فوريستال" منا الكثير.. لحسن حظنا أنه دخل المستشفى الأمر الذي سهل على أحد رجالنا مهمة القضاء عليه) .
  لقد تعلمنا الكثير من الانتخابات الأمريكية عام 1948. ومنذ ذلك الوقت وحتى  الآن أخذ وضعنا يزادا ويضطرد قوة كل يوم. إن الدرس الرئيسي الذي تعلمناه هو ألا نحاول استقطاب وتجنيد أي سياسي بعد أن يكون قد وصل إلى المنصب الذي يطمح إليه. إن ذلك يعتبر لعبة خاسرة، لأن الشخص المعني في هذه الحالة يكون كبيراً وبارزاً، وهو يعلم ذلك عن نفسه، وأنت ستكون في موقف الصغير والمحتاج إليه، لذا ينبغي عليك أن تبدأ به ومعه على طريق نجاحه. عليك بعد ذلك أن تستعمل كل الحيل، وأن تستخدم كل الوسائل للتأكد من بلوغه النجاح الذي ينشده، وفي هذه الأثناء يجب أن تجعله يعرف مدى المساعدة التي يقدمها إليه، إذا دعتك الضرورة، في سبيل مساعدته، أن تلجأ إلى استخدام بعض الخدع والمقالب الرديئة، فعليك أن تجعله يعرف ذلك أيضاً، بالطبع فإن شيئاً من ذلك لم يجد طريقه إلى العلانية والنشر، بل يبقى سراً صغيراً، بينك وبينه فقط. وأخيراً فلا تحاول تضييع هذه الوضعية الممتازة والنافذة التي بلغتها مع هذا الشخص المعني بذلك بتقديمك إليه طلبات من أجل خدمات وأفضال صغيرة.
  على أي حال، كان "هاري ترومان" أول "سمكة كبيرة" تقع في شباكنا. كان أول صيد ضمن طابور طويل. نحن لا نعتبر "أيزنهاور" حالة من حالات الفشل بالنسبة لنا لأنه كان- في واقع الأمر- بعيداً عن متناولنا في ذلك الوقت، ولأننا، فضلاً عن ذلك، كنا منهمكين في بناء علاقتنا وترسيخها مع "نيكسون". حقيقة أن نيكسون لم يكن فارس أحلام أحد ولكنه كان متاحاً لنا، ومع الوقت، فقد أثبت أنه غداً ذو فائدة لنا .
  إلى جانب ذلك فقد كنا نقدمّ، خلال تلك الانتخابات، كل ما في وسعنا من دعم للعناصر التي اعتبرناها ذات حظوظ كبيرة للترشيح لعضوية مجلس النواب والشيوخ. لقد كنا في وضع مثالي سياسياً، حيث كان في مقدرونا تأييد الحزبين المتنافسين. وفي الوقت الذي ساهمنا فيه بمئات الآلاف من الدولارات أمكننا أن نجني ما يقدر بالملايين من الدولارات في شكل معدات عسكرية ومساعدات مالية وقروض ميسرة عادة ما يغض عنها النظر في نهاية الأمر. وعندما ازدادت مساهمتنا لتصل إلى ملايين الدولارات كانت الثمار التي جنيناها تقدر بمئات الملايين من الدولارات. وذلك هو بعض ما يعنيه برنامج "تجنيد القادة".       
طبيعي أننا نجحنا في أحيان، وفشلنا في أحيان أخرى. كان "كيندي" عام 1960 مفاجأة كبرى لنا. لقد كنا على يقين بأن نيكسون هو الذي سيفوز. إننا لم نخسر شيئاً بفوز كنيدي، بل إن الكثير من أناسنا كانوا من المؤيدين المتحمسّين له، ولكنه كان سيسعدنا أكثر لو أن أخيه "روبرت" لم يكن بجانبه طوال الوقت.
  لم يقض "جون كنيدي" مدة طويلة في البيت الأبيض حتى يمكننا الحكم على ماهية وحقيقة سياساته. من الواضح أنه لم يكن لنا علاقة باغتياله، على الرغم من أننا سمعنا الكثير من الإشاعات في هذا الشأن، ولكن لا ضير من ذلك فالكثير من الناس الآخرين قد سمعوا نفس الشيء. ربما سبق لنا أن أقمنا علاقة عمل جيدة مع "ليندون جونسون" الذي أثبت فيما بعد أنه أكثر فائدة بالنسبة لنا.
  لقد كان "نيكسون" و "كسينجر" يشكلان ثنائياً عظيم الفائدة بالنسبة لنا. وليس هناك من كان بمقدوره أن يفوقهما في ذلك سوى "أجنيو" .
  لو أن مخططاتنا سارت كما نتمنى لكان "أجنيو" أول رجل يمثل الصهيونية في البيت الأبيض. وفي تلك الحالة كان يندر أن تجد شيئاً يصعب علينا الحصول عليه من الولايات المتحدة الأمريكية. المشكلة التي واجهناها هي أن "أجنيو" كان رجلاً أحمقاً ولهذا قررنا التخلي عنه عندما تورط في كثير من المشاكل. إن لدينا سياسة ثابتة لا تتغير تتمثل في عدم إضاعة أي وقت من أجل "الفاشلين" .
  كان  "هنري كيسنجر" أكثر الأشخاص الذين عرفناهم طموحاً. كان يريد الوصول إلى البيت الأبيض. وفي الواقع كان من الممكن أن يتحقق له ذلك لولا وجود فقرة قصيرة في الدستور (الأمريكي). لقد كان كيسنجر على علم بذلك، كما كان على دراية بمدى الوقت الذي يمكن أن يستغرقه تعديل تلك الفقرة وقيمة التكاليف لها. المشكلة أنه لم يكن لديه المال الكافي.. وبالنسبة لنا لم تكن لدينا النية لتوفير ذلك، ولهذا كان على الدكتور "كيسنجر" أن يقنع بمنصب مستشار الأمن القومي للرئيس "نيكسون"، ومن بعد ذلك وزيراً لخارجيته. وبالنظر إلى ولع "كيسنجر" بالسفر والمفاوضات والحسناوات فقد كانت هذه الوظيفة أكثر مناسبة ومواءمة لشخصيته.
  من حسن حظنا أن الرؤساء وكذلك وزراء الخارجية الأمريكيين لا يستمرون في مناصبهم لأكثر من ثمانية سنوات. وآجلاً أو عاجلاً يأخذون في تصديق ما يكتبه لهم محررّو خطبهم، ومن ثم فإنهم يفسدون كل شيء. على أي حال، فإن هذه الوثيقة تشرح كيف نقوم باستقطاب وتوجيه العديد من قادة العالم، وليس من مهمتها شرح كيف يقوم هؤلاء بمواجهتنا والتأثير فينا.
  دعونا الآن نعير بعض الاهتمام لشخصيات أخرى..
"عدنان الخاشقجي"، كان هدفاً بسيطاً نسبياً بالنسبة لنا. لقد كان كل همهّ هو تجميع الثروة. كان لدينا صديق في لندن يملك عدداً من النوادي الليلية، ويعتبر واحداً من أحسن عملائنا النشطين في مجال "التجنيد".
  لقد حثنا هذا الصديق على إجراء صفقة مع الخاشقجي، فقمنا بذلك، ولم نأسف على تلك الخطوة البتة، على الرغم من أنه كلفنا الكثير من الأموال الأيام الأولى.
  لقد أعددنا الخاشقجى لكي يكون تاجر سلاح. ولأنه عربي فقد كان بإمكانه السفر إلى أي مكان.. كل الدول العربية، أوربا الغريبة، على جانبي الستار الحديدي، الصين، فورموزا، روسيا، فيتنام الشمالية، كوبا، والولايات المتحدة الأمريكية. لقد صنع الملايين من الدولارات لنفسه ومليارات لنا. في بعض الأحيان كنا نستلم شحنات من السلاح ضمن برنامج المساعدات التي نتلقاها من الولايات المتحدة. لقد كنا نستعمل سفناً تحمل أعلاماً ليبيرية أو بنمية، وكانت تبحر من ميناء "نورفلك" بولاية "فرجينيا" الأمريكية في اتجاه "حيفا". كنا نقوم، والسفينة ما تزال في عرض البحر، بإعداد بيانات جديدة بحمولتها ووجهتها وكنا نحصل من ذلك على أرباح قد تصل إلى مائتين بالمائة، دون حاجة حتى إلى فتح الحاويات على الإطلاق.
  ربما سيأتي يوم يكون فيه الخاشقجي في غنى عنا، وتتوقف جدواه وفائدته بالنسبة لنا، ولكن سيكون هناك آخرون على استعداد لتعويضنا عن خدماته. وإذا أتى اليوم الذي وجدنا فيه أنفسنا لا نستطيع الاستغناء عن خدمات شخص بعينه، عندئذ سوف نكون في مأزق كبير.
  شخص يدعى آخر هو "برونوكرايسكي" . ولقد كان أول من لفت انتباهنا إليه هو "الدكتور سايمون روزنتال" المعروف بتكريس حياته وجهوده لملاحقة النازيين. لقد كان لديه ملف كبير عن "كرايسكى" وكان هذا الملف بحجم رواية بوليسية طويلة. وحسب تحرياتنا المستقلة فقد كانت محتويات ذلك الملف قابلة للاعتماد عليها، ومن ثم فقد رأينا إمكانية وضع ثقفتنا في "كرايسكي".
  كان كرايسكي معتقلاً في أحد سجون النازية، غير أنه أطلق سراحه، وتمكن من الفرار إلى السويد حيث أمضى معظم أيام الحرب. كل ذلك كان عين الحقيقة، ولكن ما تبقى من ملف "روزنتال" عن كرايسكي كان تجسيداً لما يمكن أن يفكر فيه أحد أعداء السامية كأحسن هدية لعيد الميلاد. إن ملف "روزنتال" يتهم كرايسكى بالعمل لصالح "الأدميرال كاناريس" للتجسس على الحلفاء ولا عطاء معلومات عن اليهود. قد يأتي اليوم الذي تنكشف فيه الحقائق الدامغة كاملة ويتبين صحة كافة هذه الاتهامات لكرايسكي. عندئذ، وإذا اتضح لنا أنه لم يعد يفيدنا بشيء، فيمكننا تصفيته جسدياً، وفقاً لما كان ينصح به "روزنتال" على الدوام بشأنه.
  لقد قررنا الاتصال بكرايسكي، وكان عرضنا له من النوع الذي يصعب عليه رفضه. كان عرضنا "إما أن تعمل لصالحنا، وإلا..."، وفي الحال تلقى كرايسكي إشارتنا وفهم ما نعنيه منها، ومن ثم فقد شرع منذ ذلك الحين في تقديم العديد من الخدمات إلينا. ولا شك في أن من أهم الخدمات التي قدمها لنا هي قيامه بدور "المسيطر الرئيسي" على "القذافي". إذ لولا الخدمات التي قدمها لنا كرايسكي في هذا الشأن لكان العقيد الليبي قد أفلت من أيدينا منذ زمن بعيد .
  فيما عدا كرايسكي والعقيد (القذافي) نفسه، ليس هناك أكثر من ثلاثة أشخاص آخرين في العالم هم على علم بأن "معمر القذافي" على علاقة بنا منذ قرابة عشر سنوات.(أي منذ العام 1966)
  كانت عملية الاتصال الأولية بالقذافي قد تمت عن طريق شاب إيطالي يهودي كان يشتغل مدرساً بجامعة بنغازي. أثناء محادثة مع طالب صغير السن كان يستفسر عن تقديم طلب (انتساب) للالتحاق بالجامعة، اكتشف هذا المدرس الإيطالي أن الطالب ينحدر من أصل يهودي- كان هذا الطالب هو معمر القذافي الذي كانت جدته من ناحية والدته يعود أصلها إلى عائلة يهودية مشهورة من مدينة مصراتة (ليبيا)، والذي كانت أمه، قبل زواجها، قد نشأت وترعرعت كيهودية. الشيء الذي جعل هذا اللقاء مثيراً للاهتمام هو أن القذافي كان قد ذكر بأن لديه طموحاً للاتجاه إلى الحياة العسكرية. هذه المعلومات التي بدت غير ذات أهمية في حينها وجدت طريقها إلى عميل إسرائيلي في إيطاليا بعد بضعة أشهر. فيما بعد جرى تحويلها إلى "تل أبيب" حيث طرحت علينا بعد ذلك أثناء أحد لقاءات مؤسستنا (الموساد).
  ربما بدأ أن الموضوع انتهى عند هذا الحد، مجرد جملة واحدة في تقرير روتيني، غير أن رئيس مؤسستنا كان يملك حاسة خاصة تستقبل مثل هذه المعلومات، التي قد تبدو أنها غير ذات أهمية، استقبالاً مختلفاً. فعندما انتهى الاجتماع كان الرئيس يريد أن يعرف كل شيء يمكن معرفته عن هذا الطالب الليبي. وعندما يطلب رئيسنا معرفة "كل شيء"، فإنه يعني فعلاً "كل شيء". وإذا كان الضابط المسؤول سوف ينسى موضوع التكليف فإن اعتقاده خاطئ وعندما يّبدي رئيسنا اهتمامه بموضوع  ما، فإنه لا يدع هذا الموضوع يفوت قبل أن يجعله يؤتى ثماره، أو أن يصل بشأنه إلى قناعة مطلقة بعدم جدواه .
  كانت أول خطوة اتخذناها هي الرجوع إلى ملفاتنا لمعرفة من يوجد لدينا في المنطقة. ولكن المعلومات المتوفرة لم تسفر عن شيء يذكر، حيث أن جميع الأشخاص الذين لنا علاقة بهم موجودون في طرابلس . وفي ذلك الوقت كانت طرابلس وبرقة كأنهما دولتان منفصلتان، حتى أنه في الواقع كانت هناك بينهما بوابة حدودية. كان أول تقرير، شبه مفصل، وصلنا من شخص ليبي- مالطي- لم يكن ذلك التقرير يعني الكثير، ومع ذلك فقد أشار ذلك التقرير إلى أن هذا الشاب اليافع "معمر القذافي" يستحق الاهتمام والرعاية. ومن بين النعوت التي وصف بها التقرير القذافي أنه "غير راض.. متمرد.. طموح.. عديم الرحمة"، هل هناك أفضل من ذلك؟!
    عند هذه المرحلة قمنا بوضع "كرايسكى" في الصورة، وذلك لأنه كان هو العميل الوحيد المتوفر لدينا والذي يمتلك الشرطين الأساسيين لهذه المهمة، ونعني بهما، الغطاء الوظيفي، والمبرر الجيد لزيارة ليبيا.
  في ذلك الوقت كان قد مر عشر سنوات منذ شرع "كرايسكي" في العمل لصالحنا. وكنا قد قدمنا له خدمة عظيمة بمساعدته لكي ينجح في الفوز بكرسي في البرلمان النمساوي.
  كانت زيارة "كرايسكي" الأولى لبرقة من أجل بحث قضية ضحايا الحرب النمساويين،  ولم تكن هناك أي مشكلة في تعيين القذافي مرافقاً ومرشداً لكرايسكي أثناء تلك الزيارة. كانت هذه فرصة للقاء مبدئي، استطاع كرايسكي من خلاله أن يُقيّم ما إذا كان القذافي يمكن أن يصبح مفيداً لنا في المستقبل.
   وفي الواقع فإن كرايسكي قد ذهب إلى أبعد من ذلك حيث عرض على القذافي إمكانية قيامه (كرايسكي) بمهمة استطلاع سبل تقديم المساعدة والدعم له (أي القذافى) لكي يحقق أهدافه وطموحاته الوطنية.
  لقد تبع هذا اللقاء بين كرايسكي والقذافي لقاءات أخرى. في النهاية أعطينا أوامرنا للنمساوي "كرايسكي" بأنه على الشاب الليبي (معمر القذافي) أن يسعى للحصول على بعثة تدريبية لخارج ليبيا .
  كانت خطتنا في البداية، تقتضي إجراء الترتيبات اللازمة للقذافي بالذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث يوجد لدينا ترتيبات واتصالات من الدرجة الأولى في برامج تدريب الجيش الأمريكي، غير أننا اضطررنا إلى إلغاء تلك الخطة بعد أن اكتشفنا بأن المخابرات المركزية الأمريكية تلجأ إلى أساليب ينقصها الكثير من البراعة في سبيل استقطاب وتجنيد هؤلاء الطلبة الأجانب من جانبها. لذا قررنا تغيير جهة التدريب صوب انجلترا. وفي واقع الأمر، فقد ثبت لنا أن إجراء البرنامج في انجلترا كانت له مزايا أحسن بكثير مما لو تم إجراؤه في أمريكا . لقد سهل ذلك التغيير على كرايسكي مهمة متابعة ومراقبة سير القذافي ثم بعد ذلك عندما انتهى البرنامج المرسوم له، فقد ضمن لنا بأن يقضي القذافي ثلاثة أسابيع إضافية للدراسة في مركزنا بباريس.
 في باريس وضع القذافي في الصورة بالكامل. حتى ذلك الحين لم يعرف القذافي من هم وراء كرايسكي على وجه التحديد. لا يستبعد أن يكون قد لحقه بعض الشك، لأن كرايسكي قام بسؤاله، في مناسبة أو مناسبتين، عن أبناء عمومته اليهود الذين كان البعض منهم ما يزال يعيش في طرابلس(ليبيا) حتى ذلك الوقت. لقد أبلغنا، من جانبنا، القذافي أنه إذا رغب في الخروج من هذا البرنامج فإن ذلك بمقدوره، ويمكنه إلغاؤه بالمرة.إن القرار متروك له.. أن يقود بلاده وربما العالم العربي بأجمعه، أو أن يعود إلى وحدته العسكرية في بنغازي وربما يبقى ضابطاً برتبة لا تزيد عن ملازم أول أو نقيب تابع لسلاح المخابرة (الإشارة).
  لقد أحطنا القذافي علماً، كذلك، بما ينبغي عليه أن يتوقعه من جانبنا وبالمقابل ما نريده نحن منه، وكيف أنه، في الوقت المناسب سوف يزود من قبلنا ببرنامج وخطط لكيفية سيطرته على زمام الحكم في البلاد (ليبيا). وكيف أنه، هذا المخطط يحتوي على أسماء لأشخاص يمكنه أن يثق بهم وأن يعتمد عليهم، وكيف يمكنه أن يختبر الأشخاص الذين لا يثق في ولائهم نحوه، ومن هم أعداؤه. كذلك فقد قدمنا له النصائح والتوجيهات بشأن التوقيت (الذي ينبغي أن يتحرك فيه) وأهداف التحرك، ومصادر التمويل وحتى التأييد المادي إذا ومتى احتاجه. لقد كان لدينا مسبقاً فريق جيد في ليبيا. وكان هذا الفريق يعرف البلاد عن ظهر قلب.
ما الذي كنا نريده مقابل كل ذلك ؟
  لقد بيّن له كرايسكي أننا، من وقت لآخر، سوف نقدم له بعض المقترحات أو نطلب منه بعض الخدمات وسوف لن يعود أي من هذه المقترحات أو المطالب بأذى أو ضرر على ليبيا. كل الذي قد تعنيه هذه المطالب هو إغاظة أعدائنا المشتركين وإصابتهم بالإحباط.
   جاء أول طلب جاد من جانبنا للقذافي أثناء حرب عام 1967 عندما كان القذافي أمراً لمجموعة صغيرة من القوات المسلحة الليبية التي كان مقرراً لها أن تنضم إلى جانب القوات المصرية لمواجهتنا على قناة السويس. كان طلبنا من القذافي هو أن يؤكد على عدم ذهاب هذه القوة وانضمامها إلى الجيش المصري. لم يعن هذا الطلب، من الناحية المادية أو العسكرية، أي شيء بالنسبة لنا كنا قد كسبنا الحرب من الناحية الفعلية حتى قبل أن تبدأ جماعته في التحرك. ولكن الأمر الذي كان يهمنا هو معرفة كيف سيكون رد فعل القذافي ومدى تجاوبه في مواقف مثل هذه.
  لقد استجاب القذافي لما طلبناه منه. بعد ذلك عرفنا أنه كان جديراً بكل المجهودات  التي بذلناها من أجله، ومنذ ذلك الحين بدأنا نعمل بصورة جدية من أجل استيلاء القذافي على السلطة في ليبيا.
  لم تكن الأمور دائماً سهلة، لأنه تبين لنا فيما بعد أن شخصية القذافي كانت                          من النوع الذي يمكن وصفه "الشخصية العاكسة" أو "شخصية المرآة" (MIRROR PERSONALITY)، بمعنى أن يميل دائماً إلى أن يعكس شخصية وصفات الشخص الذي يكون برفقته في لحظة ما. فعلى سبيل المثال فإن كرايسكي شخصية حيوية، ورجل دولة شديد الاعتداد والثقة بنفسه، وعندما يكون القذافي في معيته فإن (أي القذافي) يبدو كذلك ذو شخصية قوية. وعندما يعود إلى صحبة زملائه من الليبيين فإنه يعود متردداً وغير واضح مثل بقية هؤلاء الزملاء.
   لم نعرف هذه الحقيقة عن القذافي إلا بعد أن وصلنا معه إلى نقطة اللاعودة. ولحسن الحظ أنه أثناء قيام الانقلاب لم يكن هناك ليبي واحد لديه الروح الكافية لمقاومة "المسرحية الهزلية" للثورة. إذ لو كانت هناك أيّ مقاومة لانهارت هذه الثورة وتحطمت بكل سهولة كبيت من ورق. وعليه، فقد حبسنا أنفاسنا لمدة أسبوعين، حيث كنا على يقين بأن القذافي ورفاقه القليلين سوف ينهارون ويفقدون أعصابهم ويفرون إلى الصحراء. كان همنا الرئيسي الوحيد ومصدر قلقنا أن من يتقلد الأمور بعد القذافي سوف لن يكتشف أننا وحدنا فقط الذين قدمنا له المساعدة بل والأسوأ من ذلك، أن يكتشف أن القذافي كان قد تلقى كذلك المساعدة والتأييد من "أرموند هامر"*..
   كنا نعتبر تخلينا وتنازلنا عن آبار النفط في سيناء (المحتلة) بمثابة لطمة كبيرة لنا، ذلك أن إسرائيل أخذت تنظر لشركة "أوكسيدنتال" على أنها شركتها الوطنية للنفط.
  كانت مساعداتنا للقذافي بمثابة مقامرة كبرى، ولكنها كانت ذات فوائد عظيمة لنا. لقد كان من بين أهم ما جنيناه من وراء وقفتنا خلفه، هذه الصراعات والنزاعات التي نجح القذافي في خلقها والعداوات التي أشعلها بين الدول العربية المختلفة" وفيما بين الجبهات الفلسطينية بالذات" .
   لقد ثمّن رئيس الجهاز (الموساد) هذا الدور للقذافي عالياً إلى درجة أنه أصر على إعداد ورقة خاصة تتضمن برامج وتوجيهات لمثل هذه النشاطات مستقبلاً. وعلى العموم، فنحن في غاية الرضا عن علاقتنا مع القذافي، على الرغم من أنك عندما تتعامل مع العرب، فإنك لا تستطيع أن تكون على يقين من أنك الذي تراوغ العربي وليس هو الذي يراوغك. وفي الوقت الحاضر فإنه لدينا عدة مشاريع يتوقف نجاحها على مدى تعاون القذافي معنا.
  المشروع الأول منها يتعلق بمضاربة ضخمة في النفط نزمع القيام بها أثناء اللقاء القادم  لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبيك) وذلك فيما لو قام أصدقاؤنا في ليبيا بإخطارنا مسبقاً بوقت كاف.
  أما المشروع الثاني فهو ذو أبعاد ذات حساسية سياسية، ويتعلق بتصفية أحد القادة الدينيين المزعجين في بيروت. وإذا نجح القذافي في هذه العملية الأخيرة فإنه يكون حقاً قد استحق جائزته.**. ( أنظر ذاكرة الأيام حول نفس الموضوع)
  بالطبع فإن هناك محاذير ومسؤوليات تحيط بمسألة التعامل مع مثل هذا الشاب الثائر الملفت للنظر. من ذلك أنه إذا ما ذاع السر بأننا نحن (الموساد) هم عرابوه ونقف من ورائه، فإنه لا يستبعد أن يقوم رفاقه بشنقه.
  وفي هذه الحالة فإنه يتعين على الإسرائيليين أن يضعوا قضباناً من الحديد على نوافذ "الموساد" وأبوابها، كما يتعين عليهم تزويد كل واحد منا بـ "سترة المجانين".
  وفي واقع الأمر وبكل جدية، فإن القذافي سيلقي حتفه ويقتل ذات يوم، وفي هذه الحالة، وبدون وجود القذافي الذي نعتمد عليه في زعزعة العالم العربي وعدم استقراره، فإن مستقبل إسرائيل سوف لن يكون واعداً كما هو الآن. ومن ثم، وعلى الرغم مما يبدو في هذا الأمر من غرابة فإننا سوف نواصل مساعينا من أجل حمايته من أي محاولة تستهدف حياته.
  بالطبع لدينا "أصدقاء" عديدون منتشرون بين جيراننا، ولكن لا أحد من هؤلاء يمكن مقارنته، من حيث فائدته لنا، بـ "الأخ العقيد".